-خبراء تونسيون يكشفون عن آلية جديدة لفقدان الوزن مع تحسينات للتدخل الجراحي
-رئيس الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة لـ«الصباح»: الحل الجراحي ناجع لكن!
يصنف مرض السمنة بمرض العصر، ولا تعتبره منظمة الصحة العالمية أو المختصين مجرد مشكلة شكلية، بل هو حالة صحية معقدة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
وتعاني ثلث النساء التونسيات من مرض السمنة في حين تصل النسبة إلى 40 % لدى الرجال، وأكدت وزارة الصحة في بيانها الصادر مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السمنة أن تونس تشهد تزايدا في الإصابة بهذا المرض وهو ما يستدعي تحركا جماعيا لحماية صحة الأجيال القادمة.
وللتصدي للسمنة، قدمت وزارة الصحة التونسية جملة من التوصيات أكدت خلالها على أهمية تناول غذاء صحي يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات، والقليل من السكر والدهون المشبعة وممارسة النشاط البدني، لافتة في هذا الصدد إلى أن 30 دقيقة من الرياضة يوميًا تُحدث فرقًا كبيرًا.
وأمام التغيير الحاصل في نظامنا الحياتي والغذائي، يجد جزء هام من المصابين بالسمنة صعوبات في التخلص من الوزن الزائد. ومع التطور الطبي المسجل في مجال جراحة البدانة يتجه العديد منهم نحو هذا الحل والذي تكون نتائجه بدورها متباينة من شخص إلى آخر مع مخلفات صحية غير محمودة.
وتسمح جراحة علاج البدانة للمريض بفقدان الوزن بعد بضعة أشهر فقط إلى بضعة أسابيع. وتكون النتائج قبل الجراحة وبعد الجراحة، في الكثير من الأحيان غير قابلة للتصديق.
وسيشهد المؤتمر الرابع لجراحة السمنة والأمراض الأيضية الذي تعقده الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة اليوم وغدا بصفاقس، حدثًا علميًا تاريخيًا يتمثل في الإعلان الرسمي لأول مرة عن تقنية جراحية جديدة بالكامل تم تطويرها بواسطة أطباء وجراحين تونسيين. هذه التقنية المبتكرة تُعدّ ثورة في مجال علاج السمنة حسب ما أعلنت الجمعية، حيث تتيح حلولًا جديدة وأكثر أمانًا مقارنةً بالتقنيات التقليدية مثل تكميم المعدة وتحويل المسار، مع تقليص المخاطر والمضاعفات بشكل كبير.
وأفاد الدكتور مراد عدالة، رئيس الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة في حديثه عن المسألة لـ«الصباح»، أن اللقاء سيتناول مختلف المستجدات في مجال الجراحة الخاصة بفقدان الوزن والتي منها الجراحة المغناطيسية وتطوير وتحسين الجراحات بخبرات تونسية بشكل يتم خلاله تخفيض الآثار الجانبية للتدخل الجراحي.
وأوضح الدكتور عدالة أن البحوث والعمل على تحسين التدخل الجراحي في علاقة بفقدان الوزن انطلق مع خبرات تونسية منذ سنة 2024، بالتشارك مع مختصين أجانب من دول إفريقية وأوروبية..
وبين أن تونس على غرار بقية دول العالم بصدد مواجهة غول السمنة بما يتبعه من مخاطر صحية، وهناك 26 % يعانون من مرض السمنة نسبة بسيطة منهم يواجهون السمنة المرضية الشديدة.
وقال إنه للوقاية من هذا المرض يتم اعتماد كل ما هو وقائي تحسيسي تربوي، مع العمل على تحسين التشريعات في علاقة بالسلامة الغذائية واعتماد وسائل فعالة عند تسجيل زيادة وزن خطيرة على الصحة. وبين مراد عدالة أن الجراحة مثلت الآلية الأبرز في تخفيض الوزن خلال السنوات الأخيرة. وكشف أن بين سنتي 2022 و2023 سجلت تونس نحو الـ4 آلاف تدخل جراحي لفقدان الوزن في حالات زيادة الوزن الشديد شملت تونسيين وأجانب.
وأعلن أن خبراء تونسيين سيقدمون خلال المؤتمر، آلية جديدة لفقدان الوزن ووسيتم تقديم مقال علمي يقدم نتائج البحث الجديدة، والتي هي عبارة عن أدوية تحاكي هرمونات الجهاز الهضمي(GLP 1)، تساعد على تخفيض وفقدان الوزن، مع عرض ومحاكاة لعمليات جراحية أقل خطورة لتخفيض الوزن.
وللإشارة بدأت جراحة علاج البدانة أو زيادة الوزن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين باستخدام ربط المعدة بشكل أساسي، حيث يقوم الجراح بإدخال حزام المعدة حول الجزء العلوي من المعدة، مكونًا كيسًا صغيرًا معديًا مليئًا بالقليل من الطعام. بمجرد تركيبها، يتم شد حزام المعدة وفكه حسب الرغبة حتى يستعيد المريض التوازن الغذائي. وغالبًا ما تكون النتائج مذهلة في الأشهر القليلة الأولى مع خسارة كبيرة في الوزن، ولكن لسوء الحظ، بعد بضع سنوات، يستعيد أكثر من 50 ٪ من المرضى الوزن.
وتدخل تكميم المعدة هو إجراء جراحي يزيل ما يقرب من نصف المعدة، وبالتالي فإن المعدة تأخذ حجم وعاء صغير ولا يستطيع المريض تناول كميات كبيرة من الطعام. وبهذه الطريقة، يشبع بسرعة. وغالبًا ما تكون نتائج الأكمام مثيرة للإعجاب. ويعتاد المريض أيضًا على تعلم تناول الطعام الصحي بسبب إتباع نظام غذائي سائل بعد العملية الجراحية لعدة أسابيع. وآلية تصغير المعدة، هي طريق تنظير البطن كما هو الحال بالنسبة للكم. ويتمثل التدخل في تعديل الدائرة الغذائية ولكن أيضًا في تقليل حجم المعدة. وتتجلى نتيجة الالتفاف من خلال تقييد كميات الطعام ولكن أيضًا سوء الامتصاص منذ أن تم تقصير دائرة الهضم. لذلك يصل المريض بسرعة إلى الشبع ولا يحتفظ بالسكريات في جسده ويمتصها بشكل سيء.
ريم سوودي
-خبراء تونسيون يكشفون عن آلية جديدة لفقدان الوزن مع تحسينات للتدخل الجراحي
-رئيس الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة لـ«الصباح»: الحل الجراحي ناجع لكن!
يصنف مرض السمنة بمرض العصر، ولا تعتبره منظمة الصحة العالمية أو المختصين مجرد مشكلة شكلية، بل هو حالة صحية معقدة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
وتعاني ثلث النساء التونسيات من مرض السمنة في حين تصل النسبة إلى 40 % لدى الرجال، وأكدت وزارة الصحة في بيانها الصادر مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة مرض السمنة أن تونس تشهد تزايدا في الإصابة بهذا المرض وهو ما يستدعي تحركا جماعيا لحماية صحة الأجيال القادمة.
وللتصدي للسمنة، قدمت وزارة الصحة التونسية جملة من التوصيات أكدت خلالها على أهمية تناول غذاء صحي يتضمن الكثير من الفواكه والخضروات، والقليل من السكر والدهون المشبعة وممارسة النشاط البدني، لافتة في هذا الصدد إلى أن 30 دقيقة من الرياضة يوميًا تُحدث فرقًا كبيرًا.
وأمام التغيير الحاصل في نظامنا الحياتي والغذائي، يجد جزء هام من المصابين بالسمنة صعوبات في التخلص من الوزن الزائد. ومع التطور الطبي المسجل في مجال جراحة البدانة يتجه العديد منهم نحو هذا الحل والذي تكون نتائجه بدورها متباينة من شخص إلى آخر مع مخلفات صحية غير محمودة.
وتسمح جراحة علاج البدانة للمريض بفقدان الوزن بعد بضعة أشهر فقط إلى بضعة أسابيع. وتكون النتائج قبل الجراحة وبعد الجراحة، في الكثير من الأحيان غير قابلة للتصديق.
وسيشهد المؤتمر الرابع لجراحة السمنة والأمراض الأيضية الذي تعقده الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة اليوم وغدا بصفاقس، حدثًا علميًا تاريخيًا يتمثل في الإعلان الرسمي لأول مرة عن تقنية جراحية جديدة بالكامل تم تطويرها بواسطة أطباء وجراحين تونسيين. هذه التقنية المبتكرة تُعدّ ثورة في مجال علاج السمنة حسب ما أعلنت الجمعية، حيث تتيح حلولًا جديدة وأكثر أمانًا مقارنةً بالتقنيات التقليدية مثل تكميم المعدة وتحويل المسار، مع تقليص المخاطر والمضاعفات بشكل كبير.
وأفاد الدكتور مراد عدالة، رئيس الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة في حديثه عن المسألة لـ«الصباح»، أن اللقاء سيتناول مختلف المستجدات في مجال الجراحة الخاصة بفقدان الوزن والتي منها الجراحة المغناطيسية وتطوير وتحسين الجراحات بخبرات تونسية بشكل يتم خلاله تخفيض الآثار الجانبية للتدخل الجراحي.
وأوضح الدكتور عدالة أن البحوث والعمل على تحسين التدخل الجراحي في علاقة بفقدان الوزن انطلق مع خبرات تونسية منذ سنة 2024، بالتشارك مع مختصين أجانب من دول إفريقية وأوروبية..
وبين أن تونس على غرار بقية دول العالم بصدد مواجهة غول السمنة بما يتبعه من مخاطر صحية، وهناك 26 % يعانون من مرض السمنة نسبة بسيطة منهم يواجهون السمنة المرضية الشديدة.
وقال إنه للوقاية من هذا المرض يتم اعتماد كل ما هو وقائي تحسيسي تربوي، مع العمل على تحسين التشريعات في علاقة بالسلامة الغذائية واعتماد وسائل فعالة عند تسجيل زيادة وزن خطيرة على الصحة. وبين مراد عدالة أن الجراحة مثلت الآلية الأبرز في تخفيض الوزن خلال السنوات الأخيرة. وكشف أن بين سنتي 2022 و2023 سجلت تونس نحو الـ4 آلاف تدخل جراحي لفقدان الوزن في حالات زيادة الوزن الشديد شملت تونسيين وأجانب.
وأعلن أن خبراء تونسيين سيقدمون خلال المؤتمر، آلية جديدة لفقدان الوزن ووسيتم تقديم مقال علمي يقدم نتائج البحث الجديدة، والتي هي عبارة عن أدوية تحاكي هرمونات الجهاز الهضمي(GLP 1)، تساعد على تخفيض وفقدان الوزن، مع عرض ومحاكاة لعمليات جراحية أقل خطورة لتخفيض الوزن.
وللإشارة بدأت جراحة علاج البدانة أو زيادة الوزن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين باستخدام ربط المعدة بشكل أساسي، حيث يقوم الجراح بإدخال حزام المعدة حول الجزء العلوي من المعدة، مكونًا كيسًا صغيرًا معديًا مليئًا بالقليل من الطعام. بمجرد تركيبها، يتم شد حزام المعدة وفكه حسب الرغبة حتى يستعيد المريض التوازن الغذائي. وغالبًا ما تكون النتائج مذهلة في الأشهر القليلة الأولى مع خسارة كبيرة في الوزن، ولكن لسوء الحظ، بعد بضع سنوات، يستعيد أكثر من 50 ٪ من المرضى الوزن.
وتدخل تكميم المعدة هو إجراء جراحي يزيل ما يقرب من نصف المعدة، وبالتالي فإن المعدة تأخذ حجم وعاء صغير ولا يستطيع المريض تناول كميات كبيرة من الطعام. وبهذه الطريقة، يشبع بسرعة. وغالبًا ما تكون نتائج الأكمام مثيرة للإعجاب. ويعتاد المريض أيضًا على تعلم تناول الطعام الصحي بسبب إتباع نظام غذائي سائل بعد العملية الجراحية لعدة أسابيع. وآلية تصغير المعدة، هي طريق تنظير البطن كما هو الحال بالنسبة للكم. ويتمثل التدخل في تعديل الدائرة الغذائية ولكن أيضًا في تقليل حجم المعدة. وتتجلى نتيجة الالتفاف من خلال تقييد كميات الطعام ولكن أيضًا سوء الامتصاص منذ أن تم تقصير دائرة الهضم. لذلك يصل المريض بسرعة إلى الشبع ولا يحتفظ بالسكريات في جسده ويمتصها بشكل سيء.