إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

روبورتاجات‭ ‬‮ "الصباح".. ‬توارثتها‭ ‬الأجيال‭ ‬بمنزل‭ ‬حر.. صناعة‭ ‬القفة‭.. ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬اللمسات‭ ‬العصرية‭ ‬‮

تمتاز‭ ‬مدينة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬بصناعة‭ ‬القفة‭ ‬ومنتوجات‭ ‬السعف‭.. ‬هذه‭ ‬الحرفة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬الجهة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وتوارثتها‭ ‬العائلات‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخلو‭ ‬أي‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬بغرض‭ ‬التسوق‭.‬

‮ «‬الصباح‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬وزوجها‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬بورشتهما‭ ‬الكائنة‭ ‬بأحد‭ ‬أحياء‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭.. ‬تقوى‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬حدثتنا‭ ‬عن‭ ‬عشقها‭ ‬وشغفها‭ ‬بحرفة‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬التي‭ ‬تمتهنها‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭ ‬من‭ ‬قفة‭ ‬تقليدية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬إلى‭ ‬نماذج‭ ‬وحقائب‭ ‬وقطع‭ ‬أخرى‭ ‬مُبتكرة‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬بألوان‭ ‬وأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬وتستعمل‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬للمنزل‭ ‬وللديكور‭ ‬وكمحامل‭ ‬يدوية‭ ‬وحقائب‭ ‬نسائية‭ ‬ومراوح‭ ‬وحصر‭ ‬ومظلات‭ ‬أيضا‭ ‬كإكسسوارات‭ ‬بأناملها‭.. ‬تطوع‭ ‬تقوى‭ ‬السعف‭ ‬أو‭ ‬أعواد‭ ‬القصب‭ ‬أيضا‭ ‬السمار‭ ‬التي‭ ‬تستعملها‭ ‬كمواد‭ ‬أولية‭ ‬لتصنع‭ ‬منتوجات‭ ‬وتحف‭ ‬جميلة‭ ‬ومزخرفة‭ ‬تجلب‭ ‬الحريف‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬شرائها‭ ‬حسب‭ ‬متطلباته‭ ‬للاستعمال‭ ‬اليومي‭ ‬او‭ ‬للمناسبات‭.‬

كما‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السياح‭ ‬الجزائريين‭ ‬أو‭ ‬الأجانب‭ ‬نظرا‭ ‬لتفردها‭ ‬وإتقان‭ ‬صناعتها‭..‬‮ ‬وحدثتنا‭ ‬تقوى‭ ‬عن‭ ‬حذقها‭ ‬لهذه‭ ‬الحرفة‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬فتقول‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬اجلس‭ ‬مع‭ ‬جدتي‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬بمنزلنا‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة‭ ‬وعند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬فراغي‭ ‬اقصد‭ ‬منزل‭ ‬جدتي‭ ‬وتعلمت‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬بمختلف‭ ‬مراحلها‭ ‬وصناعة‭ ‬ضفائر‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬وخياطتها‭ ‬بواسطة‭ ‬‮«‬المسلة‮»‬‭ ‬وتعلمت‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬إعداد‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬بدء‭ ‬من‭ ‬التجفيف‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬صناعة‮ ‬‭ ‬المنتوجات‭ ‬والقطع‮»‬‭.‬

مراحل‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬

رمز‭ ‬الأصالة‭ ‬والإبداع

‮ ‬وتضيف‭ ‬تقوى‭ ‬ان‭ ‬شهري‭ ‬جوان‭ ‬وجويلية‭ ‬فترة‭ ‬عولة‭ ‬السعف‭ ‬والقصب‭..‬‮ ‬وتبدأ‭ ‬المرحلة‭ ‬باقتلاع‭ ‬السعف‭ ‬من‭ ‬الجمار‭ ‬الذي‭ ‬ينبت‭ ‬بالأودية‭ ‬والسباخ‭ ‬والغابات‭ ‬وفي‭ ‬سفوح‭ ‬الجبال‭ ‬ليصل‭ ‬الى‭ ‬المسكن‭ ‬ومن‭ ‬ثمة‭ ‬يعرّض‭ ‬السعف‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬بنشره‭ ‬في‭ ‬فناء‭ ‬المسكن‭ ‬أو‭ ‬تعليقه‭ ‬بالجدران‭ ‬المُطلة‭ ‬عليه‭ ‬وتستغرق‭ ‬العملية‭ ‬يومين‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬وبين‭ ‬خمسة‭ ‬وثمانية‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬أي‭ ‬تبعا‭ ‬لقوة‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬الخزن إذ بعد‭ ‬جفافه‭ ‬تتم‭ ‬تنقيته‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لينا‭ ‬ثم‭ ‬يربط‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬حزم‭ ‬صغيرة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬قبضة‭ ‬اليد‭ ‬ويوضع‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬خشبي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬إحدى‭ ‬الغرف‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬ملائمة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الرطوبة‭ ‬ليبقى‭ ‬صالحا‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭..‬

وتأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬التنقيع‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬العادي‭ ‬وربع‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬الدافئ‭ ‬لكي‭ ‬يكتسب‭ ‬الليونة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ودون‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬يتعرض‭ ‬السعف‭ ‬للتكسر‭... ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬الصبغ‮ ‬حيث تتكفل‭ ‬المرأة‭ ‬بهذه‭ ‬العملية‭ ‬إذ‭ ‬تضع‭ ‬‮«‬النحاسة‮»‬‭ ‬على‭ ‬النار‭ ‬وعندما‭ ‬يغلي‭ ‬الماء‭ ‬تضيف‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الصباغة‭ ‬ثم‭ ‬تضع‭ ‬السعف‭ ‬وتقلبه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬ليتشرب‭ ‬اللون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جهاته‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تستغرق‭ ‬بعض‭ ‬الدقائق،‭ ‬يوضع‭ ‬السعف‭ ‬المصبوغ‭ ‬ليجف‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس ثم‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬الضفيرة‮»‬،‭ ‬حسب‭ ‬المصطلح‭ ‬المحلي،‭ ‬هي عملية‭ ‬تداخل‭ ‬السعف‭ ‬مع‭ ‬بعضه‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬جدائل‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬الحرفية‭ ‬بسف‭ ‬السعف‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬شريط‭ ‬طويل‭...‬

فلصنع‭ ‬سجاد‭ ‬مثلا‭ ‬يأخذ‭ ‬الحرفي‭ ‬الشريط‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬تعتبر‭ ‬المركز‭ ‬ويخيطه‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬دائري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الحجم‭ ‬المطلوب‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يقص‭ ‬السعف‭ ‬ويربط‭ ‬الأطراف‭ ‬بالخياطة‭. ‬ويأتي‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬لوسط‭ ‬القطعة‭ ‬ويخيط‭ ‬العروة‭.‬

القصب‭ ‬والسمار‭ ‬لصنع‭ ‬قطع‭ ‬

وتحف‭ ‬مزخرفة‭ ‬وجذابة

‮ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يُميز‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬أصيلة‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬هو‭ ‬تطويرها‭ ‬لمنتوج‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬‮«‬الزمنية‮»‬‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬والمخصصة‭ ‬للتسوق‭ ‬ثم‭ ‬إضافة‭ ‬المادة‭ ‬الأولية‭ ‬وهي‭ ‬أعواد‭ ‬القصب‭ ‬أو‭ ‬السمار‭ ‬لصنع‭ ‬وابتكار‭ ‬تحف‭ ‬ومحامل‭ ‬وحقائب‭ ‬مزخرفة‭ ‬بأشكال‭ ‬وأحجام‭ ‬مختلفة‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كحقائب‭ ‬او‭ ‬للديكور‭ ‬بالمنزل‭ ‬او‭ ‬للمطبخ‭ ‬ومختلف‭ ‬أركان‭ ‬البيت‭ ‬باعتبارها‭ ‬قطعا‭ ‬جميلة‭ ‬وجذابة‭ ‬وفي‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭ ‬والقطع‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الملوثة‭ ‬للبيئة‭.‬

وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬سعت‭ ‬تقوى‭ ‬بعد‭ ‬زواجها‭ ‬إلى إحداث‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتكوين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬من‭ ‬مدينتها‭ ‬من‭ ‬بينهن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشابات‭ ‬خريجات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬اللاتي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬فاخترن‭ ‬تعلم‭ ‬حرفة‭ ‬تضمن‭ ‬لهن‭ ‬مدخولا‭ ‬شهريا‭.‬

وحول‭ ‬الأسعار،‭ ‬قالت‭ ‬الحرفية‭ ‬ان‭ ‬سعر‭ ‬القفة‭ ‬الزمنية‭ ‬بـ20‭ ‬دينارا‭ ‬وتتراوح‭ ‬أسعار‭ ‬باقي‭ ‬المنتوجات‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬الى‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬حسب‭ ‬متطلبات‭ ‬الحرفاء‭.‬

كما‭ ‬تحدثت‭ ‬الحرفية‭ ‬عن‭ ‬تشجيع‭ ‬زوجها‭ ‬لها‭ ‬ومرافقته‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬ومسار‭ ‬عملها‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬شكرها‭ ‬الى‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وجمعية‭ ‬تونس‭ ‬الإبداعية‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بتشجيعها‭ ‬وتعلم‭ ‬تقنيات‭ ‬صناعة‭ ‬القفاف‭ ‬من‭ ‬القصب

إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمامها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬بمختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬جربة‭ ‬والمنستير‭ ‬وسوسة‭ ‬ومعرض‭ ‬الكرم‭ ‬الدولي‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬المُقامة‭ ‬خارج‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بمدينة‭ ‬ميلانو‭ ‬بايطاليا‭.‬‮ ‬

صعوبات‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬المنتوج‭ ‬

اما‭ ‬عن‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬فيساعد‭ ‬زوجته‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬عملها‭ ‬وإعداد‭ ‬منتوجاتها‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬سواء‭ ‬بأرض‭ ‬الوطن‭ ‬او‭ ‬خارجه ويتولى‭ ‬معين‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬جمع‭ ‬القصب‭ ‬او‭ ‬شراءه‭ ‬ثم‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬إزالة‭ ‬أوراقه‭ ‬ليتبقى‭ ‬عود‭ ‬القصب‭ ‬خالصا‭ ‬مرتبا‭ ‬ثم‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬صقله‭ ‬بمهارة‭ ‬فائقة‭..‬

السمار‭ ‬كذلك‭ ‬هو‭ ‬عشبة‭ ‬تنبت‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬الاودية‭ ‬يتم‭ ‬جلبها‭ ‬او‭ ‬شراؤها‭ ‬ثم‭ ‬تجفف‭ ‬لتصبح‭ ‬مادة‭ ‬اولية‭ ‬يصنع‭ ‬منها‭ ‬القفاف‭ (‬السلال‭)‬

‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬واللذين‭ ‬أقاما‭ ‬معا‭ ‬مشروعهما‭ ‬الخاص‭ ‬ويقول‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬اختصاص‭ ‬الألياف‭ ‬النباتية‭ (‬السعف،‭ ‬الجمار،‭ ‬القصب،‭ ‬السمار‭) ‬انه‭ ‬اضاف‭ ‬حرفة‭ ‬صناعة‭ ‬القصب‭ ‬والسمار‭ ‬لإعداد‭ ‬الحقائب‭ ‬ومحامل‭ ‬الألبسة‭ ‬والأطباق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التحف‮ ‬‭.‬

ويضيف‭ ‬محدثنا‭ : ‬‮«‬درسنا‭ ‬السوق‭ ‬ووجدنا‭ ‬أن‭ ‬التونسي‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬ولاسيما‭ ‬انها‭ ‬سلع‭ ‬تقليدية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬النبات‭ ‬باتقان‭ ‬وتفان‭ ‬ومحافظة‭ ‬للبيئة‭ ‬خلافا‭ ‬للأكياس‭ ‬البلاستيكية‮»‬

وأوضح‭ ‬الحرفي‭ ‬انه‭ ‬تلقى‭ ‬دعما‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬مشروعه‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬تونس‭ ‬الابداعية‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬عديد‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬والتعريف‭ ‬بمنتوج‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‮ ‬‭...‬‮ ‬وكذلك‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬من‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وجمعية‭ ‬تونس‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬خولت‭ ‬له‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬المتنقل‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الذي‭ ‬اقيم‭ ‬بمدينة‭ ‬المرسى‭. ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬مستقبلا‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬تكوينية‭ ‬جديدة‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬اشهر‭ ‬للحرفيات‭ ‬والتي‭ ‬سيتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬القادم‭.‬

وطالب‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‮ ‬‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬بضرورة‭ ‬مزيد‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للحرفيين‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬منتوجاتهم‭ ‬سواء‭ ‬بالداخل‭ ‬والخارج‭. ‬واضاف‭ ‬المتحدث‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬تلقى‭ ‬إقبالا‭ ‬مكثفا‭ ‬نحو‭ ‬اوروربا‭ ‬وامريكا‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الاداءات‭ ‬الديوانية‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للحرفي‭ ‬أن‭ ‬يجابهها‭ ‬بمفرده‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬دعما‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.‬

‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬الشابة‭ ‬إيمان‭ ‬بكارة‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬32‭ ‬سنة‭ ‬خريجة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬اختصاص‭ ‬تقني‭ ‬سامي‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬التي‭ ‬وجدناها‭ ‬في‭ ‬الورشة‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬رفقة‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬الحرفيات‭ ‬الأخريات‭ ‬لإعداد‭ ‬منتوجاتها‭ ‬واختارت‭ ‬الشابة‭ ‬تعلم‭ ‬هذه‭ ‬الصنعة‭ ‬وامتهنت‭ ‬حرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الألياف‭ ‬النباتية‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬وتم‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬وابتكار‭ ‬‮«‬موديلات‮»‬‭ ‬جديدة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‮ ‬‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬بينت‭ ‬ألفة‭ ‬شوشان‭ ‬متحصلة‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬اختصاص‭ ‬تقني‭ ‬سامي‭ ‬في‭ ‬الإعلامية‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬أنها‭ ‬أبت‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬مُعطلة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬فاختارت‭ ‬تعلم‭ ‬صنعة‭ ‬شغفت‭ ‬بها‭ ‬وعشقتها‭ ‬بفضل‭ ‬تشجيع‭ ‬زميلاتها‭ ‬الحرفيات‭ ‬اللاتي‭ ‬رافقنها‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الممتعة‭ ‬والتي‭ ‬تغوص‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬لتنتج‭ ‬قطعا‭ ‬جميلة‭ ‬ومزخرفة‭ ‬كما‭ ‬تضيف‭ ‬لها‭ ‬الجلد‭ ‬لتزويقها‭ ‬وصنع‭ ‬حقائب‭ ‬تحملها‭ ‬النسوة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والأفراح‭ ‬وكذلك‭ ‬مراسم‭ ‬الزفاف‭.‬

وبدورها‭ ‬قالت‭ ‬الشابة‭ ‬أميرة‭ ‬بالطيب‭ ‬التي‭ ‬انقطعت‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬وبعد‭ ‬زواجها‭ ‬اختارت‭ ‬ان‭ ‬تتعلم‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬حرفة‭ ‬أجدادها‭ ‬وان‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬فتلقت‭ ‬تكوينا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القفاف‭ ‬والمنتوجات‭ ‬المبتكرة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬ورافقت‭ ‬تقوى‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬اذ‭ ‬تقضي‭ ‬يومها‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬الى‭ ‬المساء‭ ‬بالورشة‭ ‬رفقة‭ ‬الحرفيات‭ ‬الأخريات‭ ‬فتراها‭ ‬تارة‭ ‬تجدل‭ ‬القصب‭ ‬وتضيف‭ ‬السمار‭ ‬لصنع‭ ‬الحقائب‭ ‬وتارة‭ ‬اخرى‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الخياطة‭ ‬فتخيط‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬تضيفها‭ ‬الى‭ ‬الحقيبة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬وتخيطها‭ ‬بإتقان‭ ‬فائق‭ ‬وترتبها‭ ‬لتصنع‭ ‬حقائب‭ ‬محمولة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الجمال‭ ‬والابداع‭ ‬ويمكن‭ ‬اضافة‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬او‭ ‬أشياء‭ ‬اخرى‭ ‬حسب‭ ‬رغبة‭ ‬الحريف‭.‬

◗‭ ‬ليلى‭ ‬بن‭ ‬سعد

روبورتاجات‭ ‬‮ "الصباح".. ‬توارثتها‭ ‬الأجيال‭ ‬بمنزل‭ ‬حر.. صناعة‭ ‬القفة‭.. ‬من‭ ‬الأساليب‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬اللمسات‭ ‬العصرية‭ ‬‮

تمتاز‭ ‬مدينة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬بصناعة‭ ‬القفة‭ ‬ومنتوجات‭ ‬السعف‭.. ‬هذه‭ ‬الحرفة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬الجهة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وتوارثتها‭ ‬العائلات‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكاد‭ ‬يخلو‭ ‬أي‭ ‬منزل‭ ‬من‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تستعمل‭ ‬بغرض‭ ‬التسوق‭.‬

‮ «‬الصباح‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬وزوجها‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬بورشتهما‭ ‬الكائنة‭ ‬بأحد‭ ‬أحياء‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭.. ‬تقوى‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬حدثتنا‭ ‬عن‭ ‬عشقها‭ ‬وشغفها‭ ‬بحرفة‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬التي‭ ‬تمتهنها‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬تطويرها‭ ‬من‭ ‬قفة‭ ‬تقليدية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬إلى‭ ‬نماذج‭ ‬وحقائب‭ ‬وقطع‭ ‬أخرى‭ ‬مُبتكرة‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬بألوان‭ ‬وأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬وتستعمل‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬للمنزل‭ ‬وللديكور‭ ‬وكمحامل‭ ‬يدوية‭ ‬وحقائب‭ ‬نسائية‭ ‬ومراوح‭ ‬وحصر‭ ‬ومظلات‭ ‬أيضا‭ ‬كإكسسوارات‭ ‬بأناملها‭.. ‬تطوع‭ ‬تقوى‭ ‬السعف‭ ‬أو‭ ‬أعواد‭ ‬القصب‭ ‬أيضا‭ ‬السمار‭ ‬التي‭ ‬تستعملها‭ ‬كمواد‭ ‬أولية‭ ‬لتصنع‭ ‬منتوجات‭ ‬وتحف‭ ‬جميلة‭ ‬ومزخرفة‭ ‬تجلب‭ ‬الحريف‭ ‬الذي‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬شرائها‭ ‬حسب‭ ‬متطلباته‭ ‬للاستعمال‭ ‬اليومي‭ ‬او‭ ‬للمناسبات‭.‬

كما‭ ‬تجد‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬السياح‭ ‬الجزائريين‭ ‬أو‭ ‬الأجانب‭ ‬نظرا‭ ‬لتفردها‭ ‬وإتقان‭ ‬صناعتها‭..‬‮ ‬وحدثتنا‭ ‬تقوى‭ ‬عن‭ ‬حذقها‭ ‬لهذه‭ ‬الحرفة‭ ‬منذ‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬فتقول‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬اجلس‭ ‬مع‭ ‬جدتي‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬بمنزلنا‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العاشرة‭ ‬وعند‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬فراغي‭ ‬اقصد‭ ‬منزل‭ ‬جدتي‭ ‬وتعلمت‭ ‬شيئا‭ ‬فشيئا‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬بمختلف‭ ‬مراحلها‭ ‬وصناعة‭ ‬ضفائر‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬وخياطتها‭ ‬بواسطة‭ ‬‮«‬المسلة‮»‬‭ ‬وتعلمت‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬إعداد‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬بدء‭ ‬من‭ ‬التجفيف‭ ‬وصولا‭ ‬الى‭ ‬صناعة‮ ‬‭ ‬المنتوجات‭ ‬والقطع‮»‬‭.‬

مراحل‭ ‬صناعة‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬

رمز‭ ‬الأصالة‭ ‬والإبداع

‮ ‬وتضيف‭ ‬تقوى‭ ‬ان‭ ‬شهري‭ ‬جوان‭ ‬وجويلية‭ ‬فترة‭ ‬عولة‭ ‬السعف‭ ‬والقصب‭..‬‮ ‬وتبدأ‭ ‬المرحلة‭ ‬باقتلاع‭ ‬السعف‭ ‬من‭ ‬الجمار‭ ‬الذي‭ ‬ينبت‭ ‬بالأودية‭ ‬والسباخ‭ ‬والغابات‭ ‬وفي‭ ‬سفوح‭ ‬الجبال‭ ‬ليصل‭ ‬الى‭ ‬المسكن‭ ‬ومن‭ ‬ثمة‭ ‬يعرّض‭ ‬السعف‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬بنشره‭ ‬في‭ ‬فناء‭ ‬المسكن‭ ‬أو‭ ‬تعليقه‭ ‬بالجدران‭ ‬المُطلة‭ ‬عليه‭ ‬وتستغرق‭ ‬العملية‭ ‬يومين‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬وبين‭ ‬خمسة‭ ‬وثمانية‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬أي‭ ‬تبعا‭ ‬لقوة‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس،‭ ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬الخزن إذ بعد‭ ‬جفافه‭ ‬تتم‭ ‬تنقيته‭ ‬في‭ ‬الصباح‭ ‬الباكر‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬لينا‭ ‬ثم‭ ‬يربط‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬حزم‭ ‬صغيرة‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حجم‭ ‬قبضة‭ ‬اليد‭ ‬ويوضع‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬خشبي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬إحدى‭ ‬الغرف‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬ملائمة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الرطوبة‭ ‬ليبقى‭ ‬صالحا‭ ‬لمدة‭ ‬طويلة‭..‬

وتأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬التنقيع‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬العادي‭ ‬وربع‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬الماء‭ ‬الدافئ‭ ‬لكي‭ ‬يكتسب‭ ‬الليونة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ودون‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬يتعرض‭ ‬السعف‭ ‬للتكسر‭... ‬ثم‭ ‬تأتي‭ ‬مرحلة‭ ‬الصبغ‮ ‬حيث تتكفل‭ ‬المرأة‭ ‬بهذه‭ ‬العملية‭ ‬إذ‭ ‬تضع‭ ‬‮«‬النحاسة‮»‬‭ ‬على‭ ‬النار‭ ‬وعندما‭ ‬يغلي‭ ‬الماء‭ ‬تضيف‭ ‬قليلا‭ ‬من‭ ‬مادة‭ ‬الصباغة‭ ‬ثم‭ ‬تضع‭ ‬السعف‭ ‬وتقلبه‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬ليتشرب‭ ‬اللون‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جهاته‭ ‬وبعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تستغرق‭ ‬بعض‭ ‬الدقائق،‭ ‬يوضع‭ ‬السعف‭ ‬المصبوغ‭ ‬ليجف‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس ثم‭ ‬تعد‭ ‬‮«‬الضفيرة‮»‬،‭ ‬حسب‭ ‬المصطلح‭ ‬المحلي،‭ ‬هي عملية‭ ‬تداخل‭ ‬السعف‭ ‬مع‭ ‬بعضه‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬جدائل‭ ‬إذ‭ ‬تقوم‭ ‬الحرفية‭ ‬بسف‭ ‬السعف‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬شريط‭ ‬طويل‭...‬

فلصنع‭ ‬سجاد‭ ‬مثلا‭ ‬يأخذ‭ ‬الحرفي‭ ‬الشريط‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬نقطة‭ ‬تعتبر‭ ‬المركز‭ ‬ويخيطه‭ ‬حولها‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬دائري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬الحجم‭ ‬المطلوب‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬يقص‭ ‬السعف‭ ‬ويربط‭ ‬الأطراف‭ ‬بالخياطة‭. ‬ويأتي‭ ‬اثر‭ ‬ذلك‭ ‬لوسط‭ ‬القطعة‭ ‬ويخيط‭ ‬العروة‭.‬

القصب‭ ‬والسمار‭ ‬لصنع‭ ‬قطع‭ ‬

وتحف‭ ‬مزخرفة‭ ‬وجذابة

‮ ‬ولعل‭ ‬ما‭ ‬يُميز‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬أصيلة‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬نابل‭ ‬هو‭ ‬تطويرها‭ ‬لمنتوج‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬‮«‬الزمنية‮»‬‭ ‬المصنوعة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬والمخصصة‭ ‬للتسوق‭ ‬ثم‭ ‬إضافة‭ ‬المادة‭ ‬الأولية‭ ‬وهي‭ ‬أعواد‭ ‬القصب‭ ‬أو‭ ‬السمار‭ ‬لصنع‭ ‬وابتكار‭ ‬تحف‭ ‬ومحامل‭ ‬وحقائب‭ ‬مزخرفة‭ ‬بأشكال‭ ‬وأحجام‭ ‬مختلفة‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كحقائب‭ ‬او‭ ‬للديكور‭ ‬بالمنزل‭ ‬او‭ ‬للمطبخ‭ ‬ومختلف‭ ‬أركان‭ ‬البيت‭ ‬باعتبارها‭ ‬قطعا‭ ‬جميلة‭ ‬وجذابة‭ ‬وفي‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬محافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬يتم‭ ‬استخدامها‭ ‬عوضا‭ ‬عن‭ ‬الأكياس‭ ‬والقطع‭ ‬البلاستيكية‭ ‬الملوثة‭ ‬للبيئة‭.‬

وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموروث‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬تمتاز‭ ‬به‭ ‬جهة‭ ‬منزل‭ ‬حر‭ ‬سعت‭ ‬تقوى‭ ‬بعد‭ ‬زواجها‭ ‬إلى إحداث‭ ‬مشروعها‭ ‬الخاص‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2018‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتكوين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬من‭ ‬مدينتها‭ ‬من‭ ‬بينهن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشابات‭ ‬خريجات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬اللاتي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬فاخترن‭ ‬تعلم‭ ‬حرفة‭ ‬تضمن‭ ‬لهن‭ ‬مدخولا‭ ‬شهريا‭.‬

وحول‭ ‬الأسعار،‭ ‬قالت‭ ‬الحرفية‭ ‬ان‭ ‬سعر‭ ‬القفة‭ ‬الزمنية‭ ‬بـ20‭ ‬دينارا‭ ‬وتتراوح‭ ‬أسعار‭ ‬باقي‭ ‬المنتوجات‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬الى‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬حسب‭ ‬متطلبات‭ ‬الحرفاء‭.‬

كما‭ ‬تحدثت‭ ‬الحرفية‭ ‬عن‭ ‬تشجيع‭ ‬زوجها‭ ‬لها‭ ‬ومرافقته‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬ومسار‭ ‬عملها‭ ‬كما‭ ‬قدمت‭ ‬شكرها‭ ‬الى‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وجمعية‭ ‬تونس‭ ‬الإبداعية‭ ‬الذين‭ ‬قاموا‭ ‬بتشجيعها‭ ‬وتعلم‭ ‬تقنيات‭ ‬صناعة‭ ‬القفاف‭ ‬من‭ ‬القصب

إلى‭ ‬جانب‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمامها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬بمختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الجمهورية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬جربة‭ ‬والمنستير‭ ‬وسوسة‭ ‬ومعرض‭ ‬الكرم‭ ‬الدولي‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬المُقامة‭ ‬خارج‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬المعرض‭ ‬الدولي‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬بمدينة‭ ‬ميلانو‭ ‬بايطاليا‭.‬‮ ‬

صعوبات‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬المنتوج‭ ‬

اما‭ ‬عن‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬فيساعد‭ ‬زوجته‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬عملها‭ ‬وإعداد‭ ‬منتوجاتها‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬معارض‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬سواء‭ ‬بأرض‭ ‬الوطن‭ ‬او‭ ‬خارجه ويتولى‭ ‬معين‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬جمع‭ ‬القصب‭ ‬او‭ ‬شراءه‭ ‬ثم‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬إزالة‭ ‬أوراقه‭ ‬ليتبقى‭ ‬عود‭ ‬القصب‭ ‬خالصا‭ ‬مرتبا‭ ‬ثم‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬صقله‭ ‬بمهارة‭ ‬فائقة‭..‬

السمار‭ ‬كذلك‭ ‬هو‭ ‬عشبة‭ ‬تنبت‭ ‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬الاودية‭ ‬يتم‭ ‬جلبها‭ ‬او‭ ‬شراؤها‭ ‬ثم‭ ‬تجفف‭ ‬لتصبح‭ ‬مادة‭ ‬اولية‭ ‬يصنع‭ ‬منها‭ ‬القفاف‭ (‬السلال‭)‬

‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬زوج‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬بن‭ ‬علية‭ ‬واللذين‭ ‬أقاما‭ ‬معا‭ ‬مشروعهما‭ ‬الخاص‭ ‬ويقول‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬اختصاص‭ ‬الألياف‭ ‬النباتية‭ (‬السعف،‭ ‬الجمار،‭ ‬القصب،‭ ‬السمار‭) ‬انه‭ ‬اضاف‭ ‬حرفة‭ ‬صناعة‭ ‬القصب‭ ‬والسمار‭ ‬لإعداد‭ ‬الحقائب‭ ‬ومحامل‭ ‬الألبسة‭ ‬والأطباق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التحف‮ ‬‭.‬

ويضيف‭ ‬محدثنا‭ : ‬‮«‬درسنا‭ ‬السوق‭ ‬ووجدنا‭ ‬أن‭ ‬التونسي‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬ولاسيما‭ ‬انها‭ ‬سلع‭ ‬تقليدية‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬النبات‭ ‬باتقان‭ ‬وتفان‭ ‬ومحافظة‭ ‬للبيئة‭ ‬خلافا‭ ‬للأكياس‭ ‬البلاستيكية‮»‬

وأوضح‭ ‬الحرفي‭ ‬انه‭ ‬تلقى‭ ‬دعما‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬مشروعه‭ ‬من‭ ‬جمعية‭ ‬تونس‭ ‬الابداعية‭ ‬التابعة‭ ‬لمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬والتي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬عديد‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬والتعريف‭ ‬بمنتوج‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‮ ‬‭...‬‮ ‬وكذلك‭ ‬عن‭ ‬دعمه‭ ‬من‭ ‬الديوان‭ ‬الوطني‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وجمعية‭ ‬تونس‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬خولت‭ ‬له‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬المتنقل‭ ‬للصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬الذي‭ ‬اقيم‭ ‬بمدينة‭ ‬المرسى‭. ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬مستقبلا‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬تكوينية‭ ‬جديدة‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬اشهر‭ ‬للحرفيات‭ ‬والتي‭ ‬سيتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬القادم‭.‬

وطالب‭ ‬الحرفي‭ ‬عبد‮ ‬‭ ‬المعين‭ ‬بن‭ ‬معاوية‭ ‬بضرورة‭ ‬مزيد‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للحرفيين‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬منتوجاتهم‭ ‬سواء‭ ‬بالداخل‭ ‬والخارج‭. ‬واضاف‭ ‬المتحدث‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنتوجات‭ ‬تلقى‭ ‬إقبالا‭ ‬مكثفا‭ ‬نحو‭ ‬اوروربا‭ ‬وامريكا‭ ‬الا‭ ‬ان‭ ‬الاداءات‭ ‬الديوانية‭ ‬مرتفعة‭ ‬جدا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للحرفي‭ ‬أن‭ ‬يجابهها‭ ‬بمفرده‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتلقى‭ ‬دعما‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.‬

‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬تحدثت‭ ‬مع‭ ‬الشابة‭ ‬إيمان‭ ‬بكارة‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬32‭ ‬سنة‭ ‬خريجة‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬اختصاص‭ ‬تقني‭ ‬سامي‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬البري‭ ‬التي‭ ‬وجدناها‭ ‬في‭ ‬الورشة‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬الحرفية‭ ‬تقوى‭ ‬رفقة‭ ‬خمسة‭ ‬من‭ ‬الحرفيات‭ ‬الأخريات‭ ‬لإعداد‭ ‬منتوجاتها‭ ‬واختارت‭ ‬الشابة‭ ‬تعلم‭ ‬هذه‭ ‬الصنعة‭ ‬وامتهنت‭ ‬حرفة‭ ‬صناعة‭ ‬الألياف‭ ‬النباتية‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬وتم‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭ ‬وابتكار‭ ‬‮«‬موديلات‮»‬‭ ‬جديدة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬الدولية‮ ‬‭.‬

ومن‭ ‬جانبها،‭ ‬بينت‭ ‬ألفة‭ ‬شوشان‭ ‬متحصلة‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬جامعية‭ ‬اختصاص‭ ‬تقني‭ ‬سامي‭ ‬في‭ ‬الإعلامية‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬أنها‭ ‬أبت‭ ‬أن‭ ‬تبقى‭ ‬مُعطلة‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬فاختارت‭ ‬تعلم‭ ‬صنعة‭ ‬شغفت‭ ‬بها‭ ‬وعشقتها‭ ‬بفضل‭ ‬تشجيع‭ ‬زميلاتها‭ ‬الحرفيات‭ ‬اللاتي‭ ‬رافقنها‭ ‬هذه‭ ‬الرحلة‭ ‬الممتعة‭ ‬والتي‭ ‬تغوص‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬في‭ ‬الابداع‭ ‬والابتكار‭ ‬بلمسات‭ ‬عصرية‭ ‬لتنتج‭ ‬قطعا‭ ‬جميلة‭ ‬ومزخرفة‭ ‬كما‭ ‬تضيف‭ ‬لها‭ ‬الجلد‭ ‬لتزويقها‭ ‬وصنع‭ ‬حقائب‭ ‬تحملها‭ ‬النسوة‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬والأفراح‭ ‬وكذلك‭ ‬مراسم‭ ‬الزفاف‭.‬

وبدورها‭ ‬قالت‭ ‬الشابة‭ ‬أميرة‭ ‬بالطيب‭ ‬التي‭ ‬انقطعت‭ ‬عن‭ ‬الدراسة‭ ‬وبعد‭ ‬زواجها‭ ‬اختارت‭ ‬ان‭ ‬تتعلم‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬حرفة‭ ‬أجدادها‭ ‬وان‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬القفة‭ ‬التقليدية‭ ‬فتلقت‭ ‬تكوينا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القفاف‭ ‬والمنتوجات‭ ‬المبتكرة‭ ‬من‭ ‬السعف‭ ‬ورافقت‭ ‬تقوى‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬اذ‭ ‬تقضي‭ ‬يومها‭ ‬من‭ ‬الصباح‭ ‬الى‭ ‬المساء‭ ‬بالورشة‭ ‬رفقة‭ ‬الحرفيات‭ ‬الأخريات‭ ‬فتراها‭ ‬تارة‭ ‬تجدل‭ ‬القصب‭ ‬وتضيف‭ ‬السمار‭ ‬لصنع‭ ‬الحقائب‭ ‬وتارة‭ ‬اخرى‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الخياطة‭ ‬فتخيط‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬القماش‭ ‬تضيفها‭ ‬الى‭ ‬الحقيبة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬وتخيطها‭ ‬بإتقان‭ ‬فائق‭ ‬وترتبها‭ ‬لتصنع‭ ‬حقائب‭ ‬محمولة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الجمال‭ ‬والابداع‭ ‬ويمكن‭ ‬اضافة‭ ‬قطع‭ ‬من‭ ‬الجلد‭ ‬او‭ ‬أشياء‭ ‬اخرى‭ ‬حسب‭ ‬رغبة‭ ‬الحريف‭.‬

◗‭ ‬ليلى‭ ‬بن‭ ‬سعد