بعد هدنة قصيرة، تعود التقلّبات الجوية لتنذر بمنخفضات جوية جديدة وبموجة أخرى من التساقطات، بما يؤشر الى أننا إزاء شهر أفريل استثنائي، من حيث كمية التساقطات والتراجع المسجل في درجات الحرارة مقارنة بما كان عليه الوضع في السنوات الماضية. وفي تقديمه لتفاصيل حول المنخفض الجوي القادم، قال الأستاذ المُبرّز في الجُغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية والخبير في الطقس، عامر بحبة، في معرض تصريحاته، أمس، بأنّ «تونس شهدت منخفضًا جويًّا بداية من أمس، وستتغيّر حالة الطقس كليًّا»، مشيرًا إلى أنّ «يوم غد الأربعاء سيكون يومًا شتويًّا بامتياز وسيشهد نزول أمطار غزيرة مع برودة شتويّة خاصّة في شمال البلاد».
وأوضح بحبة، خلال مداخلة إذاعية، أنّه «بداية من يوم أمس تأثر الطقس بالمنخفض الجوي، وأنه سيشهد حالة انعدام استقرار، خاصّة بداية من ليلة أمس، مع نزول أمطار في الولايات الغربية باجة، جندوبة، والكاف، بالإضافة إلى شمال القصرين وشمال غرب تونس بكميات متوسّطة».
وقال بحبة إنّ «التقلّبات الجويّة كانت أمس متوسّطة وكميات الأمطار ستكون طيّبة نسبيًّا في بعض المناطق على غرار شمال تونس»، لافتًا إلى أنّ «درجات الحرارة ستكون مستقرّة وتصل في الشمال إلى 25 درجة وتتجاوز الـ32 درجة في الجنوب».
وأكّد بحبة أنّ «ذروة الأمطار ستكون يوم غد الأربعاء، الذي سيشهد نزول أمطار غزيرة وعامّة في شمال البلاد وأغلب الولايات في الوسط وبعض المناطق في الجنوب»، مشيرًا إلى أنّ «الكميات يمكن أن تتراوح بين 70 و100 ملم خاصّة في الشمال». وأضاف أنّ «درجات الحرارة يوم الأربعاء ستكون بين 8 و11 درجة بالمرتفعات، وفي شمال تونس ستصل إلى 13 درجة، في حين ستصل في الوسط إلى 23 درجة وأعلى بقليل في الجنوب».
وأشار الخبير في الطقس، إلى أنّه «من المتوقع أن تشهد البلاد بداية من يوم 20 أفريل الجاري نزول منخفض جويّ جديد وبالتالي هناك إمكانية أن تكون تونس تحت تأثير منخفضيْن جويّيْن خلال الـ10 أيام المقبلة».
وبخصوص وضعية السدود، قال بحبة إنّ «نسبة الامتلاء العامة للسدود بلغت 36,2 % إلى حدود أول أمس»، لافتًا إلى «إمكانية جريان الأودية بعد المنخفض الجوي المذكور وبالتالي ستدخل المياه إلى سدود تونس بكميات هامة».
من جهة أخرى وبعيدا عن المنخفضات الجوية فإنه يصح التساؤل عن التأثيرات المحتملة للتساقطات على بعض المحاصيل الزراعية خاصة تلك التي لا يلائمها في هذه الفترة نزول كميات كبيرة من الأمطار.
وفي هذا الإطار يؤكد أهل الاختصاص لـ«الصباح» أنه عادة ما يكون للتساقطات أثر إيجابي يشمل بعض الجوانب على غرار تعزيز المخزون المائي، حيث ساهمت الأمطار الأخيرة كما ستساهم في الفترة القادمة في زيادة منسوب السدود والمياه الجوفية، مما يعزز الموارد المائية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف. كما أن التساقطات القادمة تعتبر جوهرية للمحاصيل الزراعية التي تعتمد على الري الطبيعي، مثل الحبوب والخضروات حيث ستساعد على نموها وتحسين جودتها. كما أنها ستساهم في تنقية الجو من الغبار وزيادة نسبة الرطوبة مما سيكون له أثر إيجابي على الغطاء النباتي والبيئة بشكل عام.
لكن الأمطار الغزيرة في حال تحولت الى فيضانات وسيول فإنها قد تؤثر على بعض المحاصيل الزراعية الحساسة للمياه الزائدة مثل بعض أنواع الفواكه والتمور حيث يمكن أن تؤدي الرطوبة العالية إلى تعفن الثمار أو انتشار الأمراض الفطرية.
في حين سيواجه الفلاحون صعوبات في حراثة الأرض وحصاد بعض المنتوجات جراء تشبع التربة بالمياه.
وبعيدا عن الآثار الجانبية فإنه يبقى للمنخفض الجوي والأمطار القادمة- حسب توقعات الخبراء- تأثيرات متباينة حسب طبيعة كل منطقة وكمية التساقطات المسجلة فيها في حين تبقى للغيث النافع أهميته الفارقة في تحسين منسوب الموارد المائية في السدود إلا أن الإدارة الجيدة للموارد والاستعداد للتقلبات الجوية القادمة تبقى ضرورية لتقليل الآثار السلبية خاصة في ظل التغيرات المناخية المتزايدة.
منال الحرزي
بعد هدنة قصيرة، تعود التقلّبات الجوية لتنذر بمنخفضات جوية جديدة وبموجة أخرى من التساقطات، بما يؤشر الى أننا إزاء شهر أفريل استثنائي، من حيث كمية التساقطات والتراجع المسجل في درجات الحرارة مقارنة بما كان عليه الوضع في السنوات الماضية. وفي تقديمه لتفاصيل حول المنخفض الجوي القادم، قال الأستاذ المُبرّز في الجُغرافيا والباحث في المخاطر الطبيعية والخبير في الطقس، عامر بحبة، في معرض تصريحاته، أمس، بأنّ «تونس شهدت منخفضًا جويًّا بداية من أمس، وستتغيّر حالة الطقس كليًّا»، مشيرًا إلى أنّ «يوم غد الأربعاء سيكون يومًا شتويًّا بامتياز وسيشهد نزول أمطار غزيرة مع برودة شتويّة خاصّة في شمال البلاد».
وأوضح بحبة، خلال مداخلة إذاعية، أنّه «بداية من يوم أمس تأثر الطقس بالمنخفض الجوي، وأنه سيشهد حالة انعدام استقرار، خاصّة بداية من ليلة أمس، مع نزول أمطار في الولايات الغربية باجة، جندوبة، والكاف، بالإضافة إلى شمال القصرين وشمال غرب تونس بكميات متوسّطة».
وقال بحبة إنّ «التقلّبات الجويّة كانت أمس متوسّطة وكميات الأمطار ستكون طيّبة نسبيًّا في بعض المناطق على غرار شمال تونس»، لافتًا إلى أنّ «درجات الحرارة ستكون مستقرّة وتصل في الشمال إلى 25 درجة وتتجاوز الـ32 درجة في الجنوب».
وأكّد بحبة أنّ «ذروة الأمطار ستكون يوم غد الأربعاء، الذي سيشهد نزول أمطار غزيرة وعامّة في شمال البلاد وأغلب الولايات في الوسط وبعض المناطق في الجنوب»، مشيرًا إلى أنّ «الكميات يمكن أن تتراوح بين 70 و100 ملم خاصّة في الشمال». وأضاف أنّ «درجات الحرارة يوم الأربعاء ستكون بين 8 و11 درجة بالمرتفعات، وفي شمال تونس ستصل إلى 13 درجة، في حين ستصل في الوسط إلى 23 درجة وأعلى بقليل في الجنوب».
وأشار الخبير في الطقس، إلى أنّه «من المتوقع أن تشهد البلاد بداية من يوم 20 أفريل الجاري نزول منخفض جويّ جديد وبالتالي هناك إمكانية أن تكون تونس تحت تأثير منخفضيْن جويّيْن خلال الـ10 أيام المقبلة».
وبخصوص وضعية السدود، قال بحبة إنّ «نسبة الامتلاء العامة للسدود بلغت 36,2 % إلى حدود أول أمس»، لافتًا إلى «إمكانية جريان الأودية بعد المنخفض الجوي المذكور وبالتالي ستدخل المياه إلى سدود تونس بكميات هامة».
من جهة أخرى وبعيدا عن المنخفضات الجوية فإنه يصح التساؤل عن التأثيرات المحتملة للتساقطات على بعض المحاصيل الزراعية خاصة تلك التي لا يلائمها في هذه الفترة نزول كميات كبيرة من الأمطار.
وفي هذا الإطار يؤكد أهل الاختصاص لـ«الصباح» أنه عادة ما يكون للتساقطات أثر إيجابي يشمل بعض الجوانب على غرار تعزيز المخزون المائي، حيث ساهمت الأمطار الأخيرة كما ستساهم في الفترة القادمة في زيادة منسوب السدود والمياه الجوفية، مما يعزز الموارد المائية، خاصة مع اقتراب فصل الصيف. كما أن التساقطات القادمة تعتبر جوهرية للمحاصيل الزراعية التي تعتمد على الري الطبيعي، مثل الحبوب والخضروات حيث ستساعد على نموها وتحسين جودتها. كما أنها ستساهم في تنقية الجو من الغبار وزيادة نسبة الرطوبة مما سيكون له أثر إيجابي على الغطاء النباتي والبيئة بشكل عام.
لكن الأمطار الغزيرة في حال تحولت الى فيضانات وسيول فإنها قد تؤثر على بعض المحاصيل الزراعية الحساسة للمياه الزائدة مثل بعض أنواع الفواكه والتمور حيث يمكن أن تؤدي الرطوبة العالية إلى تعفن الثمار أو انتشار الأمراض الفطرية.
في حين سيواجه الفلاحون صعوبات في حراثة الأرض وحصاد بعض المنتوجات جراء تشبع التربة بالمياه.
وبعيدا عن الآثار الجانبية فإنه يبقى للمنخفض الجوي والأمطار القادمة- حسب توقعات الخبراء- تأثيرات متباينة حسب طبيعة كل منطقة وكمية التساقطات المسجلة فيها في حين تبقى للغيث النافع أهميته الفارقة في تحسين منسوب الموارد المائية في السدود إلا أن الإدارة الجيدة للموارد والاستعداد للتقلبات الجوية القادمة تبقى ضرورية لتقليل الآثار السلبية خاصة في ظل التغيرات المناخية المتزايدة.