إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬مستدام‭ ‬ تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬وعائدات‭ ‬السياحة‭ ‬تقفزان‭ ‬إلى‭ ‬5802‭ ‬مليون‭ ‬دينار

لا‭ ‬تزال‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬يعملان‭ ‬كقناة‭ ‬ضخ‭ ‬مستمر‭ ‬للتدفقات‭ ‬النقدية‭ ‬بالعملات‭ ‬الصعبة،‭ ‬وتُعوّل‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬المتأتية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬تحويلات‭ ‬مواطنيها‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬جزء‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬وارداتها‭.‬

 

وخلال‭ ‬الخمسة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025،‭ ‬بلغت‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬3243‭,‬6‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬لتسجّل‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بـ8‭.‬3‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الفارط‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬حينها‭ ‬2993,4‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وفق‭ ‬مؤشرات‭ ‬نشرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭.‬

وقد‭ ‬قفزت‭ ‬عائدات‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬2373‭,‬3‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬ماي‭ ‬2024،‭ ‬إلى‭ ‬2558‭,‬4‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بـ7‭.‬8‭ ‬بالمائة،‭ ‬لتشكل‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالمهجر‭ ‬وعائدات‭ ‬السياحة‭ ‬معا‭ ‬5802‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أورد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬رضا‭ ‬قويعة،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إتباع‭ ‬تونس‭ ‬سياسة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬التونسية‭ ‬يبرز‭ ‬دور‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحية‭ ‬كرافدين‭ ‬لتنمية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭.‬

وأكد‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تثبت‭ ‬مدى‭ ‬مساهمة‭ ‬تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬احتياطي‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭.‬

تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬داعم‭ ‬أساسي‭ ‬للأسر

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬تمثل‭ ‬داعما‭ ‬أساسيا‭ ‬للأسر‭ ‬التونسية‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬دورها‭ ‬الفعال‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬تدعيمه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشجيع‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬عقارات‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬صناعية‭ ‬أو‭ ‬فلاحية‭.‬

وأفاد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬بالخارج‭ ‬تحوّلوا‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬عاملة‭ ‬بسيطة‭ ‬أغلبها‭ ‬غير‭ ‬مُتكوّن‭ ‬أكاديميا‭ ‬إلى‭ ‬كفاءات‭ ‬ومهارات‭ ‬متطوّرة‭ ‬تضم‭ ‬أطباء‭ ‬ومهندسين‭ ‬وأساتذة‭ ‬جامعيين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخوّل‭ ‬لتونس‭ ‬إمكانية‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬للزيادة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬التحويلات‭.‬

ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي

وشدّد‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الخاص‭ ‬بالتحويلات‭ ‬لمساعدة‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬التحويل‭ ‬بانسيابية‭ ‬ودون‭ ‬تعقيدات‭ ‬إدارية،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬نسبة‭ ‬خدمات‭ ‬التحويل‭ ‬ونسب‭ ‬الفائدة‭ ‬وخفضهما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬تدفقات‭ ‬أكبر‭ ‬لأموال‭ ‬التحويلات‭.‬

الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية

وبخصوص‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬أوضح‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬ارتباطا‭ ‬مباشرا‭ ‬ليس‭ ‬بالزيادة‭ ‬في‭ ‬رصيد‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وتنشيط‭ ‬عمليات‭ ‬التنقل‭ ‬برا‭ ‬وجوا‭ ‬وبحرا‭ ‬وحتى‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬لمساهمته‭ ‬سنويا‭ ‬بنسب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬9‭ ‬و10‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭.‬

وللرفع‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬دعا‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬استقبال‭ ‬السياح‭ ‬وتنويع‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬النزل‭ ‬وتنويع‭ ‬المنتوج،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنشيط‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬الأسواق‭.‬

وتساعد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وخلق‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وعلى‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬مستدام‭ ‬عبر‭ ‬تحريك‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وسدّ‭ ‬حاجيات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والعائلات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬تفاقم‭ ‬عجز‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬ويكتسيان‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تسديد‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭.‬

شريان‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬كون‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬يعتبران‭ ‬شريانا‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬خاصة‭ ‬الدولار‭ ‬واليورو،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تدحرجه‭.‬

وكان‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬فتحي‭ ‬النوري،‭ ‬قد‭ ‬أفاد‭ ‬أن‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬يساهمون‭ ‬بمتوسّط‭ ‬تحويلات‭ ‬يناهز‭ ‬120‭ ‬دولارا‭ ‬شهريا‭ ‬للفرد‭ ‬الواحد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬دولار،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬نسبة‭ ‬تراوحت‭ ‬من‭ ‬1‭,‬3‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬4‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬لافتا‭ ‬أن‭ ‬تحويلاتهم‭ ‬مثّلت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭.‬

وأضاف‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬يساهمون‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فيما‭ ‬يمتلك‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬منهم‭ ‬استثمارات‭ ‬عقارية‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬التحويلات‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬تبقى‭ ‬تحت‭ ‬عتبة‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬الشهري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تحيل‭ ‬إلى‭ ‬نجاعة‭ ‬هذه‭ ‬التحويلات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭.‬

هذه‭ ‬الانتعاشة‭ ‬التي‭ ‬تؤمنها‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬تبعث‭ ‬بصمام‭ ‬أمان‭ ‬للاقتصاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضخ‭ ‬سيولة‭ ‬أجنبية‭ ‬وازنة‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬8‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬تونسي‭.‬

بدورها‭ ‬حقّقت‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭  ‬7‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬أي‭ ‬بارتفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬3‭ % ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2023،‭ ‬مدفوعة‭ ‬بارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬العام‭ ‬الفارط‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬وافد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تطمح‭ ‬بلادنا‭ ‬إلى‭ ‬استقبال‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

 

درصاف‭ ‬اللموشي

تساهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬مستدام‭ ‬ تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬وعائدات‭ ‬السياحة‭ ‬تقفزان‭ ‬إلى‭ ‬5802‭ ‬مليون‭ ‬دينار

لا‭ ‬تزال‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬يعملان‭ ‬كقناة‭ ‬ضخ‭ ‬مستمر‭ ‬للتدفقات‭ ‬النقدية‭ ‬بالعملات‭ ‬الصعبة،‭ ‬وتُعوّل‭ ‬تونس‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬المتأتية‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬تحويلات‭ ‬مواطنيها‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬على‭ ‬تغطية‭ ‬جزء‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬تكاليف‭ ‬وارداتها‭.‬

 

وخلال‭ ‬الخمسة‭ ‬أشهر‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025،‭ ‬بلغت‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬3243‭,‬6‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬لتسجّل‭ ‬ارتفاعا‭ ‬بـ8‭.‬3‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الفارط‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬حينها‭ ‬2993,4‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وفق‭ ‬مؤشرات‭ ‬نشرها‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭.‬

وقد‭ ‬قفزت‭ ‬عائدات‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬2373‭,‬3‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬ماي‭ ‬2024،‭ ‬إلى‭ ‬2558‭,‬4‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬بتاريخ‭ ‬31‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بـ7‭.‬8‭ ‬بالمائة،‭ ‬لتشكل‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالمهجر‭ ‬وعائدات‭ ‬السياحة‭ ‬معا‭ ‬5802‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أورد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬رضا‭ ‬قويعة،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إتباع‭ ‬تونس‭ ‬سياسة‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المالية‭ ‬التونسية‭ ‬يبرز‭ ‬دور‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحية‭ ‬كرافدين‭ ‬لتنمية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬التونسي‭.‬

وأكد‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تثبت‭ ‬مدى‭ ‬مساهمة‭ ‬تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬احتياطي‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭.‬

تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬داعم‭ ‬أساسي‭ ‬للأسر

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬المغتربين‭ ‬تمثل‭ ‬داعما‭ ‬أساسيا‭ ‬للأسر‭ ‬التونسية‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إغفال‭ ‬دورها‭ ‬الفعال‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬أو‭ ‬الاستثمار‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجب‭ ‬تدعيمه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشجيع‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬عقارات‭ ‬سكنية‭ ‬أو‭ ‬صناعية‭ ‬أو‭ ‬فلاحية‭.‬

وأفاد‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬بالخارج‭ ‬تحوّلوا‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬عاملة‭ ‬بسيطة‭ ‬أغلبها‭ ‬غير‭ ‬مُتكوّن‭ ‬أكاديميا‭ ‬إلى‭ ‬كفاءات‭ ‬ومهارات‭ ‬متطوّرة‭ ‬تضم‭ ‬أطباء‭ ‬ومهندسين‭ ‬وأساتذة‭ ‬جامعيين‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يخوّل‭ ‬لتونس‭ ‬إمكانية‭ ‬استغلال‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬للزيادة‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬التحويلات‭.‬

ضرورة‭ ‬تحسين‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي

وشدّد‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الإطار‭ ‬القانوني‭ ‬الخاص‭ ‬بالتحويلات‭ ‬لمساعدة‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬التحويل‭ ‬بانسيابية‭ ‬ودون‭ ‬تعقيدات‭ ‬إدارية،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬نسبة‭ ‬خدمات‭ ‬التحويل‭ ‬ونسب‭ ‬الفائدة‭ ‬وخفضهما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحفيز‭ ‬على‭ ‬تدفقات‭ ‬أكبر‭ ‬لأموال‭ ‬التحويلات‭.‬

الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية

وبخصوص‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬أوضح‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬ارتباطا‭ ‬مباشرا‭ ‬ليس‭ ‬بالزيادة‭ ‬في‭ ‬رصيد‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬وتنشيط‭ ‬عمليات‭ ‬التنقل‭ ‬برا‭ ‬وجوا‭ ‬وبحرا‭ ‬وحتى‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سيارات‭ ‬الأجرة،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭ ‬لمساهمته‭ ‬سنويا‭ ‬بنسب‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬9‭ ‬و10‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الداخلي‭ ‬الخام‭.‬

وللرفع‭ ‬من‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬دعا‭ ‬رضا‭ ‬قويعة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬استقبال‭ ‬السياح‭ ‬وتنويع‭ ‬الخدمات‭ ‬في‭ ‬النزل‭ ‬وتنويع‭ ‬المنتوج،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنشيط‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬والاتجاه‭ ‬إلى‭ ‬تنويع‭ ‬الأسواق‭.‬

وتساعد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وخلق‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬المقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬وعلى‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬مستدام‭ ‬عبر‭ ‬تحريك‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وسدّ‭ ‬حاجيات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬العمال‭ ‬والعائلات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬تفاقم‭ ‬عجز‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري،‭ ‬ويكتسيان‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تسديد‭ ‬الديون‭ ‬الخارجية‭.‬

شريان‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي

ولا‭ ‬يخفى‭ ‬كون‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬يعتبران‭ ‬شريانا‭ ‬لاستقرار‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬خاصة‭ ‬الدولار‭ ‬واليورو،‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تدحرجه‭.‬

وكان‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬فتحي‭ ‬النوري،‭ ‬قد‭ ‬أفاد‭ ‬أن‭ ‬المغتربين‭ ‬التونسيين‭ ‬يساهمون‭ ‬بمتوسّط‭ ‬تحويلات‭ ‬يناهز‭ ‬120‭ ‬دولارا‭ ‬شهريا‭ ‬للفرد‭ ‬الواحد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يصل‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬دولار،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬سداد‭ ‬نسبة‭ ‬تراوحت‭ ‬من‭ ‬1‭,‬3‭ ‬إلى‭ ‬1‭,‬4‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الديون‭ ‬بالعملة‭ ‬الصعبة،‭ ‬لافتا‭ ‬أن‭ ‬تحويلاتهم‭ ‬مثّلت‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2024‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مخزون‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭.‬

وأضاف‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬أن‭ ‬التقديرات‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬يساهمون‭ ‬بنسبة‭ ‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬النسيج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فيما‭ ‬يمتلك‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬منهم‭ ‬استثمارات‭ ‬عقارية‭ ‬في‭ ‬تونس‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬التحويلات‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬تبقى‭ ‬تحت‭ ‬عتبة‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬الشهري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تحيل‭ ‬إلى‭ ‬نجاعة‭ ‬هذه‭ ‬التحويلات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭.‬

هذه‭ ‬الانتعاشة‭ ‬التي‭ ‬تؤمنها‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬تبعث‭ ‬بصمام‭ ‬أمان‭ ‬للاقتصاد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضخ‭ ‬سيولة‭ ‬أجنبية‭ ‬وازنة‭.‬

جدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬تحويلات‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬8‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬تونسي‭.‬

بدورها‭ ‬حقّقت‭ ‬مداخيل‭ ‬السياحة‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭  ‬7‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬أي‭ ‬بارتفاع‭ ‬بنسبة‭ ‬8‭.‬3‭ % ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2023،‭ ‬مدفوعة‭ ‬بارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬الزوار‭ ‬العام‭ ‬الفارط‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬ملايين‭ ‬وافد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تطمح‭ ‬بلادنا‭ ‬إلى‭ ‬استقبال‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

 

درصاف‭ ‬اللموشي