توجه نحو التوسع خارجيا وأساسا إفريقيا تسهيل ولوج الشركات إلى «القارة».. وتونس تتجه نحو تدويل المؤسسات
مقالات الصباح
◄ أكثر من 2300 مؤسسة تونسية في الأسواق الأفريقية
* تونس تحتضن أيام شراكة الأعمال الإفريقية من 25 إلى 27 جوان 2025
تعمل تونس عبر شبكاتها الدبلوماسية والتجارية على تطوير فرص الأعمال وجذب الاستثمارات في الأسواق الإفريقية، كما تسعى بلادنا إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية من خلال تشجيع المؤسسات على التوسع خارجيًا لا سيما في القارة الأفريقية التي تعد ثاني أسرع منطقة من حيث النمو، إذ يتوقع أن يبلغ متوسط الناتج المحلي الإجمالي للقارة بين 3.8 % و4.2 % بين 2024 و2025.
وتطمح تونس منذ التحاقها بقائمة الدول الموقعة على اتفاقية «الزليكاف»، إلى تسهيل ولوج الشركات التونسية المتحصلة على صفة المتعامل الاقتصادي المعتمد إلى السوق الإفريقية في إطار الاتفاقية المذكورة، كما سبق أن سجل المعهد العربي لرؤساء المؤسسات توسع 2321 مؤسسة تونسية في الأسواق الإفريقية سنة 2019 محققة صادرات بقيمة 4696 مليون دينار.
دعم مسار التدويل والتوجه نحو أفريقيا
وتجد المؤسسات التونسية دعمًا فرنسيًا وألمانيًا في مسارها نحو التدويل والتصدير إلى أسواق إفريقيا جنوب الصحراء حيث تستفيد تونس من الدعم الخصوصي في نطاق استعدادها لخوض غمار التجارة مع الدول الإفريقية بفضل تعزيز أنشطة مشروع الاتفاقيات التجارية مع إفريقيا «PEMA» الذي تتكفل به وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية وينفذه مكتب تونس للوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وذلك بالشراكة مع وزارة التجارة وتنمية الصادرات ومركز النهوض بالصادرات.
وفي هذا الإطار تم إسناد أكثر من 700 مؤسسة عبر 4 هياكل تصدير ذات فاعلية، أثمرت حوالي 30 مليون أورو كرقم معاملات وخلقت 219 موطن شغل سنة 2023.
كما تعمل فرنسا من خلال مشروع «قوافل» على دعم المؤسسات التونسية في مسارها نحو التدويل والتوجه نحو أفريقيا، ويهدف مشروع «قوافل» الممول من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية «في إطار برنامج دعم القدرات التجارية» إلى مرافقة عملية تدويل نشاط المؤسسات التونسية الناشئة والمتوسطة على مستوى القارة الإفريقية.
إمكانيات كبرى
وتظهر المؤشرات أن لتونس إمكانيات كبرى لتطوير تجارتها مع بقية القارة الإفريقية، حيث يمكن لصادراتها إلى هذه السوق الواسعة أن تزيد بشكل كبير خاصة وأن إفريقيا تضم أكثر من 1.2 مليار مستهلك، وتبلغ إمكانات التصدير غير المستغلة لتونس نحو أفريقيا في سنة 2027 حوالي 527 مليون دولار، أي بنسبة 25 %، وهذا الفائض يرتكز على 43 منتجًا، 25 منها قديمة و18 جديدة للتصدير إلى إفريقيا.
وجاء في دراسة تتعلق بالمنتج التونسي القابل للتصدير في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف»، أن الملابس الجاهزة والأحذية تعد من بين المنتجات التونسية الواعدة في السوق الإفريقية على المدى المتوسط.
يذكر أن تونس قد صادقت في 22 جويلية 2020، على الاتفاقية المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف» والتي تهدف إلى إحداث أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم مع إمكانية جمع أكثر من 1.2 مليار شخص وناتج محلي إجمالي يزيد عن 2.5 تريليون دولار والدخول في مرحلة جديدة من التنمية في القارة.
وتعتبر اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الدول الإفريقية «زليكاف» فرصة بالنسبة لتونس من خلال إقرار العديد من التسهيلات الجمركية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام العديد من الخدمات من أشغال عامة وخدمات صحية وتعليمية وتكوينية باعتبارها مجالات يتميز فيها التونسيون بقدرات تنافسية كبيرة.
وانضمت تونس مع 8 دول إفريقية لما يسمى التجربة النموذجية لوضع هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
المبادلات التجارية مع القارة
وتعادل قيمة المبادلات التجارية بين تونس والدول الإفريقية 6 مليار دينار، وهي تمثل 10 % من إجمالي حجم المبادلات التجارية لتونس.
كما ارتفعت عائدات الصادرات التونسية نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء من حوالي 600 مليون دينار سنة 2015 إلى 1.6 مليار دينار.
وبإمكان تونس التصدير والتوريد من 53 دولة إفريقية منضمّة إلى الاتفاقية بكل أريحية، وسيتم في أواخر 2025 إلغاء معاليم ديوانية لعديد المنتجات المتبادلة مع الدول الإفريقية.
ويعرف عن تونس تميزها في مجال صناعة قطاع مكونات السيارات حيث تحتل المرتبة الثانية إفريقيًا في هذا المجال، والاتفاقية تنص على التسريع في الاندماج الإفريقي في هذا القطاع وتسعى إلى إنتاج أول سيارة إفريقية في غضون سنة 2035.
الدورة الأولى من أيام شراكة الأعمال الإفريقية
كما ينظم مركز النهوض بالصادرات الدورة الأولى من أيام شراكة الأعمال الإفريقية من 25 إلى 27 جوان 2025 بتونس، وهذه التظاهرة ستشمل ما يقارب 1500 لقاء أعمال بمشاركة 100 مؤسسة تونسية و25 فاعلًا اقتصاديًا من أصحاب القرار المورّدين والموزّعين الأفارقة ممثلين عن 10 أسواق إفريقية منها أوغندا والكونغو برازافيل وغانا والغابون وغينيا كوناكري وبوركينا فاسو.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار مواصلة خطة العمل الموجهة إلى سوق إفريقيا جنوب الصحراء سنة 2025، وستضم هياكل تنمية الصادرات ورؤساء غرف التجارة والصناعة ممثلين عن البينين والنيجر والطوغو ومالي.
وستستهدف أيام شراكة الأعمال الإفريقية قطاعات الصناعات الغذائية ومواد البناء والأشغال العامة والصحة (المواد الطبية وشبه الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية) والخدمات، قصد تعزيز توجه المؤسسات التونسية المصدّرة نحو أسواق جديدة وواعدة وتطوير المبادلات التجارية مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وسيتم دعوة رجال الأعمال الأفارقة إلى التظاهرة وأبرز المورّدين والمزوّدين في كل الأسواق المستهدفة والتواصل المباشر معهم، عن طريق شبكة التمثيل التجاري للمركز في كل من الكوت ديفوار والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر وكينيا والسنغال، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية التونسية بالبلدان المعنية.
ويُنتظر كذلك أن يتضمن برنامج التظاهرة لقاءات مهنية مباشرة بين رجال الأعمال التونسيين ونظرائهم من إفريقيا جنوب الصحراء، فضلاً عن تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الصناعية التونسية.
وستعقد اجتماعات مؤسساتية مع الهياكل الرسمية المشرفة على تنمية الصادرات بدول إفريقيا جنوب الصحراء بهدف تنمية التجارة البينية الإفريقية واعتماد المنصات الرقمية للنفاذ إلى الأسواق العالمية.
جهاد الكلبوسي
◄ أكثر من 2300 مؤسسة تونسية في الأسواق الأفريقية
* تونس تحتضن أيام شراكة الأعمال الإفريقية من 25 إلى 27 جوان 2025
تعمل تونس عبر شبكاتها الدبلوماسية والتجارية على تطوير فرص الأعمال وجذب الاستثمارات في الأسواق الإفريقية، كما تسعى بلادنا إلى تعزيز مكانتها الاقتصادية من خلال تشجيع المؤسسات على التوسع خارجيًا لا سيما في القارة الأفريقية التي تعد ثاني أسرع منطقة من حيث النمو، إذ يتوقع أن يبلغ متوسط الناتج المحلي الإجمالي للقارة بين 3.8 % و4.2 % بين 2024 و2025.
وتطمح تونس منذ التحاقها بقائمة الدول الموقعة على اتفاقية «الزليكاف»، إلى تسهيل ولوج الشركات التونسية المتحصلة على صفة المتعامل الاقتصادي المعتمد إلى السوق الإفريقية في إطار الاتفاقية المذكورة، كما سبق أن سجل المعهد العربي لرؤساء المؤسسات توسع 2321 مؤسسة تونسية في الأسواق الإفريقية سنة 2019 محققة صادرات بقيمة 4696 مليون دينار.
دعم مسار التدويل والتوجه نحو أفريقيا
وتجد المؤسسات التونسية دعمًا فرنسيًا وألمانيًا في مسارها نحو التدويل والتصدير إلى أسواق إفريقيا جنوب الصحراء حيث تستفيد تونس من الدعم الخصوصي في نطاق استعدادها لخوض غمار التجارة مع الدول الإفريقية بفضل تعزيز أنشطة مشروع الاتفاقيات التجارية مع إفريقيا «PEMA» الذي تتكفل به وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية وينفذه مكتب تونس للوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وذلك بالشراكة مع وزارة التجارة وتنمية الصادرات ومركز النهوض بالصادرات.
وفي هذا الإطار تم إسناد أكثر من 700 مؤسسة عبر 4 هياكل تصدير ذات فاعلية، أثمرت حوالي 30 مليون أورو كرقم معاملات وخلقت 219 موطن شغل سنة 2023.
كما تعمل فرنسا من خلال مشروع «قوافل» على دعم المؤسسات التونسية في مسارها نحو التدويل والتوجه نحو أفريقيا، ويهدف مشروع «قوافل» الممول من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية «في إطار برنامج دعم القدرات التجارية» إلى مرافقة عملية تدويل نشاط المؤسسات التونسية الناشئة والمتوسطة على مستوى القارة الإفريقية.
إمكانيات كبرى
وتظهر المؤشرات أن لتونس إمكانيات كبرى لتطوير تجارتها مع بقية القارة الإفريقية، حيث يمكن لصادراتها إلى هذه السوق الواسعة أن تزيد بشكل كبير خاصة وأن إفريقيا تضم أكثر من 1.2 مليار مستهلك، وتبلغ إمكانات التصدير غير المستغلة لتونس نحو أفريقيا في سنة 2027 حوالي 527 مليون دولار، أي بنسبة 25 %، وهذا الفائض يرتكز على 43 منتجًا، 25 منها قديمة و18 جديدة للتصدير إلى إفريقيا.
وجاء في دراسة تتعلق بالمنتج التونسي القابل للتصدير في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف»، أن الملابس الجاهزة والأحذية تعد من بين المنتجات التونسية الواعدة في السوق الإفريقية على المدى المتوسط.
يذكر أن تونس قد صادقت في 22 جويلية 2020، على الاتفاقية المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية «زليكاف» والتي تهدف إلى إحداث أكبر منطقة للتجارة الحرة في العالم مع إمكانية جمع أكثر من 1.2 مليار شخص وناتج محلي إجمالي يزيد عن 2.5 تريليون دولار والدخول في مرحلة جديدة من التنمية في القارة.
وتعتبر اتفاقية التبادل التجاري الحر بين الدول الإفريقية «زليكاف» فرصة بالنسبة لتونس من خلال إقرار العديد من التسهيلات الجمركية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام العديد من الخدمات من أشغال عامة وخدمات صحية وتعليمية وتكوينية باعتبارها مجالات يتميز فيها التونسيون بقدرات تنافسية كبيرة.
وانضمت تونس مع 8 دول إفريقية لما يسمى التجربة النموذجية لوضع هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
المبادلات التجارية مع القارة
وتعادل قيمة المبادلات التجارية بين تونس والدول الإفريقية 6 مليار دينار، وهي تمثل 10 % من إجمالي حجم المبادلات التجارية لتونس.
كما ارتفعت عائدات الصادرات التونسية نحو دول إفريقيا جنوب الصحراء من حوالي 600 مليون دينار سنة 2015 إلى 1.6 مليار دينار.
وبإمكان تونس التصدير والتوريد من 53 دولة إفريقية منضمّة إلى الاتفاقية بكل أريحية، وسيتم في أواخر 2025 إلغاء معاليم ديوانية لعديد المنتجات المتبادلة مع الدول الإفريقية.
ويعرف عن تونس تميزها في مجال صناعة قطاع مكونات السيارات حيث تحتل المرتبة الثانية إفريقيًا في هذا المجال، والاتفاقية تنص على التسريع في الاندماج الإفريقي في هذا القطاع وتسعى إلى إنتاج أول سيارة إفريقية في غضون سنة 2035.
الدورة الأولى من أيام شراكة الأعمال الإفريقية
كما ينظم مركز النهوض بالصادرات الدورة الأولى من أيام شراكة الأعمال الإفريقية من 25 إلى 27 جوان 2025 بتونس، وهذه التظاهرة ستشمل ما يقارب 1500 لقاء أعمال بمشاركة 100 مؤسسة تونسية و25 فاعلًا اقتصاديًا من أصحاب القرار المورّدين والموزّعين الأفارقة ممثلين عن 10 أسواق إفريقية منها أوغندا والكونغو برازافيل وغانا والغابون وغينيا كوناكري وبوركينا فاسو.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار مواصلة خطة العمل الموجهة إلى سوق إفريقيا جنوب الصحراء سنة 2025، وستضم هياكل تنمية الصادرات ورؤساء غرف التجارة والصناعة ممثلين عن البينين والنيجر والطوغو ومالي.
وستستهدف أيام شراكة الأعمال الإفريقية قطاعات الصناعات الغذائية ومواد البناء والأشغال العامة والصحة (المواد الطبية وشبه الطبية والأدوية والمستلزمات الطبية) والخدمات، قصد تعزيز توجه المؤسسات التونسية المصدّرة نحو أسواق جديدة وواعدة وتطوير المبادلات التجارية مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وسيتم دعوة رجال الأعمال الأفارقة إلى التظاهرة وأبرز المورّدين والمزوّدين في كل الأسواق المستهدفة والتواصل المباشر معهم، عن طريق شبكة التمثيل التجاري للمركز في كل من الكوت ديفوار والكاميرون وجمهورية الكونغو الديمقراطية والنيجر وكينيا والسنغال، بالإضافة إلى البعثات الدبلوماسية التونسية بالبلدان المعنية.
ويُنتظر كذلك أن يتضمن برنامج التظاهرة لقاءات مهنية مباشرة بين رجال الأعمال التونسيين ونظرائهم من إفريقيا جنوب الصحراء، فضلاً عن تنظيم زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الصناعية التونسية.
وستعقد اجتماعات مؤسساتية مع الهياكل الرسمية المشرفة على تنمية الصادرات بدول إفريقيا جنوب الصحراء بهدف تنمية التجارة البينية الإفريقية واعتماد المنصات الرقمية للنفاذ إلى الأسواق العالمية.
جهاد الكلبوسي