إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

ينعقد اليوم وغدا بتونس.. مؤتمر «الصحة الواحدة» من أجل تكوين رؤية مشتركة لمجابهة مخاطر الأمراض

تحتضن تونس اليوم وغدا 14 و15 جوان، مؤتمر «الصحة الواحدة» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بالعاصمة، بتنظيم من الحكومة وبالشراكة مع البنك الدولي والمنظمات الدولية الأربع، منظمة الصحة العالمية، منظمة الأغذية والزراعة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وأفاد رئيس اللجنة العلمية، الهاشمي الوزير، في تصريحه لـ«الصباح»، أن مؤتمر «الصحة الواحدة» اعتراف علمي وعملي بترابط صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة ومجموع التحديات المترتبة عن تفاعلها.

وبين أن هذا المفهوم قديم، تمت العودة لطرحه اليوم بغرض مزيد التنسيق بين مختلف هذه الأطراف، خاصة بعد الجوائح التي عاش على وقعها العالم في السنوات الأخيرة، مثل كوفيد وأمراض أخرى، مشيرا الى أن نحو 70 % من الأمراض المتناقلة، من أصل حيواني، وفي إطار الوعي العام في صفوف الأطباء البياطرة والباحثين والعلماء، تم العمل على رؤية مشتركة لمجابهة المخاطر التي تكون مشمولة بالصحة الواحدة.

وعرض الهاشمي الوزير أمثلة عن الأمراض والحالات الصحية، التي فيها تقاطعات بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وبين أن من أبرزها مقاومة المضادات من قبل المكروبات، أين تفقد المضادات فاعليتها في ظل استعمالها المتكرر والمكثف، في طب الإنسان والطب البيطري والحيوان أين تسجل إصابات بمكروبات اكتسبت مقاومة للمضادات لدى الحيوان، وبالتالي بانتقالها للإنسان تكون لها آثار خطيرة، واعتبر الوزير أن هذا الأمر يشكل خطرا وتحديا كبيرا جدا خلال السنوات القادمة.

وذكر محدثنا أن هناك أمراضا حيوانية المنشأ، تنتقل إلى الإنسان، منها داء الكلب أو أنفلونزا الطيور.. وفي حال أردنا تطوير استراتيجيات لتفادي هذه الأمراض يجب أن يتم الانطلاق من ضمان نظافة المحيط باعتبار أن تردي الوضع البيئي وانتشار الأوساخ هي الأطر التي تنتشر فيها الكلاب وبالتالي فرضيات الإصابة بداء الكلب.

وبين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أنه بالتوازي مع الاختصاصات العلمية لصحة الإنسان والحيوان والمحيط، سيتم طرح اختصاصات الذكاء الاصطناعي والعلوم المبنية على المعلومات والأمراض المنقولة بالنواقل على غرار اللشمانيا والملاريا التي لها علاقة بالبيئة ونظافة المحيط، وهو ناقل يتأثر بالتغيرات المناخية ويمكن أن يتكاثر في مناطق دون أخرى.. كما سيتم تناول موضوع الأمراض المستجدة في مؤتمر «الصحة الواحدة»، وآخرها كان كوفيد.

وأوضح الهاشمي الوزير أن مؤتمر «الصحة الواحدة» موجه الى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى وزراء الصحة ووزارة الفلاحة ووزراء البيئة والمحيط، وبتمثيلية 17 دولة. ولقد تأكد الى غاية الآن حضور 14 دولة و10 وزراء، فضلا عن مديرين عامين، وعددهم 40، ممثلين عن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة الى حضور نحو 400 مشارك من المنطقة، بينهم باحثون وعلماء، ستكون مهمتهم عرض معارفهم العلمية، وتفسير المفاهيم والمستجدات.

وقال الوزير إن البرنامج يتضمن فضلا عن الجلسة الافتتاحية، حلقات نقاش حول التطبيق العلمي لبرنامج «الصحة الواحدة» وجلسة فنية حول مقاومة مضادات الميكروبات وتبادل الرؤى بين الأجيال وعرض للمبادرات المبتكرة من المنطقة وتبادل للتجارب..

وسيكون المؤتمر أيضا مناسبة لتقديم «إعلان قرطاج» لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهو إعلان سيتم فيه تشخيص خطورة الوضعية الصحية والبيئية المتعلقة بالتطورات والمخاطر والتغيرات المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور وضعية الأراضي وشح المياه والتلوث وارتفاع درجات الحرارة والأمراض المنقولة.. وجميعها بصدد دفع بلادنا ومنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الى تطوير استراتيجيات تكون فيها شراكة بين الصحة والفلاحة والبيئة والمحيط، لتفادي وتقليص هذه المخاطر وتطوير البرامج بتنسيق ونجاعة أكثر، في ميادين الصحة الواحدة والاستفادة من التجارب المقارنة والتوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ومختلف الجهات العلمية الحاضرة في أشغاله.

 

ريم سوودي

ينعقد اليوم وغدا بتونس..     مؤتمر «الصحة الواحدة» من أجل تكوين رؤية مشتركة لمجابهة مخاطر الأمراض

تحتضن تونس اليوم وغدا 14 و15 جوان، مؤتمر «الصحة الواحدة» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالأكاديمية الدبلوماسية الدولية بالعاصمة، بتنظيم من الحكومة وبالشراكة مع البنك الدولي والمنظمات الدولية الأربع، منظمة الصحة العالمية، منظمة الأغذية والزراعة، برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وأفاد رئيس اللجنة العلمية، الهاشمي الوزير، في تصريحه لـ«الصباح»، أن مؤتمر «الصحة الواحدة» اعتراف علمي وعملي بترابط صحة الإنسان وصحة الحيوان والبيئة ومجموع التحديات المترتبة عن تفاعلها.

وبين أن هذا المفهوم قديم، تمت العودة لطرحه اليوم بغرض مزيد التنسيق بين مختلف هذه الأطراف، خاصة بعد الجوائح التي عاش على وقعها العالم في السنوات الأخيرة، مثل كوفيد وأمراض أخرى، مشيرا الى أن نحو 70 % من الأمراض المتناقلة، من أصل حيواني، وفي إطار الوعي العام في صفوف الأطباء البياطرة والباحثين والعلماء، تم العمل على رؤية مشتركة لمجابهة المخاطر التي تكون مشمولة بالصحة الواحدة.

وعرض الهاشمي الوزير أمثلة عن الأمراض والحالات الصحية، التي فيها تقاطعات بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، وبين أن من أبرزها مقاومة المضادات من قبل المكروبات، أين تفقد المضادات فاعليتها في ظل استعمالها المتكرر والمكثف، في طب الإنسان والطب البيطري والحيوان أين تسجل إصابات بمكروبات اكتسبت مقاومة للمضادات لدى الحيوان، وبالتالي بانتقالها للإنسان تكون لها آثار خطيرة، واعتبر الوزير أن هذا الأمر يشكل خطرا وتحديا كبيرا جدا خلال السنوات القادمة.

وذكر محدثنا أن هناك أمراضا حيوانية المنشأ، تنتقل إلى الإنسان، منها داء الكلب أو أنفلونزا الطيور.. وفي حال أردنا تطوير استراتيجيات لتفادي هذه الأمراض يجب أن يتم الانطلاق من ضمان نظافة المحيط باعتبار أن تردي الوضع البيئي وانتشار الأوساخ هي الأطر التي تنتشر فيها الكلاب وبالتالي فرضيات الإصابة بداء الكلب.

وبين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، أنه بالتوازي مع الاختصاصات العلمية لصحة الإنسان والحيوان والمحيط، سيتم طرح اختصاصات الذكاء الاصطناعي والعلوم المبنية على المعلومات والأمراض المنقولة بالنواقل على غرار اللشمانيا والملاريا التي لها علاقة بالبيئة ونظافة المحيط، وهو ناقل يتأثر بالتغيرات المناخية ويمكن أن يتكاثر في مناطق دون أخرى.. كما سيتم تناول موضوع الأمراض المستجدة في مؤتمر «الصحة الواحدة»، وآخرها كان كوفيد.

وأوضح الهاشمي الوزير أن مؤتمر «الصحة الواحدة» موجه الى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مستوى وزراء الصحة ووزارة الفلاحة ووزراء البيئة والمحيط، وبتمثيلية 17 دولة. ولقد تأكد الى غاية الآن حضور 14 دولة و10 وزراء، فضلا عن مديرين عامين، وعددهم 40، ممثلين عن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة الى حضور نحو 400 مشارك من المنطقة، بينهم باحثون وعلماء، ستكون مهمتهم عرض معارفهم العلمية، وتفسير المفاهيم والمستجدات.

وقال الوزير إن البرنامج يتضمن فضلا عن الجلسة الافتتاحية، حلقات نقاش حول التطبيق العلمي لبرنامج «الصحة الواحدة» وجلسة فنية حول مقاومة مضادات الميكروبات وتبادل الرؤى بين الأجيال وعرض للمبادرات المبتكرة من المنطقة وتبادل للتجارب..

وسيكون المؤتمر أيضا مناسبة لتقديم «إعلان قرطاج» لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وهو إعلان سيتم فيه تشخيص خطورة الوضعية الصحية والبيئية المتعلقة بالتطورات والمخاطر والتغيرات المناخية، وفقدان التنوع البيولوجي وتدهور وضعية الأراضي وشح المياه والتلوث وارتفاع درجات الحرارة والأمراض المنقولة.. وجميعها بصدد دفع بلادنا ومنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط الى تطوير استراتيجيات تكون فيها شراكة بين الصحة والفلاحة والبيئة والمحيط، لتفادي وتقليص هذه المخاطر وتطوير البرامج بتنسيق ونجاعة أكثر، في ميادين الصحة الواحدة والاستفادة من التجارب المقارنة والتوصيات التي ستصدر عن المؤتمر ومختلف الجهات العلمية الحاضرة في أشغاله.

 

ريم سوودي