إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عودة‭ ‬آلاف‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مسقط‭ ‬الرأس‮»‬‭ ‬/ العيد‭.. ‬بين‭  ‬فرحة‭ ‬‮«‬اللمات‮»‬‭ ‬العائلية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية

يعود‭ ‬سنويا‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة‭ ‬وصفاقس‭ ‬وسوسة‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬مدنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬الأصلية‭ ‬للاحتفال‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬مع‭ ‬العائلات‭ ‬الممتدة‭ ‬والموسعة،‭ ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬محورا‭ ‬أساسيا‭ ‬لاستمرار‭ ‬التقاليد‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية،‭ ‬مثل‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬وتوزيع‭ ‬اللحوم‭ ‬على‭ ‬الأقارب‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية‭ .‬

وتمثل‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬‮«‬مسقط‭ ‬الرأس‮»‬‭  ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وثقافية‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور،‭ ‬تجسدها‭ ‬عدة‭ ‬مظاهر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تزيين‭ ‬الأضاحي‭ ‬قبيل‭ ‬ذبحها‭ ‬والعادات‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭ ‬واجتماع‭ ‬أفراد‭ ‬العائلات‭ ‬بهذه‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬العائلة‭ ‬الكبيرة‭...‬،‭  ‬لتكون‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر‭ ‬الاحتفالية‭ ‬مؤشرا‭ ‬لترسيخ‭ ‬العادات‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الضغوطات‭ ‬والتحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬استعدادا‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السنوية‭ ‬الأهم‭ ..‬

فاليوم،‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬بشان‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأضاحي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬كل‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬معدل‭ ‬سعر‭ ‬الخروف‭ ‬الـ‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬مما‭ ‬أجبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬الاكتفاء‭ ‬باقتناء‭ ‬خروف‭ ‬واحد‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الموسعة‭ ‬والمكونة‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ»دار‭ ‬الجد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬خير‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم‭  ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الذبح‭ ‬الفردي‭..‬

لكن‭ ‬الثابت‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعودة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭  ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بقي‭ ‬لها‭ ‬طابعها‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭.‬

وكانت‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬على‭ ‬أشدها،‭ ‬شملت‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬والفردي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء،‭ ‬وبدت‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬للعائلات‭ ‬التونسية‭ ‬العائدة‭ ‬إلى‭ ‬مدنها‭ ‬الأصلية‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬ظاهرة‭ ‬سنوية‭ ‬شكلت‭ ‬ضغطا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للنقل،‭ ‬رغم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لإجراءات‭ ‬استثنائية‭ ‬واستباقية‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬مؤخرا‭.‬

ومن‭ ‬ابرز‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬أصدرت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬توصيات‭ ‬لمستخدمي‭ ‬الطرق‭ ‬وتعزيز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬النقل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمتابعة‭ ‬التدفق‭ ‬المروري‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشادات‭ .‬

كما‭ ‬دعمت‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬عبر‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬البرية‭ ‬وإضافة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬سفرة‭ ‬أمنتها‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنقل‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والشركات‭ ‬الجهوية‭ ‬كانت‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬خطوط‭ ‬رئيسية‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭-‬صفاقس‭ ‬وتونس‭-‬قابس،‭ ‬لتسهيل‭ ‬تنقل‭ ‬العائلات،‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النقل‭ ‬الحديدي،‭ ‬فقد‭ ‬عززت‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬خدماتها‭ ‬بـعربات‭ ‬إضافية‭ ‬لتأمين‭ ‬سفرات‭ ‬إضافية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭.‬

كذلك‭ ‬عرفت‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬قبيل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬نشاطا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬اقتناء‭ ‬الأضحية،‭ ‬بل‭ ‬شمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬توسعت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتصبح‭ ‬مقتنيات‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬واسعة‭ ‬الخيارات‭ ‬لدى‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬وتصاعد‭ ‬الأسعار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رغبة‭ ‬التونسيين‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬عادات‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭ ‬وزيارة‭ ‬الأسواق‭ ‬المخصصة‭ ‬لبيع‭ ‬الأضاحي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ»الرحبة‮»‬،‭ ‬وإحياء‭ ‬شعائر‭ ‬العيد‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬وبين‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب،‭ ‬ظلت‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬والتقاليد‭ ‬العريقة‭.‬

فاليوم‭ ‬مازالت‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬تسعى‭ ‬بمختلف‭ ‬طبقاتها‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬عادات‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬حدها‭ ‬الأدنى،‭ ‬متجاوزين‭ ‬التحديات‭ ‬المالية‭ ‬وضغوطات‭ ‬العمل‭ ‬وابتعاد‭ ‬الأبناء‭ ‬عن‭ ‬أسرهم‭ ‬بسبب‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬الشغل،‭ ‬لتظهر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الديار‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬بالذات‭ ‬كموروث‭ ‬ديني‭ ‬واجتماعي‭ ‬وثقافي،‭ ‬وتظل‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬العادات‭ ‬التي‭ ‬أبقت‭ ‬عليها‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

 

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد

عودة‭ ‬آلاف‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مسقط‭ ‬الرأس‮»‬‭ ‬/ العيد‭.. ‬بين‭  ‬فرحة‭ ‬‮«‬اللمات‮»‬‭ ‬العائلية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية

يعود‭ ‬سنويا‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬الاحتفالات‭ ‬بعيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك،‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭ ‬العاصمة‭ ‬وصفاقس‭ ‬وسوسة‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬مدنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬الأصلية‭ ‬للاحتفال‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬مع‭ ‬العائلات‭ ‬الممتدة‭ ‬والموسعة،‭ ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬العودة‭ ‬محورا‭ ‬أساسيا‭ ‬لاستمرار‭ ‬التقاليد‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعربية،‭ ‬مثل‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬وتوزيع‭ ‬اللحوم‭ ‬على‭ ‬الأقارب‭ ‬والمحتاجين،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الروابط‭ ‬الاجتماعية‭ .‬

وتمثل‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬‮«‬مسقط‭ ‬الرأس‮»‬‭  ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وثقافية‭ ‬عميقة‭ ‬الجذور،‭ ‬تجسدها‭ ‬عدة‭ ‬مظاهر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬تزيين‭ ‬الأضاحي‭ ‬قبيل‭ ‬ذبحها‭ ‬والعادات‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭ ‬واجتماع‭ ‬أفراد‭ ‬العائلات‭ ‬بهذه‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬العائلة‭ ‬الكبيرة‭...‬،‭  ‬لتكون‭ ‬هذه‭ ‬المظاهر‭ ‬الاحتفالية‭ ‬مؤشرا‭ ‬لترسيخ‭ ‬العادات‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬حدة‭ ‬الضغوطات‭ ‬والتحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬استعدادا‭ ‬لهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬السنوية‭ ‬الأهم‭ ..‬

فاليوم،‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬بشان‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الأضاحي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬كل‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تجاوز‭ ‬معدل‭ ‬سعر‭ ‬الخروف‭ ‬الـ‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬مما‭ ‬أجبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬على‭ ‬الاكتفاء‭ ‬باقتناء‭ ‬خروف‭ ‬واحد‭ ‬لدى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬الموسعة‭ ‬والمكونة‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬صغيرة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ»دار‭ ‬الجد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬خير‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬منهم‭  ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬الذبح‭ ‬الفردي‭..‬

لكن‭ ‬الثابت‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعودة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬إلى‭ ‬ديارهم‭  ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بقي‭ ‬لها‭ ‬طابعها‭ ‬الخاص‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تصاحبها‭.‬

وكانت‭ ‬في‭ ‬اليومين‭ ‬الأخيرين‭ ‬حركة‭ ‬النقل‭ ‬الحضري‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬على‭ ‬أشدها،‭ ‬شملت‭ ‬النقل‭ ‬الجماعي‭ ‬والفردي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء،‭ ‬وبدت‭ ‬حركة‭ ‬المرور‭ ‬للعائلات‭ ‬التونسية‭ ‬العائدة‭ ‬إلى‭ ‬مدنها‭ ‬الأصلية‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬ظاهرة‭ ‬سنوية‭ ‬شكلت‭ ‬ضغطا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للنقل،‭ ‬رغم‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لإجراءات‭ ‬استثنائية‭ ‬واستباقية‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬عنها‭ ‬مؤخرا‭.‬

ومن‭ ‬ابرز‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات،‭ ‬أصدرت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬توصيات‭ ‬لمستخدمي‭ ‬الطرق‭ ‬وتعزيز‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬اليقظة‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬النقل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمتابعة‭ ‬التدفق‭ ‬المروري‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشادات‭ .‬

كما‭ ‬دعمت‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬العمومي‭ ‬عبر‭ ‬زيادة‭ ‬الرحلات‭ ‬البرية‭ ‬وإضافة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬سفرة‭ ‬أمنتها‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للنقل‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والشركات‭ ‬الجهوية‭ ‬كانت‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬خطوط‭ ‬رئيسية‭ ‬مثل‭ ‬تونس‭-‬صفاقس‭ ‬وتونس‭-‬قابس،‭ ‬لتسهيل‭ ‬تنقل‭ ‬العائلات،‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬النقل‭ ‬الحديدي،‭ ‬فقد‭ ‬عززت‭ ‬الشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسكك‭ ‬الحديدية‭ ‬خدماتها‭ ‬بـعربات‭ ‬إضافية‭ ‬لتأمين‭ ‬سفرات‭ ‬إضافية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭.‬

كذلك‭ ‬عرفت‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬قبيل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬نشاطا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬اقتناء‭ ‬الأضحية،‭ ‬بل‭ ‬شمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬توسعت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتصبح‭ ‬مقتنيات‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬واسعة‭ ‬الخيارات‭ ‬لدى‭ ‬العائلات‭ ‬التونسية‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬الغلاء‭ ‬وتصاعد‭ ‬الأسعار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬رغبة‭ ‬التونسيين‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬عادات‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬الديار‭ ‬وزيارة‭ ‬الأسواق‭ ‬المخصصة‭ ‬لبيع‭ ‬الأضاحي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ»الرحبة‮»‬،‭ ‬وإحياء‭ ‬شعائر‭ ‬العيد‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬في‭ ‬المساجد‭ ‬وبين‭ ‬الأهل‭ ‬والأقارب،‭ ‬ظلت‭ ‬من‭ ‬الثوابت‭ ‬والتقاليد‭ ‬العريقة‭.‬

فاليوم‭ ‬مازالت‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬تسعى‭ ‬بمختلف‭ ‬طبقاتها‭ ‬إلى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬عادات‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭ ‬في‭ ‬حدها‭ ‬الأدنى،‭ ‬متجاوزين‭ ‬التحديات‭ ‬المالية‭ ‬وضغوطات‭ ‬العمل‭ ‬وابتعاد‭ ‬الأبناء‭ ‬عن‭ ‬أسرهم‭ ‬بسبب‭ ‬الدراسة‭ ‬أو‭ ‬الشغل،‭ ‬لتظهر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬الديار‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬بالذات‭ ‬كموروث‭ ‬ديني‭ ‬واجتماعي‭ ‬وثقافي،‭ ‬وتظل‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬العادات‭ ‬التي‭ ‬أبقت‭ ‬عليها‭ ‬الأسر‭ ‬التونسية‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

 

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد