إذا كان شهر سبتمبر هو موعد افتتاح السنة الدراسية فإن شهر جوان هو موعد الحصاد.. حصاد لجهد دراسي امتد طيلة سنة دراسية كاملة. فهذا الشهر، رغم ارتفاع منسوب التوتر والضغط فيه إلا أنه يحمل في طياته الأمل الكبير لكل تلميذ وكل عائلة ما تزال الى اليوم تراهن على العلم والمعرفة كسلاح فعال للارتقاء والتقدم.
بداية من يوم غد، تدخل الأسر التونسية في حالة استنفار كلي بسب شهر جوان، الذي يٌعتبر شهر الامتحانات الوطنية.. هذا الشهر الذي يُمثل محطة مصيرية في حياة آلاف التلاميذ التونسيين، من المرحلة الابتدائية الى الإعدادية وصولا الى الباكالوريا، حيث تحبس العائلات أنفاسها وتعيش البيوت أجواء تطغى عليها حالات الترقب والجدية القصوى ..
في هذا الخصوص، ووفقا للمتابعين للشأن العام، فإن شهر جوان الذي نستقبله بعد غد.. هو شهر الاستنفار الجماعي لكل الأسر التونسية، استنفار تٌمليه طبيعة هذا الشهر، الذي تقرأ له العائلات التونسية ألف حساب.. على اعتبار أن جوان وفي المخيال الشعبي يتزامن مع انطلاق الامتحانات الوطنية، في مختلف المستويات التعليمية، لعلّ أبرزها المحطة التقييمية الهامة كامتحان الباكالوريا الى جانب مناظرة «السيزيام»، فضلا على مناظرة «النوفيام». ليتحوّل هذا الشهر إلى محطة حاسمة في حياة آلاف التلاميذ وأسرهم تغلب عليها أجواء الترقب والقلق والاستعداد المكثف في كل البيوت .
ضربة البداية ستكون مع «شيخ الامتحانات» امتحان الباكالوريا وما تتطلبه هذه المحطة التقييمية الهامة من استعدادات نفسية ومادية نظرا لقدوسية هذا الموعد، حيث سيكون المترشحون في مختلف ولايات الجمهورية على موعد مع امتحان الباكالوريا: هذه المحطة المفصلية الهامة من مسار السنة الدراسية، التي لطالما كانت عنوانا لاستنفار أسري وتربوي..
وبعيدا عن امتحان الباكالوريا فإن هذه الأجواء الماراطونية التي تطغى على شهر جوان بسبب مختلف المحطات التقييمية الهامة، تفضي الى تحول عديد الأسر التونسية خلال هذا الشهر إلى خلية دعم لوجستي ونفسي للتلميذ، حيث تُضبط فيها ساعات النوم وتُراقب فيها حتى نوعية التغذية، كما تٌحقق فيها الصيدليات انتعاشة بسبب الرواج الكبير للمكملات الغذائية هذه «التجارة الجديدة» التي باتت تشهد رواجا فترة الامتحانات «بل إن بعض العائلات تلجأ إلى التعديل من إيقاع يومها لتوفير الهدوء والراحة.
في هذا الإطار يفيد عدد من البيداغوجيين المتقاعدين في تصريح لـ»الصباح» أن الامتحانات الوطنية تمثل مفترق طرق في المسار الدراسي للتلميذ، وهي أيضا محطة تحدّ للأسر التونسية، التي ترى فيها تتويجًا لجهود سنة كاملة من التعب والعمل المشترك وكأنها اعتراف بمسار سنة دراسية قوامها «النضال» في سبيل إعلاء راية العلم والتميّز.
وأضاف البيداغوجيون أنه رغم الضغوطات والتعب وضيق الحال -بسبب التّكاليف المشطة للدّروس الخصوصية- تبقى هذه الفترة رمزا للإرادة والطموح ومناسبة تُظهر فيها العائلات التونسية تماسكها وتضامنها حول هدف واحد، وهو نجاح أبنائهم كلفهم ذلك ما كلّف ..
من جانب آخر يرى كثيرون أن شهر جوان لا يٌعتبر شهر استنفار بالنسبة للعائلات التونسية فحسب وإنما أيضا لسلطة الإشراف ولمختلف المندوبيات الجهوية للتربية التي تعمل خلال هذا الشهر كخلية نحل من اجل إنجاح الامتحانات الوطنية حيث تتجّند مختلف المؤسسات التربوية خلال هذا الشهر لإنجاح سير الامتحانات الوطنية من خلال اتخاذ كافة الإجراءات اللوجستية والأمنية لإنجاح سير الامتحانات كما تُوفّر الإمكانيات وترصد الاعتمادات اللازمة لضمان الشفافية والنزاهة في سير مختلف المحطات التقييمية.
فوزارة التربية وبالتنسيق مع وزارات أخرى على غرار الداخلية تعمل على ضمان السّير الحسن للامتحانات حيث يتم تأمين المراكز، وتوفير الرعاية الصحية، ومكافحة محاولات الغش، خاصة في ظل تزايد استخدام الوسائل التكنولوجية. كما تُخصّص قاعات عزل للمترشحين المرضى أو من ذوي الاحتياجات الخاصة
هذا دون التغافل عن الجهود التي تقتضيها عملية المراقبة بما يجعل من شهر جوان شهرا ماراطونيا بالنسبة للجميع .
ولكن رغم الضغط يبقى شهر جوان شاهدا على قدرة التونسيين على التكاتف من أجل غاية نبيلة: بناء مستقبل أفضل لأبنائهم صحيح انه شهر الكد والجد، لكنه أيضًا شهر الأمل فهاجس كل عائلة هو سماع عبارة «ناجح» يتردد صداها في كل البيوت..
منال حرزي
إذا كان شهر سبتمبر هو موعد افتتاح السنة الدراسية فإن شهر جوان هو موعد الحصاد.. حصاد لجهد دراسي امتد طيلة سنة دراسية كاملة. فهذا الشهر، رغم ارتفاع منسوب التوتر والضغط فيه إلا أنه يحمل في طياته الأمل الكبير لكل تلميذ وكل عائلة ما تزال الى اليوم تراهن على العلم والمعرفة كسلاح فعال للارتقاء والتقدم.
بداية من يوم غد، تدخل الأسر التونسية في حالة استنفار كلي بسب شهر جوان، الذي يٌعتبر شهر الامتحانات الوطنية.. هذا الشهر الذي يُمثل محطة مصيرية في حياة آلاف التلاميذ التونسيين، من المرحلة الابتدائية الى الإعدادية وصولا الى الباكالوريا، حيث تحبس العائلات أنفاسها وتعيش البيوت أجواء تطغى عليها حالات الترقب والجدية القصوى ..
في هذا الخصوص، ووفقا للمتابعين للشأن العام، فإن شهر جوان الذي نستقبله بعد غد.. هو شهر الاستنفار الجماعي لكل الأسر التونسية، استنفار تٌمليه طبيعة هذا الشهر، الذي تقرأ له العائلات التونسية ألف حساب.. على اعتبار أن جوان وفي المخيال الشعبي يتزامن مع انطلاق الامتحانات الوطنية، في مختلف المستويات التعليمية، لعلّ أبرزها المحطة التقييمية الهامة كامتحان الباكالوريا الى جانب مناظرة «السيزيام»، فضلا على مناظرة «النوفيام». ليتحوّل هذا الشهر إلى محطة حاسمة في حياة آلاف التلاميذ وأسرهم تغلب عليها أجواء الترقب والقلق والاستعداد المكثف في كل البيوت .
ضربة البداية ستكون مع «شيخ الامتحانات» امتحان الباكالوريا وما تتطلبه هذه المحطة التقييمية الهامة من استعدادات نفسية ومادية نظرا لقدوسية هذا الموعد، حيث سيكون المترشحون في مختلف ولايات الجمهورية على موعد مع امتحان الباكالوريا: هذه المحطة المفصلية الهامة من مسار السنة الدراسية، التي لطالما كانت عنوانا لاستنفار أسري وتربوي..
وبعيدا عن امتحان الباكالوريا فإن هذه الأجواء الماراطونية التي تطغى على شهر جوان بسبب مختلف المحطات التقييمية الهامة، تفضي الى تحول عديد الأسر التونسية خلال هذا الشهر إلى خلية دعم لوجستي ونفسي للتلميذ، حيث تُضبط فيها ساعات النوم وتُراقب فيها حتى نوعية التغذية، كما تٌحقق فيها الصيدليات انتعاشة بسبب الرواج الكبير للمكملات الغذائية هذه «التجارة الجديدة» التي باتت تشهد رواجا فترة الامتحانات «بل إن بعض العائلات تلجأ إلى التعديل من إيقاع يومها لتوفير الهدوء والراحة.
في هذا الإطار يفيد عدد من البيداغوجيين المتقاعدين في تصريح لـ»الصباح» أن الامتحانات الوطنية تمثل مفترق طرق في المسار الدراسي للتلميذ، وهي أيضا محطة تحدّ للأسر التونسية، التي ترى فيها تتويجًا لجهود سنة كاملة من التعب والعمل المشترك وكأنها اعتراف بمسار سنة دراسية قوامها «النضال» في سبيل إعلاء راية العلم والتميّز.
وأضاف البيداغوجيون أنه رغم الضغوطات والتعب وضيق الحال -بسبب التّكاليف المشطة للدّروس الخصوصية- تبقى هذه الفترة رمزا للإرادة والطموح ومناسبة تُظهر فيها العائلات التونسية تماسكها وتضامنها حول هدف واحد، وهو نجاح أبنائهم كلفهم ذلك ما كلّف ..
من جانب آخر يرى كثيرون أن شهر جوان لا يٌعتبر شهر استنفار بالنسبة للعائلات التونسية فحسب وإنما أيضا لسلطة الإشراف ولمختلف المندوبيات الجهوية للتربية التي تعمل خلال هذا الشهر كخلية نحل من اجل إنجاح الامتحانات الوطنية حيث تتجّند مختلف المؤسسات التربوية خلال هذا الشهر لإنجاح سير الامتحانات الوطنية من خلال اتخاذ كافة الإجراءات اللوجستية والأمنية لإنجاح سير الامتحانات كما تُوفّر الإمكانيات وترصد الاعتمادات اللازمة لضمان الشفافية والنزاهة في سير مختلف المحطات التقييمية.
فوزارة التربية وبالتنسيق مع وزارات أخرى على غرار الداخلية تعمل على ضمان السّير الحسن للامتحانات حيث يتم تأمين المراكز، وتوفير الرعاية الصحية، ومكافحة محاولات الغش، خاصة في ظل تزايد استخدام الوسائل التكنولوجية. كما تُخصّص قاعات عزل للمترشحين المرضى أو من ذوي الاحتياجات الخاصة
هذا دون التغافل عن الجهود التي تقتضيها عملية المراقبة بما يجعل من شهر جوان شهرا ماراطونيا بالنسبة للجميع .
ولكن رغم الضغط يبقى شهر جوان شاهدا على قدرة التونسيين على التكاتف من أجل غاية نبيلة: بناء مستقبل أفضل لأبنائهم صحيح انه شهر الكد والجد، لكنه أيضًا شهر الأمل فهاجس كل عائلة هو سماع عبارة «ناجح» يتردد صداها في كل البيوت..