خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2025.. ارتفاع الصادرات التونسية نحو الدول المغاربية
مقالات الصباح
ارتفعت الصادرات التونسية إلى دول المغرب العربي خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2025، وذلك نحو ليبيا بنسبة 39,6 بالمائة والمغرب بنسبة 38,6 بالمائة والجزائر بنسبة 15,3 بالمائة، كما زادت نحو مصر بنسبة 155،7 بالمائة. وتظهر هذه المؤشرات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء أن تونس تسعى بخطى حثيثة إلى تعزيز تواجدها في محيطها العربي والمغاربي من حيث المبادلات التجارية، من خلال دفع قيمة الصادرات مُعوّلة على عنصر القرب الجغرافي والتقارب الثقافي واللغوي والتاريخي لتسهيل تدفق الصادرات.
وفي هذا الإطار قال المحلل المالي بسام النيفر، إن دول المغرب العربي إضافة إلى مصر تٌورّد من تونس غالبا مواد غذائية، مما ساهم في انتعاش ملحوظ من حيث قيمة الصادرات التونسية نحو هذه الدول، رغم انخفاض سعر زيت الزيتون.
الصناعات الغذائية قوّة تصديرية
وأوضح بسام النيفر في حديثه لـ«الصباح» أن المواد الغذائية المُصدّرة إلى هذه الدول العربية مختلفة ولا تشمل فقط زيت الزيتون، مما يُفسّر تسجيل ميزان المواد الغذائية فائضا بقيمة 614,8 مليون دينار في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري 2025.
وواصلت في الأشهر الأخيرة الصناعات الغذائية نسقها التصاعدي من حيث تطور قيمة الصادرات، بعد أن عرفت نموا بنسبة 17 بالمائة أي ما يعادل 7041 مليون دينار في 2024، مقابل 6034 مليون دينار في العام الذي سبقه 2023، على أن قطاع الصناعات الغذائية يؤمن حوالي 79 ألف موطن شغل.
واعتبر المحلّل المالي أنه رغم بقاء الاتحاد الأوروبي الشريك الأول لتونس إلا أن تونس قد عزّزت حضورها بصفة لافتة في الأسواق العربية خاصة في دول الجوار على غرار الجزائر، رغم أن تونس تستورد كميات كبيرة من الغاز الجزائري لتغطية حاجياتها من الاستهلاك المحلي من الطاقة.
وضع استراتيجيا دقيقة..
وشهدت قيمة الصادرات إلى ليبيا زيادة بـ39,6 بالمائة رغم أن النشاط التجاري على مستوى معبر راس جدير الذي يعدّ أكبر معبر بين البلدين لا يتسم بسهولة انسياب السلع وعرف بعض الاضطرابات والتعطيل، وفي هذا الإطار يرى بسام النيفر أنه يجب إيلاء المبادلات التجارية عبر معبر راس جدير الاهتمام اللازم من البلدين لمزيد تعزيز الصادرات.
واعتبر محدثنا أن تونس بإمكانها التطوير من قيمة صادراتها إلى الدول العربية المُجاورة من خلال ضخّ استثمارات إضافية ووضع إستراتيجية دقيقة.
وفيما يتعلّق بالصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي التي مثّلت 70,1 بالمائة من جملة الصادرات بقيمة 10736,9 م د خلال أشهر جانفي وفيفري ومارس 2025.
ارتفاع صادرات تونس نحو ألمانيا وهولندا..
ووفق معهد المعهد الوطني للإحصاء، زادت صادرات تونس نحو ألمانيا، بنسبة 7,8 بالمائة، ومع هولندا، بنسبة 13,4 بالمائة، في المقابل تراجعت صادرات البلاد مع بعض الشركاء الأوروبيين، من ذلك فرنسا، بنسبة 5,7 بالمائة، وإيطاليا، بنسبة 11,3 بالمائة، وإسبانيا، بنسبة 35،3 بالمائة، ولاحظ المحلل المالي بسام النيفر أن لانخفاض أسعار زيت الزيتون الأثر البارز في تراجع قيمة الصادرات إلى عدد هام من الدول الأوروبية على غرار إيطاليا وفرنسا واسبانيا، وذلك بالنظر إلى أن هذه الدول تعدّ المورد الأكبر لزيت الزيتون التونسي، حيث استحوذت دول الاتحاد الأوروبي على 59.4 بالمائة من حيث صادرات زيت الزيتون منذ بداية الموسم إلى غاية موفى فيفري 2025، في حين ارتفعت قيمة الصادرات إلى ألمانيا، على خلفية أن هذا البلد ليس من المُورّدين الكبار لزيت الزيتون التونسي.
وكان المرصد الوطني للفلاحة قد أشار إلى أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من الموسم 2024 /2025، تعدّ إيطاليا أوّل مشتر لزيت الزيتون التونسي، بحصّة تعادل 31،4 بالمائة من الكميّات المصدرة تليها اسبانيا بـ24 بالمائة، وهو ما ينسحب أيضا على زيت الزيتون البيولوجي لذات الفترة إذ تعتبر إيطاليا أوّل مورّد لزيت الزيتون البيولوجي التونسي، بعد استئثارها بـ65 بالمائة من الكميّات المصدرة تليها اسبانيا بـ16 بالمائة.
وتراجعت العائدات المتأتيّة من تصدير زيت الزيتون منذ بداية الموسم، موفى فيفري 2025 بنسبة 26،8 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم المنقضي 2023/2024، حيث تقلّصت إلى 1691،4 مليون دينار، رغم الزيادة في الكميّات المصدرة، بنسبة 40.8 بالمائة، إذ بلغت مستوى 132،2 ألف طن.
وفي ظل تراجع أسعار زيت الزيتون في الأسواق العالمية، وضعت تونس خطة ترويجية تنفذها وزارة التجارة وتنمية الصادرات ومركز النهوض بالصادرات تستهدف العديد من الأسواق من العربية والإفريقية والآسيوية من أجل تنويع الوجهات.
أزمة صناعة السيارات في الفضاء الأوروبي
ومن العوامل الأخرى، حسب بسام النيفر، التي أدت إلى تقلّص قيمة الصادرات إلى دول الإتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، الأزمة التي تعيش على وقعها أغلب الدول الأوروبية منذ أشهر في قطاع صناعة السيارات.
وأغلقت العديد من المصانع المتخصّصة في صناعة السيارات أبوابها في أوروبا، وقامت بتسريح أعداد هامة من العمال، من بينها آخر مصنع متبق في مدينة تورينو الإيطالية، رغم أن المدينة تعدّ محركا أساسيا لصناعة السيارات في إيطاليا.
ويشكو قطاع صناعة السيارات في أوروبا من انخفاض مبيعات السيارات وتباطؤ التحول نحو السيارات الكهربائية، إذ تحولت صناعة السيارات إلى واحدة من أكثر القطاعات اضطرابا على المستوى الأوروبي.
هذا وتطوّرت صادرات قطاع الصناعات الميكانيكية في تونس بنسبة 6 بالمائة في 2024، مقارنة بسنة 2023، بينما تراجعت مبيعات قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية بـ2,4 بالمائة في الثلاثي الأول من 2025، مقارنة بـ2024.
وذكر بسام النيفر أن الصناعات الميكانيكية والكهربائية في تونس تُعرف بقوة الأداء، خصوصا في مجال صناعة مكونات السيارات وصناعة مكونات الطائرات، ولا تزال تحظى بثقة المورّدين الأوروبيين، رغم الأزمة المذكورة في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُمكن تثمينه.
جدير بالذكر، أن تونس تحتل المرتبة الثانية إفريقيا في قطاع صناعة مكونات السيارات.
درصاف اللموشي
ارتفعت الصادرات التونسية إلى دول المغرب العربي خلال الثلاثة أشهر الأولى من 2025، وذلك نحو ليبيا بنسبة 39,6 بالمائة والمغرب بنسبة 38,6 بالمائة والجزائر بنسبة 15,3 بالمائة، كما زادت نحو مصر بنسبة 155،7 بالمائة. وتظهر هذه المؤشرات التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء أن تونس تسعى بخطى حثيثة إلى تعزيز تواجدها في محيطها العربي والمغاربي من حيث المبادلات التجارية، من خلال دفع قيمة الصادرات مُعوّلة على عنصر القرب الجغرافي والتقارب الثقافي واللغوي والتاريخي لتسهيل تدفق الصادرات.
وفي هذا الإطار قال المحلل المالي بسام النيفر، إن دول المغرب العربي إضافة إلى مصر تٌورّد من تونس غالبا مواد غذائية، مما ساهم في انتعاش ملحوظ من حيث قيمة الصادرات التونسية نحو هذه الدول، رغم انخفاض سعر زيت الزيتون.
الصناعات الغذائية قوّة تصديرية
وأوضح بسام النيفر في حديثه لـ«الصباح» أن المواد الغذائية المُصدّرة إلى هذه الدول العربية مختلفة ولا تشمل فقط زيت الزيتون، مما يُفسّر تسجيل ميزان المواد الغذائية فائضا بقيمة 614,8 مليون دينار في الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري 2025.
وواصلت في الأشهر الأخيرة الصناعات الغذائية نسقها التصاعدي من حيث تطور قيمة الصادرات، بعد أن عرفت نموا بنسبة 17 بالمائة أي ما يعادل 7041 مليون دينار في 2024، مقابل 6034 مليون دينار في العام الذي سبقه 2023، على أن قطاع الصناعات الغذائية يؤمن حوالي 79 ألف موطن شغل.
واعتبر المحلّل المالي أنه رغم بقاء الاتحاد الأوروبي الشريك الأول لتونس إلا أن تونس قد عزّزت حضورها بصفة لافتة في الأسواق العربية خاصة في دول الجوار على غرار الجزائر، رغم أن تونس تستورد كميات كبيرة من الغاز الجزائري لتغطية حاجياتها من الاستهلاك المحلي من الطاقة.
وضع استراتيجيا دقيقة..
وشهدت قيمة الصادرات إلى ليبيا زيادة بـ39,6 بالمائة رغم أن النشاط التجاري على مستوى معبر راس جدير الذي يعدّ أكبر معبر بين البلدين لا يتسم بسهولة انسياب السلع وعرف بعض الاضطرابات والتعطيل، وفي هذا الإطار يرى بسام النيفر أنه يجب إيلاء المبادلات التجارية عبر معبر راس جدير الاهتمام اللازم من البلدين لمزيد تعزيز الصادرات.
واعتبر محدثنا أن تونس بإمكانها التطوير من قيمة صادراتها إلى الدول العربية المُجاورة من خلال ضخّ استثمارات إضافية ووضع إستراتيجية دقيقة.
وفيما يتعلّق بالصادرات إلى دول الاتحاد الأوروبي التي مثّلت 70,1 بالمائة من جملة الصادرات بقيمة 10736,9 م د خلال أشهر جانفي وفيفري ومارس 2025.
ارتفاع صادرات تونس نحو ألمانيا وهولندا..
ووفق معهد المعهد الوطني للإحصاء، زادت صادرات تونس نحو ألمانيا، بنسبة 7,8 بالمائة، ومع هولندا، بنسبة 13,4 بالمائة، في المقابل تراجعت صادرات البلاد مع بعض الشركاء الأوروبيين، من ذلك فرنسا، بنسبة 5,7 بالمائة، وإيطاليا، بنسبة 11,3 بالمائة، وإسبانيا، بنسبة 35،3 بالمائة، ولاحظ المحلل المالي بسام النيفر أن لانخفاض أسعار زيت الزيتون الأثر البارز في تراجع قيمة الصادرات إلى عدد هام من الدول الأوروبية على غرار إيطاليا وفرنسا واسبانيا، وذلك بالنظر إلى أن هذه الدول تعدّ المورد الأكبر لزيت الزيتون التونسي، حيث استحوذت دول الاتحاد الأوروبي على 59.4 بالمائة من حيث صادرات زيت الزيتون منذ بداية الموسم إلى غاية موفى فيفري 2025، في حين ارتفعت قيمة الصادرات إلى ألمانيا، على خلفية أن هذا البلد ليس من المُورّدين الكبار لزيت الزيتون التونسي.
وكان المرصد الوطني للفلاحة قد أشار إلى أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من الموسم 2024 /2025، تعدّ إيطاليا أوّل مشتر لزيت الزيتون التونسي، بحصّة تعادل 31،4 بالمائة من الكميّات المصدرة تليها اسبانيا بـ24 بالمائة، وهو ما ينسحب أيضا على زيت الزيتون البيولوجي لذات الفترة إذ تعتبر إيطاليا أوّل مورّد لزيت الزيتون البيولوجي التونسي، بعد استئثارها بـ65 بالمائة من الكميّات المصدرة تليها اسبانيا بـ16 بالمائة.
وتراجعت العائدات المتأتيّة من تصدير زيت الزيتون منذ بداية الموسم، موفى فيفري 2025 بنسبة 26،8 بالمائة، مقارنة بالفترة ذاتها من الموسم المنقضي 2023/2024، حيث تقلّصت إلى 1691،4 مليون دينار، رغم الزيادة في الكميّات المصدرة، بنسبة 40.8 بالمائة، إذ بلغت مستوى 132،2 ألف طن.
وفي ظل تراجع أسعار زيت الزيتون في الأسواق العالمية، وضعت تونس خطة ترويجية تنفذها وزارة التجارة وتنمية الصادرات ومركز النهوض بالصادرات تستهدف العديد من الأسواق من العربية والإفريقية والآسيوية من أجل تنويع الوجهات.
أزمة صناعة السيارات في الفضاء الأوروبي
ومن العوامل الأخرى، حسب بسام النيفر، التي أدت إلى تقلّص قيمة الصادرات إلى دول الإتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، الأزمة التي تعيش على وقعها أغلب الدول الأوروبية منذ أشهر في قطاع صناعة السيارات.
وأغلقت العديد من المصانع المتخصّصة في صناعة السيارات أبوابها في أوروبا، وقامت بتسريح أعداد هامة من العمال، من بينها آخر مصنع متبق في مدينة تورينو الإيطالية، رغم أن المدينة تعدّ محركا أساسيا لصناعة السيارات في إيطاليا.
ويشكو قطاع صناعة السيارات في أوروبا من انخفاض مبيعات السيارات وتباطؤ التحول نحو السيارات الكهربائية، إذ تحولت صناعة السيارات إلى واحدة من أكثر القطاعات اضطرابا على المستوى الأوروبي.
هذا وتطوّرت صادرات قطاع الصناعات الميكانيكية في تونس بنسبة 6 بالمائة في 2024، مقارنة بسنة 2023، بينما تراجعت مبيعات قطاع الصناعات الميكانيكية والكهربائية بـ2,4 بالمائة في الثلاثي الأول من 2025، مقارنة بـ2024.
وذكر بسام النيفر أن الصناعات الميكانيكية والكهربائية في تونس تُعرف بقوة الأداء، خصوصا في مجال صناعة مكونات السيارات وصناعة مكونات الطائرات، ولا تزال تحظى بثقة المورّدين الأوروبيين، رغم الأزمة المذكورة في دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُمكن تثمينه.
جدير بالذكر، أن تونس تحتل المرتبة الثانية إفريقيا في قطاع صناعة مكونات السيارات.
درصاف اللموشي