إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحتاجها‭ ‬أيضا‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات.. "الثورة التشريعية"‬‭ ‬ في‭ ‬السياحة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬مصاحبة

 

قال‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬سفيان‭ ‬تقية،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الندوة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمشاريع‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭ ‬ببعض‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬السياحي،‭ ‬أنّ‭ ‬”تونس‭ ‬تعيش‭ ‬ثورة‭ ‬تشريعية‭ ‬شملت‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي”‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬يجانب‭ ‬الوزير‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬الثورة‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬مطلوبة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والتعقيدات‭ ‬الإدارية‭ ‬ولمراجعة‭ ‬عديد‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬سابقا‭ ‬وتجاوزها‭ ‬الزمن‭ ‬كما‭ ‬تجاوزها‭ ‬واقع‭ ‬البلاد‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬المقاس‭ ‬وخدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬معينة‭ ‬ولوبيات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬مسموح‭ ‬بها‭.‬

القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬ومجالات‭ ‬واعدة‭ ‬لتنمية‭ ‬مداخله‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وتطوير‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬المؤهلات‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحة‭ ‬التونسية‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وتغيير‭ ‬واقع‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬بخلق‭ ‬ديناميكية‭ ‬تنموية‭ ‬واقتصادية‭. ‬

فرص‭ ‬واعدة‭ ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتبر‭ ‬سفيان‭ ‬تقية‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬السياحي‭ ‬البديلة‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬صحية‭ ‬تُلاقي‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬التونسيين‭ ‬والأجانب،‭ ‬بوجود‭ ‬نحو‭ ‬1800‭ ‬ناشط‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬البديل‭ ‬السياحي‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّ‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬فقط‭ ‬وضعيتهم‭ ‬قانونية،‭ ‬ومصرّح‭ ‬بها،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬خدمات‭ ‬وإطار‭ ‬قانوني‭ ‬منظم‭ ‬للفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذين‭ ‬يوفرون‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬هامة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬قطاعات‭ ‬للاستثمار‭ ‬الشبابي‭ ‬بامتياز‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬الجهات‮»‬‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬تم‭ ‬انجازها‭ ‬سابقا‭ ‬وبينت‭ ‬نموا‭ ‬متصاعدا‭ ‬للإقامات‭ ‬البديلة‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬نسبة‭ ‬9‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬اختراق‭ ‬السوق‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تنوع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العرض‭.‬

وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬لوضعية‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬بتونس‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬‮«‬لإطار‭ ‬قانوني‭ ‬مرن‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬مصاحبة‭ ‬المستثمرين‭ ‬والفاعلين‭ ‬ويساعدهم‭ ‬على‭ ‬مسايرة‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬الجديدة‭.‬

حيث‭ ‬ينشط‭ ‬35‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬بهذا‭ ‬الميدان‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وفق‭ ‬الدراسة‭ ‬و‭ ‬78‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الحرفاء‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬الأجانب‭ ‬و71‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬العائلات‭. ‬وأبرزت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬39‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬يجدون‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬مناسبة‮»‬‭.‬

وأثبت‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬34‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬يعتمدون‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬لإقامة‭ ‬المناسبات‭ ‬والأفراح‭ ‬العائلية‭ ‬مقابل‭ ‬44‭ ‬بالمائة‭ ‬للترفيه‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬و52‭ ‬بالمائة‭ ‬للراحة‭ ‬والاستجمام‮»‬‭.‬

رغم‭ ‬ذلك‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬الأرقام‭ ‬والواقع‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬الهامة‭ ‬وانعكاسها‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬والتنمية‭ ‬الجهوية‭ ‬وقطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وغيرها،‭ ‬لم‭ ‬يواكب‭ ‬التشريع‭ ‬هذا‭ ‬النسق‭ ‬وظل‭ ‬مكبلا‭ ‬لقطاع‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬وفرض‭ ‬عمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬خارج‭ ‬الصيغ‭ ‬القانونية‭.‬

إجراءات‭ ‬مصاحبة‭ ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬المنظم‭ ‬لمجال‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬دفع‭ ‬نسق‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬لبلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬بمفرده‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬مصاحبة‭ ‬وعناية‭ ‬ودعم‭ ‬لمجالات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬والنظافة‭ ‬وتحسين‭ ‬المحيط‭ ‬السياحي‭ ‬ورفع‭ ‬عديد‭ ‬الإخلالات‭ ‬البيئية‭ ‬والجمالية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬وتحول‭ ‬بعض‭ ‬الأراضي‭ ‬البيضاء‭ ‬الى‭ ‬مرتع‭ ‬للحيوانات‭ ‬والحشرات‭ ‬والنفايات‭ .‬ 

مع‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تحيين‭ ‬أمثلة‭ ‬التهيئة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي‭ ‬والمحلي‭ ‬لإدراج‭ ‬مناطق‭ ‬سياحية‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تهيئة‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬وتهيئة‭ ‬مسالك‭ ‬سياحية‭ ‬جهوية‭ ‬تثمن‭ ‬مكونات‭ ‬المنتوج‭ ‬السياحي‭ ‬لبرمجة‭ ‬الرحلات‭ ‬السياحية‭. ‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬التونسية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أطلقت‭ ‬حملة‭ ‬ترويجية‭ ‬موجهة‭ ‬للأسواق‭ ‬السياحية‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬بلدًا‭ ‬وبـ14‭ ‬لغة‭ ‬مختلفة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬عيش‭ ‬اللحظة‭.. ‬عيش‭ ‬لحظة‭ ‬تونس‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬لجذب‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬خلال‭ ‬2025‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬سفيان‭ ‬تقية‭ ‬بالمناسبة‭ ‬إن‭ ‬الحملة‭ ‬الترويجية‭ ‬الموجهة‭ ‬للأسواق‭ ‬الأوروبية‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬توقفها،‭ ‬وذلك‭ ‬تمهيدًا‭ ‬للعودة‭ ‬القوية‭ ‬لتونس‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬استقبال‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬السياحي‭ ‬2025‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي

تحتاجها‭ ‬أيضا‭ ‬بقية‭ ‬القطاعات.. "الثورة التشريعية"‬‭ ‬ في‭ ‬السياحة‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬مصاحبة

 

قال‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬سفيان‭ ‬تقية،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الندوة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمشاريع‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬الخاصة‭ ‬ببعض‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬السياحي،‭ ‬أنّ‭ ‬”تونس‭ ‬تعيش‭ ‬ثورة‭ ‬تشريعية‭ ‬شملت‭ ‬القطاع‭ ‬السياحي”‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬يجانب‭ ‬الوزير‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬الثورة‭ ‬التشريعية‭ ‬التي‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬مطلوبة‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭ ‬وفي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والتعقيدات‭ ‬الإدارية‭ ‬ولمراجعة‭ ‬عديد‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬سابقا‭ ‬وتجاوزها‭ ‬الزمن‭ ‬كما‭ ‬تجاوزها‭ ‬واقع‭ ‬البلاد‭ ‬الذي‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التشريعات‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬على‭ ‬المقاس‭ ‬وخدمة‭ ‬لمصالح‭ ‬معينة‭ ‬ولوبيات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬اليوم‭ ‬مسموح‭ ‬بها‭.‬

القطاع‭ ‬السياحي‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬فرص‭ ‬ومجالات‭ ‬واعدة‭ ‬لتنمية‭ ‬مداخله‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وتطوير‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬انسجاما‭ ‬مع‭ ‬حجم‭ ‬المؤهلات‭ ‬المتوفرة‭ ‬في‭ ‬الوجهة‭ ‬السياحة‭ ‬التونسية‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وتغيير‭ ‬واقع‭ ‬الجهات‭ ‬الداخلية‭ ‬بخلق‭ ‬ديناميكية‭ ‬تنموية‭ ‬واقتصادية‭. ‬

فرص‭ ‬واعدة‭ ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتبر‭ ‬سفيان‭ ‬تقية‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬السياحي‭ ‬البديلة‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬صحية‭ ‬تُلاقي‭ ‬إقبالا‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬التونسيين‭ ‬والأجانب،‭ ‬بوجود‭ ‬نحو‭ ‬1800‭ ‬ناشط‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬الإيواء‭ ‬البديل‭ ‬السياحي‭ ‬إلاّ‭ ‬أنّ‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬فقط‭ ‬وضعيتهم‭ ‬قانونية،‭ ‬ومصرّح‭ ‬بها،‭ ‬والهدف‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬جودة‭ ‬خدمات‭ ‬وإطار‭ ‬قانوني‭ ‬منظم‭ ‬للفاعلين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذين‭ ‬يوفرون‭ ‬مواطن‭ ‬شغل‭ ‬هامة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬قطاعات‭ ‬للاستثمار‭ ‬الشبابي‭ ‬بامتياز‭ ‬في‭ ‬كلّ‭ ‬الجهات‮»‬‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬كمية‭ ‬ونوعية‭ ‬تم‭ ‬انجازها‭ ‬سابقا‭ ‬وبينت‭ ‬نموا‭ ‬متصاعدا‭ ‬للإقامات‭ ‬البديلة‭ ‬حيث‭ ‬تمثل‭ ‬نسبة‭ ‬9‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬معدل‭ ‬اختراق‭ ‬السوق‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تنوع‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬العرض‭.‬

وأشارت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬لوضعية‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬بتونس‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬‮«‬لإطار‭ ‬قانوني‭ ‬مرن‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬مصاحبة‭ ‬المستثمرين‭ ‬والفاعلين‭ ‬ويساعدهم‭ ‬على‭ ‬مسايرة‭ ‬هذه‭ ‬الموجة‭ ‬الجديدة‭.‬

حيث‭ ‬ينشط‭ ‬35‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬بهذا‭ ‬الميدان‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وفق‭ ‬الدراسة‭ ‬و‭ ‬78‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الحرفاء‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬الأجانب‭ ‬و71‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬العائلات‭. ‬وأبرزت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬39‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬يجدون‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬مناسبة‮»‬‭.‬

وأثبت‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬34‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬التونسيين‭ ‬يعتمدون‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬لإقامة‭ ‬المناسبات‭ ‬والأفراح‭ ‬العائلية‭ ‬مقابل‭ ‬44‭ ‬بالمائة‭ ‬للترفيه‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬و52‭ ‬بالمائة‭ ‬للراحة‭ ‬والاستجمام‮»‬‭.‬

رغم‭ ‬ذلك‭ ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬الأرقام‭ ‬والواقع‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬الاستثمار‭ ‬الهامة‭ ‬وانعكاسها‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬والتنمية‭ ‬الجهوية‭ ‬وقطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬الصناعات‭ ‬التقليدية‭ ‬وغيرها،‭ ‬لم‭ ‬يواكب‭ ‬التشريع‭ ‬هذا‭ ‬النسق‭ ‬وظل‭ ‬مكبلا‭ ‬لقطاع‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬وفرض‭ ‬عمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬خارج‭ ‬الصيغ‭ ‬القانونية‭.‬

إجراءات‭ ‬مصاحبة‭ ‬

صحيح‭ ‬أن‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬كراسات‭ ‬الشروط‭ ‬المنظم‭ ‬لمجال‭ ‬الإقامات‭ ‬السياحية‭ ‬البديلة‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬دفع‭ ‬نسق‭ ‬الاستثمار‭ ‬وتحريك‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياح‭ ‬لبلوغ‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬بمفرده‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إجراءات‭ ‬مصاحبة‭ ‬وعناية‭ ‬ودعم‭ ‬لمجالات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬والنظافة‭ ‬وتحسين‭ ‬المحيط‭ ‬السياحي‭ ‬ورفع‭ ‬عديد‭ ‬الإخلالات‭ ‬البيئية‭ ‬والجمالية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬الجهات‭ ‬وتحول‭ ‬بعض‭ ‬الأراضي‭ ‬البيضاء‭ ‬الى‭ ‬مرتع‭ ‬للحيوانات‭ ‬والحشرات‭ ‬والنفايات‭ .‬ 

مع‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬تحيين‭ ‬أمثلة‭ ‬التهيئة‭ ‬الحالية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي‭ ‬والمحلي‭ ‬لإدراج‭ ‬مناطق‭ ‬سياحية‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬تهيئة‭ ‬المواقع‭ ‬الأثرية‭ ‬وتهيئة‭ ‬مسالك‭ ‬سياحية‭ ‬جهوية‭ ‬تثمن‭ ‬مكونات‭ ‬المنتوج‭ ‬السياحي‭ ‬لبرمجة‭ ‬الرحلات‭ ‬السياحية‭. ‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة‭ ‬التونسية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أطلقت‭ ‬حملة‭ ‬ترويجية‭ ‬موجهة‭ ‬للأسواق‭ ‬السياحية‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬بلدًا‭ ‬وبـ14‭ ‬لغة‭ ‬مختلفة‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬عيش‭ ‬اللحظة‭.. ‬عيش‭ ‬لحظة‭ ‬تونس‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬لجذب‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬سائح‭ ‬خلال‭ ‬2025‭.‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬السياحة‭ ‬سفيان‭ ‬تقية‭ ‬بالمناسبة‭ ‬إن‭ ‬الحملة‭ ‬الترويجية‭ ‬الموجهة‭ ‬للأسواق‭ ‬الأوروبية‭ ‬تأتي‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬توقفها،‭ ‬وذلك‭ ‬تمهيدًا‭ ‬للعودة‭ ‬القوية‭ ‬لتونس‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬هدف‭ ‬استقبال‭ ‬11‭ ‬مليون‭ ‬زائر‭ ‬خلال‭ ‬الموسم‭ ‬السياحي‭ ‬2025‭.‬

◗‭ ‬م‭.‬ي