في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين.. مليونا مدخن في تونس.. و 30 حالة وفاة يوميا
مقالات الصباح
احتفلت أمس تونس باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الموافق لـ31 ماي، كسائر دول العالم، واختارت له هذه السنة، شعار «مكافحة التدخين مسؤولية الجميع» من أجل التأكيد على أهمية تضافر الجهود للحد من تفشي هذه الآفة، وكشفت وزارة الصحة تزامنا مع هذه المناسبة أرقاما حديثة تتعلق بعدد المدخنين في تونس وحالات الوفاة التي تسببها هذه الآفة خاصة في صفوف الشباب.
تفيد آخر المؤشرات الرسمية، وفق وثيقة صادرة عن وزارة الصحة إلى وجود ما يقارب المليوني مدخن في تونس، وينطلق قرابة 25 بالمائة من المراهقين في التدخين في سن 11 سنة، كما يمثل التدخين العامل الرئيسي في وفاة حوالي 10 آلاف شخص سنويا أي بمعدل 30 تونسيا في اليوم الواحد.
كما يتسبب التدخين في 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و80 بمائة من الالتهابات الرئوية الحادة و75 بالمائة من الجلطة القلبية و25 بالمائة من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين.
أرقام مفزعة
وأفاد الدكتور الأخصائي في أمراض القلب والشرايين، ذاكر لهيذب، بأن الأرقام التي تتعلق بالتونسيين المدخنين، تعتبر مفزعة، خاصة وأن السدس تقريبا من بين 13 ألفا و500 حالة وفاة سنويا جراء التدخين، هم من المدخنين السلبيين، حسب تعبيره.
وبالرغم من تقارب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة وعن عدد من المنظمات المدنية المكافحة لهذه الآفة، تبقى في اغلبها أرقاما مفزعة تتطلب الكثير من المجهودات للتقليص من خطورتها على صحة التونسيين. فقد كشف التحالف التونسي لمقاومة التدخين من جهته، أن نصف رجال تونس يدخنون، تحديدا بنسبة 48 بالمائة، وواحدة من بين كل 5 حالات وفاة تعود أسبابها بشكل مباشر إلى التدخين، فضلا عن 13200 حالة وفاة سنويا تعود أسبابها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التدخين.
والأخطر حسب الأرقام الحديثة أن 25 بالمائة من الأطفال المتمدرسين في تونس هم من المدخنين، وهي نسبة قابلة للزيادة، في ظل بروز أشكال وأنماط جديدة للتدخين وبنكهات متنوعة ظهرت بالخصوص مع السجائر الالكترونية والتي تحاول من خلالها شركات التبغ العالمية تحفيز الشباب وغيرهم من الفئات العمرية على استعمالها رغم مضارها الكبيرة المثبتة علميا.
كذلك تصل اليوم كلفة علاج مريض سرطان الرئة الى 250 و300 ألف دينار في السنة وهو ما يبرز الكلفة الباهظة للعلاج على الفرد وعلى المنظومة العلاجية الوطنية التي تنفق حوالي 2 مليار دينار سنويا أي ما يعادل 1,8 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، كأعباء علاجية لمجمل الأمراض التي تتسبب فيها هذه الكارثة، على حد وصفه.
مكافحة التدخين في تونس
وتعمل تونس كسائر دول العالم من أجل التقليص أكثر ما يمكن من مزيد انتشار هذه الآفة لما لها من تداعيات وخيمة على صحة الأفراد.
وترتكز مكافحة آفة التدخين، في تونس، على عدة توجهات وإجراءات ترمي إلى الحد من استهلاك التبغ وذلك على غرار التحسيس والتثقيف الصحي وإعلام عامة الناس بمخاطر التدخين، وتوفير المساعدة على الإقلاع عنه بتوفير العيادات وأجهزة قيس أحادي لأكسيد الكربون في الهواء أثناء عملية الزفير، فضلا عن توفير المعوض النيكوتيني للمقبلين على الإقلاع عن التدخين.
كما سعت وزارة الصحة الى وضع برنامج للمساعدة على الإقلاع عن التدخين باستعمال الهاتف الجوال، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات، سينطلق العمل به بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذه السنة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ذاكر لهيذب في تصريح إعلامي أن وسائل التوقي من هذه الآفة موجودة وأن هناك العديد من الطرق العلاجية، على غرار العلاج النفسي للإقلاع عن التدخين والطب بالإبر، فضلا عن إمكانية استعمال المدخنين لمواد تعوض السجائر أو ما يعرف ببدائل النيكوتين، وهي اليوم محل تفاوض على نطاق عالمي.
من جهتها دعت أمس منظمة الصحة العالمية، الحكومات إلى فرض حظر سريع على منتجات التبغ المنكهة والنيكوتين، وذلك في ضوء تزايد عدد مستخدمي التبغ من الشباب.
وذكرت المنظمة بشكل خاص النكهات مثل المنثول والعلكة والحلوى القطنية. وكتبت منظمة الصحة العالمية في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ، الذي أصدرته أمس السبت 31 ماي، الموافق لليوم العالمي للامتناع عن التدخين، أن هذه النكهات تحول المنتجات السامة إلى طعم مناسب للشباب.
وأضافت المنظمة أن تلك المنتجات مرتبطة أيضا بأمراض حادة في الرئة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن النكهات والتغليف الأنيق للسجائر الإلكترونية والإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة بشكل خاص إلى استقطاب المستخدمين الشباب.
وحذرت المنظمة من أن النكهات مصممة لإثارة الفضول بين الأطفال والمراهقين وتشجيعهم على التجربة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، بعد رصد 5.12 بالمائة من القصّر في المنطقة الأوروبية كانوا يستخدمون السجائر الإلكترونية في عام 2022، والتي تضم 53 دولة، مقارنة بـ2 بالمائة من البالغين.
وفاء بن محمد
احتفلت أمس تونس باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، الموافق لـ31 ماي، كسائر دول العالم، واختارت له هذه السنة، شعار «مكافحة التدخين مسؤولية الجميع» من أجل التأكيد على أهمية تضافر الجهود للحد من تفشي هذه الآفة، وكشفت وزارة الصحة تزامنا مع هذه المناسبة أرقاما حديثة تتعلق بعدد المدخنين في تونس وحالات الوفاة التي تسببها هذه الآفة خاصة في صفوف الشباب.
تفيد آخر المؤشرات الرسمية، وفق وثيقة صادرة عن وزارة الصحة إلى وجود ما يقارب المليوني مدخن في تونس، وينطلق قرابة 25 بالمائة من المراهقين في التدخين في سن 11 سنة، كما يمثل التدخين العامل الرئيسي في وفاة حوالي 10 آلاف شخص سنويا أي بمعدل 30 تونسيا في اليوم الواحد.
كما يتسبب التدخين في 90 بالمائة من حالات سرطان الرئة و80 بمائة من الالتهابات الرئوية الحادة و75 بالمائة من الجلطة القلبية و25 بالمائة من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والشرايين.
أرقام مفزعة
وأفاد الدكتور الأخصائي في أمراض القلب والشرايين، ذاكر لهيذب، بأن الأرقام التي تتعلق بالتونسيين المدخنين، تعتبر مفزعة، خاصة وأن السدس تقريبا من بين 13 ألفا و500 حالة وفاة سنويا جراء التدخين، هم من المدخنين السلبيين، حسب تعبيره.
وبالرغم من تقارب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة وعن عدد من المنظمات المدنية المكافحة لهذه الآفة، تبقى في اغلبها أرقاما مفزعة تتطلب الكثير من المجهودات للتقليص من خطورتها على صحة التونسيين. فقد كشف التحالف التونسي لمقاومة التدخين من جهته، أن نصف رجال تونس يدخنون، تحديدا بنسبة 48 بالمائة، وواحدة من بين كل 5 حالات وفاة تعود أسبابها بشكل مباشر إلى التدخين، فضلا عن 13200 حالة وفاة سنويا تعود أسبابها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التدخين.
والأخطر حسب الأرقام الحديثة أن 25 بالمائة من الأطفال المتمدرسين في تونس هم من المدخنين، وهي نسبة قابلة للزيادة، في ظل بروز أشكال وأنماط جديدة للتدخين وبنكهات متنوعة ظهرت بالخصوص مع السجائر الالكترونية والتي تحاول من خلالها شركات التبغ العالمية تحفيز الشباب وغيرهم من الفئات العمرية على استعمالها رغم مضارها الكبيرة المثبتة علميا.
كذلك تصل اليوم كلفة علاج مريض سرطان الرئة الى 250 و300 ألف دينار في السنة وهو ما يبرز الكلفة الباهظة للعلاج على الفرد وعلى المنظومة العلاجية الوطنية التي تنفق حوالي 2 مليار دينار سنويا أي ما يعادل 1,8 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، كأعباء علاجية لمجمل الأمراض التي تتسبب فيها هذه الكارثة، على حد وصفه.
مكافحة التدخين في تونس
وتعمل تونس كسائر دول العالم من أجل التقليص أكثر ما يمكن من مزيد انتشار هذه الآفة لما لها من تداعيات وخيمة على صحة الأفراد.
وترتكز مكافحة آفة التدخين، في تونس، على عدة توجهات وإجراءات ترمي إلى الحد من استهلاك التبغ وذلك على غرار التحسيس والتثقيف الصحي وإعلام عامة الناس بمخاطر التدخين، وتوفير المساعدة على الإقلاع عنه بتوفير العيادات وأجهزة قيس أحادي لأكسيد الكربون في الهواء أثناء عملية الزفير، فضلا عن توفير المعوض النيكوتيني للمقبلين على الإقلاع عن التدخين.
كما سعت وزارة الصحة الى وضع برنامج للمساعدة على الإقلاع عن التدخين باستعمال الهاتف الجوال، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للاتصالات، سينطلق العمل به بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التدخين لهذه السنة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ذاكر لهيذب في تصريح إعلامي أن وسائل التوقي من هذه الآفة موجودة وأن هناك العديد من الطرق العلاجية، على غرار العلاج النفسي للإقلاع عن التدخين والطب بالإبر، فضلا عن إمكانية استعمال المدخنين لمواد تعوض السجائر أو ما يعرف ببدائل النيكوتين، وهي اليوم محل تفاوض على نطاق عالمي.
من جهتها دعت أمس منظمة الصحة العالمية، الحكومات إلى فرض حظر سريع على منتجات التبغ المنكهة والنيكوتين، وذلك في ضوء تزايد عدد مستخدمي التبغ من الشباب.
وذكرت المنظمة بشكل خاص النكهات مثل المنثول والعلكة والحلوى القطنية. وكتبت منظمة الصحة العالمية في بيان بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التبغ، الذي أصدرته أمس السبت 31 ماي، الموافق لليوم العالمي للامتناع عن التدخين، أن هذه النكهات تحول المنتجات السامة إلى طعم مناسب للشباب.
وأضافت المنظمة أن تلك المنتجات مرتبطة أيضا بأمراض حادة في الرئة، وقالت منظمة الصحة العالمية إن النكهات والتغليف الأنيق للسجائر الإلكترونية والإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة بشكل خاص إلى استقطاب المستخدمين الشباب.
وحذرت المنظمة من أن النكهات مصممة لإثارة الفضول بين الأطفال والمراهقين وتشجيعهم على التجربة وهو ما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، بعد رصد 5.12 بالمائة من القصّر في المنطقة الأوروبية كانوا يستخدمون السجائر الإلكترونية في عام 2022، والتي تضم 53 دولة، مقارنة بـ2 بالمائة من البالغين.
وفاء بن محمد