إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يوم‭ ‬أمس‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬عيد‭ ‬الشغل..طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬وإقبال‭ ‬جماهيري‭ ‬ كبير‭ ‬على‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب

تتواصل‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ39‭ ‬لمعرض‭ ‬تونس‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬قصر‭ ‬المعارض‭ ‬بالكرم‭ ‬حركية‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬اليوم‭ ‬الختامي‭ ‬بمشاركة‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬29‭ ‬دولة‭ ‬و313‭ ‬عارضًا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬166‭ ‬عارضًا‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬تونس،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬آلاف‭ ‬عنوان‭.‬

كانت‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬جولات‭ ‬متعددة‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬معرض‭ ‬تونس‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬منذ‭ ‬افتتاحه‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬25‭ ‬أفريل،‭ ‬فكان‭ ‬لكلّ‭ ‬يوم‭ ‬خصوصيته‭ ‬وبرامجه‭ ‬وفعالياته‭ ‬وندواته،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كان‭ ‬إقبال‭ ‬الناس‭ ‬بدوره‭ ‬مختلفًا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬
بداية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬كان‭ ‬الإقبال‭ ‬شبه‭ ‬متوسط‭ ‬أو‭ ‬مقبولًا‭ ‬خلافًا‭ ‬ليومي‭ ‬السبت‭ ‬والأحد‭ ‬المنقضيين،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومنطقية‭ ‬لانشغال‭ ‬التونسيين‭ ‬بالعمل‭ ‬والدراسة‭ ‬ومسائل‭ ‬حياتية‭ ‬أخرى،‭ ‬فعادة‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬المعارض‭ ‬أو‭ ‬المهرجانات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬فعالية‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬العطل‭ ‬المدرسية‭ ‬أو‭ ‬نهايات‭ ‬الأسبوع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭.‬
وتأكد‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬1‭ ‬ماي‭ ‬الموافق‭ ‬لعيد‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والعالم،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬قصر‭ ‬المعارض‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬غير‭ ‬موصوف،‭ ‬فمشاهد‭ ‬الطوابير‭ ‬وازدحام‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ (‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭). ‬فضمت‭ ‬هذه‭ ‬الصفوف‭ ‬شرائح‭ ‬عمرية‭ ‬مختلفة‭ ‬ونساء‭ ‬ورجال‭ ‬وأطفال‭ ‬وتلاميذ‭ ‬وعائلات‭. ‬ذات‭ ‬المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬بداخل‭ ‬المعرض‭ ‬وبين‭ ‬أروقة‭ ‬عارضي‭ ‬الكتب‭ ‬ودور‭ ‬النشر‭ ‬وداخلها‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬شديدًا‭ ‬والصفوف‭ ‬ممتدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬البصر،‭ ‬وحيث‭ ‬كانت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والندوات‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أجنحة،‭ ‬وحيث‭ ‬كانت‭ ‬أيضًا‭ ‬بعض‭ ‬حفلات‭ ‬توقيع‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الروائيين‭ ‬والكتاب‭ ‬العرب‭. ‬وعلى‭ ‬هامش‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات،‭ ‬استقصت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬الزوار‭ ‬وأيضًا‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬العارضين‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬فكان‭ ‬الإجماع‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬تنوعًا‭ ‬في‭ ‬المحتويات‭ ‬وفي‭ ‬عناوين‭ ‬الكتب،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬أسعار‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬مرتفعًا‭ ‬ومرتفعًا‭ ‬جدًا،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬المعلومة‭ ‬لدى‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬رغبة‭ ‬القادمين‭ ‬للمعرض‭ ‬لاقتناء‭ ‬ما‭ ‬يرغبون‭ ‬فيه‭.‬
وفي‭ ‬حديث‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬عادل،‭ ‬وهو‭ ‬عارض‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المصرية‭  ‬،‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬تُعد‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ولكل‭ ‬مشاركة‭ ‬لها‭ ‬خصوصيتها‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬بخصوص‭ ‬الإقبال‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬تكون‭ ‬المبيعات‭ ‬جيدة،‭ ‬وفي‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬تتراجع،‭ ‬ويكون‭ ‬الإقبال‭ ‬كثيفًا‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬للقراء‭ ‬تطلع‭ ‬وشغف‭ ‬بإصدارات‭ ‬وعناوين‭ ‬جديدة،‭ ‬والإقبال‭ ‬الأكثر‭ ‬على‭ ‬الروايات‭ ‬المترجمة‭ ‬وعلى‭ ‬كتب‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والتنمية‭ ‬الذاتية‮»‬‭.‬
من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬السلامي‭ ‬أحمد‭ ‬المكي،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الموريتاني‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬وقال‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬الخامسة‭ ‬تخللتها‭ ‬انقطاعات‭ ‬بسبب‭ ‬الكورونا‭ ‬وتبعاتها،‭ ‬والحضور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬يعزز‭ ‬التلاقي‭ ‬الثقافي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأخوة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والموريتانيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصداراتهم‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الثقافية‭ ‬الكبيرة‭ ‬هي‭ ‬مناسبة‭ ‬لعرضها‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬القراء‭ ‬التونسيين‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬تعزيزها‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬وناشرين،‭ ‬والمشاركة‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الموريتاني‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدورات‭ ‬القادمة‭ ‬وأن‭ ‬تتنوع‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬إثراء‮»‬‭.‬
وبخصوص‭ ‬الإقبال،‭ ‬قال‭ ‬محدثنا‭: ‬‮«‬الإقبال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الموريتاني‭ ‬متوسط،‭ ‬وربما‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬انقطاعنا‭ ‬كناشرين‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭. ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أذهان‭ ‬البعض‭ ‬أننا‭ ‬غير‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‮»‬‭.‬
في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬كانت‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬جولة‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬المعرض،‭ ‬وهي‭ ‬متعددة‭ ‬ومختلفة‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬ومراكز‭ ‬تدريب‭ ‬وتكوين‭ ‬وغيرها‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬آسيا‭ ‬الهرابي،‭ ‬مكلفة‭ ‬بتسيير‭ ‬متحف‭ ‬التربية،‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬ارتأينا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشاركتنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬150‭ ‬لتأسيس‭ ‬الصادقية‮»‬‭.‬
وأضافت‭ ‬‮«‬جلبنا‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬المحتويات‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬والمأخوذة‭ ‬أساسًا‭ ‬من‭ ‬الصادقية،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭ ‬والعلمية‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بفترة‭ ‬الإصلاح‭ ‬التربوي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬ونص‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬ثانوية‭ ‬مولاي‭ ‬إدريس‭ ‬بالمغرب‭ ‬والصادقية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬منتوجات‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكلمة‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‮»‬‭.‬
وقالت‭ ‬آسيا‭ ‬الهرابي‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬الهدف‭ ‬من‭ ‬جلب‭ ‬هذه‭ ‬المحتويات‭ ‬إلى‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬تقديمها‭ ‬وإبرازها‭ ‬للعموم،‭ ‬وخاصة‭ ‬للتلاميذ‭ ‬للتعريف‭ ‬بمحتويات‭ ‬متحف‭ ‬التربية‭ ‬وللتعريف‭ ‬بمدرسة‭ ‬الصادقية‮»‬‭.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬زائري‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬جمهور‭ ‬القراء‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالكتاب،‭ ‬فقد‭ ‬اختلفت‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬تجاه‭ ‬التنظيم‭ ‬والمشاركين‭ ‬والعناوين‭ ‬المعروضة،‭ ‬وكانت‭ ‬أساسًا‭ ‬متعلقة‭ ‬بغياب‭ ‬بعض‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬سابقة‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناوين‭ ‬التي‭ ‬رغبوا‭ ‬في‭ ‬شرائها‭.‬
في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬استياء‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العناوين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الروايات،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تنصيص‭ ‬بعض‭ ‬الأجنحة‭ ‬على‭ ‬تخفيضات‭ ‬مهمة‭.‬

إيمان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف

يوم‭ ‬أمس‭ ‬وتزامنا‭ ‬مع‭ ‬عيد‭ ‬الشغل..طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬وإقبال‭ ‬جماهيري‭ ‬ كبير‭ ‬على‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب

تتواصل‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ39‭ ‬لمعرض‭ ‬تونس‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬4‭ ‬ماي‭ ‬الجاري،‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬قصر‭ ‬المعارض‭ ‬بالكرم‭ ‬حركية‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬اليوم‭ ‬الختامي‭ ‬بمشاركة‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬29‭ ‬دولة‭ ‬و313‭ ‬عارضًا‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬166‭ ‬عارضًا‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬تونس،‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬110‭ ‬آلاف‭ ‬عنوان‭.‬

كانت‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬جولات‭ ‬متعددة‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬معرض‭ ‬تونس‭ ‬الدولي‭ ‬للكتاب‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عدة‭ ‬أيام‭ ‬منذ‭ ‬افتتاحه‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬25‭ ‬أفريل،‭ ‬فكان‭ ‬لكلّ‭ ‬يوم‭ ‬خصوصيته‭ ‬وبرامجه‭ ‬وفعالياته‭ ‬وندواته،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كان‭ ‬إقبال‭ ‬الناس‭ ‬بدوره‭ ‬مختلفًا‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭.‬
بداية‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬كان‭ ‬الإقبال‭ ‬شبه‭ ‬متوسط‭ ‬أو‭ ‬مقبولًا‭ ‬خلافًا‭ ‬ليومي‭ ‬السبت‭ ‬والأحد‭ ‬المنقضيين،‭ ‬وهي‭ ‬مسألة‭ ‬طبيعية‭ ‬ومنطقية‭ ‬لانشغال‭ ‬التونسيين‭ ‬بالعمل‭ ‬والدراسة‭ ‬ومسائل‭ ‬حياتية‭ ‬أخرى،‭ ‬فعادة‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬المواطنون‭ ‬على‭ ‬المعارض‭ ‬أو‭ ‬المهرجانات‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬فعالية‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬العطل‭ ‬المدرسية‭ ‬أو‭ ‬نهايات‭ ‬الأسبوع‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الأعياد‭ ‬الوطنية‭.‬
وتأكد‭ ‬ذلك‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬1‭ ‬ماي‭ ‬الموافق‭ ‬لعيد‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والعالم،‭ ‬إذ‭ ‬شهد‭ ‬قصر‭ ‬المعارض‭ ‬إقبالًا‭ ‬جماهيريًا‭ ‬غير‭ ‬موصوف،‭ ‬فمشاهد‭ ‬الطوابير‭ ‬وازدحام‭ ‬مواقف‭ ‬السيارات‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬الصباح‭ (‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭). ‬فضمت‭ ‬هذه‭ ‬الصفوف‭ ‬شرائح‭ ‬عمرية‭ ‬مختلفة‭ ‬ونساء‭ ‬ورجال‭ ‬وأطفال‭ ‬وتلاميذ‭ ‬وعائلات‭. ‬ذات‭ ‬المشهد‭ ‬تكرر‭ ‬بداخل‭ ‬المعرض‭ ‬وبين‭ ‬أروقة‭ ‬عارضي‭ ‬الكتب‭ ‬ودور‭ ‬النشر‭ ‬وداخلها‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الاكتظاظ‭ ‬شديدًا‭ ‬والصفوف‭ ‬ممتدة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬البصر،‭ ‬وحيث‭ ‬كانت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والندوات‭ ‬المقامة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أجنحة،‭ ‬وحيث‭ ‬كانت‭ ‬أيضًا‭ ‬بعض‭ ‬حفلات‭ ‬توقيع‭ ‬الكتب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الروائيين‭ ‬والكتاب‭ ‬العرب‭. ‬وعلى‭ ‬هامش‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات،‭ ‬استقصت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬الزوار‭ ‬وأيضًا‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬العارضين‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬المعرض،‭ ‬فكان‭ ‬الإجماع‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬تنوعًا‭ ‬في‭ ‬المحتويات‭ ‬وفي‭ ‬عناوين‭ ‬الكتب،‭ ‬لكن‭ ‬تبقى‭ ‬أسعار‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬المتناول‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬مرتفعًا‭ ‬ومرتفعًا‭ ‬جدًا،‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬المعلومة‭ ‬لدى‭ ‬القاصي‭ ‬والداني،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬حجر‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬رغبة‭ ‬القادمين‭ ‬للمعرض‭ ‬لاقتناء‭ ‬ما‭ ‬يرغبون‭ ‬فيه‭.‬
وفي‭ ‬حديث‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬،‭ ‬أكد‭ ‬أحمد‭ ‬عادل،‭ ‬وهو‭ ‬عارض‭ ‬من‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المصرية‭  ‬،‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬تُعد‭ ‬الرابعة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ولكل‭ ‬مشاركة‭ ‬لها‭ ‬خصوصيتها‮»‬،‭ ‬مضيفًا‭ ‬بخصوص‭ ‬الإقبال‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأيام‭ ‬تكون‭ ‬المبيعات‭ ‬جيدة،‭ ‬وفي‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬تتراجع،‭ ‬ويكون‭ ‬الإقبال‭ ‬كثيفًا‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬للقراء‭ ‬تطلع‭ ‬وشغف‭ ‬بإصدارات‭ ‬وعناوين‭ ‬جديدة،‭ ‬والإقبال‭ ‬الأكثر‭ ‬على‭ ‬الروايات‭ ‬المترجمة‭ ‬وعلى‭ ‬كتب‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬والتنمية‭ ‬الذاتية‮»‬‭.‬
من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬السلامي‭ ‬أحمد‭ ‬المكي،‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الموريتاني‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬وقال‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬المشاركة‭ ‬الخامسة‭ ‬تخللتها‭ ‬انقطاعات‭ ‬بسبب‭ ‬الكورونا‭ ‬وتبعاتها،‭ ‬والحضور‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬يعزز‭ ‬التلاقي‭ ‬الثقافي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأخوة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والموريتانيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصداراتهم‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الثقافية‭ ‬الكبيرة‭ ‬هي‭ ‬مناسبة‭ ‬لعرضها‭ ‬أمام‭ ‬جمهور‭ ‬القراء‭ ‬التونسيين‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬‮«‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتمّ‭ ‬تعزيزها‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬وناشرين،‭ ‬والمشاركة‭ ‬تأتي‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الموريتاني‭ ‬للنشر‭ ‬والتوزيع،‭ ‬ونرجو‭ ‬أن‭ ‬تتواصل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الدورات‭ ‬القادمة‭ ‬وأن‭ ‬تتنوع‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أكثر‭ ‬إثراء‮»‬‭.‬
وبخصوص‭ ‬الإقبال،‭ ‬قال‭ ‬محدثنا‭: ‬‮«‬الإقبال‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الكتاب‭ ‬الموريتاني‭ ‬متوسط،‭ ‬وربما‭ ‬يعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬انقطاعنا‭ ‬كناشرين‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬المكتبة‭ ‬الوطنية‭. ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬ذهب‭ ‬إلى‭ ‬أذهان‭ ‬البعض‭ ‬أننا‭ ‬غير‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‮»‬‭.‬
في‭ ‬سياق‭ ‬متصل،‭ ‬كانت‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬جولة‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬المعرض،‭ ‬وهي‭ ‬متعددة‭ ‬ومختلفة‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬ومراكز‭ ‬تدريب‭ ‬وتكوين‭ ‬وغيرها‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬آسيا‭ ‬الهرابي،‭ ‬مكلفة‭ ‬بتسيير‭ ‬متحف‭ ‬التربية،‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬ارتأينا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مشاركتنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬الكتاب‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬150‭ ‬لتأسيس‭ ‬الصادقية‮»‬‭.‬
وأضافت‭ ‬‮«‬جلبنا‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬المحتويات‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬والمأخوذة‭ ‬أساسًا‭ ‬من‭ ‬الصادقية،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬الوسائل‭ ‬التعليمية‭ ‬والعلمية‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بفترة‭ ‬الإصلاح‭ ‬التربوي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬ونص‭ ‬اتفاقية‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬ثانوية‭ ‬مولاي‭ ‬إدريس‭ ‬بالمغرب‭ ‬والصادقية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬منتوجات‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬وكلمة‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬الحبيب‭ ‬بورقيبة‮»‬‭.‬
وقالت‭ ‬آسيا‭ ‬الهرابي‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬الهدف‭ ‬من‭ ‬جلب‭ ‬هذه‭ ‬المحتويات‭ ‬إلى‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬تقديمها‭ ‬وإبرازها‭ ‬للعموم،‭ ‬وخاصة‭ ‬للتلاميذ‭ ‬للتعريف‭ ‬بمحتويات‭ ‬متحف‭ ‬التربية‭ ‬وللتعريف‭ ‬بمدرسة‭ ‬الصادقية‮»‬‭.‬
أما‭ ‬عن‭ ‬زائري‭ ‬المعرض‭ ‬من‭ ‬جمهور‭ ‬القراء‭ ‬والمهتمين‭ ‬بالكتاب،‭ ‬فقد‭ ‬اختلفت‭ ‬اهتماماتهم‭ ‬ووجهات‭ ‬نظرهم‭ ‬تجاه‭ ‬التنظيم‭ ‬والمشاركين‭ ‬والعناوين‭ ‬المعروضة،‭ ‬وكانت‭ ‬أساسًا‭ ‬متعلقة‭ ‬بغياب‭ ‬بعض‭ ‬دور‭ ‬النشر‭ ‬المعروفة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬سابقة‭ ‬وبالتالي‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناوين‭ ‬التي‭ ‬رغبوا‭ ‬في‭ ‬شرائها‭.‬
في‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬استياء‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العناوين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الروايات،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تنصيص‭ ‬بعض‭ ‬الأجنحة‭ ‬على‭ ‬تخفيضات‭ ‬مهمة‭.‬

إيمان‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف