إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يعزز القدرات التنافسية للشركات التونسية في السوق القارية.. قريبا فتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في شمال إفريقيا

 

أكدت رئيسة ديوان وزير التجارة وتنمية الصادرات لمياء عبروق، مؤخرا خلال إشرافها على فعاليات يوم إعلامي وتحسيسي حول النظام الإفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، لفائدة البنوك التجارية التونسية أن تونس جاهزة لفتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في شمال إفريقيا نظرا للنتائج الإيجابية التي سيحققها من ذلك تدعيم فاعلية برنامج النظام الإفريقي للدفع والتسوية في المنطقة وتسهيل نفاذ الفاعلين الاقتصاديين في المؤسسات المالية الإفريقية.

وثمنت رئيسة ديوان وزير التجارة وتنمية الصادرات لمياء عبروق جملة العناصر التي تتوفر ببلادنا من ذلك الكفاءات والخبرات لنجاح هذا المشروع.

وتعتبر خطوة فتح بنك إفريكسيم لمكتب إقليمي في شمال إفريقيا بتونس، من الخطوات التي ينتظرها الفاعلون الاقتصاديون ليس في تونس فقط بل أيضا في شمال إفريقيا من أجل تطوير المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية، خاصة وأن الاهتمام بات متزايدا بالتصدير إلى دول القارة السمراء.

وفي هذا الصدد، أفاد الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد قيس الفقيه أن البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير Afreximbank برز في سياق التحوّلات الاقتصادية التي تعرفها القارة الإفريقية، كمؤسسة مالية رائدة تلعب دورًا محوريًا في دعم التجارة البينية الإفريقية وتسهيل تمويل المبادلات بين دول القارة وبقية العالم.

وبيّن محدثنا لـ»الصباح» أن هذه المؤسسة تُعدّ من بين أبرز الفاعلين في تنفيذ أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتقديم حلول مالية مبتكرة لفائدة الحكومات والمؤسسات الخاصة على حدّ سواء.

تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي

وحسب قيس الفقيه تكمن أهمية البنك على الصعيد الإفريقي بأنه يحظى بدور أساسي في تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، حيث يساهم في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية زليكاف، كما يقود مبادرة النظام الإفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، التي تُمكّن من إنجاز المعاملات التجارية بين الدول الإفريقية بالعملات المحلية، دون الحاجة إلى المرور بالعملات الأجنبية، مما يُقلّص التكاليف ويوفّر الوقت ويعزّز السيولة.

إلى جانب ذلك يمكن أن يضطلع فتح مكتب للبنك بدور جوهري في دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، وتعزيز قدراتها التنافسية في السوق القارية، من خلال برامج تمويل موجهة ومرافقة تقنية.

وفي ما يتعلّق بإمكانية فتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في تونس قال الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد قيس الفقيه «انه في ظل سعي البنك إلى تعزيز حضوره في شمال إفريقيا، تبرز تونس كمرشّح قوي لاحتضان المكتب الإقليمي للبنك، بالنظر إلى ما تزخر به من مقومات تجعلها مركزًا اقتصاديًا وماليًا محوريًا.»

وأضاف محدثنا، أنه من الناحية الجغرافية تتمتع تونس بموقع استراتيجي يربط بين أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط.

وأبرز قيس الفقيه أن تونس تملك بنية تحتية متطورة تشمل الموانئ، المناطق الصناعية، وشبكات الاتصال.

التمتّع برأس مال بشري عالي الكفاءة

وفي ما يتعلّق بالموارد البشرية أوضح الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد أن بلادنا تتميز برأس مال بشري عالي الكفاءة في مجالات المالية، القانون، والهندسة، فضلا عن استقرار مؤسساتها ووضوح رؤيتها السياسية في ما يخص الانفتاح على إفريقيا وتعزيز الشراكات جنوب–جنوب.

كما اعتبر قيس الفقيه أن فتح مكتب إقليمي بتونس سيمكنه من تقريب خدماته من الفاعلين الاقتصاديين في شمال إفريقيا، وضمان فعالية أكبر لبرامجه التمويلية والتنموية في المنطقة.

ويقدّم المولود المنتظر الجديد للبنك، العديد من المزايا لتونس خاصة في المجال الاقتصادي.

وفي ذات السياق، أورد محدثنا أن احتضان تونس لمكتب إقليمي لـ Afreximbank  من شأنه أن يعود بفوائد جمّة على المستويين الوطني والإقليمي. وعلى الصعيد الاقتصادي، فهو يُمكّن المؤسسات التونسية، خاصة المُصدّرة منها، من النفاذ إلى تمويلات مناسبة وميسرة، وأن يساهم في دعم المشاريع الكبرى في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، النقل، الصحة والصناعة، إلى جانب القيام بدور فعال في تنويع الشراكات التجارية وفتح منافذ جديدة نحو أسواق إفريقيا جنوب الصحراء.

وبالنسبة للصعيد المالي، أفاد الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد أنه سيخوّل إدماج تونس الفعلي في نظام الدفع الإفريقي (PAPSS)، مما يحدّ من تكاليف العمليات البنكية ويُسرّعه، ويدفع نحو جذب استثمارات جديدة بفضل توفر أدوات تمويل حديثة ومتعددة، إضافة إلى تعزيز التعاون المالي والمصرفي بين تونس وبقية الدول الإفريقية.

وعلى صعيد آخر، قال قيس الفقيه أنه على الصعيد الدبلوماسي والإقليمي من المتوقّع أن يُعزّز المكتب الإقليمي للبنك موقع تونس داخل المنظومة الاقتصادية الإفريقية، مع ترسيخ صورتها كمركز مالي وتجاري يخدم شمال ووسط القارة، كما من شأنه فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، وتكريس حضورها كشريك إقليمي فاعل.

وتأسس البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في 1993، ويتخذ من القاهرة مقرا له، ويهدف إلى النهوض بالتجارة داخل القارة الإفريقية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع شركاء دوليين. ويعتمد في ذلك على حزمة متنوعة من الأدوات، تشمل خطوط التمويل، والضمانات والتأمينات التجارية، التمويل الهيكلي، علاوة على الدعم الفني للمشاريع.

ويُقدّم البنك تمويلات تُوجّه لقطاعات متعددة منها البنية التحتية، الطاقة، الخدمات، الصناعة، والنقل.

وفي فيفري 2024، أعلن النظام الإفريقي للمدفوعات والتسويات (PAPSS) انضمام البنك المركزي التونسي (BCT)  إلى شبكته باعتباره العضو الثالث عشر، مما يعزز التزامه بتعزيز التبادل السلس بين المدفوعات والتسويات، وخدمات الدفع عبر الحدود، على أن هذا النظام تأسس منذ سنة 2022.

وتتطلّع تونس إلى رفع حجم مبادلاتها التجارية مع الدول الإفريقية مدفوعة باتفاقتي زليكاف والكوميسا، وهي تكتلات اقتصادية إفريقية تلعب دورا ملحوظا في تنمية التبادل التجاري، ومن المنتظر أن تتدعّم هذه المجهودات بحضور البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في تونس عبر مكتب إقليمي له في شمال إفريقيا.

درصاف اللموشي

 يعزز القدرات التنافسية للشركات التونسية في السوق القارية..   قريبا فتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في شمال إفريقيا

 

أكدت رئيسة ديوان وزير التجارة وتنمية الصادرات لمياء عبروق، مؤخرا خلال إشرافها على فعاليات يوم إعلامي وتحسيسي حول النظام الإفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، لفائدة البنوك التجارية التونسية أن تونس جاهزة لفتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في شمال إفريقيا نظرا للنتائج الإيجابية التي سيحققها من ذلك تدعيم فاعلية برنامج النظام الإفريقي للدفع والتسوية في المنطقة وتسهيل نفاذ الفاعلين الاقتصاديين في المؤسسات المالية الإفريقية.

وثمنت رئيسة ديوان وزير التجارة وتنمية الصادرات لمياء عبروق جملة العناصر التي تتوفر ببلادنا من ذلك الكفاءات والخبرات لنجاح هذا المشروع.

وتعتبر خطوة فتح بنك إفريكسيم لمكتب إقليمي في شمال إفريقيا بتونس، من الخطوات التي ينتظرها الفاعلون الاقتصاديون ليس في تونس فقط بل أيضا في شمال إفريقيا من أجل تطوير المبادلات التجارية مع الدول الإفريقية، خاصة وأن الاهتمام بات متزايدا بالتصدير إلى دول القارة السمراء.

وفي هذا الصدد، أفاد الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد قيس الفقيه أن البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير Afreximbank برز في سياق التحوّلات الاقتصادية التي تعرفها القارة الإفريقية، كمؤسسة مالية رائدة تلعب دورًا محوريًا في دعم التجارة البينية الإفريقية وتسهيل تمويل المبادلات بين دول القارة وبقية العالم.

وبيّن محدثنا لـ»الصباح» أن هذه المؤسسة تُعدّ من بين أبرز الفاعلين في تنفيذ أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتقديم حلول مالية مبتكرة لفائدة الحكومات والمؤسسات الخاصة على حدّ سواء.

تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي

وحسب قيس الفقيه تكمن أهمية البنك على الصعيد الإفريقي بأنه يحظى بدور أساسي في تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، حيث يساهم في تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية زليكاف، كما يقود مبادرة النظام الإفريقي للدفع والتسوية (PAPSS)، التي تُمكّن من إنجاز المعاملات التجارية بين الدول الإفريقية بالعملات المحلية، دون الحاجة إلى المرور بالعملات الأجنبية، مما يُقلّص التكاليف ويوفّر الوقت ويعزّز السيولة.

إلى جانب ذلك يمكن أن يضطلع فتح مكتب للبنك بدور جوهري في دعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة، وتعزيز قدراتها التنافسية في السوق القارية، من خلال برامج تمويل موجهة ومرافقة تقنية.

وفي ما يتعلّق بإمكانية فتح مكتب إقليمي للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في تونس قال الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد قيس الفقيه «انه في ظل سعي البنك إلى تعزيز حضوره في شمال إفريقيا، تبرز تونس كمرشّح قوي لاحتضان المكتب الإقليمي للبنك، بالنظر إلى ما تزخر به من مقومات تجعلها مركزًا اقتصاديًا وماليًا محوريًا.»

وأضاف محدثنا، أنه من الناحية الجغرافية تتمتع تونس بموقع استراتيجي يربط بين أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط.

وأبرز قيس الفقيه أن تونس تملك بنية تحتية متطورة تشمل الموانئ، المناطق الصناعية، وشبكات الاتصال.

التمتّع برأس مال بشري عالي الكفاءة

وفي ما يتعلّق بالموارد البشرية أوضح الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد أن بلادنا تتميز برأس مال بشري عالي الكفاءة في مجالات المالية، القانون، والهندسة، فضلا عن استقرار مؤسساتها ووضوح رؤيتها السياسية في ما يخص الانفتاح على إفريقيا وتعزيز الشراكات جنوب–جنوب.

كما اعتبر قيس الفقيه أن فتح مكتب إقليمي بتونس سيمكنه من تقريب خدماته من الفاعلين الاقتصاديين في شمال إفريقيا، وضمان فعالية أكبر لبرامجه التمويلية والتنموية في المنطقة.

ويقدّم المولود المنتظر الجديد للبنك، العديد من المزايا لتونس خاصة في المجال الاقتصادي.

وفي ذات السياق، أورد محدثنا أن احتضان تونس لمكتب إقليمي لـ Afreximbank  من شأنه أن يعود بفوائد جمّة على المستويين الوطني والإقليمي. وعلى الصعيد الاقتصادي، فهو يُمكّن المؤسسات التونسية، خاصة المُصدّرة منها، من النفاذ إلى تمويلات مناسبة وميسرة، وأن يساهم في دعم المشاريع الكبرى في قطاعات استراتيجية مثل الطاقة، النقل، الصحة والصناعة، إلى جانب القيام بدور فعال في تنويع الشراكات التجارية وفتح منافذ جديدة نحو أسواق إفريقيا جنوب الصحراء.

وبالنسبة للصعيد المالي، أفاد الخبير المحاسب والأستاذ الجامعي في الاقتصاد أنه سيخوّل إدماج تونس الفعلي في نظام الدفع الإفريقي (PAPSS)، مما يحدّ من تكاليف العمليات البنكية ويُسرّعه، ويدفع نحو جذب استثمارات جديدة بفضل توفر أدوات تمويل حديثة ومتعددة، إضافة إلى تعزيز التعاون المالي والمصرفي بين تونس وبقية الدول الإفريقية.

وعلى صعيد آخر، قال قيس الفقيه أنه على الصعيد الدبلوماسي والإقليمي من المتوقّع أن يُعزّز المكتب الإقليمي للبنك موقع تونس داخل المنظومة الاقتصادية الإفريقية، مع ترسيخ صورتها كمركز مالي وتجاري يخدم شمال ووسط القارة، كما من شأنه فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف، وتكريس حضورها كشريك إقليمي فاعل.

وتأسس البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في 1993، ويتخذ من القاهرة مقرا له، ويهدف إلى النهوض بالتجارة داخل القارة الإفريقية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع شركاء دوليين. ويعتمد في ذلك على حزمة متنوعة من الأدوات، تشمل خطوط التمويل، والضمانات والتأمينات التجارية، التمويل الهيكلي، علاوة على الدعم الفني للمشاريع.

ويُقدّم البنك تمويلات تُوجّه لقطاعات متعددة منها البنية التحتية، الطاقة، الخدمات، الصناعة، والنقل.

وفي فيفري 2024، أعلن النظام الإفريقي للمدفوعات والتسويات (PAPSS) انضمام البنك المركزي التونسي (BCT)  إلى شبكته باعتباره العضو الثالث عشر، مما يعزز التزامه بتعزيز التبادل السلس بين المدفوعات والتسويات، وخدمات الدفع عبر الحدود، على أن هذا النظام تأسس منذ سنة 2022.

وتتطلّع تونس إلى رفع حجم مبادلاتها التجارية مع الدول الإفريقية مدفوعة باتفاقتي زليكاف والكوميسا، وهي تكتلات اقتصادية إفريقية تلعب دورا ملحوظا في تنمية التبادل التجاري، ومن المنتظر أن تتدعّم هذه المجهودات بحضور البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في تونس عبر مكتب إقليمي له في شمال إفريقيا.

درصاف اللموشي