روبورتاجات "الصباح".. توارثتها الأجيال بمنزل حر.. صناعة القفة.. من الأساليب التقليدية إلى اللمسات العصرية
مقالات الصباح
تمتاز مدينة منزل حر من ولاية نابل بصناعة القفة ومنتوجات السعف.. هذه الحرفة التقليدية التي عرفتها الجهة منذ عقود وتوارثتها العائلات عبر الأجيال إذ لا يكاد يخلو أي منزل من القفة التقليدية التي تستعمل بغرض التسوق.
«الصباح» التقت الحرفية تقوى بن علية وزوجها عبد المعين بن معاوية بورشتهما الكائنة بأحد أحياء جهة منزل حر.. تقوى امرأة في الأربعينات من عمرها حدثتنا عن عشقها وشغفها بحرفة صناعة القفة التي تمتهنها منذ 20 سنة وعملت على تطويرها من قفة تقليدية مصنوعة من السعف إلى نماذج وحقائب وقطع أخرى مُبتكرة بلمسات عصرية بألوان وأشكال مختلفة وتستعمل هذه المنتوجات للمنزل وللديكور وكمحامل يدوية وحقائب نسائية ومراوح وحصر ومظلات أيضا كإكسسوارات بأناملها.. تطوع تقوى السعف أو أعواد القصب أيضا السمار التي تستعملها كمواد أولية لتصنع منتوجات وتحف جميلة ومزخرفة تجلب الحريف الذي يقبل على شرائها حسب متطلباته للاستعمال اليومي او للمناسبات.
كما تجد هذه المنتوجات إقبالا من طرف السياح الجزائريين أو الأجانب نظرا لتفردها وإتقان صناعتها.. وحدثتنا تقوى عن حذقها لهذه الحرفة منذ ان كانت طفلة صغيرة فتقول: «كنت اجلس مع جدتي في ركن بمنزلنا عندما كنت طفلة صغيرة في سن العاشرة وعند الخروج من المدرسة في أوقات فراغي اقصد منزل جدتي وتعلمت شيئا فشيئا صناعة القفة بمختلف مراحلها وصناعة ضفائر من السعف وخياطتها بواسطة «المسلة» وتعلمت مختلف مراحل إعداد القفة التقليدية بدء من التجفيف وصولا الى صناعة المنتوجات والقطع».
مراحل صناعة القفة التقليدية
رمز الأصالة والإبداع
وتضيف تقوى ان شهري جوان وجويلية فترة عولة السعف والقصب.. وتبدأ المرحلة باقتلاع السعف من الجمار الذي ينبت بالأودية والسباخ والغابات وفي سفوح الجبال ليصل الى المسكن ومن ثمة يعرّض السعف لأشعة الشمس بنشره في فناء المسكن أو تعليقه بالجدران المُطلة عليه وتستغرق العملية يومين في الصيف وبين خمسة وثمانية أيام في الشتاء أي تبعا لقوة أشعة الشمس، ثم تأتي مرحلة الخزن إذ بعد جفافه تتم تنقيته في الصباح الباكر عندما يكون لينا ثم يربط في شكل حزم صغيرة تكون في حجم قبضة اليد ويوضع إثر ذلك في صندوق خشبي أو في ركن من أركان إحدى الغرف في ظروف ملائمة بعيدا عن الرطوبة ليبقى صالحا لمدة طويلة..
وتأتي مرحلة التنقيع ساعة في الماء العادي وربع ساعة في الماء الدافئ لكي يكتسب الليونة من جديد ودون هذه العملية يتعرض السعف للتكسر... ثم تأتي مرحلة الصبغ حيث تتكفل المرأة بهذه العملية إذ تضع «النحاسة» على النار وعندما يغلي الماء تضيف قليلا من مادة الصباغة ثم تضع السعف وتقلبه عدة مرات ليتشرب اللون من جميع جهاته وبعد الانتهاء من هذه العملية التي تستغرق بعض الدقائق، يوضع السعف المصبوغ ليجف تحت أشعة الشمس ثم تعد «الضفيرة»، حسب المصطلح المحلي، هي عملية تداخل السعف مع بعضه في شكل جدائل إذ تقوم الحرفية بسف السعف في شكل شريط طويل...
فلصنع سجاد مثلا يأخذ الحرفي الشريط انطلاقا من نقطة تعتبر المركز ويخيطه حولها في شكل دائري إلى أن يصل إلى الحجم المطلوب. في هذه المرحلة يقص السعف ويربط الأطراف بالخياطة. ويأتي اثر ذلك لوسط القطعة ويخيط العروة.
القصب والسمار لصنع قطع
وتحف مزخرفة وجذابة
ولعل ما يُميز الحرفية تقوى بن علية أصيلة جهة منزل حر من ولاية نابل هو تطويرها لمنتوج القفة التقليدية «الزمنية» المصنوعة من السعف والمخصصة للتسوق ثم إضافة المادة الأولية وهي أعواد القصب أو السمار لصنع وابتكار تحف ومحامل وحقائب مزخرفة بأشكال وأحجام مختلفة بلمسات عصرية يمكن استخدامها كحقائب او للديكور بالمنزل او للمطبخ ومختلف أركان البيت باعتبارها قطعا جميلة وجذابة وفي الآن ذاته محافظة على البيئة يتم استخدامها عوضا عن الأكياس والقطع البلاستيكية الملوثة للبيئة.
وللحفاظ على هذا الموروث الحضاري الذي تمتاز به جهة منزل حر سعت تقوى بعد زواجها إلى إحداث مشروعها الخاص منذ سنة 2018 حيث قامت بتكوين مجموعة من النسوة من مدينتها من بينهن عدد من الشابات خريجات التعليم العالي اللاتي لم يتمكن من الحصول على وظيفة فاخترن تعلم حرفة تضمن لهن مدخولا شهريا.
وحول الأسعار، قالت الحرفية ان سعر القفة الزمنية بـ20 دينارا وتتراوح أسعار باقي المنتوجات من 20 الى 50 دينارا فما فوق حسب متطلبات الحرفاء.
كما تحدثت الحرفية عن تشجيع زوجها لها ومرافقته لها في مختلف مراحل ومسار عملها كما قدمت شكرها الى الديوان الوطني للصناعات التقليدية وجمعية تونس الإبداعية الذين قاموا بتشجيعها وتعلم تقنيات صناعة القفاف من القصب
إلى جانب فتح المجال أمامها للمشاركة في المعارض بمختلف مناطق الجمهورية بكل من جربة والمنستير وسوسة ومعرض الكرم الدولي الى جانب المشاركة في معارض للصناعات التقليدية المُقامة خارج أرض الوطن على غرار المعرض الدولي للصناعات التقليدية الذي أقيم بمدينة ميلانو بايطاليا.
صعوبات في ترويج المنتوج
اما عن عبد المعين بن معاوية زوج الحرفية تقوى فيساعد زوجته في مختلف مراحل عملها وإعداد منتوجاتها الى جانب المشاركة في معارض الصناعات التقليدية سواء بأرض الوطن او خارجه ويتولى معين زوج الحرفية تقوى جمع القصب او شراءه ثم تتم عملية إزالة أوراقه ليتبقى عود القصب خالصا مرتبا ثم تتم عملية صقله بمهارة فائقة..
السمار كذلك هو عشبة تنبت على ضفاف الاودية يتم جلبها او شراؤها ثم تجفف لتصبح مادة اولية يصنع منها القفاف (السلال)
«الصباح» التقت الحرفي عبد المعين بن معاوية زوج الحرفية تقوى بن علية واللذين أقاما معا مشروعهما الخاص ويقول الحرفي عبد المعين بن معاوية اختصاص الألياف النباتية (السعف، الجمار، القصب، السمار) انه اضاف حرفة صناعة القصب والسمار لإعداد الحقائب ومحامل الألبسة والأطباق وغيرها من التحف .
ويضيف محدثنا : «درسنا السوق ووجدنا أن التونسي يقبل على هذه المنتوجات ولاسيما انها سلع تقليدية مصنوعة من النبات باتقان وتفان ومحافظة للبيئة خلافا للأكياس البلاستيكية»
وأوضح الحرفي انه تلقى دعما منذ بداية مشروعه من جمعية تونس الابداعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والتي ساهمت في خلق عديد مواطن الشغل والتعريف بمنتوج الصناعات التقليدية ... وكذلك عن دعمه من الديوان الوطني للصناعات التقليدية وجمعية تونس الإبداعية التي خولت له المشاركة في المعرض المتنقل للصناعات التقليدية الذي اقيم بمدينة المرسى. كما تحدث عن المشاركة مستقبلا في دورات تكوينية جديدة لمدة 6 اشهر للحرفيات والتي سيتم تنظيمها خلال شهر جويلية القادم.
وطالب الحرفي عبد المعين بن معاوية بضرورة مزيد تقديم الدعم للحرفيين خاصة مع وجود صعوبات في ترويج منتوجاتهم سواء بالداخل والخارج. واضاف المتحدث أن هذه المنتوجات تلقى إقبالا مكثفا نحو اوروربا وامريكا الا ان الاداءات الديوانية مرتفعة جدا ولا يمكن للحرفي أن يجابهها بمفرده دون أن يتلقى دعما من الجهات المعنية.
«الصباح» تحدثت مع الشابة إيمان بكارة البالغة من العمر 32 سنة خريجة التعليم العالي اختصاص تقني سامي في النقل البري التي وجدناها في الورشة التي خصصتها الحرفية تقوى رفقة خمسة من الحرفيات الأخريات لإعداد منتوجاتها واختارت الشابة تعلم هذه الصنعة وامتهنت حرفة صناعة الألياف النباتية منذ سنتين وتم تطوير هذه الصناعة وابتكار «موديلات» جديدة فضلا عن المشاركة في المعارض الدولية .
ومن جانبها، بينت ألفة شوشان متحصلة على شهادة جامعية اختصاص تقني سامي في الإعلامية منذ 10 سنوات أنها أبت أن تبقى مُعطلة عن العمل فاختارت تعلم صنعة شغفت بها وعشقتها بفضل تشجيع زميلاتها الحرفيات اللاتي رافقنها هذه الرحلة الممتعة والتي تغوص من خلالها في الابداع والابتكار بلمسات عصرية لتنتج قطعا جميلة ومزخرفة كما تضيف لها الجلد لتزويقها وصنع حقائب تحملها النسوة في المناسبات والأفراح وكذلك مراسم الزفاف.
وبدورها قالت الشابة أميرة بالطيب التي انقطعت عن الدراسة وبعد زواجها اختارت ان تتعلم وتحافظ على حرفة أجدادها وان تطور من القفة التقليدية فتلقت تكوينا في صناعة القفاف والمنتوجات المبتكرة من السعف ورافقت تقوى في مشروعها اذ تقضي يومها من الصباح الى المساء بالورشة رفقة الحرفيات الأخريات فتراها تارة تجدل القصب وتضيف السمار لصنع الحقائب وتارة اخرى تجلس على آلة الخياطة فتخيط قطعة من القماش تضيفها الى الحقيبة من الداخل وتخيطها بإتقان فائق وترتبها لتصنع حقائب محمولة في غاية الجمال والابداع ويمكن اضافة قطع من الجلد او أشياء اخرى حسب رغبة الحريف.
◗ ليلى بن سعد
تمتاز مدينة منزل حر من ولاية نابل بصناعة القفة ومنتوجات السعف.. هذه الحرفة التقليدية التي عرفتها الجهة منذ عقود وتوارثتها العائلات عبر الأجيال إذ لا يكاد يخلو أي منزل من القفة التقليدية التي تستعمل بغرض التسوق.
«الصباح» التقت الحرفية تقوى بن علية وزوجها عبد المعين بن معاوية بورشتهما الكائنة بأحد أحياء جهة منزل حر.. تقوى امرأة في الأربعينات من عمرها حدثتنا عن عشقها وشغفها بحرفة صناعة القفة التي تمتهنها منذ 20 سنة وعملت على تطويرها من قفة تقليدية مصنوعة من السعف إلى نماذج وحقائب وقطع أخرى مُبتكرة بلمسات عصرية بألوان وأشكال مختلفة وتستعمل هذه المنتوجات للمنزل وللديكور وكمحامل يدوية وحقائب نسائية ومراوح وحصر ومظلات أيضا كإكسسوارات بأناملها.. تطوع تقوى السعف أو أعواد القصب أيضا السمار التي تستعملها كمواد أولية لتصنع منتوجات وتحف جميلة ومزخرفة تجلب الحريف الذي يقبل على شرائها حسب متطلباته للاستعمال اليومي او للمناسبات.
كما تجد هذه المنتوجات إقبالا من طرف السياح الجزائريين أو الأجانب نظرا لتفردها وإتقان صناعتها.. وحدثتنا تقوى عن حذقها لهذه الحرفة منذ ان كانت طفلة صغيرة فتقول: «كنت اجلس مع جدتي في ركن بمنزلنا عندما كنت طفلة صغيرة في سن العاشرة وعند الخروج من المدرسة في أوقات فراغي اقصد منزل جدتي وتعلمت شيئا فشيئا صناعة القفة بمختلف مراحلها وصناعة ضفائر من السعف وخياطتها بواسطة «المسلة» وتعلمت مختلف مراحل إعداد القفة التقليدية بدء من التجفيف وصولا الى صناعة المنتوجات والقطع».
مراحل صناعة القفة التقليدية
رمز الأصالة والإبداع
وتضيف تقوى ان شهري جوان وجويلية فترة عولة السعف والقصب.. وتبدأ المرحلة باقتلاع السعف من الجمار الذي ينبت بالأودية والسباخ والغابات وفي سفوح الجبال ليصل الى المسكن ومن ثمة يعرّض السعف لأشعة الشمس بنشره في فناء المسكن أو تعليقه بالجدران المُطلة عليه وتستغرق العملية يومين في الصيف وبين خمسة وثمانية أيام في الشتاء أي تبعا لقوة أشعة الشمس، ثم تأتي مرحلة الخزن إذ بعد جفافه تتم تنقيته في الصباح الباكر عندما يكون لينا ثم يربط في شكل حزم صغيرة تكون في حجم قبضة اليد ويوضع إثر ذلك في صندوق خشبي أو في ركن من أركان إحدى الغرف في ظروف ملائمة بعيدا عن الرطوبة ليبقى صالحا لمدة طويلة..
وتأتي مرحلة التنقيع ساعة في الماء العادي وربع ساعة في الماء الدافئ لكي يكتسب الليونة من جديد ودون هذه العملية يتعرض السعف للتكسر... ثم تأتي مرحلة الصبغ حيث تتكفل المرأة بهذه العملية إذ تضع «النحاسة» على النار وعندما يغلي الماء تضيف قليلا من مادة الصباغة ثم تضع السعف وتقلبه عدة مرات ليتشرب اللون من جميع جهاته وبعد الانتهاء من هذه العملية التي تستغرق بعض الدقائق، يوضع السعف المصبوغ ليجف تحت أشعة الشمس ثم تعد «الضفيرة»، حسب المصطلح المحلي، هي عملية تداخل السعف مع بعضه في شكل جدائل إذ تقوم الحرفية بسف السعف في شكل شريط طويل...
فلصنع سجاد مثلا يأخذ الحرفي الشريط انطلاقا من نقطة تعتبر المركز ويخيطه حولها في شكل دائري إلى أن يصل إلى الحجم المطلوب. في هذه المرحلة يقص السعف ويربط الأطراف بالخياطة. ويأتي اثر ذلك لوسط القطعة ويخيط العروة.
القصب والسمار لصنع قطع
وتحف مزخرفة وجذابة
ولعل ما يُميز الحرفية تقوى بن علية أصيلة جهة منزل حر من ولاية نابل هو تطويرها لمنتوج القفة التقليدية «الزمنية» المصنوعة من السعف والمخصصة للتسوق ثم إضافة المادة الأولية وهي أعواد القصب أو السمار لصنع وابتكار تحف ومحامل وحقائب مزخرفة بأشكال وأحجام مختلفة بلمسات عصرية يمكن استخدامها كحقائب او للديكور بالمنزل او للمطبخ ومختلف أركان البيت باعتبارها قطعا جميلة وجذابة وفي الآن ذاته محافظة على البيئة يتم استخدامها عوضا عن الأكياس والقطع البلاستيكية الملوثة للبيئة.
وللحفاظ على هذا الموروث الحضاري الذي تمتاز به جهة منزل حر سعت تقوى بعد زواجها إلى إحداث مشروعها الخاص منذ سنة 2018 حيث قامت بتكوين مجموعة من النسوة من مدينتها من بينهن عدد من الشابات خريجات التعليم العالي اللاتي لم يتمكن من الحصول على وظيفة فاخترن تعلم حرفة تضمن لهن مدخولا شهريا.
وحول الأسعار، قالت الحرفية ان سعر القفة الزمنية بـ20 دينارا وتتراوح أسعار باقي المنتوجات من 20 الى 50 دينارا فما فوق حسب متطلبات الحرفاء.
كما تحدثت الحرفية عن تشجيع زوجها لها ومرافقته لها في مختلف مراحل ومسار عملها كما قدمت شكرها الى الديوان الوطني للصناعات التقليدية وجمعية تونس الإبداعية الذين قاموا بتشجيعها وتعلم تقنيات صناعة القفاف من القصب
إلى جانب فتح المجال أمامها للمشاركة في المعارض بمختلف مناطق الجمهورية بكل من جربة والمنستير وسوسة ومعرض الكرم الدولي الى جانب المشاركة في معارض للصناعات التقليدية المُقامة خارج أرض الوطن على غرار المعرض الدولي للصناعات التقليدية الذي أقيم بمدينة ميلانو بايطاليا.
صعوبات في ترويج المنتوج
اما عن عبد المعين بن معاوية زوج الحرفية تقوى فيساعد زوجته في مختلف مراحل عملها وإعداد منتوجاتها الى جانب المشاركة في معارض الصناعات التقليدية سواء بأرض الوطن او خارجه ويتولى معين زوج الحرفية تقوى جمع القصب او شراءه ثم تتم عملية إزالة أوراقه ليتبقى عود القصب خالصا مرتبا ثم تتم عملية صقله بمهارة فائقة..
السمار كذلك هو عشبة تنبت على ضفاف الاودية يتم جلبها او شراؤها ثم تجفف لتصبح مادة اولية يصنع منها القفاف (السلال)
«الصباح» التقت الحرفي عبد المعين بن معاوية زوج الحرفية تقوى بن علية واللذين أقاما معا مشروعهما الخاص ويقول الحرفي عبد المعين بن معاوية اختصاص الألياف النباتية (السعف، الجمار، القصب، السمار) انه اضاف حرفة صناعة القصب والسمار لإعداد الحقائب ومحامل الألبسة والأطباق وغيرها من التحف .
ويضيف محدثنا : «درسنا السوق ووجدنا أن التونسي يقبل على هذه المنتوجات ولاسيما انها سلع تقليدية مصنوعة من النبات باتقان وتفان ومحافظة للبيئة خلافا للأكياس البلاستيكية»
وأوضح الحرفي انه تلقى دعما منذ بداية مشروعه من جمعية تونس الابداعية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والتي ساهمت في خلق عديد مواطن الشغل والتعريف بمنتوج الصناعات التقليدية ... وكذلك عن دعمه من الديوان الوطني للصناعات التقليدية وجمعية تونس الإبداعية التي خولت له المشاركة في المعرض المتنقل للصناعات التقليدية الذي اقيم بمدينة المرسى. كما تحدث عن المشاركة مستقبلا في دورات تكوينية جديدة لمدة 6 اشهر للحرفيات والتي سيتم تنظيمها خلال شهر جويلية القادم.
وطالب الحرفي عبد المعين بن معاوية بضرورة مزيد تقديم الدعم للحرفيين خاصة مع وجود صعوبات في ترويج منتوجاتهم سواء بالداخل والخارج. واضاف المتحدث أن هذه المنتوجات تلقى إقبالا مكثفا نحو اوروربا وامريكا الا ان الاداءات الديوانية مرتفعة جدا ولا يمكن للحرفي أن يجابهها بمفرده دون أن يتلقى دعما من الجهات المعنية.
«الصباح» تحدثت مع الشابة إيمان بكارة البالغة من العمر 32 سنة خريجة التعليم العالي اختصاص تقني سامي في النقل البري التي وجدناها في الورشة التي خصصتها الحرفية تقوى رفقة خمسة من الحرفيات الأخريات لإعداد منتوجاتها واختارت الشابة تعلم هذه الصنعة وامتهنت حرفة صناعة الألياف النباتية منذ سنتين وتم تطوير هذه الصناعة وابتكار «موديلات» جديدة فضلا عن المشاركة في المعارض الدولية .
ومن جانبها، بينت ألفة شوشان متحصلة على شهادة جامعية اختصاص تقني سامي في الإعلامية منذ 10 سنوات أنها أبت أن تبقى مُعطلة عن العمل فاختارت تعلم صنعة شغفت بها وعشقتها بفضل تشجيع زميلاتها الحرفيات اللاتي رافقنها هذه الرحلة الممتعة والتي تغوص من خلالها في الابداع والابتكار بلمسات عصرية لتنتج قطعا جميلة ومزخرفة كما تضيف لها الجلد لتزويقها وصنع حقائب تحملها النسوة في المناسبات والأفراح وكذلك مراسم الزفاف.
وبدورها قالت الشابة أميرة بالطيب التي انقطعت عن الدراسة وبعد زواجها اختارت ان تتعلم وتحافظ على حرفة أجدادها وان تطور من القفة التقليدية فتلقت تكوينا في صناعة القفاف والمنتوجات المبتكرة من السعف ورافقت تقوى في مشروعها اذ تقضي يومها من الصباح الى المساء بالورشة رفقة الحرفيات الأخريات فتراها تارة تجدل القصب وتضيف السمار لصنع الحقائب وتارة اخرى تجلس على آلة الخياطة فتخيط قطعة من القماش تضيفها الى الحقيبة من الداخل وتخيطها بإتقان فائق وترتبها لتصنع حقائب محمولة في غاية الجمال والابداع ويمكن اضافة قطع من الجلد او أشياء اخرى حسب رغبة الحريف.
◗ ليلى بن سعد