إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

صنعت‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية‭ ‬وقوارير‭ ‬مرسكلة‭ ‬تلامس‭ ‬أجسادنا.. أقمشة‭ ‬وملابس‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬التونسي‭!!‬

‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬رقابة‭ ‬فعالة‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬الأقمشة‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منها‭ ‬خاصة‭ ‬الموردة‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬والصين،‭ ‬تتزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬نرتديها‭ ‬يوميا‭ ‬مصنعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬مضرة،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬خطرة،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المصنعة‭ ‬من‭ ‬ألياف‭ ‬اصطناعية‭ ‬مستخرجة‭ ‬من‭ ‬مشتقات‭ ‬بترولية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬معاد‭ ‬تدويرها‭ ‬ورسكلتها‭ ‬مثل‭ ‬القوارير‭ ‬البلاستيكية‭ ‬و«الفريب‮»‬‭.‬

فالعديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الدولية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الألياف‭ ‬الاصطناعية‭ ‬مثل‭ ‬البوليستر‭ ‬والنايلون‭ ‬والأكريليك،‭ ‬والتي‭ ‬تستخدم‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الملابس،‭ ‬تشتق‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية،‭ ‬وتفضل‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وسرعة‭ ‬التصنيع،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تعد‭ ‬أقل‭ ‬أمانا‭ ‬على‭ ‬الجلد‭ ‬مقارنة‭ ‬بالألياف‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬القطن‭ ‬أو‭ ‬الصوف‭.‬

وقد‭ ‬نبهت‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬بيئية‭ ‬وصحية‭ ‬أوروبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأقمشة‭ ‬قد‭ ‬تطلى‭ ‬أو‭ ‬تعالج‭ ‬بمواد‭ ‬كيميائية‭ ‬لتثبيت‭ ‬الألوان‭ ‬أو‭ ‬مقاومة‭ ‬الانكماش،‭ ‬بعضها‭ ‬يصنف‭ ‬كمسبب‭ ‬محتمل‭ ‬للحساسية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬اضطرابات‭ ‬هرمونية‭ ‬عند‭ ‬ملامستها‭ ‬المتكررة‭ ‬والمباشرة‭ ‬للجلد‭.‬

ملابس‭ ‬مرسكلة‭ ‬ومعاد‭ ‬تدويرها

ففي‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية،‭ ‬تنتشر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الأقمشة‭ ‬المستوردة‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مرسكلة‭. ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأقمشة‭ ‬مصدرها‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬القوارير‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‭ (‬الفريب‭)‬،‭ ‬ويتم‭ ‬الترويج‭ ‬لهذه‭ ‬المواد‭ ‬أحيانا‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬‮«‬الموضة‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يلزم‭ ‬المصنعين‭ ‬أو‭ ‬الموردين‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬تركيبة‭ ‬النسيج‭ ‬ومصدره،‭ ‬تظل‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬غامضة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمستهلك‭.‬

هذه‭ ‬الخطورة‭ ‬القائمة،‭ ‬جعلت‭ ‬أخصائيين‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬الجلدية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬الأقمشة‭ ‬الصناعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ملابس‭ ‬النوم‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬البشرة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬كما‭ ‬يشددون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تهوئة‭ ‬هذه‭ ‬الملابس‭ ‬قبل‭ ‬ارتدائها،‭ ‬وعدم‭ ‬استعمالها‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الشراء،‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬وذوي‭ ‬البشرة‭ ‬الحساسة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬صرح‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المستهلك،‭ ‬لطفي‭ ‬الخالدي،‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬النسيجية‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التونسية‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية‭ ‬أو‭ ‬مرسكلة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬تفضيل‭ ‬الأقمشة‭ ‬الطبيعية‭ ‬كخيار‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭.‬

وشدد‭ ‬الخالدي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إيلاء‭ ‬المستهلك‭ ‬اهتماما‭ ‬أكبر‭ ‬بتركيبة‭ ‬الملابس‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬بسعرها‭ ‬أو‭ ‬شكلها،‭ ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أمام‭ ‬الهاجس‭ ‬الوحيد‭ ‬عند‭ ‬التسوق‭ ‬والتبضع‭ ‬لدى‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬وهو‭ ‬السعر‭ ‬الأقل‭ ‬والمنخفض‭ ‬دون‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬بقية‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬الأهم‭.‬

قوانين‭ ‬غامضة‭ ‬ورقابة‭ ‬محدودة

ورغم‭ ‬التحذيرات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬القوانين‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬غامضة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تلزم‭ ‬الموردين‭ ‬والمصنعين‭ ‬بوضع‭ ‬بيانات‭ ‬تفصيلية‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬المنتوج،‭ ‬ما‭ ‬يبقي‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬ضعف‭ ‬وعدم‭ ‬دراية‭ ‬ومعرفة‭.‬

ويتفق‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والبيئة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬واضحة‭ ‬تحدد‭ ‬نسب‭ ‬المكونات‭ ‬الاصطناعية‭ ‬في‭ ‬الأقمشة،‭ ‬وتعزز‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوريد،‭ ‬مع‭ ‬تشجيع‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الألياف‭ ‬الطبيعية‭ ‬كلما‭ ‬أمكن‭.‬

وفي‭ ‬انتظار‭ ‬تحرك‭ ‬فعلي‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬تبقى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الصحي‭ ‬وغير‭ ‬الصحي‭- ‬ولو‭ ‬جزئياً‭- ‬بيد‭ ‬المواطن،‭ ‬لكن‭ ‬الاختيار‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬حرا‭ ‬فعلا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يرافقه‭ ‬وعي‭ ‬وشفافية‭ ‬وتقديم‭ ‬معلومة‭ ‬واضحة‭ ‬للمستهلك،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مريح‭ ‬أو‭ ‬جميل،‭ ‬بالضرورة‭ ‬هو‭ ‬آمن‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد

 

صنعت‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية‭ ‬وقوارير‭ ‬مرسكلة‭ ‬تلامس‭ ‬أجسادنا..   أقمشة‭ ‬وملابس‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬التونسي‭!!‬

‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬رقابة‭ ‬فعالة‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬الأقمشة‭ ‬المتداولة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية‭ ‬وخاصة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تباع‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬منها‭ ‬خاصة‭ ‬الموردة‭ ‬من‭ ‬تركيا‭ ‬والصين،‭ ‬تتزايد‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعض‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬نرتديها‭ ‬يوميا‭ ‬مصنعة‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬كيميائية‭ ‬مضرة،‭ ‬بل‭ ‬وربما‭ ‬خطرة،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المصنعة‭ ‬من‭ ‬ألياف‭ ‬اصطناعية‭ ‬مستخرجة‭ ‬من‭ ‬مشتقات‭ ‬بترولية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬معاد‭ ‬تدويرها‭ ‬ورسكلتها‭ ‬مثل‭ ‬القوارير‭ ‬البلاستيكية‭ ‬و«الفريب‮»‬‭.‬

فالعديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الدولية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الألياف‭ ‬الاصطناعية‭ ‬مثل‭ ‬البوليستر‭ ‬والنايلون‭ ‬والأكريليك،‭ ‬والتي‭ ‬تستخدم‭ ‬بكثافة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الملابس،‭ ‬تشتق‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية،‭ ‬وتفضل‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بكلفة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وسرعة‭ ‬التصنيع،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تعد‭ ‬أقل‭ ‬أمانا‭ ‬على‭ ‬الجلد‭ ‬مقارنة‭ ‬بالألياف‭ ‬الطبيعية‭ ‬مثل‭ ‬القطن‭ ‬أو‭ ‬الصوف‭.‬

وقد‭ ‬نبهت‭ ‬عدة‭ ‬تقارير‭ ‬بيئية‭ ‬وصحية‭ ‬أوروبية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأقمشة‭ ‬قد‭ ‬تطلى‭ ‬أو‭ ‬تعالج‭ ‬بمواد‭ ‬كيميائية‭ ‬لتثبيت‭ ‬الألوان‭ ‬أو‭ ‬مقاومة‭ ‬الانكماش،‭ ‬بعضها‭ ‬يصنف‭ ‬كمسبب‭ ‬محتمل‭ ‬للحساسية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬اضطرابات‭ ‬هرمونية‭ ‬عند‭ ‬ملامستها‭ ‬المتكررة‭ ‬والمباشرة‭ ‬للجلد‭.‬

ملابس‭ ‬مرسكلة‭ ‬ومعاد‭ ‬تدويرها

ففي‭ ‬الأسواق‭ ‬التونسية،‭ ‬تنتشر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الأقمشة‭ ‬المستوردة‭ ‬التي‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬مرسكلة‭. ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأقمشة‭ ‬مصدرها‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬القوارير‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة‭ (‬الفريب‭)‬،‭ ‬ويتم‭ ‬الترويج‭ ‬لهذه‭ ‬المواد‭ ‬أحيانا‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬‮«‬الموضة‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬يلزم‭ ‬المصنعين‭ ‬أو‭ ‬الموردين‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬تركيبة‭ ‬النسيج‭ ‬ومصدره،‭ ‬تظل‭ ‬حقيقة‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬غامضة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمستهلك‭.‬

هذه‭ ‬الخطورة‭ ‬القائمة،‭ ‬جعلت‭ ‬أخصائيين‭ ‬في‭ ‬الأمراض‭ ‬الجلدية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬يحذرون‭ ‬من‭ ‬استعمال‭ ‬الأقمشة‭ ‬الصناعية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ملابس‭ ‬النوم‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬البشرة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة،‭ ‬كما‭ ‬يشددون‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تهوئة‭ ‬هذه‭ ‬الملابس‭ ‬قبل‭ ‬ارتدائها،‭ ‬وعدم‭ ‬استعمالها‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الشراء،‭ ‬خاصة‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬وذوي‭ ‬البشرة‭ ‬الحساسة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬صرح‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المستهلك،‭ ‬لطفي‭ ‬الخالدي،‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬النسيجية‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التونسية‭ ‬تصنع‭ ‬من‭ ‬مواد‭ ‬بترولية‭ ‬أو‭ ‬مرسكلة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬تفضيل‭ ‬الأقمشة‭ ‬الطبيعية‭ ‬كخيار‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا‭.‬

وشدد‭ ‬الخالدي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬إيلاء‭ ‬المستهلك‭ ‬اهتماما‭ ‬أكبر‭ ‬بتركيبة‭ ‬الملابس‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬بسعرها‭ ‬أو‭ ‬شكلها،‭ ‬وتأتي‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أمام‭ ‬الهاجس‭ ‬الوحيد‭ ‬عند‭ ‬التسوق‭ ‬والتبضع‭ ‬لدى‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬وهو‭ ‬السعر‭ ‬الأقل‭ ‬والمنخفض‭ ‬دون‭ ‬الوقوف‭ ‬عند‭ ‬بقية‭ ‬التفاصيل‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬الأهم‭.‬

قوانين‭ ‬غامضة‭ ‬ورقابة‭ ‬محدودة

ورغم‭ ‬التحذيرات،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬القوانين‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬غامضة،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬تلزم‭ ‬الموردين‭ ‬والمصنعين‭ ‬بوضع‭ ‬بيانات‭ ‬تفصيلية‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬المنتوج،‭ ‬ما‭ ‬يبقي‭ ‬المستهلك‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬ضعف‭ ‬وعدم‭ ‬دراية‭ ‬ومعرفة‭.‬

ويتفق‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والبيئة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬واضحة‭ ‬تحدد‭ ‬نسب‭ ‬المكونات‭ ‬الاصطناعية‭ ‬في‭ ‬الأقمشة،‭ ‬وتعزز‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التوريد،‭ ‬مع‭ ‬تشجيع‭ ‬الصناعات‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الألياف‭ ‬الطبيعية‭ ‬كلما‭ ‬أمكن‭.‬

وفي‭ ‬انتظار‭ ‬تحرك‭ ‬فعلي‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬والتشريعية،‭ ‬تبقى‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬الصحي‭ ‬وغير‭ ‬الصحي‭- ‬ولو‭ ‬جزئياً‭- ‬بيد‭ ‬المواطن،‭ ‬لكن‭ ‬الاختيار‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬حرا‭ ‬فعلا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يرافقه‭ ‬وعي‭ ‬وشفافية‭ ‬وتقديم‭ ‬معلومة‭ ‬واضحة‭ ‬للمستهلك،‭ ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مريح‭ ‬أو‭ ‬جميل،‭ ‬بالضرورة‭ ‬هو‭ ‬آمن‭.‬

وفاء‭ ‬بن‭ ‬محمد