إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تزدهر‭ ‬أيام‭ ‬العيد/ مهن‭ ‬وحرف‭ ‬تنتعش‭.. ‬وأنشطة‭ ‬موسمية‭ ‬لمداخيل‭ ‬إضافية

العديد‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬والمهن‭ ‬تنتعش‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬ترتبط‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬بمستلزمات‭ ‬الأضحية‭ ‬وما‭ ‬يرافقها‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬العائلة‭ ‬التونسية‭.‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬محلات‭ ‬القصابين‭ ‬وحالة‭ ‬الازدحام‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬دكاكين‭ ‬بيع‭ ‬الورقيات‭ ‬من‭ ‬الخضر‭(‬السلق‭ ‬والمعدنوس‭)‬،‭ ‬والتوابل‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬تظهر‭ ‬مهن‭ ‬موسمية‭ ‬يعتبر‭ ‬الوسيط‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السمسار‮»‬‭ ‬أبرزها،‭ ‬ويبدأ‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬بين‭ ‬الفلاحين‭ ‬ومربي‭ ‬المواشي،‭ ‬أسابيع‭ ‬قبل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬يقومون‭ ‬باقتناء‭ ‬الأضاحي‭ ‬بأسعار‭ ‬تفاضلية‭ ‬بالجملة،‭ ‬ويتحولون‭ ‬لاحقا‭ ‬إلى‭ ‬متحكمين‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬بيع‭ ‬المواشي‭ ‬ومن‭ ‬يضبط‭ ‬أسعارها‭.‬

وسنويا‭ ‬يشكو‭ ‬الفلاح‭ ‬والمستهلك‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬المستجدة‭ ‬ويحملونها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬مسؤولية‭ ‬غلاء‭ ‬أسعار‭ ‬الخرفان‭ ‬ويطالبون‭ ‬بمراقبتها‭ ‬وتقنين‭ ‬نشاط‭ ‬من‭ ‬يمتهنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬أسعار‭ ‬معقولة‭ ‬للأضاحي‭.‬

وبالاقتراب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬لبيع‭ ‬الخرفان‭ ‬وبعض‭ ‬دكاكين‭ ‬الحدادة‭ ‬انتشارا‭ ‬واسعا‭ ‬لتلك‭ ‬العجلات‭ ‬الحديدية‭ ‬المخصصة‭ ‬لشحذ‭ ‬السكاكين‭ ‬باختلاف‭ ‬أحجامها،‭ ‬تتوزع‭ ‬غير‭ ‬بعيدا‭ ‬عنها‭ ‬طاولات‭ ‬خصصت‭ ‬لعرض‭ ‬المشاوي‭ ‬و»السفافيد‮»‬‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬عملية‭ ‬الشواء‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتجه‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الفرصة‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الأعلاف‭ ‬والتبن‭ ‬والشعير‭ ‬لتعليف‭ ‬الخرفان،‭ ‬والفحم‭ ‬المخصص‭ ‬لشواء‭ ‬اللحم،‭ ‬فتجدهم‭ ‬يتجولون‭ ‬على‭ ‬عربات‭ ‬صغيرة‭ ‬بين‭ ‬الأزقة‭ ‬والشوارع‭ ‬يعلنون‭ ‬عن‭ ‬قدومهم‭ ‬ويمدحون‭ ‬سلعهم‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬والمتوفرة‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬المنازل،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬موسمي‭ ‬يقبل‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬الفتيان‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬نظرا‭ ‬لبساطته‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفره‭ ‬من‭ ‬مدخول‭. ‬

ويكشف‭ ‬نزار‭ ‬شاب‭ ‬عشريني‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬سنويا‭ ‬وقبل‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬بثلاثة‭ ‬أو‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬يتخذ‭ ‬مكانا‭ ‬وسط‭ ‬السوق‭ ‬مع‭ ‬عجلته‭ ‬وطاولته‭ ‬المخصصة‭ ‬لشحذ‭ ‬السكاكين،‭ ‬وتتراوح‭ ‬كلفة‭ ‬خدمته‭ ‬بين‭ ‬الـ‭ ‬1‭ ‬دينار‭ ‬و3‭ ‬دنانير‭ ‬تتباين‭ ‬بتباين‭ ‬حجم‭ ‬السكين‭. ‬ويكشف‭ ‬نزار‭ ‬أنها‭ ‬مهنة‭ ‬مربحة‭ ‬بدخل‭ ‬يومي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬الـ50‭ ‬دينارا‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬ويتضاعف‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬العيد‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬

ويكشف‭ ‬أن‭ ‬نشاطه‭ ‬الموسمي‭ ‬يتواصل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العيد‭ ‬فينتقل‭ ‬من‭ ‬شحذ‭ ‬السكاكين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬شوي‭ ‬الرأس‭ ‬وأطراف‭ ‬الخرفان‮»‬،‭ ‬ويظفر‭ ‬سنويا،‭ ‬أيام‭ ‬العيد،‭ ‬بدخل‭ ‬محترم،‭ ‬ولا‭ ‬يخلو‭ ‬حي‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬من‭ ‬مسدي‭ ‬خدمة‭ ‬شوي‭ ‬الرأس‭ ‬والأطراف،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الجديدة‭.‬

وتحتل‭ ‬خدمة‭ ‬الذبح‭ ‬والسلخ،‭ ‬صدارة‭ ‬متطلبات‭ ‬العائلة‭ ‬التونسية‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬وتشهد‭ ‬طلبا‭ ‬عاليا‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يمتهنونها‭ ‬من‭ ‬الجزارين،‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬يتقنونها،‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬يتم‭ ‬الحجز‭ ‬مسبقا‭ ‬للظفر‭ ‬بخدماتهم‭ ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬سجل‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬القدوم‭ ‬بساعات‭ ‬فذلك‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬اكراهات‭ ‬المهنة‮»‬‭ ‬والحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬لهم‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭. ‬

وتتباين‭ ‬أسعار‭ ‬خدمة‭ ‬الذبح‭ ‬والسلخ‭ ‬والتقطيع‭ ‬فتتراوح‭ ‬بين‭ ‬الـ70‭ ‬دينارا‭ ‬والـ100‭ ‬دينار،‭ ‬وكلما‭ ‬توسعت‭ ‬الخدمة‭ ‬زاد‭ ‬السعر،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬مداخيل‭ ‬عالية‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فيها‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬على‭ ‬ذبح‭ ‬الخرفان‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬عاداتهم‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مدينة‭ ‬جربة‭ ‬ذبح‭ ‬العجول‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬كلفة‭ ‬أعلى‭ ‬وتوفير‭ ‬مداخيل‭ ‬أكبر‭ ‬سواء‭ ‬للجزارين‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬يمتهنون‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭.‬

وتستغل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬مناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬لصناعة‭ ‬وبيع‭ ‬الخبز‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعه‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬العصائر‭ ‬وأبرزها‭ ‬الليمون،‭ ‬وتتجه‭ ‬أخريات‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬داخل‭ ‬البيوت،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التنظيف‭ ‬وتقطيع‭ ‬الخضار‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬العصبان‮»‬‭ (‬أكلة‭ ‬تونسية‭ ‬تقليدية‭) ‬والشواء‭ ‬أو‭ ‬تقطيع‭ ‬اللحم‭ ‬وجميعها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬كسب‭ ‬إضافي‭ ‬لمداخيلهن‭ ‬تساعدهن‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬وتغطية‭ ‬كلفة‭ ‬متطلبات‭ ‬تم‭ ‬تأجيلها‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬قادرات‭ ‬على‭ ‬كلفتها‭.‬

كما‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تجارة‭ ‬بيع‭ ‬الجلود‭ ‬ازدهارا‭ ‬واضحا،‭ ‬أين‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تنظيما‭.. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬اندمجت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حلقة‭ ‬الرسكلة‭ ‬والتدوير‭. ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬عربات‭ ‬وشاحنات‭ ‬تجميع‭ ‬الجلود‭ ‬تتجول‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحياء‭ ‬وداخل‭ ‬الأزقة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬يضعون‭ ‬الجلود‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬محددة‭ ‬وسط‭ ‬أكياس‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مصبات‭ ‬الفضلات‭ ‬ليتم‭ ‬رفعها‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬والجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬فمازلت‭ ‬مهنة‭ ‬جمع‭ ‬الجلود‭ ‬موكولة‭ ‬لوسطاء،‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وشباب،‭ ‬يقومون‭ ‬بتجميعها‭ ‬وبيعها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بأسعار‭ ‬بسيطة‭ ‬لأصحاب‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الجلود‭ ‬والصوف‭. ‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬وأمام‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬المهن‭ ‬والحرف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬سنويا،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬مناسبة‭ ‬للشباب‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المهنيين،‭ ‬لجني‭ ‬دخل‭ ‬إضافي‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬الحياة‭ ‬ويدعم‭ ‬فرحتهم‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭.‬

ريم‭ ‬سوودي

تزدهر‭ ‬أيام‭ ‬العيد/ مهن‭ ‬وحرف‭ ‬تنتعش‭.. ‬وأنشطة‭ ‬موسمية‭ ‬لمداخيل‭ ‬إضافية

العديد‭ ‬من‭ ‬الحرف‭ ‬والمهن‭ ‬تنتعش‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬ترتبط‭ ‬في‭ ‬نشاطها‭ ‬بمستلزمات‭ ‬الأضحية‭ ‬وما‭ ‬يرافقها‭ ‬من‭ ‬عادات‭ ‬العائلة‭ ‬التونسية‭.‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬تشهده‭ ‬محلات‭ ‬القصابين‭ ‬وحالة‭ ‬الازدحام‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬دكاكين‭ ‬بيع‭ ‬الورقيات‭ ‬من‭ ‬الخضر‭(‬السلق‭ ‬والمعدنوس‭)‬،‭ ‬والتوابل‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬تظهر‭ ‬مهن‭ ‬موسمية‭ ‬يعتبر‭ ‬الوسيط‭ ‬أو‭ ‬‮«‬السمسار‮»‬‭ ‬أبرزها،‭ ‬ويبدأ‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬التحرك‭ ‬بين‭ ‬الفلاحين‭ ‬ومربي‭ ‬المواشي،‭ ‬أسابيع‭ ‬قبل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬يقومون‭ ‬باقتناء‭ ‬الأضاحي‭ ‬بأسعار‭ ‬تفاضلية‭ ‬بالجملة،‭ ‬ويتحولون‭ ‬لاحقا‭ ‬إلى‭ ‬متحكمين‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬بيع‭ ‬المواشي‭ ‬ومن‭ ‬يضبط‭ ‬أسعارها‭.‬

وسنويا‭ ‬يشكو‭ ‬الفلاح‭ ‬والمستهلك‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬المستجدة‭ ‬ويحملونها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬مسؤولية‭ ‬غلاء‭ ‬أسعار‭ ‬الخرفان‭ ‬ويطالبون‭ ‬بمراقبتها‭ ‬وتقنين‭ ‬نشاط‭ ‬من‭ ‬يمتهنها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬أسعار‭ ‬معقولة‭ ‬للأضاحي‭.‬

وبالاقتراب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬والأماكن‭ ‬التي‭ ‬تخصص‭ ‬لبيع‭ ‬الخرفان‭ ‬وبعض‭ ‬دكاكين‭ ‬الحدادة‭ ‬انتشارا‭ ‬واسعا‭ ‬لتلك‭ ‬العجلات‭ ‬الحديدية‭ ‬المخصصة‭ ‬لشحذ‭ ‬السكاكين‭ ‬باختلاف‭ ‬أحجامها،‭ ‬تتوزع‭ ‬غير‭ ‬بعيدا‭ ‬عنها‭ ‬طاولات‭ ‬خصصت‭ ‬لعرض‭ ‬المشاوي‭ ‬و»السفافيد‮»‬‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬تتطلبه‭ ‬عملية‭ ‬الشواء‭.‬

في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬يتجه‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬الفرصة‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬الأعلاف‭ ‬والتبن‭ ‬والشعير‭ ‬لتعليف‭ ‬الخرفان،‭ ‬والفحم‭ ‬المخصص‭ ‬لشواء‭ ‬اللحم،‭ ‬فتجدهم‭ ‬يتجولون‭ ‬على‭ ‬عربات‭ ‬صغيرة‭ ‬بين‭ ‬الأزقة‭ ‬والشوارع‭ ‬يعلنون‭ ‬عن‭ ‬قدومهم‭ ‬ويمدحون‭ ‬سلعهم‭ ‬ذات‭ ‬الجودة‭ ‬العالية‭ ‬والمتوفرة‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬المنازل،‭ ‬وهو‭ ‬عمل‭ ‬موسمي‭ ‬يقبل‭ ‬عليه‭ ‬حتى‭ ‬الفتيان‭ ‬والأطفال‭ ‬من‭ ‬الأحياء‭ ‬الشعبية‭ ‬نظرا‭ ‬لبساطته‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يوفره‭ ‬من‭ ‬مدخول‭. ‬

ويكشف‭ ‬نزار‭ ‬شاب‭ ‬عشريني‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬سنويا‭ ‬وقبل‭ ‬حلول‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬بثلاثة‭ ‬أو‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬يتخذ‭ ‬مكانا‭ ‬وسط‭ ‬السوق‭ ‬مع‭ ‬عجلته‭ ‬وطاولته‭ ‬المخصصة‭ ‬لشحذ‭ ‬السكاكين،‭ ‬وتتراوح‭ ‬كلفة‭ ‬خدمته‭ ‬بين‭ ‬الـ‭ ‬1‭ ‬دينار‭ ‬و3‭ ‬دنانير‭ ‬تتباين‭ ‬بتباين‭ ‬حجم‭ ‬السكين‭. ‬ويكشف‭ ‬نزار‭ ‬أنها‭ ‬مهنة‭ ‬مربحة‭ ‬بدخل‭ ‬يومي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬الـ50‭ ‬دينارا‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬ويتضاعف‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬أو‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬العيد‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬100‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬

ويكشف‭ ‬أن‭ ‬نشاطه‭ ‬الموسمي‭ ‬يتواصل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬العيد‭ ‬فينتقل‭ ‬من‭ ‬شحذ‭ ‬السكاكين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬شوي‭ ‬الرأس‭ ‬وأطراف‭ ‬الخرفان‮»‬،‭ ‬ويظفر‭ ‬سنويا،‭ ‬أيام‭ ‬العيد،‭ ‬بدخل‭ ‬محترم،‭ ‬ولا‭ ‬يخلو‭ ‬حي‭ ‬أيام‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬من‭ ‬مسدي‭ ‬خدمة‭ ‬شوي‭ ‬الرأس‭ ‬والأطراف،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الجديدة‭.‬

وتحتل‭ ‬خدمة‭ ‬الذبح‭ ‬والسلخ،‭ ‬صدارة‭ ‬متطلبات‭ ‬العائلة‭ ‬التونسية‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬وتشهد‭ ‬طلبا‭ ‬عاليا‭ ‬للغاية‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يمتهنونها‭ ‬من‭ ‬الجزارين،‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬يتقنونها،‭ ‬وفي‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬يتم‭ ‬الحجز‭ ‬مسبقا‭ ‬للظفر‭ ‬بخدماتهم‭ ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬سجل‭ ‬تأخير‭ ‬في‭ ‬القدوم‭ ‬بساعات‭ ‬فذلك‭ ‬يندرج‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬اكراهات‭ ‬المهنة‮»‬‭ ‬والحاجة‭ ‬الماسة‭ ‬لهم‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭. ‬

وتتباين‭ ‬أسعار‭ ‬خدمة‭ ‬الذبح‭ ‬والسلخ‭ ‬والتقطيع‭ ‬فتتراوح‭ ‬بين‭ ‬الـ70‭ ‬دينارا‭ ‬والـ100‭ ‬دينار،‭ ‬وكلما‭ ‬توسعت‭ ‬الخدمة‭ ‬زاد‭ ‬السعر،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬المهن‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬مداخيل‭ ‬عالية‭ ‬للغاية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فيها‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬على‭ ‬ذبح‭ ‬الخرفان‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬عاداتهم‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬مدينة‭ ‬جربة‭ ‬ذبح‭ ‬العجول‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬كلفة‭ ‬أعلى‭ ‬وتوفير‭ ‬مداخيل‭ ‬أكبر‭ ‬سواء‭ ‬للجزارين‭ ‬أو‭ ‬ممن‭ ‬يمتهنون‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭.‬

وتستغل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬النسوة‭ ‬مناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬لصناعة‭ ‬وبيع‭ ‬الخبز‭ ‬بشتى‭ ‬أنواعه‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬العصائر‭ ‬وأبرزها‭ ‬الليمون،‭ ‬وتتجه‭ ‬أخريات‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬داخل‭ ‬البيوت،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬التنظيف‭ ‬وتقطيع‭ ‬الخضار‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬‮«‬العصبان‮»‬‭ (‬أكلة‭ ‬تونسية‭ ‬تقليدية‭) ‬والشواء‭ ‬أو‭ ‬تقطيع‭ ‬اللحم‭ ‬وجميعها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬كسب‭ ‬إضافي‭ ‬لمداخيلهن‭ ‬تساعدهن‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬وتغطية‭ ‬كلفة‭ ‬متطلبات‭ ‬تم‭ ‬تأجيلها‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬قادرات‭ ‬على‭ ‬كلفتها‭.‬

كما‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تجارة‭ ‬بيع‭ ‬الجلود‭ ‬ازدهارا‭ ‬واضحا،‭ ‬أين‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬تنظيما‭.. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬اندمجت‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حلقة‭ ‬الرسكلة‭ ‬والتدوير‭. ‬حيث‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬عربات‭ ‬وشاحنات‭ ‬تجميع‭ ‬الجلود‭ ‬تتجول‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحياء‭ ‬وداخل‭ ‬الأزقة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬يضعون‭ ‬الجلود‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬محددة‭ ‬وسط‭ ‬أكياس‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬مصبات‭ ‬الفضلات‭ ‬ليتم‭ ‬رفعها‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬والجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬فمازلت‭ ‬مهنة‭ ‬جمع‭ ‬الجلود‭ ‬موكولة‭ ‬لوسطاء،‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وشباب،‭ ‬يقومون‭ ‬بتجميعها‭ ‬وبيعها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بأسعار‭ ‬بسيطة‭ ‬لأصحاب‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬الجلود‭ ‬والصوف‭. ‬

ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أنه‭ ‬وأمام‭ ‬تنوع‭ ‬وتعدد‭ ‬المهن‭ ‬والحرف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬سنويا،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬مناسبة‭ ‬للشباب‭ ‬والنساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المهنيين،‭ ‬لجني‭ ‬دخل‭ ‬إضافي‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬الحياة‭ ‬ويدعم‭ ‬فرحتهم‭ ‬الاحتفالية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭.‬

ريم‭ ‬سوودي