إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رهانات في مخطط التنمية 2026-2030.. تكريس الإصلاحات لتحقيق قفزة تنموية وانتعاشة اقتصادية

شكل‭ ‬محور‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬لتونس‭ ‬2026‭/‬2030،‮ ‬أحد محاور‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنقضي‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬خالد‭ ‬النوري،‭ ‬وكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬المُكلّف‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬سفيان‭ ‬بالصادق‭.‬‮ ‬
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬كانت وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬الخالدي،‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬خلال‭ ‬إشرافها‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬على‭ ‬انعقاد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأوّل‭ ‬للجنة‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬للمخطط‭ ‬التنموي‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2026‭ ‬متناغما‭ ‬مع‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬للفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬لتكريس‭ ‬إصلاحات‭ ‬سياسة‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬التغيرات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للدولة‭.‬

ووفق بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فقد‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬‮«‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬كلّ‭ ‬الوسائل‭ ‬اللاّزمة‭ ‬للمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬حتّى‭ ‬تقوم‭ ‬بالدّور‭ ‬الموكول‭ ‬لها‭ ‬قانونا‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬ستنبثق‭ ‬عنهم‭ ‬المخطّطات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬ستُعرض‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشّعب‭ ‬وعلى‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة،‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬بثقلها‭ ‬في‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬2026‭/‬2030‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومختلف‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬المتداخلة‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬من‭ ‬مجالس‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬وغيرها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقاطع‭ ‬جميع‭ ‬السلط‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬حول‭ ‬المُضي‭ ‬قُدما‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬اجتماعية‭ ‬وتنموية‭ ‬اقتصادية‭ ‬تكرس‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتوسع‭ ‬مجالات‭ ‬تدخل‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬بما‭ ‬يجسد‭ ‬الحضور‭ ‬القوي‭ ‬والعملي‭ ‬للدولة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدة‭ ‬فصول‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬وانطلقت‭ ‬أغلب‭ ‬الوزارات‭ ‬في‭ ‬تجسيدها‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬ومقاربات‭ ‬شاملة‭ ‬خادمة‭ ‬لمشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬وبناء‭ ‬تونس‭ ‬الجديدة‭.‬
يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬ومتابعين‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬التطورات‭ ‬والمستجدات‭ ‬المسجلة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الدولية‭ ‬وعلى‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬وأغلب‭ ‬المواد‭ ‬الطبية‭ ‬والغذائية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وبلادنا‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬عاشته‭ ‬إثر‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬19‮»‬‭ ‬كان‭ ‬كافيا‭ ‬ليدفع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لأخذ‭ ‬كل‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والدفع‭ ‬للمراهنة‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬وتثمينها‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ويكرس‭ ‬ثقافة‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭.‬
وأجمعت‭ ‬عدة‭ ‬جهات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬منوال‭ ‬تنمية‭ ‬جديد‭ ‬يستجيب‭ ‬في‭ ‬توجهاته‭ ‬وخصوصياته‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬والتحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم،‭ ‬ليكون‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬تجسيدا‭ ‬وانعكاسا‭ ‬لتوجهات‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم‭ ‬وسياستها‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وقوامها‭ ‬بالأساس‭ ‬تكريس‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬وتفعيل‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬وصياغة‭ ‬برامج‭ ‬تنموية‭ ‬وإصلاحية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وذلك‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬التمييز‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬الدولة‭ ‬وكانت‭ ‬تداعياتها‭ ‬جد‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬ضحية‭ ‬للتهميش‭ ‬والفقر‭ ‬وافتقاد‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭. ‬‮ ‬
وقد‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنوال‭ ‬التنموي‭ ‬المرتقب‭ ‬والخاص‭ ‬بالخماسي‭ ‬القادم‭ ‬سيقطع‭ ‬مع‭ ‬المخططات‭ ‬والسياسات‭ ‬التنموية‭ ‬السابقة‭ ‬وأنه،‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬ستتنزل‭ ‬سائر‭ ‬التّشريعات‭.‬
ويذكر‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬إصلاحية‭ ‬لعدة‭ ‬مجالات‭ ‬وقطاعات‭ ‬تعد‭ ‬حيوية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬خدماتها‭ ‬موجهة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬وتعميم‭ ‬خدماته‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم،‭ ‬وإن‭ ‬بقدر‭ ‬محدود،‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عزلة‭ ‬كانت‭ ‬تعيشها‭. ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شهدت‭ ‬عدة‭ ‬مستشفيات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬صحية‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬وتهيئة‭ ‬وتجهيز‭ ‬بأحدث‭ ‬التجهيزات‭ ‬والتقنيات‭ ‬الطبية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬بما‭ ‬مكن‭ ‬من‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬العمومية‭ ‬للمواطنين‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تحسب‭ ‬للمنظومة‭ ‬المسيرة‭ ‬للدولة‭ ‬اليوم،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬فيها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬يعيش‭ ‬صعوبات‭ ‬نتيجة‭ ‬سياسات‭ ‬فاشلة‭ ‬متراكمة،‭ ‬ونتيجة‭ ‬أيضا‭ ‬لتفشي‭ ‬مظاهر‭ ‬وممارسات‭ ‬سلبية‭ ‬كان‭ ‬عنوانها‭ ‬الأبرز‭ ‬‮«‬الفساد‮»‬‭ ‬والتلاعب‭ ‬بثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والمالية‭.‬
في‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أكد‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬والإقليمية‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬انخراطهم‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬مشروع‭ ‬مخطط‭ ‬تنموي‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭.‬
وكانت‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استنباط‭ ‬أفكار‭ ‬وأدوات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬المرتقبة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬تصوّرات‭ ‬جديدة‭ ‬لتمويل‭ ‬الميزانية‭ ‬وعلى‭ ‬بلورة‭ ‬هذه‭ ‬التصورات‭ ‬وفق‭ ‬تصوّر‭ ‬جديد‭ ‬وشمولي‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬وتوجّهاتها،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للدّولة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬
لتضع‭ ‬بذلك‭ ‬الجميع‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة‭ ‬تتطلب‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬على بلورة‭ ‬مقترحات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬صلابة‭ ‬الماليّة‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وتكريس‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للدولة‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬تمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬لمعاضدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وتيسير‭ ‬نفاذها‭ ‬لمصادر‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الانتدابات‭ ‬مجدّدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭.‬
وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬الحالي‭ ‬سواء‭ ‬الخاص‭ ‬بانتخاب‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أو‭ ‬ممثلي‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية،‭ ‬نتبين‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬من‭ ‬مهامهم‭ ‬وأدوارهم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬حسب‭ ‬الجهات‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬تنموية‭ ‬أو‭ ‬تشكوه‭ ‬من‭ ‬نقائص‭ ‬تتطلب‭ ‬التدخل‭ ‬والمعالجة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التأسيس‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬القاعدية‭.‬


نزيهة‭ ‬الغضباني

 

رهانات في مخطط التنمية 2026-2030.. تكريس الإصلاحات لتحقيق قفزة تنموية وانتعاشة اقتصادية

شكل‭ ‬محور‭ ‬مخطط‭ ‬التنمية‭ ‬لتونس‭ ‬2026‭/‬2030،‮ ‬أحد محاور‭ ‬لقاء‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنقضي‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬خالد‭ ‬النوري،‭ ‬وكاتب‭ ‬الدولة‭ ‬لدى‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬المُكلّف‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬سفيان‭ ‬بالصادق‭.‬‮ ‬
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬كانت وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬الخالدي،‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬خلال‭ ‬إشرافها‭ ‬أول‭ ‬أمس،‭ ‬على‭ ‬انعقاد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأوّل‭ ‬للجنة‭ ‬السياسات‭ ‬المالية‭ ‬للمخطط‭ ‬التنموي‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2026‭ ‬متناغما‭ ‬مع‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬للفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬وتوجهاتها‭ ‬لتكريس‭ ‬إصلاحات‭ ‬سياسة‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬التغيرات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للدولة‭.‬

ووفق بلاغ‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية،‭ ‬فقد‭ ‬شدد‭ ‬رئيس‭ ‬الدّولة‭ ‬‮«‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬كلّ‭ ‬الوسائل‭ ‬اللاّزمة‭ ‬للمجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬حتّى‭ ‬تقوم‭ ‬بالدّور‭ ‬الموكول‭ ‬لها‭ ‬قانونا‮»‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬هذه‭ ‬المجالس‭ ‬هم‭ ‬الذين‭ ‬ستنبثق‭ ‬عنهم‭ ‬المخطّطات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬ستُعرض‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشّعب‭ ‬وعلى‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭.‬
وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة،‭ ‬داخلية‭ ‬وخارجية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تلقي‭ ‬بثقلها‭ ‬في‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬2026‭/‬2030‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬وزارات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومختلف‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬المتداخلة‭ ‬في‭ ‬المسألة‭ ‬من‭ ‬مجالس‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية‭ ‬وغيرها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تقاطع‭ ‬جميع‭ ‬السلط‭ ‬التنفيذية‭ ‬والتشريعية‭ ‬حول‭ ‬المُضي‭ ‬قُدما‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬وفق‭ ‬أسس‭ ‬اجتماعية‭ ‬وتنموية‭ ‬اقتصادية‭ ‬تكرس‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وتوسع‭ ‬مجالات‭ ‬تدخل‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬بما‭ ‬يجسد‭ ‬الحضور‭ ‬القوي‭ ‬والعملي‭ ‬للدولة‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عدة‭ ‬فصول‭ ‬من‭ ‬دستور‭ ‬2022‭ ‬وانطلقت‭ ‬أغلب‭ ‬الوزارات‭ ‬في‭ ‬تجسيدها‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬ومقاربات‭ ‬شاملة‭ ‬خادمة‭ ‬لمشروع‭ ‬إصلاح‭ ‬وبناء‭ ‬تونس‭ ‬الجديدة‭.‬
يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمالية‭ ‬ومتابعين‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬تداعيات‭ ‬التطورات‭ ‬والمستجدات‭ ‬المسجلة‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬مؤخرا‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاديات‭ ‬الدولية‭ ‬وعلى‭ ‬أسعار‭ ‬الطاقة‭ ‬وأغلب‭ ‬المواد‭ ‬الطبية‭ ‬والغذائية‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وبلادنا‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬عاشته‭ ‬إثر‭ ‬أزمة‭ ‬‮«‬كوفيد‭ ‬19‮»‬‭ ‬كان‭ ‬كافيا‭ ‬ليدفع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬لأخذ‭ ‬كل‭ ‬الاحتياطات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والدفع‭ ‬للمراهنة‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬وتثمينها‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬ويكرس‭ ‬ثقافة‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭.‬
وأجمعت‭ ‬عدة‭ ‬جهات‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬منوال‭ ‬تنمية‭ ‬جديد‭ ‬يستجيب‭ ‬في‭ ‬توجهاته‭ ‬وخصوصياته‭ ‬لمتطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬والتحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم،‭ ‬ليكون‭ ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬تجسيدا‭ ‬وانعكاسا‭ ‬لتوجهات‭ ‬الدولة‭ ‬اليوم‭ ‬وسياستها‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬وقوامها‭ ‬بالأساس‭ ‬تكريس‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬وتفعيل‭ ‬العدالة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬عبر‭ ‬وضع‭ ‬وصياغة‭ ‬برامج‭ ‬تنموية‭ ‬وإصلاحية‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وذلك‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬سياسة‭ ‬التمييز‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬الدولة‭ ‬وكانت‭ ‬تداعياتها‭ ‬جد‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬والمجتمع‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬ضحية‭ ‬للتهميش‭ ‬والفقر‭ ‬وافتقاد‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭. ‬‮ ‬
وقد‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اللقاء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنوال‭ ‬التنموي‭ ‬المرتقب‭ ‬والخاص‭ ‬بالخماسي‭ ‬القادم‭ ‬سيقطع‭ ‬مع‭ ‬المخططات‭ ‬والسياسات‭ ‬التنموية‭ ‬السابقة‭ ‬وأنه،‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬ستتنزل‭ ‬سائر‭ ‬التّشريعات‭.‬
ويذكر‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬إصلاحية‭ ‬لعدة‭ ‬مجالات‭ ‬وقطاعات‭ ‬تعد‭ ‬حيوية‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬خدماتها‭ ‬موجهة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬للمواطنين‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬أسطول‭ ‬النقل‭ ‬وتعميم‭ ‬خدماته‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ساهم،‭ ‬وإن‭ ‬بقدر‭ ‬محدود،‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬عزلة‭ ‬كانت‭ ‬تعيشها‭. ‬والأمر‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شهدت‭ ‬عدة‭ ‬مستشفيات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬صحية‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬وتهيئة‭ ‬وتجهيز‭ ‬بأحدث‭ ‬التجهيزات‭ ‬والتقنيات‭ ‬الطبية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواصلة‭ ‬تعزيز‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬بما‭ ‬مكن‭ ‬من‭ ‬تقريب‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والطبية‭ ‬العمومية‭ ‬للمواطنين‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬المكاسب‭ ‬التي‭ ‬تحسب‭ ‬للمنظومة‭ ‬المسيرة‭ ‬للدولة‭ ‬اليوم،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬فيها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬يعيش‭ ‬صعوبات‭ ‬نتيجة‭ ‬سياسات‭ ‬فاشلة‭ ‬متراكمة،‭ ‬ونتيجة‭ ‬أيضا‭ ‬لتفشي‭ ‬مظاهر‭ ‬وممارسات‭ ‬سلبية‭ ‬كان‭ ‬عنوانها‭ ‬الأبرز‭ ‬‮«‬الفساد‮»‬‭ ‬والتلاعب‭ ‬بثروات‭ ‬ومقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والمالية‭.‬
في‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أكد‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬والإقليمية‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬انخراطهم‭ ‬الجاد‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬مشروع‭ ‬مخطط‭ ‬تنموي‭ ‬يعبّر‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭.‬
وكانت‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬قد‭ ‬أكدت‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬استنباط‭ ‬أفكار‭ ‬وأدوات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬المرتقبة‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬تصوّرات‭ ‬جديدة‭ ‬لتمويل‭ ‬الميزانية‭ ‬وعلى‭ ‬بلورة‭ ‬هذه‭ ‬التصورات‭ ‬وفق‭ ‬تصوّر‭ ‬جديد‭ ‬وشمولي‭ ‬يعكس‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬وتوجّهاتها،‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬للدّولة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬
لتضع‭ ‬بذلك‭ ‬الجميع‭ ‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬بالجملة‭ ‬تتطلب‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬على بلورة‭ ‬مقترحات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬صلابة‭ ‬الماليّة‭ ‬العمومية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وتكريس‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬للدولة‭ ‬وتطوير‭ ‬آليات‭ ‬تمويل‭ ‬الاقتصاد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬استحداث‭ ‬آليات‭ ‬لمعاضدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وتيسير‭ ‬نفاذها‭ ‬لمصادر‭ ‬التمويل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الانتدابات‭ ‬مجدّدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬عند‭ ‬الحاجة‭.‬
وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬القانون‭ ‬الانتخابي‭ ‬الحالي‭ ‬سواء‭ ‬الخاص‭ ‬بانتخاب‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬أو‭ ‬ممثلي‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أو‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والجهوية‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬محلية‭ ‬وجهوية،‭ ‬نتبين‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬وأعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المنتخبة‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬من‭ ‬مهامهم‭ ‬وأدوارهم‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬أو‭ ‬عبر‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬مخططات‭ ‬التنمية‭ ‬حسب‭ ‬الجهات‭ ‬وما‭ ‬تتطلبه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬تنموية‭ ‬أو‭ ‬تشكوه‭ ‬من‭ ‬نقائص‭ ‬تتطلب‭ ‬التدخل‭ ‬والمعالجة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬التأسيس‭ ‬للإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬القاعدية‭.‬


نزيهة‭ ‬الغضباني