إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بعد اختيار تونسية للمشاركة في رحلة علمية استكشافية للمحيط الأطلسي.. تونسيات "يسطعن" عالميا في الاختصاصات العلمية

 

من قلب المحيط الأطلسي وعلى ظهر أضخم سفينة للاستكشافات العلمية البحرية، ستخوض الباحثة التونسية الشابة وطالبة الدكتوراه المختصة في الايكولوجيا البحرية، ندى عبد القادر، تجربتها كأول تونسية تُشارك في رحلة استكشافية علمية على متن السفينة(OceanXplorers) والتي تعتبر الأضخم والأكثر تطوّرا في مجال الاستكشافات البحرية عبر العالم في انجاز علمي غير مسبوق بالنسبة للباحثات التونسيات في علوم البحار.

وندى عبد القادر هي أيضا غطاسة محترفة وقد وقع عليها الاختيار للمشاركة في هذه المغامرة العلمية الفريدة من نوعها، حيث سيتم استكشاف أغوار المحيط الأطلسي انطلاقا من سواحل ناميبيا وصولا إلى جزر الرأس الأخضر، وذلك في إطار برنامج علمي ودولي ضخم يهدف إلى دراسة النظم البيئية البحرية في المنطقة المحيطة بالقارة الإفريقية وتعزيز المعرفة العالمية بالتنوع البيولوجي البحري ومواجهة التحديات البيئية الكبرى.

وندى عبد القادر ليست الباحثة التونسية الوحيدة التي تحقق إنجازات مذهلة تلفت أنظار العالم في السنوات الأخيرة، حيث نجد تونسيات كثيرات تميّزن وتألقن في مجال العلوم والاختراعات والبحوث المتقدّمة التي راكمت المعرفة حول العالم وتقدّمت بالبشرية في مجالات مختلفة من خلال تطوير بعض الأبحاث أو الاكتشافات الجديدة التي فرضت أسماء تونسيات كثيرات كمراجع دولية في مجالات اختصاصهنّ .

إنجازات علمية ببصمة نسائية تونسية

كرّست الدكتورة ندى الرداوي المتخصّصة في علم الأحياء والأحماض النووية منذ أن غادرت تونس بعد حصولها على الباكالوريا إلى ألمانيا لاستكمال دراستها، حياتها المهنية لتطوير أساليب تشخيص مرض السرطان وخاصة سرطان الدم، وهذه المسيرة العلمية المميزة لندى الرداوي ابنة مدينة قفصة، تكلّلت بحصولها على جائزة «مونت كارلو لامرأة العام»، وكانت الردواي أول تونسية تحصل على الدكتوراه في الكمياء من جامعة ميونيخ الألمانية، وقد كان تتويجها بالجائزة بسبب نجاحها في تطوير طريقة جديدة لاكتشاف خلايا سرطانية في الدم تحسم فرضية عودة المرض للظهور من عدمه بعد استكمال المريض بروتوكول العلاج وتجنبه الخضوع للمتابعة الطبية مدة 5 سنوات للتأكد من خلو جسمه من الخلايا السرطانية.

 وفي نفس المجال الطبي وعلم الأدوية حصلت الباحثة التونسية بمعهد باستور بتونس أريج المسعدي المختصة في علم الأدوية، منذ سنة على الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراعات الذي التئم بجنيف وذلك على إثر عملها البحثي الذي تقدّمت به في المسابقة والذي تمثّل في اختراع بروتين مشتق من سمّ الأفاعي وذلك بقصد علاج بعض أمراض العيون المصحوبة بتكوين فوضوي للأوعية الدموية. وأريج المسعدي هي باحثة في مختبر الجزئيات الحيوية والسموم والتطبيقات العلاجية بمعهد باستور، وقد أعلنت المسعدي بعد ذلك أن شركة دولية مختصة في الصناعات الدوائية قد اقتنت براءة اختراع هذا الدواء وستقوم بمزيد من التطوير للانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية، مع احتفاظ معهد باستور بنسبة 40 بالمائة من حقوق هذا الاختراع الدولي المهم .

والباحثات التونسيات في مجال العلوم لم يلفتن الانتباه بعد مغادرتهن تونس لتطوير أبحاثهن فقط، بل وحتى هنّ في تونس لفتنّ أنظار المؤسسات العلمية الدولية المتخصّصة في تطوير العلوم والاكتشافات الجديدة، حيث تحصلت في نوفمبر الماضي الباحثة بمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج السدرية سمر هدروق على الجائزة السنوية لبرنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للمواهب الشابة «من أجل المرأة في العلم»، وذلك على مستوى شمال إفريقيا. وفازت سمر هدروق بالجائزة لبحوثها في مجال علوم البيئة وبالتحديد في مجال معالجة المياه المستعملة وتثمين النفايات وهذه الجائزة هي جزء من مبادرة «لوريال- اليونسكو» العالمية من أجل المرأة في العلم الّتي أطلقتها «مؤسسة لوريال» بالتعاون مع منظّمة «اليونسكو» سنة 1998 لدعم تواجد النساء في مجال العلوم والأبحاث والاختراعات، وقد كرّم هذا البرنامج الأممي منذ انطلاقه أكثر من 4400 باحثة بارزة و132 فائزة بجائزة عالمية في أكثر من 140 دولة وقد تحصّل سبعة من بين هؤلاء الباحثات على جائزة .

جوائز عالمية

 وفي السنوات الأخيرة أحرزت، أيضا، الباحثة التونسية الدكتورة نسرين الغربي جائزة «جان بورجوا» عن أبحاثها في نطاق رسالة دكتوراه حول تفاصيل تأثير الإشعاعات على بعض مركبات المفاعلات النووية منحتها إياها الجمعية الفرنسية للطاقة النووية. كما نالت الباحثة التونسية ريم العباسي جائزة «الريادة النسائية في الأمن السيبراني»، والتي منحتها لها «رابطة نساء الشرق الأوسط في الأمن السيبراني»، وكان ذلك خلال الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات والمركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني بالعاصمة العمانية مسقط.

كما تحصلت الدكتورة بسمة مخلوف صحابو الدكتورة في علوم المعلومات ومديرة قسم الماجستير في علوم المعلومات بالمدرسة العليا في جنيف على وسام الفنون والآداب في فرنسا لسنة، وكان هذا التتويج اعترافا بكفاءاتها وإشعاعها وتألقها في مجال علوم المعلومات والأرشيف.

وبسمة مخلوف صحابو هي دكتورة من جامعة «مونريال» منذ 2010 في مجال علوم المعلومات تشغل حاليا خطة أستاذة جامعية في علوم المعلومات والأرشيف في جامعة جنيف، ومديرة قسم الماجستير في المعلومات الوثائقية منذ سبتمبر بالجامعة نفسها منذ 2010.

وسواء كنّ في الخارج أو يتابعن أبحاثهن في تونس، فإن الباحثات التونسيات متواجدات في كل الفعاليات الدولية التي تهتم بالتطوّر العلمي والاكتشافات الجديدة والاختراعات رغم ضعف الاعتمادات المرصودة للبحث العلمي في تونس والتي ما زالت دون المأمول ودون الانتظارات وضعف الإمكانيات التي تستوجبها بعض البحوث العلمية خاصة تلك التي تهتم بمسائل دقيقة وحيوية في مجال الطبّ وعلم الأدوية، ولكن رغم الإمكانيات المتواضعة إلا أن الإنجازات العلمية النسائية فرضت نفسها مغاربيا وإفريقيا وعربيا وحتى دوليا .

منية العرفاوي

 

بعد اختيار تونسية للمشاركة في رحلة علمية استكشافية للمحيط الأطلسي..   تونسيات "يسطعن" عالميا في الاختصاصات العلمية

 

من قلب المحيط الأطلسي وعلى ظهر أضخم سفينة للاستكشافات العلمية البحرية، ستخوض الباحثة التونسية الشابة وطالبة الدكتوراه المختصة في الايكولوجيا البحرية، ندى عبد القادر، تجربتها كأول تونسية تُشارك في رحلة استكشافية علمية على متن السفينة(OceanXplorers) والتي تعتبر الأضخم والأكثر تطوّرا في مجال الاستكشافات البحرية عبر العالم في انجاز علمي غير مسبوق بالنسبة للباحثات التونسيات في علوم البحار.

وندى عبد القادر هي أيضا غطاسة محترفة وقد وقع عليها الاختيار للمشاركة في هذه المغامرة العلمية الفريدة من نوعها، حيث سيتم استكشاف أغوار المحيط الأطلسي انطلاقا من سواحل ناميبيا وصولا إلى جزر الرأس الأخضر، وذلك في إطار برنامج علمي ودولي ضخم يهدف إلى دراسة النظم البيئية البحرية في المنطقة المحيطة بالقارة الإفريقية وتعزيز المعرفة العالمية بالتنوع البيولوجي البحري ومواجهة التحديات البيئية الكبرى.

وندى عبد القادر ليست الباحثة التونسية الوحيدة التي تحقق إنجازات مذهلة تلفت أنظار العالم في السنوات الأخيرة، حيث نجد تونسيات كثيرات تميّزن وتألقن في مجال العلوم والاختراعات والبحوث المتقدّمة التي راكمت المعرفة حول العالم وتقدّمت بالبشرية في مجالات مختلفة من خلال تطوير بعض الأبحاث أو الاكتشافات الجديدة التي فرضت أسماء تونسيات كثيرات كمراجع دولية في مجالات اختصاصهنّ .

إنجازات علمية ببصمة نسائية تونسية

كرّست الدكتورة ندى الرداوي المتخصّصة في علم الأحياء والأحماض النووية منذ أن غادرت تونس بعد حصولها على الباكالوريا إلى ألمانيا لاستكمال دراستها، حياتها المهنية لتطوير أساليب تشخيص مرض السرطان وخاصة سرطان الدم، وهذه المسيرة العلمية المميزة لندى الرداوي ابنة مدينة قفصة، تكلّلت بحصولها على جائزة «مونت كارلو لامرأة العام»، وكانت الردواي أول تونسية تحصل على الدكتوراه في الكمياء من جامعة ميونيخ الألمانية، وقد كان تتويجها بالجائزة بسبب نجاحها في تطوير طريقة جديدة لاكتشاف خلايا سرطانية في الدم تحسم فرضية عودة المرض للظهور من عدمه بعد استكمال المريض بروتوكول العلاج وتجنبه الخضوع للمتابعة الطبية مدة 5 سنوات للتأكد من خلو جسمه من الخلايا السرطانية.

 وفي نفس المجال الطبي وعلم الأدوية حصلت الباحثة التونسية بمعهد باستور بتونس أريج المسعدي المختصة في علم الأدوية، منذ سنة على الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراعات الذي التئم بجنيف وذلك على إثر عملها البحثي الذي تقدّمت به في المسابقة والذي تمثّل في اختراع بروتين مشتق من سمّ الأفاعي وذلك بقصد علاج بعض أمراض العيون المصحوبة بتكوين فوضوي للأوعية الدموية. وأريج المسعدي هي باحثة في مختبر الجزئيات الحيوية والسموم والتطبيقات العلاجية بمعهد باستور، وقد أعلنت المسعدي بعد ذلك أن شركة دولية مختصة في الصناعات الدوائية قد اقتنت براءة اختراع هذا الدواء وستقوم بمزيد من التطوير للانتقال إلى مرحلة التجارب السريرية، مع احتفاظ معهد باستور بنسبة 40 بالمائة من حقوق هذا الاختراع الدولي المهم .

والباحثات التونسيات في مجال العلوم لم يلفتن الانتباه بعد مغادرتهن تونس لتطوير أبحاثهن فقط، بل وحتى هنّ في تونس لفتنّ أنظار المؤسسات العلمية الدولية المتخصّصة في تطوير العلوم والاكتشافات الجديدة، حيث تحصلت في نوفمبر الماضي الباحثة بمركز بحوث وتكنولوجيات المياه ببرج السدرية سمر هدروق على الجائزة السنوية لبرنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» للمواهب الشابة «من أجل المرأة في العلم»، وذلك على مستوى شمال إفريقيا. وفازت سمر هدروق بالجائزة لبحوثها في مجال علوم البيئة وبالتحديد في مجال معالجة المياه المستعملة وتثمين النفايات وهذه الجائزة هي جزء من مبادرة «لوريال- اليونسكو» العالمية من أجل المرأة في العلم الّتي أطلقتها «مؤسسة لوريال» بالتعاون مع منظّمة «اليونسكو» سنة 1998 لدعم تواجد النساء في مجال العلوم والأبحاث والاختراعات، وقد كرّم هذا البرنامج الأممي منذ انطلاقه أكثر من 4400 باحثة بارزة و132 فائزة بجائزة عالمية في أكثر من 140 دولة وقد تحصّل سبعة من بين هؤلاء الباحثات على جائزة .

جوائز عالمية

 وفي السنوات الأخيرة أحرزت، أيضا، الباحثة التونسية الدكتورة نسرين الغربي جائزة «جان بورجوا» عن أبحاثها في نطاق رسالة دكتوراه حول تفاصيل تأثير الإشعاعات على بعض مركبات المفاعلات النووية منحتها إياها الجمعية الفرنسية للطاقة النووية. كما نالت الباحثة التونسية ريم العباسي جائزة «الريادة النسائية في الأمن السيبراني»، والتي منحتها لها «رابطة نساء الشرق الأوسط في الأمن السيبراني»، وكان ذلك خلال الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات والمركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني بالعاصمة العمانية مسقط.

كما تحصلت الدكتورة بسمة مخلوف صحابو الدكتورة في علوم المعلومات ومديرة قسم الماجستير في علوم المعلومات بالمدرسة العليا في جنيف على وسام الفنون والآداب في فرنسا لسنة، وكان هذا التتويج اعترافا بكفاءاتها وإشعاعها وتألقها في مجال علوم المعلومات والأرشيف.

وبسمة مخلوف صحابو هي دكتورة من جامعة «مونريال» منذ 2010 في مجال علوم المعلومات تشغل حاليا خطة أستاذة جامعية في علوم المعلومات والأرشيف في جامعة جنيف، ومديرة قسم الماجستير في المعلومات الوثائقية منذ سبتمبر بالجامعة نفسها منذ 2010.

وسواء كنّ في الخارج أو يتابعن أبحاثهن في تونس، فإن الباحثات التونسيات متواجدات في كل الفعاليات الدولية التي تهتم بالتطوّر العلمي والاكتشافات الجديدة والاختراعات رغم ضعف الاعتمادات المرصودة للبحث العلمي في تونس والتي ما زالت دون المأمول ودون الانتظارات وضعف الإمكانيات التي تستوجبها بعض البحوث العلمية خاصة تلك التي تهتم بمسائل دقيقة وحيوية في مجال الطبّ وعلم الأدوية، ولكن رغم الإمكانيات المتواضعة إلا أن الإنجازات العلمية النسائية فرضت نفسها مغاربيا وإفريقيا وعربيا وحتى دوليا .

منية العرفاوي