على هامش الاحتفال بـ«يوم إفريقيا».. وزير الخارجية يجدد التزام تونس تجاه القارة السمراء من أجل افريقيا مزدهرة وموحدة
مقالات الصباح
في مقر الأكاديمية الدبلوماسية وتحت شعار «تحديات التعاون متعدد الأطراف»، تم صباح أمس الاحتفال بيوم إفريقيا، مناسبة مثلت - محطة للتأمل في ما تحقق وما ينبغي تحقيقه فيما كانت أيضا فرصة للتذكير بأن وحدة القارة ليست شعارًا عاطفيًا وإنما خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لمواجهة جملة التحديات التي يواجهها العالم اليوم – وذلك بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية محمد بن عيّاد إلى جانب عميدة المجموعة الإفريقية وسفيرة غينيا الاستوائية بتونس «رتريدوس نسانغ ندونغ نسوغا»، إلى جانب مختلف ممثلي رؤساء البعثات الدبلوماسية بتونس..
اللقّاء الذي استهل على أنغام النشيد الوطني ونشيد الاتحاد الإفريقي كان بمثابة جواز للسفر في الأمجاد القديمة للقارة السمراء، كما مثل أيضا امتدادا للمستقبل عبر الدعوة للعمل من أجل بناء قارة قوية متطورة وثابتة وخاصة موحدة على اعتبار أن الوحدة الإفريقية هي الخلاص اليوم لمواجهة التحديات المشتركة».
في مستهل كلمته الافتتاحية ثمن وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي أهمية هذا الاحتفال الذي يمثل محطة هامة، كما جدد بالمناسبة التزام تونس تجاه القارة الإفريقية ومختلف شعوبها وذلك من أجل إفريقيا مزدهرة ومتضامنة وقادرة على الصمود، إفريقيا يسود فيها العدل الإنساني وتتحكم في مقومات سيادتها وتدير مواردها الطبيعية بكفاءة، إفريقيا تضمن أمنها الغذائي والطاقي والمائي، وتتطور فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يتناسب مع مسيرتها التنموية.. إنها إفريقيا التي نريد، على حد قوله».
وأضاف النفطي أن تونس ملتزمة ومتشبثة بالالتزامات التي قطعها بناة دولنا من أجل ترجمة سياسة خارجية واقعية ترتكز بالأساس على تنمية القارة وتعزيز قيم السلم والأمن والتنمية المشتركة والموحدة مع أشقائها الأفارقة.
في رسالة تونس
وهي الرسالة التي كانت وجهتها تونس على هامش الاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي الذي عُقد قبل يومين في العاصمة البلجيكية بروكسال.
وأضاف وزير الخارجية في كلمته أن تونس الفخورة بانتمائها الأفرو-متوسطي، تسعى دائمًا إلى أن تكون جسرًا حضاريًا بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، مشيرا إلى أن طموحاتها لا تقتصر على موقعها الجغرافي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى المساهمة في كل مبادرة تهدف إلى تعزيز كفاءات المرأة ودعم مشاركة الشباب الموهوبين في مسيرة تنمية القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه ووفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية قيس سعيد فإن تونس ترغب أيضًا في أن تكون دبلوماسيتها فاعلة على مستوى علاقاتها الثنائية، وهي العلاقات التي يسعى الجميع جاهدين لتعزيزها والارتقاء بها في مختلف مجالات الاهتمام المشترك».
وتابع وزير الخارجية في الاتجاه ذاته قائلا: «اخترنا أن نحيي احتفالنا بيوم إفريقيا في إطار مبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيد بإعلان سنة 2025 سنة للتعددية والعمل المتعدد الأطراف.
وتكتسي هذه المبادرة بُعدًا رمزيًا خاصًا حيث تتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، مما يؤكد من جديد التزام تونس الراسخ والدائم بمبادئ التعددية وتمسكها العميق والراسخ بالقيم المؤسسة للأمم المتحدة».
وإذ تظل البلدان الإفريقية شديدة التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لم تكلّ عن المطالبة بالمكانة التي تستحقها في المنظومة الأممية التي كانت أساس تحررها.
وتابع النفطي أنه اليوم وبعد مرور 80 سنة على نشأة الأمم المتحدة، ورغم التطلعات التي لم تتحقق للأجيال الأولى التي عاصرت تلك اللحظة التاريخية، فإنه لا يمكن إنكار أن إنجازات متعددة الأبعاد قد أفادت البشرية جمعاء وإفريقيا على وجه الخصوص.
غير أن هذه الإنجازات ورغم أهميتها، لا يمكن أن تخفي واقعًا مأساويًا تتجلى مظاهره في معاناة لا توصف ومظالم صارخة ما زالت قائمة لعل أبرزها الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان المحتل في غزة، في تحد للمبادئ الأساسية للقانون الدولي معتبرا ما يحصل مثيرا للقلق في ظل موقف اللامبالاة الذي يتبناه المجتمع الدولي.
وفي تصريح للإعلاميين على هامش اللقاء شدد وزير الخارجية على أن العالم يتغير بسرعة وبالتالي لابد للقارة الإفريقية أن تضطلع بدور هام في نحت معالم أسس جديدة تؤمّن لشعوب ودول إفريقيا مستقبلا أفضل بفضل ما تزخر به من إمكانيات بشرية وطبيعية تجعلها فاعلة في النظام العالمي الجديد الذي بدأت تتوضح ملامحه، مشيرا إلى أن الاحتفال بيوم إفريقيا يعكس الاحتفال بقارة أكثر ازدهارا وأمنا وأكثر رسوخا في العمل متعدد الأطراف.
اللقاء شهد أيضا مداخلة لعميدة المجموعة الإفريقية وسفيرة غينيا الاستوائية بتونس جرتريدوس نسانغ ندونغ نسوغا، ثمنت من خلالها أهمية هذه الاحتفالية التي تعكس الإمكانيات الهائلة التي تحظى بها القارة السمراء والتي تقتضي بناء فعالا يرتكز إلى مقومات العمل الجماعي الذي يرسخ قيم التضامن.
ونوهت السفيرة في الإطار نفسه باعتراف الدول الإفريقية بالجهود التي تبذلها تونس من أجل إدماج الأجانب وضمان رفاهيتهم فوق أراضيها بما يعكس وفاء تونس لقيمها التاريخية التي تقوم على الانفتاح والحوار، ملاحظة في الاطار نفسه أنّ تونس تعمل في إطار علاقة جيّدة ومتضامنة مع بقيّة الدّول الإفريقيّة .
عميدة غينيا الاستوائية بتونس تطرقت أيضا في معرض تصريحاتها للإعلاميين إلى أهمية العمل المشترك بين كل دول القارة بصفة متضامنة من أجل التحديات التي تواجهها القارة، مشيرة إلى أن هذه الوحدة تقتضي الارتكاز على قدرات هذه الدول وعلى شبابها من أجل التغيير والتقدم بمستقبل القارة الإفريقية، منوهة بتضامن ومجهودات تونس لتعزيز هذا الهدف في إطار فريق عمل متماسك ومنسجم.
من جهة أخرى فإن الاحتفال بيوم إفريقيا مثل محطة مفتوحة للنقاش تحت شعار: «تحديات العمل متعدد الأطراف من وجهة نظر افريقية»، عكس جملة من المداخلات والتي مثلت في جوهرها مناسبة لتجديد العهد بأهمية الوحدة والتضامن وتعميق الشعور بالانتماء إلى قارة واحدة موحدة المصير. لتخلص جملة المداخلات إلى التأكيد على أن تقوية الروابط الإفريقية والعمل المشترك بين جميع الحكومات والشعوب هو الطريق لبناء إفريقيا آمنة، مستقلة، ومزدهرة.
يذكر أن الاحتفالية شهدت عرضا لشريط فيديو تولت إعداده مصالح وزارة الخارجية عكس في جوهره صوت تونس على مر عقود من أجل بناء إفريقيا قوية وموحدة.
منال حرزي
في مقر الأكاديمية الدبلوماسية وتحت شعار «تحديات التعاون متعدد الأطراف»، تم صباح أمس الاحتفال بيوم إفريقيا، مناسبة مثلت - محطة للتأمل في ما تحقق وما ينبغي تحقيقه فيما كانت أيضا فرصة للتذكير بأن وحدة القارة ليست شعارًا عاطفيًا وإنما خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لمواجهة جملة التحديات التي يواجهها العالم اليوم – وذلك بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي وكاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية محمد بن عيّاد إلى جانب عميدة المجموعة الإفريقية وسفيرة غينيا الاستوائية بتونس «رتريدوس نسانغ ندونغ نسوغا»، إلى جانب مختلف ممثلي رؤساء البعثات الدبلوماسية بتونس..
اللقّاء الذي استهل على أنغام النشيد الوطني ونشيد الاتحاد الإفريقي كان بمثابة جواز للسفر في الأمجاد القديمة للقارة السمراء، كما مثل أيضا امتدادا للمستقبل عبر الدعوة للعمل من أجل بناء قارة قوية متطورة وثابتة وخاصة موحدة على اعتبار أن الوحدة الإفريقية هي الخلاص اليوم لمواجهة التحديات المشتركة».
في مستهل كلمته الافتتاحية ثمن وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي أهمية هذا الاحتفال الذي يمثل محطة هامة، كما جدد بالمناسبة التزام تونس تجاه القارة الإفريقية ومختلف شعوبها وذلك من أجل إفريقيا مزدهرة ومتضامنة وقادرة على الصمود، إفريقيا يسود فيها العدل الإنساني وتتحكم في مقومات سيادتها وتدير مواردها الطبيعية بكفاءة، إفريقيا تضمن أمنها الغذائي والطاقي والمائي، وتتطور فيها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما يتناسب مع مسيرتها التنموية.. إنها إفريقيا التي نريد، على حد قوله».
وأضاف النفطي أن تونس ملتزمة ومتشبثة بالالتزامات التي قطعها بناة دولنا من أجل ترجمة سياسة خارجية واقعية ترتكز بالأساس على تنمية القارة وتعزيز قيم السلم والأمن والتنمية المشتركة والموحدة مع أشقائها الأفارقة.
في رسالة تونس
وهي الرسالة التي كانت وجهتها تونس على هامش الاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي الذي عُقد قبل يومين في العاصمة البلجيكية بروكسال.
وأضاف وزير الخارجية في كلمته أن تونس الفخورة بانتمائها الأفرو-متوسطي، تسعى دائمًا إلى أن تكون جسرًا حضاريًا بين إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، مشيرا إلى أن طموحاتها لا تقتصر على موقعها الجغرافي فحسب، بل تسعى أيضًا إلى المساهمة في كل مبادرة تهدف إلى تعزيز كفاءات المرأة ودعم مشاركة الشباب الموهوبين في مسيرة تنمية القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه ووفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية قيس سعيد فإن تونس ترغب أيضًا في أن تكون دبلوماسيتها فاعلة على مستوى علاقاتها الثنائية، وهي العلاقات التي يسعى الجميع جاهدين لتعزيزها والارتقاء بها في مختلف مجالات الاهتمام المشترك».
وتابع وزير الخارجية في الاتجاه ذاته قائلا: «اخترنا أن نحيي احتفالنا بيوم إفريقيا في إطار مبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيد بإعلان سنة 2025 سنة للتعددية والعمل المتعدد الأطراف.
وتكتسي هذه المبادرة بُعدًا رمزيًا خاصًا حيث تتزامن مع الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة، مما يؤكد من جديد التزام تونس الراسخ والدائم بمبادئ التعددية وتمسكها العميق والراسخ بالقيم المؤسسة للأمم المتحدة».
وإذ تظل البلدان الإفريقية شديدة التمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، لم تكلّ عن المطالبة بالمكانة التي تستحقها في المنظومة الأممية التي كانت أساس تحررها.
وتابع النفطي أنه اليوم وبعد مرور 80 سنة على نشأة الأمم المتحدة، ورغم التطلعات التي لم تتحقق للأجيال الأولى التي عاصرت تلك اللحظة التاريخية، فإنه لا يمكن إنكار أن إنجازات متعددة الأبعاد قد أفادت البشرية جمعاء وإفريقيا على وجه الخصوص.
غير أن هذه الإنجازات ورغم أهميتها، لا يمكن أن تخفي واقعًا مأساويًا تتجلى مظاهره في معاناة لا توصف ومظالم صارخة ما زالت قائمة لعل أبرزها الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان المحتل في غزة، في تحد للمبادئ الأساسية للقانون الدولي معتبرا ما يحصل مثيرا للقلق في ظل موقف اللامبالاة الذي يتبناه المجتمع الدولي.
وفي تصريح للإعلاميين على هامش اللقاء شدد وزير الخارجية على أن العالم يتغير بسرعة وبالتالي لابد للقارة الإفريقية أن تضطلع بدور هام في نحت معالم أسس جديدة تؤمّن لشعوب ودول إفريقيا مستقبلا أفضل بفضل ما تزخر به من إمكانيات بشرية وطبيعية تجعلها فاعلة في النظام العالمي الجديد الذي بدأت تتوضح ملامحه، مشيرا إلى أن الاحتفال بيوم إفريقيا يعكس الاحتفال بقارة أكثر ازدهارا وأمنا وأكثر رسوخا في العمل متعدد الأطراف.
اللقاء شهد أيضا مداخلة لعميدة المجموعة الإفريقية وسفيرة غينيا الاستوائية بتونس جرتريدوس نسانغ ندونغ نسوغا، ثمنت من خلالها أهمية هذه الاحتفالية التي تعكس الإمكانيات الهائلة التي تحظى بها القارة السمراء والتي تقتضي بناء فعالا يرتكز إلى مقومات العمل الجماعي الذي يرسخ قيم التضامن.
ونوهت السفيرة في الإطار نفسه باعتراف الدول الإفريقية بالجهود التي تبذلها تونس من أجل إدماج الأجانب وضمان رفاهيتهم فوق أراضيها بما يعكس وفاء تونس لقيمها التاريخية التي تقوم على الانفتاح والحوار، ملاحظة في الاطار نفسه أنّ تونس تعمل في إطار علاقة جيّدة ومتضامنة مع بقيّة الدّول الإفريقيّة .
عميدة غينيا الاستوائية بتونس تطرقت أيضا في معرض تصريحاتها للإعلاميين إلى أهمية العمل المشترك بين كل دول القارة بصفة متضامنة من أجل التحديات التي تواجهها القارة، مشيرة إلى أن هذه الوحدة تقتضي الارتكاز على قدرات هذه الدول وعلى شبابها من أجل التغيير والتقدم بمستقبل القارة الإفريقية، منوهة بتضامن ومجهودات تونس لتعزيز هذا الهدف في إطار فريق عمل متماسك ومنسجم.
من جهة أخرى فإن الاحتفال بيوم إفريقيا مثل محطة مفتوحة للنقاش تحت شعار: «تحديات العمل متعدد الأطراف من وجهة نظر افريقية»، عكس جملة من المداخلات والتي مثلت في جوهرها مناسبة لتجديد العهد بأهمية الوحدة والتضامن وتعميق الشعور بالانتماء إلى قارة واحدة موحدة المصير. لتخلص جملة المداخلات إلى التأكيد على أن تقوية الروابط الإفريقية والعمل المشترك بين جميع الحكومات والشعوب هو الطريق لبناء إفريقيا آمنة، مستقلة، ومزدهرة.
يذكر أن الاحتفالية شهدت عرضا لشريط فيديو تولت إعداده مصالح وزارة الخارجية عكس في جوهره صوت تونس على مر عقود من أجل بناء إفريقيا قوية وموحدة.
منال حرزي