إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

‬بعد‭ ‬إحالة‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭..‬ رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬لـ"الصباح": التنقيح ‬سيضمن‭ ‬الحقوق‭ ‬ويخفف‭ ‬العبء‭ ‬عن‭ ‬القضاء

تونس‭ - ‬الصباح‭ ‬

أحال‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬للنظر‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬مقترح‭ ‬كان‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬14‭ ‬نائبا‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭. ‬وقد‭ ‬لاقى‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬والتنفيذ‭ ‬وبعض‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭.‬

وقد‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬مهنة‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد،‭ ‬كمال‭ ‬بن‭ ‬منصور‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭  ‬تنقيح‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬يأتي‭ ‬كضرورة‭ ‬ملحة،‭ ‬طالب‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬لتسهيل‭ ‬استخلاص‭ ‬ديونهم،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬الذي‭ ‬منع‭ ‬استعمال‭ ‬الشيك‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضمان‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الديون‭ ‬وكوسيلة‭ ‬أيضا‭ ‬للخلاص‭ ‬بالتقسيط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتاده‭  ‬التونسيون‭ ‬في‭ ‬معاملاتهم‭ ‬اليومية‭ ‬المالية‭ ‬والتجارية،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وصار‭ ‬اليوم‭ ‬استعماله‭ ‬بتلك‭ ‬الصيغ،‭ ‬بصدور‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬للشيكات،‭ ‬فعلا‭ ‬مجرما‭ ‬وصارت‭ ‬الكمبيالة‭ ‬والاعتراف‭ ‬بدين‭ ‬والرهن‭ ‬والكفالة‭ ‬العينية‭ ‬والشخصية‭ ‬بدائل‭ ‬قانونية‭ ‬ضرورية‭ ‬لاستعمالات‭ ‬الشيك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬والمالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المدين‭ ‬المماطل‭ ‬والذي‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬ديونه،‭ ‬بحلول‭ ‬آجال‭ ‬استخلاص‭ ‬ذلك‭ ‬الدين،‭  ‬أصبح‭ ‬أمامه‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬لجأ‭ ‬الدائن‭ ‬للقضاء‭ ‬لمطالبته‭ ‬بخلاص‭ ‬دينه‭.‬‭ ‬ويعلم‭ ‬الجميع‭ ‬طول‭ ‬وتعقيدات‭ ‬إجراءات‭ ‬التقاضي‭ ‬وتكاليف‭ ‬الزمن‭ ‬القضائي‭ ‬والتي‭ ‬يتكبدها‭ ‬الدائن‭ ‬وينتفع‭ ‬منها‭ ‬المدين‭ ‬المماطل‭.‬

وحسب‭ ‬رأي‭ ‬محدثنا‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لتصحيح‭ ‬المسار،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬مثبتا‭ ‬بحجة‭ ‬عادلة‭ ‬محررة‭ ‬بَواسطة‭ ‬عدل‭ ‬إشهاد،‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مميزات‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قابليتها‭ ‬للطعن‭ ‬وفي‭ ‬قوتها‭ ‬الثبوتية‭ ‬وتاريخها‭ ‬الثابت،‭ ‬فإن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬يصبح‭ ‬مضيعة‭ ‬لوقت‭ ‬الدائن‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الدين،‭ ‬وإثقالا‭ ‬لكاهل‭ ‬القضاء‭ ‬ذاته،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬القوانين‭ ‬المقارنة‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والغربية،‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬الدين‭ ‬موثقا‭ ‬بحجة‭ ‬عادلة،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الحجة‭ ‬تنفذ‭ ‬مباشرة‭ ‬بحلول‭ ‬أجل‭ ‬الدين،‭ ‬ويصبح‭ ‬بإمكان‭ ‬الدائن‭ ‬التنفيذ‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬المدين‭ ‬المماطل،‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬القضاء،‭ ‬لأن‭ ‬الحجة‭ ‬العادلة‭ ‬هي‭ ‬حجة‭ ‬رسمية‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي،‭ ‬وتأسست‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬قانوني‭ ‬هام،‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬سلطان‭ ‬الإرادة‭ ‬واتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬استخلاص‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬أجله‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بينهما‭. ‬فمتى‭ ‬ثبت‭ ‬حلول‭ ‬ذلك‭ ‬الأجل‭ ‬فإن،‭ ‬الدائن‭ ‬يتوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬عدول‭ ‬التنفيذ‭ ‬للتنبيه‭ ‬على‭ ‬المدين‭ ‬بحلول‭ ‬الأجل‭ ‬ثم‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬مكاسبه‭ ‬مباشرة،‭ ‬ضمانا‭ ‬لحقوق‭ ‬الدائن‭.‬

وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬أن‭  ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬جاء‭ ‬ليجسد‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬بإكساء‭ ‬الحجة‭ ‬العادلة‭ ‬المتضمنة‭ ‬لالتزامات‭ ‬مالية‭ ‬بالقوة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬وعدول‭ ‬التنفيذ‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬باركوا‭ ‬وثمنوا‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬للحقوق‭ ‬وربح‭ ‬للزمن‭ ‬القضائي‭ ‬وتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬القضاء‭.‬

وكان‭ ‬14‭ ‬نائبا‭ ‬تقدموا،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الفارط،‭ ‬بمبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان،‭ ‬لتعزيز‭ ‬القوة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للكمبيالة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭.‬

وتنص‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬الكمبيالة‭ ‬‹›حجة‭ ‬عادلة››‭ (‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدين‭) ‬تتم‭ ‬صياغتها‭ ‬لدى‭ ‬عدل‭ ‬الإشهاد‭ ‬وتتمتع‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬بقوة‭ ‬الثبوتية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وتكون‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬آمنة‭ ‬وأكثر‭ ‬ضمانا‭.‬

وأشار‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السندات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬قوة‭ ‬تنفيذية،‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬حكم‭ ‬مدني‭ ‬إضافي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬التجار‭ ‬والشركات‭ ‬والمتعاقدين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬وعموم‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تجنيب‭ ‬إثقال‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين‭ ‬والقضاء‭ ‬بأعباء‭ ‬مالية‭ ‬وإدارية‭ ‬إضافية‭.‬

 

صباح‭ ‬الشابي

‬بعد‭ ‬إحالة‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬على‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭..‬  رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬لـ"الصباح": التنقيح ‬سيضمن‭ ‬الحقوق‭ ‬ويخفف‭ ‬العبء‭ ‬عن‭ ‬القضاء

تونس‭ - ‬الصباح‭ ‬

أحال‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التشريع‭ ‬العام‭ ‬للنظر‭ ‬فيه‭ ‬وهو‭ ‬مقترح‭ ‬كان‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬14‭ ‬نائبا‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان‭. ‬وقد‭ ‬لاقى‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬إيجابية‭ ‬من‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬والتنفيذ‭ ‬وبعض‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭.‬

وقد‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬مهنة‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد،‭ ‬كمال‭ ‬بن‭ ‬منصور‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ«الصباح‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مقترح‭  ‬تنقيح‭ ‬هذا‭ ‬الفصل‭ ‬يأتي‭ ‬كضرورة‭ ‬ملحة،‭ ‬طالب‭ ‬بها‭ ‬عدد‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والشركات‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬لتسهيل‭ ‬استخلاص‭ ‬ديونهم،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬41‭ ‬لسنة‭ ‬2024،‭ ‬الذي‭ ‬منع‭ ‬استعمال‭ ‬الشيك‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضمان‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الديون‭ ‬وكوسيلة‭ ‬أيضا‭ ‬للخلاص‭ ‬بالتقسيط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتاده‭  ‬التونسيون‭ ‬في‭ ‬معاملاتهم‭ ‬اليومية‭ ‬المالية‭ ‬والتجارية،‭ ‬منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬وصار‭ ‬اليوم‭ ‬استعماله‭ ‬بتلك‭ ‬الصيغ،‭ ‬بصدور‭ ‬القانون‭ ‬المنظم‭ ‬للشيكات،‭ ‬فعلا‭ ‬مجرما‭ ‬وصارت‭ ‬الكمبيالة‭ ‬والاعتراف‭ ‬بدين‭ ‬والرهن‭ ‬والكفالة‭ ‬العينية‭ ‬والشخصية‭ ‬بدائل‭ ‬قانونية‭ ‬ضرورية‭ ‬لاستعمالات‭ ‬الشيك‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬والمالية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المدين‭ ‬المماطل‭ ‬والذي‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬ديونه،‭ ‬بحلول‭ ‬آجال‭ ‬استخلاص‭ ‬ذلك‭ ‬الدين،‭  ‬أصبح‭ ‬أمامه‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬لجأ‭ ‬الدائن‭ ‬للقضاء‭ ‬لمطالبته‭ ‬بخلاص‭ ‬دينه‭.‬‭ ‬ويعلم‭ ‬الجميع‭ ‬طول‭ ‬وتعقيدات‭ ‬إجراءات‭ ‬التقاضي‭ ‬وتكاليف‭ ‬الزمن‭ ‬القضائي‭ ‬والتي‭ ‬يتكبدها‭ ‬الدائن‭ ‬وينتفع‭ ‬منها‭ ‬المدين‭ ‬المماطل‭.‬

وحسب‭ ‬رأي‭ ‬محدثنا‭ ‬جاءت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لتصحيح‭ ‬المسار،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬مثبتا‭ ‬بحجة‭ ‬عادلة‭ ‬محررة‭ ‬بَواسطة‭ ‬عدل‭ ‬إشهاد،‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مميزات‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قابليتها‭ ‬للطعن‭ ‬وفي‭ ‬قوتها‭ ‬الثبوتية‭ ‬وتاريخها‭ ‬الثابت،‭ ‬فإن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬يصبح‭ ‬مضيعة‭ ‬لوقت‭ ‬الدائن‭ ‬لاستخلاص‭ ‬الدين،‭ ‬وإثقالا‭ ‬لكاهل‭ ‬القضاء‭ ‬ذاته،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬في‭ ‬جل‭ ‬القوانين‭ ‬المقارنة‭ ‬وفي‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والغربية،‭ ‬متى‭ ‬كان‭ ‬الدين‭ ‬موثقا‭ ‬بحجة‭ ‬عادلة،‭ ‬فإن‭ ‬تلك‭ ‬الحجة‭ ‬تنفذ‭ ‬مباشرة‭ ‬بحلول‭ ‬أجل‭ ‬الدين،‭ ‬ويصبح‭ ‬بإمكان‭ ‬الدائن‭ ‬التنفيذ‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬المدين‭ ‬المماطل،‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬للذهاب‭ ‬إلى‭ ‬القضاء،‭ ‬لأن‭ ‬الحجة‭ ‬العادلة‭ ‬هي‭ ‬حجة‭ ‬رسمية‭ ‬شأنها‭ ‬شأن‭ ‬الحكم‭ ‬القضائي،‭ ‬وتأسست‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬قانوني‭ ‬هام،‭ ‬هو‭ ‬مبدأ‭ ‬سلطان‭ ‬الإرادة‭ ‬واتفاق‭ ‬الطرفين‭ ‬على‭ ‬استخلاص‭ ‬الدين‭ ‬في‭ ‬أجله‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بينهما‭. ‬فمتى‭ ‬ثبت‭ ‬حلول‭ ‬ذلك‭ ‬الأجل‭ ‬فإن،‭ ‬الدائن‭ ‬يتوجه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬عدول‭ ‬التنفيذ‭ ‬للتنبيه‭ ‬على‭ ‬المدين‭ ‬بحلول‭ ‬الأجل‭ ‬ثم‭ ‬التنفيذ‭ ‬على‭ ‬مكاسبه‭ ‬مباشرة،‭ ‬ضمانا‭ ‬لحقوق‭ ‬الدائن‭.‬

وأضاف‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬متابعة‭ ‬قوانين‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬أن‭  ‬مقترح‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬جاء‭ ‬ليجسد‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬بإكساء‭ ‬الحجة‭ ‬العادلة‭ ‬المتضمنة‭ ‬لالتزامات‭ ‬مالية‭ ‬بالقوة‭ ‬التنفيذية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬عدول‭ ‬الإشهاد‭ ‬وعدول‭ ‬التنفيذ‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬باركوا‭ ‬وثمنوا‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬للحقوق‭ ‬وربح‭ ‬للزمن‭ ‬القضائي‭ ‬وتخفيف‭ ‬العبء‭ ‬على‭ ‬القضاء‭.‬

وكان‭ ‬14‭ ‬نائبا‭ ‬تقدموا،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الفارط،‭ ‬بمبادرة‭ ‬تشريعية‭ ‬إلى‭ ‬البرلمان،‭ ‬لتعزيز‭ ‬القوة‭ ‬التنفيذية‭ ‬للكمبيالة،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنقيح‭ ‬الفصل‭ ‬286‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭.‬

وتنص‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬على‭ ‬تضمين‭ ‬الكمبيالة‭ ‬‹›حجة‭ ‬عادلة››‭ (‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدين‭) ‬تتم‭ ‬صياغتها‭ ‬لدى‭ ‬عدل‭ ‬الإشهاد‭ ‬وتتمتع‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬بقوة‭ ‬الثبوتية‭ ‬والتنفيذية‭ ‬وتكون‭ ‬على‭ ‬إثرها‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬آمنة‭ ‬وأكثر‭ ‬ضمانا‭.‬

وأشار‭ ‬نص‭ ‬المبادرة‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السندات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬قوة‭ ‬تنفيذية،‭ ‬دون‭ ‬حاجة‭ ‬الى‭ ‬حكم‭ ‬مدني‭ ‬إضافي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬تعطيل‭ ‬مصالح‭ ‬التجار‭ ‬والشركات‭ ‬والمتعاقدين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬وعموم‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬ستساهم‭ ‬في‭ ‬تجنيب‭ ‬إثقال‭ ‬كاهل‭ ‬المواطنين‭ ‬والقضاء‭ ‬بأعباء‭ ‬مالية‭ ‬وإدارية‭ ‬إضافية‭.‬

 

صباح‭ ‬الشابي