إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عضو الجامعة العامة للصحة لـ"الصباح": التهريب من بين أسباب فقدان بعض الأدوية.. ولابد من رقابة صارمة على مسالك التوزيع

 

- هناك دواء لعلاج مرض الروماتيزم يتم ترويجه «كمخدّر رخيص» وهو إلى الآن غير مدرج من قبل وزارة الصحة

يعود كل مرة ملف فقدان بعض الأدوية من السوق ليتصدّر العناوين، ثم يتم تدارك الأمر بعد ذلك إما بتوفير الكميات الناقصة أو بإيجاد الحلّ في الأدوية الجنيسة والتي تشهد تطورا مهما في الإنتاج وفي تغطية احتياجات المرضى في السنوات الأخيرة.

 ولئن تختلف أسباب فقدان الأدوية من دواء إلى آخر إلا أن مسألة تهريب الأدوية إلى بعض الأقطار المجاورة، يعد أيضا من الأسباب التي تساهم في النقص المتكرّر لبعض أنواع الأدوية ومن بينها أدوية مدعّمه، ومسألة تهريب الأدوية تقرّ بها الجامعة العامة للصحة، حيث أكد عضو الجامعة والكاتب العام لنقابة أعوان الصيدليات الخاصة، هشام البوغانمي في تصريح خاص لـ«الصباح» أن هناك أدوية مدعّمة يتم تهريبها إلى أقطار مجاورة..

وقال عضو الجامعة العامة للصحة وكاتب عام نقابة أعوان الصيدليات الخاصة، هشام البوغانمي أن من بين الأدوية المفقودة نجد دواء مرض الصرع، قائلا:«هذا الدواء مدعّم تستورده الدولة التونسية من خلال الصيدليات المركزية ويُباع إلى المرضي وفق تسعيرة معينة باعتباره من الأدوية المشمولة بالدعم، ولكن هذا الدواء ومنذ أكثر من شهرين مفقود والإشكال أنه لا يوجد له دواء جنيس وهو ما جعل المرضى يعانون من مضاعفات غيابه وأنا أعاين يوميا هذه المعاناة بالنسبة لمرضى الصرع الذين يبحثون عنه من مكان إلى مكان دون جدوى، وباعتبار أن هذا الدواء يعتبر دواء حيويا ولا يوجد له بديل لذلك أطلقت صيحة فزع حول فقدان بعض الأدوية ومنها هذا الدواء والذي كما أشرت لا يوجد له جنيس».

ومن الأدوية الأخرى التي أشار البوغانمي إلى فقدانها هي نوع من قطرات العيون التي تُعطى للمرضى بعد إجراء العمليات الجراحية، وبالنسبة لأدوية معالجة مرض السرطان، قال البوغانمي أن الدولة تحتكر تقريبا أغلبية الأدوية توريدا وتوزيعا من خلال مصحات صندوق الضمان الاجتماعي ويتم توزيعها في الصيدليات الخاصة مضيفا:«لكن ما نلاحظه من خلال تواصلنا مع المرضى أن هناك أدوية حيوية بالنسبة لمرضى السرطان مفقودة وفقدانها يهدّد حياتهم».

ومن الملفات المهمة التي أثارها عضو الجامعة العامة للصحة هشام بوغانمي هو مواصلة الدولة توريد أدوية يوجد لها في السوق دواء جنيس في حين لا يتم توريد بعض الأدوية الأخرى والتي لا يوجد لها دواء جنيس مثل دواء مرض الصرع.

ويبقى أخطر ما يواجهه قطاع الأدوية في تونس هو مسألة تهريب الأدوية، حيث قال البوغانمي:«هناك أدوية تدعم فيها الدولة وهي حيوية بالنسبة للمرضى التونسيين ولكن هذه الأدوية يتم تهريبها، وقد ذكرت سابقا فقدان دواء الصرع، هذا الدواء مثلا يتم تهريبه بشكل كبير إلى أقطار مجاورة وذلك ما يفسّر فقدانه في أحيان كثيرة، وكذلك بالنسبة لبعض أدوية الغدد مستهدفة بالتهريب وبكميات معتبرة وكذلك بعض الأدوية التي تمنع تخثّر الدم ومنها دواء شهير وسعره زهيد وهو دواء مدعم أحيانا يُفقد من الصيدليات ليس لأنه لم يتم توريده ولكن لأنه تم تهريبه إلى بلدان مجاورة، حيث أن الصيدلية المركزية تعلن عن بتة لاقتناء الأدوية التي تحتاجها بشكل عام السوق التونسية، ولكن هذه الأدوية بعد توزيعها يتم تهريبها، وبالتالي يتم فقدان الأدوية في بعض الفترات لأن الأمر يتطلب وقتا».

وقد شدّد هشام البوغانمي أن الحلّ الوحيد هو تشديد الرقابة وبشكل صارم على مسالك توزيع الأدوية حتى لا يتم تهريبها إلى وجهات مجهولة، قائلا: «أحيانا نكتشف في محاضر بحث أنه تم ضبط كميات هامة من الدواء بصدد تهريبها خارج البلاد، في حين نفس تلك الأدوية تكون إما خاضعة لدعم الدولة أو حتى مفقودة من الأسواق، وما يشكله ذلك من خطر على المرضى التونسيين».

وتبقى الأدوية المرتبطة بالصحة النفسية أو العقلية من الأدوية التي تطرح دائما إشكاليات خاصة عندما يتم استغلالها في غير أهدافها العلاجية وكنوع من المخدرات «الرخيصة» من حيث ثمنها والتي يتم تداولها في الأحياء الفقيرة والشعبية أو حتى في محيط الاعداديات والمعاهد، حيث أشار كاتب عام نقابة أعوان الصيدليات الخاصة أن هناك دواء يتم وصفه لمرضى الروماتيزم يتم تداوله اليوم في بعض الأوساط كـ«مخدّر» رخيص السعر ويتم تهريبه أيضا بكثرة خارج تونس، وقد أضاف البوغانمي: « رغم أن هذا الدواء الموجّه بالأساس لعلاج بعض أنواع الروماتيزم لا يباع إلا بوصفة طبية إلا أنه إلى اليوم غير مدرج على جدول الأدوية التي يمكن استعمالها كمخدّر، خاصة وأن هذا الدواء يتداول اليوم كمخدّر بخس الثمن واليوم على وزارة الصحة أن تنتبه إلى هذا الأمر ويتم إدراج هذا الدواء».

منية العرفاوي

عضو الجامعة العامة للصحة   لـ"الصباح":  التهريب من بين أسباب فقدان بعض الأدوية.. ولابد من رقابة صارمة على مسالك التوزيع

 

- هناك دواء لعلاج مرض الروماتيزم يتم ترويجه «كمخدّر رخيص» وهو إلى الآن غير مدرج من قبل وزارة الصحة

يعود كل مرة ملف فقدان بعض الأدوية من السوق ليتصدّر العناوين، ثم يتم تدارك الأمر بعد ذلك إما بتوفير الكميات الناقصة أو بإيجاد الحلّ في الأدوية الجنيسة والتي تشهد تطورا مهما في الإنتاج وفي تغطية احتياجات المرضى في السنوات الأخيرة.

 ولئن تختلف أسباب فقدان الأدوية من دواء إلى آخر إلا أن مسألة تهريب الأدوية إلى بعض الأقطار المجاورة، يعد أيضا من الأسباب التي تساهم في النقص المتكرّر لبعض أنواع الأدوية ومن بينها أدوية مدعّمه، ومسألة تهريب الأدوية تقرّ بها الجامعة العامة للصحة، حيث أكد عضو الجامعة والكاتب العام لنقابة أعوان الصيدليات الخاصة، هشام البوغانمي في تصريح خاص لـ«الصباح» أن هناك أدوية مدعّمة يتم تهريبها إلى أقطار مجاورة..

وقال عضو الجامعة العامة للصحة وكاتب عام نقابة أعوان الصيدليات الخاصة، هشام البوغانمي أن من بين الأدوية المفقودة نجد دواء مرض الصرع، قائلا:«هذا الدواء مدعّم تستورده الدولة التونسية من خلال الصيدليات المركزية ويُباع إلى المرضي وفق تسعيرة معينة باعتباره من الأدوية المشمولة بالدعم، ولكن هذا الدواء ومنذ أكثر من شهرين مفقود والإشكال أنه لا يوجد له دواء جنيس وهو ما جعل المرضى يعانون من مضاعفات غيابه وأنا أعاين يوميا هذه المعاناة بالنسبة لمرضى الصرع الذين يبحثون عنه من مكان إلى مكان دون جدوى، وباعتبار أن هذا الدواء يعتبر دواء حيويا ولا يوجد له بديل لذلك أطلقت صيحة فزع حول فقدان بعض الأدوية ومنها هذا الدواء والذي كما أشرت لا يوجد له جنيس».

ومن الأدوية الأخرى التي أشار البوغانمي إلى فقدانها هي نوع من قطرات العيون التي تُعطى للمرضى بعد إجراء العمليات الجراحية، وبالنسبة لأدوية معالجة مرض السرطان، قال البوغانمي أن الدولة تحتكر تقريبا أغلبية الأدوية توريدا وتوزيعا من خلال مصحات صندوق الضمان الاجتماعي ويتم توزيعها في الصيدليات الخاصة مضيفا:«لكن ما نلاحظه من خلال تواصلنا مع المرضى أن هناك أدوية حيوية بالنسبة لمرضى السرطان مفقودة وفقدانها يهدّد حياتهم».

ومن الملفات المهمة التي أثارها عضو الجامعة العامة للصحة هشام بوغانمي هو مواصلة الدولة توريد أدوية يوجد لها في السوق دواء جنيس في حين لا يتم توريد بعض الأدوية الأخرى والتي لا يوجد لها دواء جنيس مثل دواء مرض الصرع.

ويبقى أخطر ما يواجهه قطاع الأدوية في تونس هو مسألة تهريب الأدوية، حيث قال البوغانمي:«هناك أدوية تدعم فيها الدولة وهي حيوية بالنسبة للمرضى التونسيين ولكن هذه الأدوية يتم تهريبها، وقد ذكرت سابقا فقدان دواء الصرع، هذا الدواء مثلا يتم تهريبه بشكل كبير إلى أقطار مجاورة وذلك ما يفسّر فقدانه في أحيان كثيرة، وكذلك بالنسبة لبعض أدوية الغدد مستهدفة بالتهريب وبكميات معتبرة وكذلك بعض الأدوية التي تمنع تخثّر الدم ومنها دواء شهير وسعره زهيد وهو دواء مدعم أحيانا يُفقد من الصيدليات ليس لأنه لم يتم توريده ولكن لأنه تم تهريبه إلى بلدان مجاورة، حيث أن الصيدلية المركزية تعلن عن بتة لاقتناء الأدوية التي تحتاجها بشكل عام السوق التونسية، ولكن هذه الأدوية بعد توزيعها يتم تهريبها، وبالتالي يتم فقدان الأدوية في بعض الفترات لأن الأمر يتطلب وقتا».

وقد شدّد هشام البوغانمي أن الحلّ الوحيد هو تشديد الرقابة وبشكل صارم على مسالك توزيع الأدوية حتى لا يتم تهريبها إلى وجهات مجهولة، قائلا: «أحيانا نكتشف في محاضر بحث أنه تم ضبط كميات هامة من الدواء بصدد تهريبها خارج البلاد، في حين نفس تلك الأدوية تكون إما خاضعة لدعم الدولة أو حتى مفقودة من الأسواق، وما يشكله ذلك من خطر على المرضى التونسيين».

وتبقى الأدوية المرتبطة بالصحة النفسية أو العقلية من الأدوية التي تطرح دائما إشكاليات خاصة عندما يتم استغلالها في غير أهدافها العلاجية وكنوع من المخدرات «الرخيصة» من حيث ثمنها والتي يتم تداولها في الأحياء الفقيرة والشعبية أو حتى في محيط الاعداديات والمعاهد، حيث أشار كاتب عام نقابة أعوان الصيدليات الخاصة أن هناك دواء يتم وصفه لمرضى الروماتيزم يتم تداوله اليوم في بعض الأوساط كـ«مخدّر» رخيص السعر ويتم تهريبه أيضا بكثرة خارج تونس، وقد أضاف البوغانمي: « رغم أن هذا الدواء الموجّه بالأساس لعلاج بعض أنواع الروماتيزم لا يباع إلا بوصفة طبية إلا أنه إلى اليوم غير مدرج على جدول الأدوية التي يمكن استعمالها كمخدّر، خاصة وأن هذا الدواء يتداول اليوم كمخدّر بخس الثمن واليوم على وزارة الصحة أن تنتبه إلى هذا الأمر ويتم إدراج هذا الدواء».

منية العرفاوي