إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية لـ"الصباح": وزارة الصحة تعول على التحسيس لتدارك ضعف الإقبال على التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي

 

- التلقيح يحمي من الإصابة بسرطان عنق الرحم وما يروج حوله لا أساس علمي له

تواجه الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم، منذ انطلاقها رسميا يوم 7 أفريل الجاري، موجة من الرفض والتشويه والصد من قبل البعض وخاصة الأولياء. وسجلت الحملة بعد أسبوع من انطلاقها، انخراطا ضعيفا، مقارنة بعدد الفئة المستهدفة بهذا التلقيح. كما حامت حولها عديد الإشاعات والمعطيات الزائفة حول المخلفات الجانبية لهذا التلقيح وتأثيراته على الصحة بشكل عام، وانخرط في الحملة المضادة مواطنون إضافة الى إطارات طبية وشبه طبية.

وفي هذا السياق، كشف الدكتور رياض دغفوس، المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، أنهم كإطارات طبية فوجئوا نسبيا بنوعية ردة الفعل والصد الذي وجده تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم من قبل الأولياء. موضحا «انه تلقيح مثل بقية التلاقيح التي اعتدنا تقديمها للأطفال في سن الدراسة أو قبل ذلك».

وأرجع الدكتور دغفوس الصد المسجل الى ما خلفه تلقيح فيروس كورونا المستجد من صدمة وانتشار لفكرة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن التلاقيح غير آمنة.

وأفاد في تصريحه لـ»الصباح» أن تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، تلقيح قديم انطلقت دول العالم في اعتماده منذ نحو الـ20 عاما، وهو كفيل بحماية الفتيات من الإصابة بهذا المرض الخطير. وبين أن وزارة الصحة تتجه نحو تكثيف الحملة التحسيسية الموجهة للأولياء في هذا الغرض من أجل مزيد التأكيد على قيمة التلقيح ولماذا يتم اعتماده، وأنه تلقيح آمن جدا ليس له أي تداعيات أو إشكاليات تدعو للخوف وأن له فوائد صحية مثبتة.

وأكد المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، على أن تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري مثله مثل بقية التلاقيح التي تم تطعيم أبناء تونس بها في مختلف مراحل تقدمهم في السن. وهو، في تقديره، كفيل بحمايتهم من فيروس يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان بما لهذا المرض من خطورة ومخلفات صحية عميقة وخطيرة تصل حد الموت.

وفي تعليقه على ما تمت كتابته من قبل عدد من الإطارات الطبية وشبه الطبية فيما يخص تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم، وكيف أنه موجه نحو الدول الأوروبية وليس الدول المسلمة وأنه قد يتسبب في العقم.. قال الدكتور رياض دغفوس إن الأطباء الذين يمانعون تلقي التلاقيح أو يرفضون اعتمادها تواجدوا على الدوام وفي مختلف العصور. وهو أمر عادي، لكن حسب رأيه، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، ليست فضاء للنقاش، وما هو علمي يمكن نقاشه ومحاججته بما هو علمي وليس بجملة من الانطباعات والآراء غير المسندة بتجارب وبحوث ونتائج علمية.

ونفى المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، تأثير التلقيح على القدرة الإنجابية والخصوبة بالنسبة للفتيات. واعتبر أن ما يتم ترويجه من إشاعات ليس له أي أساس علمي.

في المقابل بين أن الإقبال مازال ضعيفا إلى غاية الآن. وفي ما يتعلق بمدى قبول الأولياء بتلقي بناتهم لتلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، بين أنه سيتم تكثيف الحملة التحسيسية والتفسيرية المتعلقة بالتلقيح، وتدريجيا سيقتنع الأولياء بأهمية هذا التلقيح. مؤكدا أن الهدف الأساسي لهذا التلقيح هو القضاء على سرطان عنق الرحم الذي يعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في تونس وثالث سبب في الوفاة بالسرطان في صفوف النساء سنويا.

وتستهدف حملة تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، الفتيات في سن الـ12 عاما، على أن يتم خلالها تطعيم التلميذات بالسنة السادسة أساسي بجميع المؤسسات التربوية العمومية والخاصة، فيما سيتم تلقيح الفتيات غير المتمدرسات بمراكز الصحة الأساسية.

وتعتبر وزارة الصحة أن إدراج هذا التلقيح يعد محطة مهمة في تاريخ الصحة في تونس، نظرا لخطورة المرض وحجم الوقاية التي بإمكان اللقاح تحقيقها والتي تصل الى التخفيض بنحو 90 % من إمكانيات الإصابة به.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم، الى تلقيح 90 % من الفتيات بعمر 15 سنة ضد فيروس الورم الحليمي البشري بحلول سنة 2030، مع تغطية بالتقصي بنسبة 70 % من النساء ابتداء من سن الثلاثين. وهو ما سيمكن على المدى الطويل من القضاء بشكل فعال على انتشار الفيروس بين السكان وتقليص الإصابة به، مع تخفيض التكاليف المتعلقة بالعلاج بالنسبة للعائلة والمجموعة الوطنية على حد السواء.

وتم اعتماد تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في إصابات بسرطان عنق الرحم، في أكثر من 145 دولة حول العالم وتلقت نحو 500 مليون فتاة جرعات منه خلال العشرين سنة الماضية، كما أثبت نجاعته وهو ما دفع الى إدراجه في بلدان عربية وإفريقية وأوروبية.

ويحدث سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري في نسبة 95 % من الإصابات المسجلة وينتقل بسهولة من خلال العلاقات بين المرأة والرجل عن طريق الاتصال المباشر أو لمس جسم ملوث.

كما يعد سرطان عنق الرحم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في تونس وهو أيضا ثالث سبب للوفاة.

 وحسب الإحصائيات المعلنة من وزارة الصحة التونسية تصاب أكثر من امرأة بسرطان عنق الرحم كل يوم تقريبا، بما يعادل أكثر من 400 امرأة سنويا، ويتسبب في وفاة أكثر من 3 نساء كل أسبوع بما يعادل أكثر من 200 سنويا.

ريم سوودي

المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية لـ"الصباح":  وزارة الصحة تعول على التحسيس لتدارك ضعف الإقبال على التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي

 

- التلقيح يحمي من الإصابة بسرطان عنق الرحم وما يروج حوله لا أساس علمي له

تواجه الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم، منذ انطلاقها رسميا يوم 7 أفريل الجاري، موجة من الرفض والتشويه والصد من قبل البعض وخاصة الأولياء. وسجلت الحملة بعد أسبوع من انطلاقها، انخراطا ضعيفا، مقارنة بعدد الفئة المستهدفة بهذا التلقيح. كما حامت حولها عديد الإشاعات والمعطيات الزائفة حول المخلفات الجانبية لهذا التلقيح وتأثيراته على الصحة بشكل عام، وانخرط في الحملة المضادة مواطنون إضافة الى إطارات طبية وشبه طبية.

وفي هذا السياق، كشف الدكتور رياض دغفوس، المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، أنهم كإطارات طبية فوجئوا نسبيا بنوعية ردة الفعل والصد الذي وجده تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم من قبل الأولياء. موضحا «انه تلقيح مثل بقية التلاقيح التي اعتدنا تقديمها للأطفال في سن الدراسة أو قبل ذلك».

وأرجع الدكتور دغفوس الصد المسجل الى ما خلفه تلقيح فيروس كورونا المستجد من صدمة وانتشار لفكرة عامة على مواقع التواصل الاجتماعي بأن التلاقيح غير آمنة.

وأفاد في تصريحه لـ»الصباح» أن تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، تلقيح قديم انطلقت دول العالم في اعتماده منذ نحو الـ20 عاما، وهو كفيل بحماية الفتيات من الإصابة بهذا المرض الخطير. وبين أن وزارة الصحة تتجه نحو تكثيف الحملة التحسيسية الموجهة للأولياء في هذا الغرض من أجل مزيد التأكيد على قيمة التلقيح ولماذا يتم اعتماده، وأنه تلقيح آمن جدا ليس له أي تداعيات أو إشكاليات تدعو للخوف وأن له فوائد صحية مثبتة.

وأكد المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، على أن تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري مثله مثل بقية التلاقيح التي تم تطعيم أبناء تونس بها في مختلف مراحل تقدمهم في السن. وهو، في تقديره، كفيل بحمايتهم من فيروس يمكن أن يتسبب في الإصابة بالسرطان بما لهذا المرض من خطورة ومخلفات صحية عميقة وخطيرة تصل حد الموت.

وفي تعليقه على ما تمت كتابته من قبل عدد من الإطارات الطبية وشبه الطبية فيما يخص تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في سرطان عنق الرحم، وكيف أنه موجه نحو الدول الأوروبية وليس الدول المسلمة وأنه قد يتسبب في العقم.. قال الدكتور رياض دغفوس إن الأطباء الذين يمانعون تلقي التلاقيح أو يرفضون اعتمادها تواجدوا على الدوام وفي مختلف العصور. وهو أمر عادي، لكن حسب رأيه، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، ليست فضاء للنقاش، وما هو علمي يمكن نقاشه ومحاججته بما هو علمي وليس بجملة من الانطباعات والآراء غير المسندة بتجارب وبحوث ونتائج علمية.

ونفى المدير العام للمركز الوطني لليقظة الدوائية بوزارة الصحة، تأثير التلقيح على القدرة الإنجابية والخصوبة بالنسبة للفتيات. واعتبر أن ما يتم ترويجه من إشاعات ليس له أي أساس علمي.

في المقابل بين أن الإقبال مازال ضعيفا إلى غاية الآن. وفي ما يتعلق بمدى قبول الأولياء بتلقي بناتهم لتلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، بين أنه سيتم تكثيف الحملة التحسيسية والتفسيرية المتعلقة بالتلقيح، وتدريجيا سيقتنع الأولياء بأهمية هذا التلقيح. مؤكدا أن الهدف الأساسي لهذا التلقيح هو القضاء على سرطان عنق الرحم الذي يعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في تونس وثالث سبب في الوفاة بالسرطان في صفوف النساء سنويا.

وتستهدف حملة تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري، الفتيات في سن الـ12 عاما، على أن يتم خلالها تطعيم التلميذات بالسنة السادسة أساسي بجميع المؤسسات التربوية العمومية والخاصة، فيما سيتم تلقيح الفتيات غير المتمدرسات بمراكز الصحة الأساسية.

وتعتبر وزارة الصحة أن إدراج هذا التلقيح يعد محطة مهمة في تاريخ الصحة في تونس، نظرا لخطورة المرض وحجم الوقاية التي بإمكان اللقاح تحقيقها والتي تصل الى التخفيض بنحو 90 % من إمكانيات الإصابة به.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم، الى تلقيح 90 % من الفتيات بعمر 15 سنة ضد فيروس الورم الحليمي البشري بحلول سنة 2030، مع تغطية بالتقصي بنسبة 70 % من النساء ابتداء من سن الثلاثين. وهو ما سيمكن على المدى الطويل من القضاء بشكل فعال على انتشار الفيروس بين السكان وتقليص الإصابة به، مع تخفيض التكاليف المتعلقة بالعلاج بالنسبة للعائلة والمجموعة الوطنية على حد السواء.

وتم اعتماد تلقيح فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في إصابات بسرطان عنق الرحم، في أكثر من 145 دولة حول العالم وتلقت نحو 500 مليون فتاة جرعات منه خلال العشرين سنة الماضية، كما أثبت نجاعته وهو ما دفع الى إدراجه في بلدان عربية وإفريقية وأوروبية.

ويحدث سرطان عنق الرحم بسبب فيروس الورم الحليمي البشري في نسبة 95 % من الإصابات المسجلة وينتقل بسهولة من خلال العلاقات بين المرأة والرجل عن طريق الاتصال المباشر أو لمس جسم ملوث.

كما يعد سرطان عنق الرحم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا عند النساء في تونس وهو أيضا ثالث سبب للوفاة.

 وحسب الإحصائيات المعلنة من وزارة الصحة التونسية تصاب أكثر من امرأة بسرطان عنق الرحم كل يوم تقريبا، بما يعادل أكثر من 400 امرأة سنويا، ويتسبب في وفاة أكثر من 3 نساء كل أسبوع بما يعادل أكثر من 200 سنويا.

ريم سوودي