إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

اليوم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة.. افتتاح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع

 

  • مدير المهرجان لـ«الصباح»: «نطمح إلى أن يصبح المهرجان بوابة إفريقيا لفنون السيرك وسوقا دولية للفنانين والعروض الفرجوية

تُفتتح، اليوم، الخميس 12 جوان الجاري، بداية من الساعة الثامنة مساءً، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع في قلب العاصمة، والذي تنظمه مجموعة بابا روني لفنون السيرك، بدعم من وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة والصناعات التقليدية. وتستمر فعاليات هذه الدورة حتى التاسع والعشرين من نفس الشهر، لتجوب بعدها تسع ولايات تونسية أخرى، وهي: بن عروس، أريانة، بنزرت، الكاف، سليانة، صفاقس، المنستير، سوسة، وزغوان، حيث تُقدّم العروض مجاناً للجمهور، في احتفاء متجدد بالفن والإبداع في الفضاءات العامة.

منذ انطلاقته الأولى سنة 2018، حمل المهرجان رسالة واضحة، وهي الفن للجميع. ولم يكن الشعار مجرد عبارة، بل سعى إلى الالتزام بأن يخرج الإبداع من الجدران المغلقة إلى الفضاءات العامة، ليصل إلى كل فئات المجتمع دون استثناء. في هذه الدورة، يزداد الرهان والطموح، إذ سيجوب المهرجان عشر ولايات، وسيستضيف فرقاً من أربع قارات، من أوروبا وإيطاليا والبرتغال وكندا، إلى جانب فنانين من الجزائر والمغرب.

ومن المنتظر أن تبدأ العروض في تمام السادسة مساءً، لتستمر حتى منتصف الليل، وتتوزع الفعاليات بين الكاف، وسوسة، والمنستير، وزغوان، وتونس العاصمة، وبن عروس، وجندوبة، والقيروان، وسليانة، ونابل. وتتنوع اللوحات بين السيرك وفنون الشارع، بغاية جذب الكبار والصغار على حد سواء، ومنح الجميع فرصة لاكتشاف عوالم من الدهشة والخيال.

من بين أبرز ملامح هذه الدورة، فكرة «القرية الفنية» التي تُقام في كل ولاية، حيث تلتقي الفرق مع الجمهور في فضاء تفاعلي يزخر بالورشات والعروض الحية، ليصبح الفن مساحة للقاء والتجربة والتعلّم، ويجد الأطفال والشباب متنفساً للإبداع والتعبير. أما المسابقة الوطنية لفن السيرك، فهي موعد ينتظره الفنانون بشغف، إذ تتيح لهم إبراز مواهبهم أمام لجان تحكيم متخصصة، وتفتح أمامهم أبواب الاحتراف والتألّق.

ولا يغيب عن المهرجان البعد الاجتماعي، إذ يسعى المنظمون إلى كسر الحواجز بين الفن والجمهور، والوصول إلى الفئات الهشة والمهمشة. فكل عرض يُقام في ساحة عامة هو دعوة مفتوحة للفرح والتلاقي، ورسالة بأن الثقافة حق للجميع، وليست امتيازاً للبعض.

في هذا السياق، أوضح المدير المالي والإداري للمهرجان، هيثم قصداوي، في تصريح لـ «الصباح»، أن شعار الدورة الجديدة «الفن للجميع» لم يكن اختياراً عشوائياً، بل جاء ليعكس قناعة بأن الفن يجب أن يكون متاحاً لكل أفراد المجتمع دون استثناء. فقد لاحظ القائمون على المهرجان وجود تباينات بين الفنانين في تونس، سواء كانوا مسرحيين أو موسيقيين أو فنانين في السيرك، وأرادوا التأكيد على أن للجميع الحق في الاستمتاع بالفن كلٌّ بطريقته. لهذا السبب، تم الحرص على أن تكون العروض مجانية ومفتوحة في الفضاءات العامة حتى يتسنى للجميع عيش تجربة فنية مميزة.

وفيما يتعلق بالجديد في هذه الدورة، أشار هيثم قصداوي إلى أن «طبيعة السيرك تفرض التجديد الدائم، حيث يتم تقديم إنتاجات وبرامج ولوحات فنية جديدة كل عام، سواء من تونس أو من الخارج. ومن بين أبرز المستجدات إصدار نشرة يومية للمهرجان تُمكن الصحافة والجمهور من متابعة كل جديد في كل ولاية».

كما «تم إطلاق «مخيم الفنون» وتنظيم المسابقة الوطنية لفن السيرك، وهما مبادرتان لاقتا تفاعلاً إيجابياً من الفنانين والجمهور. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء «قرية فنية» في كل مدينة مستضيفة، لتكون فضاءً تفاعلياً يجمع بين الفنانين والجمهور من خلال الورشات والعروض المباشرة».

دواعي اختيار الولايات للمشاركة في التنظيم

أما عن اختيار الولايات، فقد أوضح أن «بعض الولايات رافقت المهرجان منذ انطلاقته سنة 2018، وكانت شريكاً أساسياً في نجاحه، بينما جاءت مشاركة ولايات أخرى بناءً على رغبة المندوبيات الجهوية وقدرتها على احتضان الفعاليات، مع مراعاة الإمكانيات اللوجستية التي سمحت بتغطية عشر ولايات فقط». وأكد أن أبرز التحديات التي واجهها الفريق تمثلت في البيروقراطية الإدارية، حيث لا تزال الإجراءات معقدة وتستنزف الكثير من الوقت والجهد للحصول على التراخيص اللازمة، رغم التصريحات الرسمية بتسهيلها.

وفي ما يخص اختيار الفرق والفنانين، بيّن هيثم قصداوي أن «التواصل مع مدارس السيرك العالمية يبدأ في شهر جانفي من كل عام، حيث ترسل هذه المدارس إنتاجاتها الجديدة، وبناءً على ذلك يتم توجيه الدعوات للمشاركين الدوليين. أما الفنانون التونسيون، فيتم الإعلان عن فتح باب المشاركة، ويُطلب من كل فنان أو فرقة إعداد برنامج خاص للمهرجان أو للمسابقة الوطنية، وتظل العروض مفاجأة حتى يوم المسابقة أمام لجنة التحكيم».

وعن تفاعل الجمهور، أشار إلى أن «الإقبال يتزايد دورة بعد أخرى، خاصة في تونس الكبرى، حيث أصبحت العائلات تنتظر موعد المهرجان سنوياً، وتعتبره حدثاً بارزاً لأطفالها. حتى إن بعض الآباء والأمهات يربطون السماح لأطفالهم بحضور المهرجان بنتائجهم الدراسية، مما يعكس مكانة المهرجان في الحياة الثقافية والاجتماعية».

وفيما يتعلق بآفاق المهرجان، أكد المدير المالي والإداري أن «الطموح هو أن يصبح المهرجان بوابة إفريقيا لفنون السيرك وسوقاً دولية للفنانين والعروض الفرجوية. كما أشار إلى أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية ودمجها في العروض لجذب جمهور أوسع، مع الحرص على تجديد الفريق وإدماج عناصر شابة باستمرار».

أول خيمة سيرك مصنعة بالكامل في تونس

وأعرب هيثم قصداوي عن فخره بإنجاز أول خيمة سيرك مصنوعة بالكامل في تونس، معتبراً ذلك إنجازاً محلياً وعربياً يستحق التثمين. كما أشار إلى أن المهرجان ساهم في تحويل مسار حياة العديد من الشباب، حيث أصبحوا فنانين فاعلين في المجتمع، بدلاً من التفكير في الهجرة غير النظامية، بفضل ما تلقوه من تدريب ودعم فني وتقني ضمن فعاليات المهرجان.

يُذكر أنّ المهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع هو من تنظيم جمعية «بابا روني لفنون السيرك»، التي تأسست سنة 2011 بمعتمدية المحمدية من ولاية بن عروس، بهدف المحافظة على فنون السيرك وتطويرها في تونس.

ويُعد هذا المهرجان الأول من نوعه في تونس والعالم العربي وإفريقيا، وقد جاء تأسيسه استجابة لرغبة في نشر ثقافة فنون السيرك والتعريف بها لدى الجمهور التونسي، إضافة إلى كسر المركزية الفنية والانفتاح على الجهات الداخلية. منذ دورته الأولى، حرص المهرجان على تقديم عروض مجانية في الساحات العامة، وتنظيم فعاليات متنوعة تجوب عدة ولايات تونسية، مع استضافة فرق وفنانين من مختلف دول العالم.

ويهدف المهرجان أيضاً إلى الترويج للوجهة السياحية التونسية عبر تنظيم زيارات للفنانين المشاركين إلى المعالم السياحية، كما يسعى إلى دعم المواهب الشابة من خلال المسابقات والورشات التكوينية. وقد أصبح منذ تأسيسه موعداً سنوياً ينتظره عشاق فنون السيرك والعروض الحية في تونس.

إيمان عبد اللطيف

اليوم بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة..   افتتاح الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع

 

  • مدير المهرجان لـ«الصباح»: «نطمح إلى أن يصبح المهرجان بوابة إفريقيا لفنون السيرك وسوقا دولية للفنانين والعروض الفرجوية

تُفتتح، اليوم، الخميس 12 جوان الجاري، بداية من الساعة الثامنة مساءً، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع في قلب العاصمة، والذي تنظمه مجموعة بابا روني لفنون السيرك، بدعم من وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة والصناعات التقليدية. وتستمر فعاليات هذه الدورة حتى التاسع والعشرين من نفس الشهر، لتجوب بعدها تسع ولايات تونسية أخرى، وهي: بن عروس، أريانة، بنزرت، الكاف، سليانة، صفاقس، المنستير، سوسة، وزغوان، حيث تُقدّم العروض مجاناً للجمهور، في احتفاء متجدد بالفن والإبداع في الفضاءات العامة.

منذ انطلاقته الأولى سنة 2018، حمل المهرجان رسالة واضحة، وهي الفن للجميع. ولم يكن الشعار مجرد عبارة، بل سعى إلى الالتزام بأن يخرج الإبداع من الجدران المغلقة إلى الفضاءات العامة، ليصل إلى كل فئات المجتمع دون استثناء. في هذه الدورة، يزداد الرهان والطموح، إذ سيجوب المهرجان عشر ولايات، وسيستضيف فرقاً من أربع قارات، من أوروبا وإيطاليا والبرتغال وكندا، إلى جانب فنانين من الجزائر والمغرب.

ومن المنتظر أن تبدأ العروض في تمام السادسة مساءً، لتستمر حتى منتصف الليل، وتتوزع الفعاليات بين الكاف، وسوسة، والمنستير، وزغوان، وتونس العاصمة، وبن عروس، وجندوبة، والقيروان، وسليانة، ونابل. وتتنوع اللوحات بين السيرك وفنون الشارع، بغاية جذب الكبار والصغار على حد سواء، ومنح الجميع فرصة لاكتشاف عوالم من الدهشة والخيال.

من بين أبرز ملامح هذه الدورة، فكرة «القرية الفنية» التي تُقام في كل ولاية، حيث تلتقي الفرق مع الجمهور في فضاء تفاعلي يزخر بالورشات والعروض الحية، ليصبح الفن مساحة للقاء والتجربة والتعلّم، ويجد الأطفال والشباب متنفساً للإبداع والتعبير. أما المسابقة الوطنية لفن السيرك، فهي موعد ينتظره الفنانون بشغف، إذ تتيح لهم إبراز مواهبهم أمام لجان تحكيم متخصصة، وتفتح أمامهم أبواب الاحتراف والتألّق.

ولا يغيب عن المهرجان البعد الاجتماعي، إذ يسعى المنظمون إلى كسر الحواجز بين الفن والجمهور، والوصول إلى الفئات الهشة والمهمشة. فكل عرض يُقام في ساحة عامة هو دعوة مفتوحة للفرح والتلاقي، ورسالة بأن الثقافة حق للجميع، وليست امتيازاً للبعض.

في هذا السياق، أوضح المدير المالي والإداري للمهرجان، هيثم قصداوي، في تصريح لـ «الصباح»، أن شعار الدورة الجديدة «الفن للجميع» لم يكن اختياراً عشوائياً، بل جاء ليعكس قناعة بأن الفن يجب أن يكون متاحاً لكل أفراد المجتمع دون استثناء. فقد لاحظ القائمون على المهرجان وجود تباينات بين الفنانين في تونس، سواء كانوا مسرحيين أو موسيقيين أو فنانين في السيرك، وأرادوا التأكيد على أن للجميع الحق في الاستمتاع بالفن كلٌّ بطريقته. لهذا السبب، تم الحرص على أن تكون العروض مجانية ومفتوحة في الفضاءات العامة حتى يتسنى للجميع عيش تجربة فنية مميزة.

وفيما يتعلق بالجديد في هذه الدورة، أشار هيثم قصداوي إلى أن «طبيعة السيرك تفرض التجديد الدائم، حيث يتم تقديم إنتاجات وبرامج ولوحات فنية جديدة كل عام، سواء من تونس أو من الخارج. ومن بين أبرز المستجدات إصدار نشرة يومية للمهرجان تُمكن الصحافة والجمهور من متابعة كل جديد في كل ولاية».

كما «تم إطلاق «مخيم الفنون» وتنظيم المسابقة الوطنية لفن السيرك، وهما مبادرتان لاقتا تفاعلاً إيجابياً من الفنانين والجمهور. بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء «قرية فنية» في كل مدينة مستضيفة، لتكون فضاءً تفاعلياً يجمع بين الفنانين والجمهور من خلال الورشات والعروض المباشرة».

دواعي اختيار الولايات للمشاركة في التنظيم

أما عن اختيار الولايات، فقد أوضح أن «بعض الولايات رافقت المهرجان منذ انطلاقته سنة 2018، وكانت شريكاً أساسياً في نجاحه، بينما جاءت مشاركة ولايات أخرى بناءً على رغبة المندوبيات الجهوية وقدرتها على احتضان الفعاليات، مع مراعاة الإمكانيات اللوجستية التي سمحت بتغطية عشر ولايات فقط». وأكد أن أبرز التحديات التي واجهها الفريق تمثلت في البيروقراطية الإدارية، حيث لا تزال الإجراءات معقدة وتستنزف الكثير من الوقت والجهد للحصول على التراخيص اللازمة، رغم التصريحات الرسمية بتسهيلها.

وفي ما يخص اختيار الفرق والفنانين، بيّن هيثم قصداوي أن «التواصل مع مدارس السيرك العالمية يبدأ في شهر جانفي من كل عام، حيث ترسل هذه المدارس إنتاجاتها الجديدة، وبناءً على ذلك يتم توجيه الدعوات للمشاركين الدوليين. أما الفنانون التونسيون، فيتم الإعلان عن فتح باب المشاركة، ويُطلب من كل فنان أو فرقة إعداد برنامج خاص للمهرجان أو للمسابقة الوطنية، وتظل العروض مفاجأة حتى يوم المسابقة أمام لجنة التحكيم».

وعن تفاعل الجمهور، أشار إلى أن «الإقبال يتزايد دورة بعد أخرى، خاصة في تونس الكبرى، حيث أصبحت العائلات تنتظر موعد المهرجان سنوياً، وتعتبره حدثاً بارزاً لأطفالها. حتى إن بعض الآباء والأمهات يربطون السماح لأطفالهم بحضور المهرجان بنتائجهم الدراسية، مما يعكس مكانة المهرجان في الحياة الثقافية والاجتماعية».

وفيما يتعلق بآفاق المهرجان، أكد المدير المالي والإداري أن «الطموح هو أن يصبح المهرجان بوابة إفريقيا لفنون السيرك وسوقاً دولية للفنانين والعروض الفرجوية. كما أشار إلى أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية ودمجها في العروض لجذب جمهور أوسع، مع الحرص على تجديد الفريق وإدماج عناصر شابة باستمرار».

أول خيمة سيرك مصنعة بالكامل في تونس

وأعرب هيثم قصداوي عن فخره بإنجاز أول خيمة سيرك مصنوعة بالكامل في تونس، معتبراً ذلك إنجازاً محلياً وعربياً يستحق التثمين. كما أشار إلى أن المهرجان ساهم في تحويل مسار حياة العديد من الشباب، حيث أصبحوا فنانين فاعلين في المجتمع، بدلاً من التفكير في الهجرة غير النظامية، بفضل ما تلقوه من تدريب ودعم فني وتقني ضمن فعاليات المهرجان.

يُذكر أنّ المهرجان الدولي لفنون السيرك وفنون الشارع هو من تنظيم جمعية «بابا روني لفنون السيرك»، التي تأسست سنة 2011 بمعتمدية المحمدية من ولاية بن عروس، بهدف المحافظة على فنون السيرك وتطويرها في تونس.

ويُعد هذا المهرجان الأول من نوعه في تونس والعالم العربي وإفريقيا، وقد جاء تأسيسه استجابة لرغبة في نشر ثقافة فنون السيرك والتعريف بها لدى الجمهور التونسي، إضافة إلى كسر المركزية الفنية والانفتاح على الجهات الداخلية. منذ دورته الأولى، حرص المهرجان على تقديم عروض مجانية في الساحات العامة، وتنظيم فعاليات متنوعة تجوب عدة ولايات تونسية، مع استضافة فرق وفنانين من مختلف دول العالم.

ويهدف المهرجان أيضاً إلى الترويج للوجهة السياحية التونسية عبر تنظيم زيارات للفنانين المشاركين إلى المعالم السياحية، كما يسعى إلى دعم المواهب الشابة من خلال المسابقات والورشات التكوينية. وقد أصبح منذ تأسيسه موعداً سنوياً ينتظره عشاق فنون السيرك والعروض الحية في تونس.

إيمان عبد اللطيف