إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أثرت‭ ‬على‭ ‬المساكن‭ ‬والبناءات‭ ‬القديمة.. 14 ‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬خلال‭ ‬شهرين

 ‬أشد‭ ‬الرجات‭ ‬بالمكناسي‭ ‬بقوة‭ ‬4‭.‬9‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر

-‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭: ‬ ‬لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬تتكرر‭ ‬الرجات‭ ‬بالجهة

تونس‭ - ‬الصباح‭ ‬

سجلت‭ ‬محطات‭ ‬رصد‭ ‬الزلازل‭ ‬التابعة‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين،‭ ‬7‭ ‬رجات‭ ‬أرضية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬6‭ ‬منها‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬وآخرها‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬غرب‭ ‬معتمدية‭ ‬الرقاب،‭ ‬على‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬و33‭ ‬دق‭ ‬بقوة‭ ‬3‭.‬7‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وطبقا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬سجل‭ ‬شمال‭ ‬منزل‭ ‬بوزيان‭ ‬رجة‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬أفريل‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬وقبلها‭ ‬بستة‭ ‬أيام‭ ‬عرف‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬المكناسي‭ ‬رجتين،‭ ‬الأولى‭ ‬صباحا‭ ‬بقوة‭ ‬4‭.‬3‭ ‬درجات‭ ‬والثانية‭ ‬ليلا‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬5‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر،‭ ‬ونفس‭ ‬اليوم‭ ‬عرفت‭ ‬فيه‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬رجة‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬6‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭. ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬شرق‭ ‬المكناسي‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬أفريل‭ ‬بقوة‭ ‬3‭.‬1‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وتواتر‭ ‬نسق‭ ‬الرجات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬تقريبا،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬14‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين‭ ‬كان‭ ‬أقواها‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬معتمدية‭ ‬المكناسي‭ ‬وبلغت‭ ‬قوتها‭ ‬4‭.‬9‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.

وتسببت‭ ‬الرجات‭ ‬باختلاف‭ ‬قوتها‭ ‬ودوريتها‭ ‬في‭ ‬تشققات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجدران‭ ‬والبناءات‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬البنايات‭ ‬القديمة‭ ‬والمهترئة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬واضطر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬بعد‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬وصلتهم‭ ‬من‭ ‬الهياكل‭ ‬الرسمية‭ ‬بالجهة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬برئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الدوزي،‭ ‬الذي‭ ‬أفادنا‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجيولوجية‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الرقاب‭ ‬مرورا‭ ‬بالمكناسي‭ ‬والمزونة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬تعد‭ ‬مناطق‭ ‬التقاء‭ ‬للصفائح‭ ‬الجيولوجية،‭ ‬والتي‭ ‬تكوّن‭ ‬سلاسل‭ ‬جبلية‭ ‬بالجهة‭ ‬وتمتد‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬ولاية‭ ‬زغوان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مناطق‭ ‬معرضة‭ ‬لرجات‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تقارب‭ ‬أو‭ ‬تباعد‭ ‬الصفائح‭ ‬التكتونية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الرجات‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الدرجتين‭ ‬وأن‭ ‬غالبية‭ ‬السكان‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بها،‭ ‬لكن‭ ‬وبمجرد‭ ‬ارتفاعها‭ ‬لما‭ ‬فوق‭ ‬الثلاث‭ ‬درجات‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬رجة‭ ‬أمس‭ ‬مثلا‭ ‬خلقت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬منطقة‭ ‬الريحانة‭ ‬بالجهة‭ ‬وخرج‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬التلاميذ‭ ‬من‭ ‬أقسامهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬الرميلية‭ ‬شعروا‭ ‬بحجم‭ ‬الرجة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬3‭.‬7‭ ‬درجة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وللإشارة،‭ ‬أوضح‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬حسان‭ ‬حمدي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تشهد،‭ ‬طبقا‭ ‬لبيانات‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬معدل‭ ‬55‭ ‬رجة‭ ‬سنويا‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬2024‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬66‭ ‬رجة‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬شهدت‭ ‬البلاد‭ ‬56‭ ‬رجة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬الرجات‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬64‭ ‬رجة‭.‬

واعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬الهزات‭ ‬المسجلة‭ ‬بأنها‭ ‬حالات‭ ‬طبيعية‭ ‬اعتباطية،‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬وتحمل‭ ‬تواترا‭ ‬معينا،‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬مصدر‭ ‬خطر،‭ ‬حسب‭ ‬تأكيده‭. ‬وأشار‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬انتقال‭ ‬بدرجة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الرجات‭ ‬مثلا‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬درجات‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر،‭ ‬وفسر‭ ‬ذلك‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مستوى‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬يتضاعف‭ ‬عديد‭ ‬المرات‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مكان‭ ‬بؤرة‭ ‬الزلزال‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬فليس‭ ‬للزلزال‭ ‬نفس‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬ذات‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬ضعيفة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬كبرى‭ ‬وذات‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬عالية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬البنايات‭ ‬أيضا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الرجة‭.‬

ووصف‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬النشاط‭ ‬الزلزالي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بالضعيف‭ ‬فمتوسط‭ ‬أو‭ ‬معتدل،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬بلادنا‭ ‬لا‭ ‬يسجل‭ ‬نشاطا‭ ‬زلزاليا‭ ‬ذا‭ ‬خطر‭ ‬كبير‭.‬

ويتوزع‭ ‬النشاط‭ ‬الزلزالي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وتعتبر‭ ‬منطقة‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭ ‬وجهة‭ ‬بنزرت‭ ‬والوطن‭ ‬القبلي‭ ‬ونابل،‭ ‬والمنستير‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬قفصة‭ ‬الأكثر‭ ‬تسجيلا‭ ‬للرجات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وصنّف‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمي،‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬التاسعة‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضاً‭ ‬للزلازل،‭ ‬بينما‭ ‬يؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬تونس‭ ‬هي‭ ‬هزات‭ ‬خفيفة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدتها‭ ‬الخمس‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬ريشتر‭.‬

وتنقسم‭ ‬الزلازل‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬صنفين،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الصفائح‭ ‬التكتونية،‭ ‬وتكون‭ ‬عادة‭ ‬قوية‭ ‬تفوق‭ ‬الـ6‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬ريشتر‭ ‬وتتسبب‭ ‬غالبا‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭. ‬أما‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني‭ ‬فهي‭ ‬زلازل‭ ‬طبيعية‭ ‬تقع‭ ‬داخل‭ ‬الصفيحة‭ ‬وتكون‭ ‬أقل‭ ‬قوة‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تونس،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تصدّعات‭ ‬خلفية‭ ‬لحدود‭ ‬الصفائح‭ ‬البعيدة‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬والتي‭ ‬توجد‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬وتركيا‭.‬

ريم‭ ‬سوودي

أثرت‭ ‬على‭ ‬المساكن‭ ‬والبناءات‭ ‬القديمة.. 14 ‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬خلال‭ ‬شهرين

 ‬أشد‭ ‬الرجات‭ ‬بالمكناسي‭ ‬بقوة‭ ‬4‭.‬9‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر

-‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭: ‬ ‬لهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬تتكرر‭ ‬الرجات‭ ‬بالجهة

تونس‭ - ‬الصباح‭ ‬

سجلت‭ ‬محطات‭ ‬رصد‭ ‬الزلازل‭ ‬التابعة‭ ‬للمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الماضيين،‭ ‬7‭ ‬رجات‭ ‬أرضية‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬6‭ ‬منها‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬وآخرها‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬غرب‭ ‬معتمدية‭ ‬الرقاب،‭ ‬على‭ ‬الساعة‭ ‬العاشرة‭ ‬و33‭ ‬دق‭ ‬بقوة‭ ‬3‭.‬7‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وطبقا‭ ‬لما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬سجل‭ ‬شمال‭ ‬منزل‭ ‬بوزيان‭ ‬رجة‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭ ‬يوم‭ ‬15‭ ‬أفريل‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري‭ ‬وقبلها‭ ‬بستة‭ ‬أيام‭ ‬عرف‭ ‬جنوب‭ ‬شرق‭ ‬المكناسي‭ ‬رجتين،‭ ‬الأولى‭ ‬صباحا‭ ‬بقوة‭ ‬4‭.‬3‭ ‬درجات‭ ‬والثانية‭ ‬ليلا‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬5‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر،‭ ‬ونفس‭ ‬اليوم‭ ‬عرفت‭ ‬فيه‭ ‬منطقة‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬رجة‭ ‬بقوة‭ ‬2‭.‬6‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭. ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬شرق‭ ‬المكناسي‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬يوم‭ ‬5‭ ‬أفريل‭ ‬بقوة‭ ‬3‭.‬1‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وتواتر‭ ‬نسق‭ ‬الرجات‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‭ ‬تقريبا،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬14‭ ‬رجة‭ ‬أرضية‭ ‬خلال‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين‭ ‬كان‭ ‬أقواها‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬معتمدية‭ ‬المكناسي‭ ‬وبلغت‭ ‬قوتها‭ ‬4‭.‬9‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.

وتسببت‭ ‬الرجات‭ ‬باختلاف‭ ‬قوتها‭ ‬ودوريتها‭ ‬في‭ ‬تشققات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجدران‭ ‬والبناءات‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬البنايات‭ ‬القديمة‭ ‬والمهترئة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المدارس‭ ‬والمعاهد‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬واضطر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬إلى‭ ‬مغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬بعد‭ ‬التحذيرات‭ ‬التي‭ ‬وصلتهم‭ ‬من‭ ‬الهياكل‭ ‬الرسمية‭ ‬بالجهة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬برئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الرصد‭ ‬الجوي‭ ‬بسيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الدوزي،‭ ‬الذي‭ ‬أفادنا‭ ‬بأنه‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجيولوجية‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الرقاب‭ ‬مرورا‭ ‬بالمكناسي‭ ‬والمزونة‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد،‭ ‬تعد‭ ‬مناطق‭ ‬التقاء‭ ‬للصفائح‭ ‬الجيولوجية،‭ ‬والتي‭ ‬تكوّن‭ ‬سلاسل‭ ‬جبلية‭ ‬بالجهة‭ ‬وتمتد‭ ‬الى‭ ‬غاية‭ ‬ولاية‭ ‬زغوان،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬مناطق‭ ‬معرضة‭ ‬لرجات‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬تقارب‭ ‬أو‭ ‬تباعد‭ ‬الصفائح‭ ‬التكتونية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الرجات‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الدرجتين‭ ‬وأن‭ ‬غالبية‭ ‬السكان‭ ‬لا‭ ‬يشعرون‭ ‬بها،‭ ‬لكن‭ ‬وبمجرد‭ ‬ارتفاعها‭ ‬لما‭ ‬فوق‭ ‬الثلاث‭ ‬درجات‭ ‬يشعر‭ ‬بها‭ ‬الجميع‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬رجة‭ ‬أمس‭ ‬مثلا‭ ‬خلقت‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬منطقة‭ ‬الريحانة‭ ‬بالجهة‭ ‬وخرج‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬التلاميذ‭ ‬من‭ ‬أقسامهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬منطقة‭ ‬الرميلية‭ ‬شعروا‭ ‬بحجم‭ ‬الرجة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬3‭.‬7‭ ‬درجة‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر‭.‬

وللإشارة،‭ ‬أوضح‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬حسان‭ ‬حمدي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لـ»الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تشهد،‭ ‬طبقا‭ ‬لبيانات‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬معدل‭ ‬55‭ ‬رجة‭ ‬سنويا‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬2024‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬66‭ ‬رجة‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬شهدت‭ ‬البلاد‭ ‬56‭ ‬رجة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2023‭ ‬وكان‭ ‬عدد‭ ‬الرجات‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬64‭ ‬رجة‭.‬

واعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬الهزات‭ ‬المسجلة‭ ‬بأنها‭ ‬حالات‭ ‬طبيعية‭ ‬اعتباطية،‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬وتحمل‭ ‬تواترا‭ ‬معينا،‭ ‬ولا‭ ‬تمثل‭ ‬مصدر‭ ‬خطر،‭ ‬حسب‭ ‬تأكيده‭. ‬وأشار‭ ‬الى‭ ‬انه‭ ‬يتم‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خطورة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬انتقال‭ ‬بدرجة‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الرجات‭ ‬مثلا‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬درجات‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬سلم‭ ‬ريشتر،‭ ‬وفسر‭ ‬ذلك‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬مستوى‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬يتضاعف‭ ‬عديد‭ ‬المرات‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مكان‭ ‬بؤرة‭ ‬الزلزال‭ ‬أمر‭ ‬مهم،‭ ‬فليس‭ ‬للزلزال‭ ‬نفس‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬وفي‭ ‬منطقة‭ ‬ذات‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬ضعيفة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬كبرى‭ ‬وذات‭ ‬كثافة‭ ‬سكانية‭ ‬عالية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬البنايات‭ ‬أيضا‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬الرجة‭.‬

ووصف‭ ‬رئيس‭ ‬مصلحة‭ ‬الجيوفيزياء‭ ‬التطبيقية‭ ‬بالمعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للرصد‭ ‬الجوي،‭ ‬النشاط‭ ‬الزلزالي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بالضعيف‭ ‬فمتوسط‭ ‬أو‭ ‬معتدل،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬بلادنا‭ ‬لا‭ ‬يسجل‭ ‬نشاطا‭ ‬زلزاليا‭ ‬ذا‭ ‬خطر‭ ‬كبير‭.‬

ويتوزع‭ ‬النشاط‭ ‬الزلزالي‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وتعتبر‭ ‬منطقة‭ ‬الشمال‭ ‬الغربي‭ ‬وجهة‭ ‬بنزرت‭ ‬والوطن‭ ‬القبلي‭ ‬ونابل،‭ ‬والمنستير‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬قفصة‭ ‬الأكثر‭ ‬تسجيلا‭ ‬للرجات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭.‬

وصنّف‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬المخاطر‭ ‬العالمي،‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬التاسعة‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تعرضاً‭ ‬للزلازل،‭ ‬بينما‭ ‬يؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬الجيولوجيا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬تونس‭ ‬هي‭ ‬هزات‭ ‬خفيفة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدتها‭ ‬الخمس‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬ريشتر‭.‬

وتنقسم‭ ‬الزلازل‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬صنفين،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الصفائح‭ ‬التكتونية،‭ ‬وتكون‭ ‬عادة‭ ‬قوية‭ ‬تفوق‭ ‬الـ6‭ ‬درجات‭ ‬على‭ ‬مقياس‭ ‬ريشتر‭ ‬وتتسبب‭ ‬غالبا‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة‭. ‬أما‭ ‬الصنف‭ ‬الثاني‭ ‬فهي‭ ‬زلازل‭ ‬طبيعية‭ ‬تقع‭ ‬داخل‭ ‬الصفيحة‭ ‬وتكون‭ ‬أقل‭ ‬قوة‭ ‬مثل‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تونس،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تصدّعات‭ ‬خلفية‭ ‬لحدود‭ ‬الصفائح‭ ‬البعيدة‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬والتي‭ ‬توجد‭ ‬مثلاً‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬واليونان‭ ‬وتركيا‭.‬

ريم‭ ‬سوودي