إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

مختص‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭:‬ هذه‭ ‬أسباب‭ ‬التسممات‭ ‬الغذائية‭.. ‬وهكذا‭ ‬يمكن‭ ‬تخزين‭ ‬لحوم‭ ‬الأضاحي

◄‭ ‬تركيبة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية

يأتي‭ ‬البلاغ‭ ‬التحذيري‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بعد‭ ‬رصدها‭ ‬لحالات‭ ‬تسمم‭ ‬غذائي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسجل‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬عرضة‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المرتفعة‭. ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬التونسيين‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬الطاهر‭ ‬الغربي،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية،‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬فيه‭ ‬فقط‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬حالات‭ ‬تسمم‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬التونسيين،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الإعلام‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬حالات‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬وإبلاغ‭ ‬الهياكل‭ ‬المعنية‭ ‬لتطويقها‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المجتمعي‭.‬

وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬التصريح‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الإصابة‭ ‬بحالات‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬بسبب‭ ‬سلوكه‭ ‬الغذائي‭ ‬وطريقة‭ ‬اقتنائه‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تحليه‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬وتنمية‭ ‬ثقافته‭ ‬الغذائية‭.‬

وذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬أن‭ ‬توصيات‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للصحة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حفظ‭ ‬الصحة‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬هياكلها‭ ‬الصحية‭ ‬والرقابية‭ ‬وبين‭ ‬المواطن‭ ‬والمستهلك،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬طرق‭ ‬الغش‭ ‬تطورت‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬والتسويق‭ ‬والبيع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخارجية،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره‭.‬

وحول‭ ‬الأسباب‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية،‭ ‬بين‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الأكلات‭ ‬السريعة‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها،‭ ‬حتى‭ ‬الأكلات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬لاحتوائها‭ ‬مواد‭ ‬بتركيبة‭ ‬حساسة‭ ‬ولا‭ ‬تتحمل‭ ‬ظروف‭ ‬الطهي‭ ‬السريعة‭ ‬وحتى‭ ‬ظروف‭ ‬عرضها‭ ‬للبيع،‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬ارتباط‭ ‬سلوك‭ ‬التونسي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الأكل،‭ ‬خاصة‭ ‬للأكلات‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬الحيواني،‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والإحصائيات‭ ‬الدولية‭ ‬وحتى‭ ‬المحلية،‭ ‬حسب‭ ‬تأكيده‭.‬

ودعا‭ ‬الغربي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تدعيم‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬بحفظ‭ ‬الصحة،‭ ‬ومزيد‭ ‬توعية‭ ‬وتحسيس‭ ‬المستهلك‭ ‬بأهمية‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬وجودة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬يقتنيها،‭ ‬باعتباره‭ ‬الرقيب‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭ ‬على‭ ‬صحته،‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭.‬

ولم‭ ‬يفوت‭ ‬محدثنا‭ ‬الفرصة‭ ‬عبر‭ ‬تصريحه‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بدعوة‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬حسن‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬لحوم‭ ‬الأضاحي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التخزين‭ ‬السليم‭ ‬وبطرق‭ ‬صحية،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬تعديل‭ ‬التبريد‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬تحت‭ ‬الصفر،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭.‬

وكانت‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬قد‭ ‬حذرت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬تزداد‭ ‬مخاطر‭ ‬التسممات‭ ‬الغذائية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬حفظ‭ ‬الأطعمة‭ ‬أو‭ ‬تناولها‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬سليمة‭.‬

كما‭ ‬قدمت‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬النصائح‭ ‬والإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التسممات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬التي‭ ‬ضبطتها،‭ ‬بدءًا‭ ‬بضرورة‭ ‬حفظ‭ ‬اللحوم‭ ‬والحليب‭ ‬ومشتقاته‭ ‬والوجبات‭ ‬المطهية‭ ‬في‭ ‬الثلاجة‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬بارد‭.‬

كذلك‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬جيدًا‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬قبل‭ ‬الطهي‭ ‬أو‭ ‬الأكل‭ ‬وبعده،‭ ‬وتجنّب‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬المكشوفة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المحفوظة‭ ‬جيدًا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬استهلاك‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬أو‭ ‬المباعة‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مراقبة‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬طهي‭ ‬الطعام‭ ‬جيدًا‭ ‬وتجنب‭ ‬إعادة‭ ‬تسخينه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

 

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد‭

مختص‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭:‬ هذه‭ ‬أسباب‭ ‬التسممات‭ ‬الغذائية‭.. ‬وهكذا‭ ‬يمكن‭ ‬تخزين‭ ‬لحوم‭ ‬الأضاحي

◄‭ ‬تركيبة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية

يأتي‭ ‬البلاغ‭ ‬التحذيري‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بعد‭ ‬رصدها‭ ‬لحالات‭ ‬تسمم‭ ‬غذائي‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسجل‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سنة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬تزايد‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬عرضة‭ ‬لأشعة‭ ‬الشمس‭ ‬المرتفعة‭. ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أدت‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬إلى‭ ‬حالات‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬التونسيين‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬الطاهر‭ ‬الغربي،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية،‭ ‬في‭ ‬تصريحه‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬فيه‭ ‬فقط‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي،‭ ‬بل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬رصد‭ ‬حالات‭ ‬تسمم‭ ‬خطيرة‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬التونسيين،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬تركيبة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتحمل‭ ‬التغيرات‭ ‬المناخية،‭ ‬داعيًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬الإعلام‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬حالات‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬وإبلاغ‭ ‬الهياكل‭ ‬المعنية‭ ‬لتطويقها‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬المجتمعي‭.‬

وأضاف‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬التصريح‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬الجهة‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬الإصابة‭ ‬بحالات‭ ‬التسمم‭ ‬الغذائي‭ ‬بسبب‭ ‬سلوكه‭ ‬الغذائي‭ ‬وطريقة‭ ‬اقتنائه‭ ‬للمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الفضاءات‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تحليه‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬وتنمية‭ ‬ثقافته‭ ‬الغذائية‭.‬

وذكر‭ ‬الدكتور‭ ‬أن‭ ‬توصيات‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للصحة‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حفظ‭ ‬الصحة‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬جهة‭ ‬دون‭ ‬غيرها،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬بمختلف‭ ‬هياكلها‭ ‬الصحية‭ ‬والرقابية‭ ‬وبين‭ ‬المواطن‭ ‬والمستهلك،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬طرق‭ ‬الغش‭ ‬تطورت‭ ‬في‭ ‬العرض‭ ‬والتسويق‭ ‬والبيع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخارجية،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره‭.‬

وحول‭ ‬الأسباب‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية،‭ ‬بين‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬توجه‭ ‬المواطن‭ ‬التونسي‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الأكلات‭ ‬السريعة‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها،‭ ‬حتى‭ ‬الأكلات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬في‭ ‬العادة‭ ‬وقتًا‭ ‬طويلاً‭ ‬في‭ ‬إعدادها‭ ‬لاحتوائها‭ ‬مواد‭ ‬بتركيبة‭ ‬حساسة‭ ‬ولا‭ ‬تتحمل‭ ‬ظروف‭ ‬الطهي‭ ‬السريعة‭ ‬وحتى‭ ‬ظروف‭ ‬عرضها‭ ‬للبيع،‭ ‬يُعدّ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭.‬

كما‭ ‬أضاف‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬ارتباط‭ ‬سلوك‭ ‬التونسي‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬الأكل،‭ ‬خاصة‭ ‬للأكلات‭ ‬ذات‭ ‬المصدر‭ ‬الحيواني،‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬في‭ ‬الإصابة‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كشفت‭ ‬عنه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬والإحصائيات‭ ‬الدولية‭ ‬وحتى‭ ‬المحلية،‭ ‬حسب‭ ‬تأكيده‭.‬

ودعا‭ ‬الغربي‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تدعيم‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬المعنية‭ ‬بحفظ‭ ‬الصحة،‭ ‬ومزيد‭ ‬توعية‭ ‬وتحسيس‭ ‬المستهلك‭ ‬بأهمية‭ ‬التثبت‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬وجودة‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التي‭ ‬يقتنيها،‭ ‬باعتباره‭ ‬الرقيب‭ ‬الأول‭ ‬والأساسي‭ ‬على‭ ‬صحته،‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬علوم‭ ‬التغذية‭.‬

ولم‭ ‬يفوت‭ ‬محدثنا‭ ‬الفرصة‭ ‬عبر‭ ‬تصريحه‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬بدعوة‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬حسن‭ ‬التصرف‭ ‬في‭ ‬لحوم‭ ‬الأضاحي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التخزين‭ ‬السليم‭ ‬وبطرق‭ ‬صحية،‭ ‬والتي‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬تعديل‭ ‬التبريد‭ ‬في‭ ‬درجات‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬تحت‭ ‬الصفر،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬تتزامن‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭.‬

وكانت‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬قد‭ ‬حذرت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬بالتسممات‭ ‬الغذائية،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة،‭ ‬تزداد‭ ‬مخاطر‭ ‬التسممات‭ ‬الغذائية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬سوء‭ ‬حفظ‭ ‬الأطعمة‭ ‬أو‭ ‬تناولها‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬سليمة‭.‬

كما‭ ‬قدمت‭ ‬الوزارة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬البلاغ‭ ‬النصائح‭ ‬والإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التسممات‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬التي‭ ‬ضبطتها،‭ ‬بدءًا‭ ‬بضرورة‭ ‬حفظ‭ ‬اللحوم‭ ‬والحليب‭ ‬ومشتقاته‭ ‬والوجبات‭ ‬المطهية‭ ‬في‭ ‬الثلاجة‭ ‬أو‭ ‬مكان‭ ‬بارد‭.‬

كذلك‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬جيدًا‭ ‬بالماء‭ ‬والصابون‭ ‬قبل‭ ‬الطهي‭ ‬أو‭ ‬الأكل‭ ‬وبعده،‭ ‬وتجنّب‭ ‬شراء‭ ‬أو‭ ‬تناول‭ ‬الأطعمة‭ ‬المكشوفة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬المحفوظة‭ ‬جيدًا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬استهلاك‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات‭ ‬مجهولة‭ ‬المصدر‭ ‬أو‭ ‬المباعة‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مراقبة‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أهمية‭ ‬طهي‭ ‬الطعام‭ ‬جيدًا‭ ‬وتجنب‭ ‬إعادة‭ ‬تسخينه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭.‬

 

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد‭