مازال موسم الحصاد في بدايته إلا أن العديد من مناطق إنتاج الحبوب قد شهدت عدة حرائق أتت على عشرات الهكتارات، بالإضافة إلى المناطق الغابية وحقول الأشجار المثمرة، حرائق تعود لأسباب عدة من بينها ارتفاع درجات الحرارة. هذا ما أكدته الجهات الرسمية المختصة في متابعة هذه الأحداث. ووفق وزارة الفلاحة تم تسجيل 121 حريقا، خلال الفترة المتراوحة مابين 1 جوان الجاري إلى غاية 15 من الشهر نفسه، تسببت في تضرر أكثر من 200 هكتار. وقد شدد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ خلال اجتماع مساء أول أمس الاثنين، خلال جلسة عمل حول التوقي من انتشار الحرائق، على أن حماية المحاصيل والغابات تمثل أولوية مطلقة.
وقد عرفت ولاية باجة عدة حرائق في المدة الأخيرة. إذ أتى حريق نشب الأحد 15 جوان الجاري بمزارع للقمح بمنطقة بالشوك بباجة الجنوبية على أكثر من 35 هكتارا، وقد نشب هذا الحريق بسبب شرارة من آلة حصاد. كما سجلت الجهة يوم السبت الماضي نشوب حريقين أحدهما بمزرعة للقمح بمنطقة أولاد بوعلي بنفزة إلى جانب نشوب حريق آخر بمزرعة للشعير بمنطقة الحمري بباجة الجنوبية أتى على مساحات محدودة لا تتجاوز الثلاثة هكتارات.
وقبل ذلك اندلع حريق مساء الجمعة 6 جوان الجاري بإحدى مزارع الحبوب التابعة لمركب فلاحي دولي بولاية باجة أيضا، أتى على أكثر من 40 هكتارا من القمح المعد للإكثار. حيث تمكن أعوان وإطارات الحماية المدنية والغابات بباجة من إخماد هذا الحريق قبل أن تتسع رقعته.
وتمكّنت فرق الحماية المدنية وإدارة الغابات بمنوبة، يوم السبت 7 جوان الجاري من السيطرة على حريقين اندلعا بمزرعتين بمنطقة المنصورة والمهرين بالبطان، وأتيا على مساحة 27 هكتارا من مساحات القمح والشعير وبقايا حصيدة.
وفي ولاية بنزرت نشب حريق بأرض فلاحية بمنطقة الحتحات بعمادة أم هاني التابعة لمعتمدية منزل بورقيبة، ليلة الجمعة 13 جوان الجاري، وتسبب في إتلاف 3 هكتارات من المحصول الزراعي.
رفع درجة اليقظة
حرائق مختلفة في الفترة المنقضية تسببت في خسائر بعدد من ضيعات الحبوب والحصيدة بعدد من المناطق، حيث كانت التدخلات محكمة والإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها ناجعة، إلا أن الوضع يتطلب مزيد تنسيق الجهود وإحكام التنسيق الميداني بين مختلف الأطراف المعنية للتدخل عند الاقتضاء، ومزيد تحسيس الفلاحين بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للتوقي من اندلاع الحرائق بمزارع الحبوب والعلف.
ويأتي انعقاد جلسة وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في إطار تكثيف العمل ورفع درجة اليقظة للتوقي من الحرائق، وتم بالمناسبة تقديم عرض حول الوضعية الحالية للحرائق خلال الموسم الفلاحي الحالي، وتقييم نجاعة إجراءات الوقاية المعتمدة، إذ أكد الوزير، خلالها أن إنجاح موسم الحصاد وحماية المحاصيل مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقا تاما بين كل الأطراف، ودعا إلى مزيد من العمل الميداني وتسخير جميع الإمكانيات البشرية واللوجستية لحماية الثروة الوطنية من خطر الحرائق، كما أوصى بإقرار لجان تحقيق مشتركة للبحث في ملابسات اندلاع الحرائق.
وقد أذن الوزير بإعداد مخطط عمل عملي وفوري لمجابهة الحرائق، يُنفذ على مدى 24/24 ساعة وكامل أيام الأسبوع، داعيا إلى مزيد إحكام التنسيق مع وزارة التجهيز للإسراع في تنظيف الحواشي، وأقر الوزير إحداث لجان جهوية مشتركة لمعاينة الآلات ومتابعة الحصاد، وتكثيف الزيارات الميدانية من قبل أعوان اللجان الجهوية. كما أوصى باتخاذ إجراءات ردعية ضد المخالفين الذين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية المعمول بها.
وشدد الوزير على ضرورة العمل على مزيد توعية المواطنين وتشريكهم في المجهودات المبذولة في عمليات الوقاية من الحرائق.
مراكز موسمية متقدمة
وقبل انطلاق موسم الحصاد كان وزير الفلاحة عز الدين بن الشيخ، قد أعلن عن إحداث مراكز موسمية متقدمة في أكثر المناطق عرضة للحرائق، كما أعلن عن إعداد مخطط للتدخل العملياتي من قبل الإدارة العامة للغابات رغم الحاجة إلى مزيد دعم قدراتها لحماية المنظومة الغابية من الحرائق.
وأضاف بن الشيخ، خلال إشرافه على أشغال اللّجنة الوطنيّة الخاصّة بالاستعداد لحماية الثّروة الغابيّة والمحاصيل الزراعية من الحرائق خلال صيف 2025، والتي حضرها وزير الدّاخليّة خالد النـّوري، أنه تمّ بذل مجهودات كبيرة في صيانة وتطوير البنية التّحتيّة بالمناطق الغابية.
وأشار خلال الاجتماع، الذي حضره أعضاء اللجنة الوطنية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة وممثّلـي مختلف الوزارات والهياكل الوطنيّة، أنه تم صيانة وفتح المسالك وإعادة تهيئة أبراج المراقبة وإحداث نقاط مياه وصيانة المعدّات والوسائل اللّوجستيّة وتوزيعها وفق نسبة الغطاء الغابي بالجهات.
وقد تم اتخاذ حزمة من التدابير الوقائيّة، من أبرزها تنظيم أيام تحسيسيّة توعويّة بعديد الجهات، بالتّعاون مع المجتمع المدني قصد ترسيخ ثقافة الوقاية والمسؤوليّة المشتركة لدى المواطنين، وتفعيل دورهم كمكوّن أساسي في منظومة الحماية، فضلا عن تنظيم زيارات ميدانيّة وومضات تحسيسيّة للتّوعية.
كما تم تهيئة المركز الوطني لحماية الغابات برادس لما يمثّله من دور هام في التّنسيق بين مختلف الأطراف المتدخّلة ومعاضدة مجهودات المصالح الجهويّة في مجابهة الحرائق.
وبالاشتراك مع بعض المنظّمات المحليّة والإقليمية تم إحداث مركز يقظة للإعلام والرّصد المبكّر مجهّز ببرمجيات وتقنيات حديثة ممّا يعزّز نجاعة التّدخّل وسرعته.
وقد أكد وزير الفلاحة والموارد المائية، على التحدّيات المطروحة التي تواجه الإدارة العامّة للغابات من حيث النّقص في الموارد البشريّة والمعدّات الثّقيلة، وصعوبة التّعاطي مع الحرائق المتزامنة في أكثر من موقع، وأكد على التزام الوزارة بالعمل على دعم قدرات الإدارة العامّة للغابات، من خلال تعزيز التّنسيق مع الهياكل المعنيّة، والحرص على استكمال إبرام اتّفاقيات شراكة وتكوين، وتكثيف برامج التّكوين والدّعم الفنّي والسّعي نحو تطوير أساليب العمل.
وخُصّصت أشغال اللّجنة الوطنيّة الخاصّة بالاستعداد لحماية الثّروة الغابيّة والمحاصيل الزراعية من الحرائق خلال صيف2025 لبحث آليات التعاون بين هياكل وزارتي الفلاحة والداخلية واتخاذ الإجراءات والتدابير الاستباقيّة والوقائيّة والعمليّاتيّة لحمايتها والوُقوف على جاهزيّة كافة الهياكل المُتداخلة في المجال، وتقوم هذه المقاربة على الاستعداد الجيّد لموسم الصّيف وحماية مزارع الحبُوب والغابات من الحرائق ووضع كافة الإمكانيّات البشريّة واللوجستيّة على ذمّة اللجان الجهويّة لضمان سّرعة التدخل عند أي طارئ من خلال برنامج عمل مُوحّد بالتنسيق مع كافة الهياكل المُتداخلة.
وللإشارة مع بداية كل صائفة تضبط الإدارة العامّة للغابات جملة من الإجراءات والتّدابير الوقائيّة وتعدّ مخطّطا عمّلياتيا لمجابهة هذه الآفة عند وقوعها وذلك بالتّنسيق مع كافّة أعضاء اللّجنة وفي إطار أشغال لجان مجابهة الكوارث مركزيا وجهويا.
حنان قيراط
مازال موسم الحصاد في بدايته إلا أن العديد من مناطق إنتاج الحبوب قد شهدت عدة حرائق أتت على عشرات الهكتارات، بالإضافة إلى المناطق الغابية وحقول الأشجار المثمرة، حرائق تعود لأسباب عدة من بينها ارتفاع درجات الحرارة. هذا ما أكدته الجهات الرسمية المختصة في متابعة هذه الأحداث. ووفق وزارة الفلاحة تم تسجيل 121 حريقا، خلال الفترة المتراوحة مابين 1 جوان الجاري إلى غاية 15 من الشهر نفسه، تسببت في تضرر أكثر من 200 هكتار. وقد شدد وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، عز الدين بن الشيخ خلال اجتماع مساء أول أمس الاثنين، خلال جلسة عمل حول التوقي من انتشار الحرائق، على أن حماية المحاصيل والغابات تمثل أولوية مطلقة.
وقد عرفت ولاية باجة عدة حرائق في المدة الأخيرة. إذ أتى حريق نشب الأحد 15 جوان الجاري بمزارع للقمح بمنطقة بالشوك بباجة الجنوبية على أكثر من 35 هكتارا، وقد نشب هذا الحريق بسبب شرارة من آلة حصاد. كما سجلت الجهة يوم السبت الماضي نشوب حريقين أحدهما بمزرعة للقمح بمنطقة أولاد بوعلي بنفزة إلى جانب نشوب حريق آخر بمزرعة للشعير بمنطقة الحمري بباجة الجنوبية أتى على مساحات محدودة لا تتجاوز الثلاثة هكتارات.
وقبل ذلك اندلع حريق مساء الجمعة 6 جوان الجاري بإحدى مزارع الحبوب التابعة لمركب فلاحي دولي بولاية باجة أيضا، أتى على أكثر من 40 هكتارا من القمح المعد للإكثار. حيث تمكن أعوان وإطارات الحماية المدنية والغابات بباجة من إخماد هذا الحريق قبل أن تتسع رقعته.
وتمكّنت فرق الحماية المدنية وإدارة الغابات بمنوبة، يوم السبت 7 جوان الجاري من السيطرة على حريقين اندلعا بمزرعتين بمنطقة المنصورة والمهرين بالبطان، وأتيا على مساحة 27 هكتارا من مساحات القمح والشعير وبقايا حصيدة.
وفي ولاية بنزرت نشب حريق بأرض فلاحية بمنطقة الحتحات بعمادة أم هاني التابعة لمعتمدية منزل بورقيبة، ليلة الجمعة 13 جوان الجاري، وتسبب في إتلاف 3 هكتارات من المحصول الزراعي.
رفع درجة اليقظة
حرائق مختلفة في الفترة المنقضية تسببت في خسائر بعدد من ضيعات الحبوب والحصيدة بعدد من المناطق، حيث كانت التدخلات محكمة والإجراءات الاستباقية التي تم اتخاذها ناجعة، إلا أن الوضع يتطلب مزيد تنسيق الجهود وإحكام التنسيق الميداني بين مختلف الأطراف المعنية للتدخل عند الاقتضاء، ومزيد تحسيس الفلاحين بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة للتوقي من اندلاع الحرائق بمزارع الحبوب والعلف.
ويأتي انعقاد جلسة وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في إطار تكثيف العمل ورفع درجة اليقظة للتوقي من الحرائق، وتم بالمناسبة تقديم عرض حول الوضعية الحالية للحرائق خلال الموسم الفلاحي الحالي، وتقييم نجاعة إجراءات الوقاية المعتمدة، إذ أكد الوزير، خلالها أن إنجاح موسم الحصاد وحماية المحاصيل مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقا تاما بين كل الأطراف، ودعا إلى مزيد من العمل الميداني وتسخير جميع الإمكانيات البشرية واللوجستية لحماية الثروة الوطنية من خطر الحرائق، كما أوصى بإقرار لجان تحقيق مشتركة للبحث في ملابسات اندلاع الحرائق.
وقد أذن الوزير بإعداد مخطط عمل عملي وفوري لمجابهة الحرائق، يُنفذ على مدى 24/24 ساعة وكامل أيام الأسبوع، داعيا إلى مزيد إحكام التنسيق مع وزارة التجهيز للإسراع في تنظيف الحواشي، وأقر الوزير إحداث لجان جهوية مشتركة لمعاينة الآلات ومتابعة الحصاد، وتكثيف الزيارات الميدانية من قبل أعوان اللجان الجهوية. كما أوصى باتخاذ إجراءات ردعية ضد المخالفين الذين لا يلتزمون بالإجراءات الوقائية المعمول بها.
وشدد الوزير على ضرورة العمل على مزيد توعية المواطنين وتشريكهم في المجهودات المبذولة في عمليات الوقاية من الحرائق.
مراكز موسمية متقدمة
وقبل انطلاق موسم الحصاد كان وزير الفلاحة عز الدين بن الشيخ، قد أعلن عن إحداث مراكز موسمية متقدمة في أكثر المناطق عرضة للحرائق، كما أعلن عن إعداد مخطط للتدخل العملياتي من قبل الإدارة العامة للغابات رغم الحاجة إلى مزيد دعم قدراتها لحماية المنظومة الغابية من الحرائق.
وأضاف بن الشيخ، خلال إشرافه على أشغال اللّجنة الوطنيّة الخاصّة بالاستعداد لحماية الثّروة الغابيّة والمحاصيل الزراعية من الحرائق خلال صيف 2025، والتي حضرها وزير الدّاخليّة خالد النـّوري، أنه تمّ بذل مجهودات كبيرة في صيانة وتطوير البنية التّحتيّة بالمناطق الغابية.
وأشار خلال الاجتماع، الذي حضره أعضاء اللجنة الوطنية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة وممثّلـي مختلف الوزارات والهياكل الوطنيّة، أنه تم صيانة وفتح المسالك وإعادة تهيئة أبراج المراقبة وإحداث نقاط مياه وصيانة المعدّات والوسائل اللّوجستيّة وتوزيعها وفق نسبة الغطاء الغابي بالجهات.
وقد تم اتخاذ حزمة من التدابير الوقائيّة، من أبرزها تنظيم أيام تحسيسيّة توعويّة بعديد الجهات، بالتّعاون مع المجتمع المدني قصد ترسيخ ثقافة الوقاية والمسؤوليّة المشتركة لدى المواطنين، وتفعيل دورهم كمكوّن أساسي في منظومة الحماية، فضلا عن تنظيم زيارات ميدانيّة وومضات تحسيسيّة للتّوعية.
كما تم تهيئة المركز الوطني لحماية الغابات برادس لما يمثّله من دور هام في التّنسيق بين مختلف الأطراف المتدخّلة ومعاضدة مجهودات المصالح الجهويّة في مجابهة الحرائق.
وبالاشتراك مع بعض المنظّمات المحليّة والإقليمية تم إحداث مركز يقظة للإعلام والرّصد المبكّر مجهّز ببرمجيات وتقنيات حديثة ممّا يعزّز نجاعة التّدخّل وسرعته.
وقد أكد وزير الفلاحة والموارد المائية، على التحدّيات المطروحة التي تواجه الإدارة العامّة للغابات من حيث النّقص في الموارد البشريّة والمعدّات الثّقيلة، وصعوبة التّعاطي مع الحرائق المتزامنة في أكثر من موقع، وأكد على التزام الوزارة بالعمل على دعم قدرات الإدارة العامّة للغابات، من خلال تعزيز التّنسيق مع الهياكل المعنيّة، والحرص على استكمال إبرام اتّفاقيات شراكة وتكوين، وتكثيف برامج التّكوين والدّعم الفنّي والسّعي نحو تطوير أساليب العمل.
وخُصّصت أشغال اللّجنة الوطنيّة الخاصّة بالاستعداد لحماية الثّروة الغابيّة والمحاصيل الزراعية من الحرائق خلال صيف2025 لبحث آليات التعاون بين هياكل وزارتي الفلاحة والداخلية واتخاذ الإجراءات والتدابير الاستباقيّة والوقائيّة والعمليّاتيّة لحمايتها والوُقوف على جاهزيّة كافة الهياكل المُتداخلة في المجال، وتقوم هذه المقاربة على الاستعداد الجيّد لموسم الصّيف وحماية مزارع الحبُوب والغابات من الحرائق ووضع كافة الإمكانيّات البشريّة واللوجستيّة على ذمّة اللجان الجهويّة لضمان سّرعة التدخل عند أي طارئ من خلال برنامج عمل مُوحّد بالتنسيق مع كافة الهياكل المُتداخلة.
وللإشارة مع بداية كل صائفة تضبط الإدارة العامّة للغابات جملة من الإجراءات والتّدابير الوقائيّة وتعدّ مخطّطا عمّلياتيا لمجابهة هذه الآفة عند وقوعها وذلك بالتّنسيق مع كافّة أعضاء اللّجنة وفي إطار أشغال لجان مجابهة الكوارث مركزيا وجهويا.