الحضور العربي في مهرجان «كان» السينمائي.. فعاليات تنشيطية.. جلسات حوارية ووجوه سينمائية شابة قادمة بقوة
مقالات الصباح
_عودة جناح مصر بعد غياب 10 سنوات
_تألق على مستوى تصميم الأجنحة.. رشيدة داتي في الجناح المغربي.. وأيام قرطاج السينمائية لا تبحث عن العروض الأولى للأفلام
_ بناء الروابط بين المهرجانات العربية.. وجلسة مثمرة أثرت لقاءات مديري المواعيد الكبرى في المنطقة
كان_الصباح_ نجلاء قموع
شهدت الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان «كان» السينمائي (من 13 إلى 24 ماي 2024) حضورًا عربيًا مهمًا على مستوى عروض الأفلام، وأنشطة الأجنحة، والندوات، والجلسات الحوارية. ومن بين الأجنحة المميزة في النسخة الحالية من المهرجان، الجناح المصري، العائد بعد غياب دام 10 سنوات عن فعاليات «كان»، والذي تُوّج بجائزة أفضل تصميم جناح لسنة 2025.
هذا الجناح المصري، المنظم بصفة مشتركة بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مهرجان الجونة السينمائي، ولجنة مصر للأفلام، قدم برمجة ثرية شارك في جلساتها صنّاع سينما عرب وأجانب، من بينهم مدير أيام قرطاج السينمائية طارق بن شعبان، خلال الجلسة الحوارية «بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية»، والتي جمعت في مداخلتها مبرمجي ومديري مهرجانات، ومديرين فنيين من مهرجانات مراكش، الجونة، القاهرة، وأيام قرطاج السينمائية.
وفي هذا السياق، شدد طارق بن شعبان على أهمية محافظة المهرجانات على خصوصيتها، وعن العروض الأولى أوضح أن «أيام قرطاج السينمائية» لا تهتم بالبحث عن عرض عربي أول أو غيره في برمجتها، وتفضّل الحصول على معظم الأفلام الجيدة، والتي تُعدّ عروضها أولى في تونس حين تُبرمج في «الجي. سي. سي». والأهم – وفقًا لرأيه – هو الحفاظ على مستوى الجودة الفنية والجمالية للأعمال المختارة.
وكانت الجلسة الحوارية «بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية» مساحة لتبادل وجهات النظر والرؤى بين أهم المهرجانات في المنطقة. كما استضاف الجناح المصري ندوات ولقاءات لمهرجان الجونة السينمائي بمشاركة دولية. ومن بين المواضيع التي تم طرحها: «مصر كوجهة تصوير عالمية... من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية»، كذلك: «الأرض المشتركة: الإنتاج المشترك مع العالم العربي»، وجلسة: «تعزيز النظام البيئي: بناء الروابط بين المهرجانات السينمائية العربية»، والتي ناقشت في ورقاتها استراتيجيات التعاون والنمو المتبادل، كما سلطت الضوء على الموجة الجديدة من صناع الأفلام العرب الشباب.
ومن بين هؤلاء السينمائيين، مراد مصطفى، مخرج «عائشة لا تستطيع الطيران»، وهو إنتاج مشترك مصري – تونسي – سوداني. وقد حاز هذا الفيلم على إشادة نقدية بعد عرضه ضمن مسابقة «نظرة ما» بالدورة 78 لمهرجان «كان» السينمائي. وتروي أحداثه قصة «عائشة»، وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 سنة، تعمل في الرعاية الصحية وتعيش في حيّ بقلب القاهرة؛ فضاء الحكاية الذي يشهد توترًا بين المهاجرين الأفارقة والسكان المحليين، خاصة مع عصابات هذه الأحياء. ويجسد بطولة «عائشة لا تستطيع الطيران» كل من بوليانا سيمون، مغني الراب المصري زياد ظاظا، عماد غنيم، وممدوح صالح.
أما الجناح الفلسطيني، فكان بدوره محطّ اهتمام الجميع في «كان» السينمائي، وقدم ضمن برمجته عددًا من الفعاليات والجلسات الحوارية، وانفتح في خياراته على صناع الأفلام العرب الذين شاركوا في برمجته، على غرار اهتمامهم بالجناح العراقي. أما جناح الأردن، ففضّل التركيز على تسويق أعمال صناع الأفلام الأردنيين، وتنظيم ندوات تهتم بصناعة السينما وتطوير سبل التعاون.
وكان الجناح المغربي من بين أكثر الأجنحة العربية تميزًا على مستوى التنظيم والتصميم، وخصّص مساحة كبرى من فعالياته للأصوات السينمائية بمختلف أجيالها. كما أُتيحت للمخرجين المغاربة فرص لقاء منتجين من مختلف الدول في جلسات ثنائية داخل الجناح المغربي، بحثًا عن منح وتصورات تدعم تنفيذ مشاريعهم السينمائية. وقد حظي الجناح المغربي بزيارة من وزيرة الثقافة الفرنسية ذات الأصول المغربية رشيدة داتي.
تألقت السينما العربية في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الثامنة والسبعين (من 13 إلى 24 ماي)، من خلال مشاركة مهمة في مسابقة «نظرة ما»، مع الفيلم التونسي «سماء بلا أرض» للمخرجة أريج السحيري، وفيلم المصري مراد مصطفى «عائشة لا تستطيع الطيران». ويُعتبر هذا المهرجان الأشهر عالميًا، منصة للتبادل الفني والمهني، وفرصة لاقتناص المنح، والتعاون مع صناديق دعم عربية وأجنبية.
_عودة جناح مصر بعد غياب 10 سنوات
_تألق على مستوى تصميم الأجنحة.. رشيدة داتي في الجناح المغربي.. وأيام قرطاج السينمائية لا تبحث عن العروض الأولى للأفلام
_ بناء الروابط بين المهرجانات العربية.. وجلسة مثمرة أثرت لقاءات مديري المواعيد الكبرى في المنطقة
كان_الصباح_ نجلاء قموع
شهدت الدورة الثامنة والسبعون من مهرجان «كان» السينمائي (من 13 إلى 24 ماي 2024) حضورًا عربيًا مهمًا على مستوى عروض الأفلام، وأنشطة الأجنحة، والندوات، والجلسات الحوارية. ومن بين الأجنحة المميزة في النسخة الحالية من المهرجان، الجناح المصري، العائد بعد غياب دام 10 سنوات عن فعاليات «كان»، والذي تُوّج بجائزة أفضل تصميم جناح لسنة 2025.
هذا الجناح المصري، المنظم بصفة مشتركة بين مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مهرجان الجونة السينمائي، ولجنة مصر للأفلام، قدم برمجة ثرية شارك في جلساتها صنّاع سينما عرب وأجانب، من بينهم مدير أيام قرطاج السينمائية طارق بن شعبان، خلال الجلسة الحوارية «بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية»، والتي جمعت في مداخلتها مبرمجي ومديري مهرجانات، ومديرين فنيين من مهرجانات مراكش، الجونة، القاهرة، وأيام قرطاج السينمائية.
وفي هذا السياق، شدد طارق بن شعبان على أهمية محافظة المهرجانات على خصوصيتها، وعن العروض الأولى أوضح أن «أيام قرطاج السينمائية» لا تهتم بالبحث عن عرض عربي أول أو غيره في برمجتها، وتفضّل الحصول على معظم الأفلام الجيدة، والتي تُعدّ عروضها أولى في تونس حين تُبرمج في «الجي. سي. سي». والأهم – وفقًا لرأيه – هو الحفاظ على مستوى الجودة الفنية والجمالية للأعمال المختارة.
وكانت الجلسة الحوارية «بناء الروابط بين مهرجانات الأفلام العربية» مساحة لتبادل وجهات النظر والرؤى بين أهم المهرجانات في المنطقة. كما استضاف الجناح المصري ندوات ولقاءات لمهرجان الجونة السينمائي بمشاركة دولية. ومن بين المواضيع التي تم طرحها: «مصر كوجهة تصوير عالمية... من هوليوود إلى القاهرة: ربط الصناعات السينمائية الأمريكية والمصرية»، كذلك: «الأرض المشتركة: الإنتاج المشترك مع العالم العربي»، وجلسة: «تعزيز النظام البيئي: بناء الروابط بين المهرجانات السينمائية العربية»، والتي ناقشت في ورقاتها استراتيجيات التعاون والنمو المتبادل، كما سلطت الضوء على الموجة الجديدة من صناع الأفلام العرب الشباب.
ومن بين هؤلاء السينمائيين، مراد مصطفى، مخرج «عائشة لا تستطيع الطيران»، وهو إنتاج مشترك مصري – تونسي – سوداني. وقد حاز هذا الفيلم على إشادة نقدية بعد عرضه ضمن مسابقة «نظرة ما» بالدورة 78 لمهرجان «كان» السينمائي. وتروي أحداثه قصة «عائشة»، وهي شابة سودانية تبلغ من العمر 26 سنة، تعمل في الرعاية الصحية وتعيش في حيّ بقلب القاهرة؛ فضاء الحكاية الذي يشهد توترًا بين المهاجرين الأفارقة والسكان المحليين، خاصة مع عصابات هذه الأحياء. ويجسد بطولة «عائشة لا تستطيع الطيران» كل من بوليانا سيمون، مغني الراب المصري زياد ظاظا، عماد غنيم، وممدوح صالح.
أما الجناح الفلسطيني، فكان بدوره محطّ اهتمام الجميع في «كان» السينمائي، وقدم ضمن برمجته عددًا من الفعاليات والجلسات الحوارية، وانفتح في خياراته على صناع الأفلام العرب الذين شاركوا في برمجته، على غرار اهتمامهم بالجناح العراقي. أما جناح الأردن، ففضّل التركيز على تسويق أعمال صناع الأفلام الأردنيين، وتنظيم ندوات تهتم بصناعة السينما وتطوير سبل التعاون.
وكان الجناح المغربي من بين أكثر الأجنحة العربية تميزًا على مستوى التنظيم والتصميم، وخصّص مساحة كبرى من فعالياته للأصوات السينمائية بمختلف أجيالها. كما أُتيحت للمخرجين المغاربة فرص لقاء منتجين من مختلف الدول في جلسات ثنائية داخل الجناح المغربي، بحثًا عن منح وتصورات تدعم تنفيذ مشاريعهم السينمائية. وقد حظي الجناح المغربي بزيارة من وزيرة الثقافة الفرنسية ذات الأصول المغربية رشيدة داتي.
تألقت السينما العربية في مهرجان «كان» السينمائي في دورته الثامنة والسبعين (من 13 إلى 24 ماي)، من خلال مشاركة مهمة في مسابقة «نظرة ما»، مع الفيلم التونسي «سماء بلا أرض» للمخرجة أريج السحيري، وفيلم المصري مراد مصطفى «عائشة لا تستطيع الطيران». ويُعتبر هذا المهرجان الأشهر عالميًا، منصة للتبادل الفني والمهني، وفرصة لاقتناص المنح، والتعاون مع صناديق دعم عربية وأجنبية.