شهدت الأيام القليلة الماضية، وقفات ومسيرات جماهيرية حاشدة، في مختلف الولايات والمدن، وذلك تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة الذي يتعرّض إلى إبادة جماعية وتجويع بعد استئناف الحرب من طرف الكيان المحتّل، وتأتي هذه المسيرات والوقفات في إطار التضامن مع أهالي غزة أمام ما يتعرّضون إليه من عدوان وحشي ورفض كذلك لمقترح التهجير الذي تتمسّك به إسرائيل وحلفائها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت هذه المسيرات تلبية لنداء عدد من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني، بمشاركة واسعة من طلبة الجامعات والمعاهد في مختلف أنحاء البلاد، أما في العاصمة فقد انطلقت مسيرات هامة من أمام العديد من المؤسسات الجامعية والمعاهد وتركّزت في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وأمام المسرح البلدي، الاثنين الماضي ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والتونسية، وهتفوا بشعارات تؤكد وحدة المصير والتلاحم الشعبي مع القضية الفلسطينية، ورفض جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وكان الحادث الأليم الذي وأودى بحياة الطالب فارس خالد وهو يحاول تثبيت العلم الفلسطيني فوق إحدى البنايات، حافزا لمواصلة التظاهر ضدّ الفظاعات المرتكبة في غزّة وتحوّلت جنازته بالأمس إلى مسيرة ضخمة داعمة للحق الفلسطيني كما تمّ نعيه من أبرز فصائل المقاومة في قطاع غزّة والضفة واعتباره شهيدا للراية الفلسطينية. وتجدّد الموعد أمس الأربعاء مع مسيرة احتجاجية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حيث دعت الهيئة الوطنية للمحامين إلى مسيرة وطنية من أجل دعم وإسناد غزة، كما دعا عدد من فروع الهيئة إلى مسيرات جهوية بهدف دعم القضية .
مسيرات شعبية غاضبة
بعد المجازر الأخيرة والمروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزّل بقطاع عزّة دعت «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» نهاية الأسبوع الماضي إلى عدد من الوقفات الاحتجاجية خاصة أمام مقرّ السفارة الأمريكية بتونس العاصمة وذلك تحت شعار «أوقفوا الإبادة فكوا الحصار»، حيث تظاهر مئات التونسيين في وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية وطالبوا بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ندّد المحتجون بالعدوان الأمريكي ضدّ اليمن ولبنان وسوريا وطالبوا بطرد السفير الأمريكي، واستنكروا صمت الحكام والأنظمة الرسمية في المنطقة عمّا يجري في غزة .
وفي تصريح لـ «الصباح» بمناسبة تلك الوقفة الاحتجاجية قال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار الوقفة أمام السفارة الأمريكية هي من أجل نقل صوت الشارع التونسي لكل العالم، حيث اجتمع التونسيون باختلاف انتماءاتهم السياسية ووحدتهم غزة وقضية فلسطين، ورسالة المحتجين واضحة وهي تجريم التطبيع وطرد السفير».
وبالتزامن مع وقفات العاصمة شهدت مدينة صفاقس مسيرة ضخمة مساندة للقضيّة الفلسطينية تنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة وكذلك احتجاجا على عمليات القتل الممنهجة، وتنديدا بالمخطّط الصهيو-أمريكي لهدم كامل القطاع وتحويله إلى أرض غير قابلة لحياة الإنسان وإجبار الغزاويين على الهجرة القسريّة .
وتمّ رفع أعلام تونس وفلسطين ورايات المقاومة الفلسطينية واللبنانية مع عديد الشعارات المنادية بتجريم التطبيع، بالإضافة إلى مطالبة الأنظمة العربية بفكّ الحصار الجائر على قطاع غزة. كما ندّد المشاركون في المسيرة بالصمت الدولي عن المجازر وجرائم الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني على أرض غزّة.
وفي نفس اليوم أيضا شهدت مدينة سوسة مسيرة حاشدة تضم المئات من المتضامنين مع القضية الفلسطينية وقد رفعت شعارات مختلفة تشجب العدوان الصهيوني على قطاع غزة وكافة المناطق الفلسطينية وحرب الإبادة التي يقودها الاحتلال مع كيانات ودول غربية، كما رفعت مجسمات لضحايا القصف والمجازر من الأطفال.
ولم تقتصر المسيرات على العاصمة وصفاقس وسوسة بل شهدت بقية الولايات مثل جندوبة وقابس والقصرين مسيرات احتجاجية وخاصة مسيرات طلابية وتلمذية .
المساعدات الإنسانية والطبية
منذ أيام أكد الهلال الأحمر التونسي أن سيارات الإسعاف التي تم اقتناؤها عن طريق تبرّعات التونسيين منذ بداية الحرب هي اليوم على بعد أمتار من معبر رفح وفي مخازن الهلال الأحمر المصري برفح المصرية، في حين تمكّن الهلال الأحمر التونسي من إدخال 1600 طن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة وهي عبارة عن أدوية وأغذية.
وقد تعطّل بشكل كبير دخول المساعدات إلى قطاع غزّة من تاريخ 2 مارس الفارط بعد قرار رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع. وقد اعتبرت حركة «حماس» قرار نتنياهو بوقف إدخال المساعدات لقطاع غزة «ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت المساعدات الطبية من بين المساعدات الإنسانية التي أثارت التساؤلات بشأنها حيث أكد عميد الأطباء التونسيين رضا الضاوي بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزّة قبل استئنافه من طرف الاحتلال أن العمادة ستبدأ بترتيبات لتسيير قوافل طبية في اتجاه قطاع غزة وذلك من أجل دعم جهود الأطباء هناك وتوفير العلاج للجرحى. وأكّدت عمادة الأطباء أن عددا كبيرا من الأطباء التونسيين حاولوا الوصول برّا إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح ولكنهم فشلوا في الدخول، ومن دخل من الأطباء التونسيين كان في إطار مبادرات فردية وبالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية. ومنذ أكتوبر 2023، ينتظر عشرات الأطباء التونسيين الضوء الأخضر للدخول إلى قطاع غزة من أجل تعزيز قدرات الطواقم الطبية لتوفير العلاجات للجرحى.
واليوم وفي انتظار وقف إطلاق النار مجدّدا لابدّ من تكثيف التحركات من طرف الجهات المعنية وبعث نداءات من أجل الانخراط في هذه المساعدات الإنسانية والطبية لإنجاد آلاف الغزوايين الذين يعانون النزوح والجوع في ظل غياب المساعدات الطبية والإنسانية.
منية العرفاوي
شهدت الأيام القليلة الماضية، وقفات ومسيرات جماهيرية حاشدة، في مختلف الولايات والمدن، وذلك تنديدا بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة الذي يتعرّض إلى إبادة جماعية وتجويع بعد استئناف الحرب من طرف الكيان المحتّل، وتأتي هذه المسيرات والوقفات في إطار التضامن مع أهالي غزة أمام ما يتعرّضون إليه من عدوان وحشي ورفض كذلك لمقترح التهجير الذي تتمسّك به إسرائيل وحلفائها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت هذه المسيرات تلبية لنداء عدد من النشطاء ومنظمات المجتمع المدني، بمشاركة واسعة من طلبة الجامعات والمعاهد في مختلف أنحاء البلاد، أما في العاصمة فقد انطلقت مسيرات هامة من أمام العديد من المؤسسات الجامعية والمعاهد وتركّزت في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وأمام المسرح البلدي، الاثنين الماضي ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية والتونسية، وهتفوا بشعارات تؤكد وحدة المصير والتلاحم الشعبي مع القضية الفلسطينية، ورفض جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
وكان الحادث الأليم الذي وأودى بحياة الطالب فارس خالد وهو يحاول تثبيت العلم الفلسطيني فوق إحدى البنايات، حافزا لمواصلة التظاهر ضدّ الفظاعات المرتكبة في غزّة وتحوّلت جنازته بالأمس إلى مسيرة ضخمة داعمة للحق الفلسطيني كما تمّ نعيه من أبرز فصائل المقاومة في قطاع غزّة والضفة واعتباره شهيدا للراية الفلسطينية. وتجدّد الموعد أمس الأربعاء مع مسيرة احتجاجية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، حيث دعت الهيئة الوطنية للمحامين إلى مسيرة وطنية من أجل دعم وإسناد غزة، كما دعا عدد من فروع الهيئة إلى مسيرات جهوية بهدف دعم القضية .
مسيرات شعبية غاضبة
بعد المجازر الأخيرة والمروّعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين العزّل بقطاع عزّة دعت «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» نهاية الأسبوع الماضي إلى عدد من الوقفات الاحتجاجية خاصة أمام مقرّ السفارة الأمريكية بتونس العاصمة وذلك تحت شعار «أوقفوا الإبادة فكوا الحصار»، حيث تظاهر مئات التونسيين في وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية وطالبوا بتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما ندّد المحتجون بالعدوان الأمريكي ضدّ اليمن ولبنان وسوريا وطالبوا بطرد السفير الأمريكي، واستنكروا صمت الحكام والأنظمة الرسمية في المنطقة عمّا يجري في غزة .
وفي تصريح لـ «الصباح» بمناسبة تلك الوقفة الاحتجاجية قال عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار الوقفة أمام السفارة الأمريكية هي من أجل نقل صوت الشارع التونسي لكل العالم، حيث اجتمع التونسيون باختلاف انتماءاتهم السياسية ووحدتهم غزة وقضية فلسطين، ورسالة المحتجين واضحة وهي تجريم التطبيع وطرد السفير».
وبالتزامن مع وقفات العاصمة شهدت مدينة صفاقس مسيرة ضخمة مساندة للقضيّة الفلسطينية تنديدا بحرب الإبادة الجماعية التي يمارسها العدو الصهيوني ضد قطاع غزة وكذلك احتجاجا على عمليات القتل الممنهجة، وتنديدا بالمخطّط الصهيو-أمريكي لهدم كامل القطاع وتحويله إلى أرض غير قابلة لحياة الإنسان وإجبار الغزاويين على الهجرة القسريّة .
وتمّ رفع أعلام تونس وفلسطين ورايات المقاومة الفلسطينية واللبنانية مع عديد الشعارات المنادية بتجريم التطبيع، بالإضافة إلى مطالبة الأنظمة العربية بفكّ الحصار الجائر على قطاع غزة. كما ندّد المشاركون في المسيرة بالصمت الدولي عن المجازر وجرائم الإبادة بحقّ الشعب الفلسطيني على أرض غزّة.
وفي نفس اليوم أيضا شهدت مدينة سوسة مسيرة حاشدة تضم المئات من المتضامنين مع القضية الفلسطينية وقد رفعت شعارات مختلفة تشجب العدوان الصهيوني على قطاع غزة وكافة المناطق الفلسطينية وحرب الإبادة التي يقودها الاحتلال مع كيانات ودول غربية، كما رفعت مجسمات لضحايا القصف والمجازر من الأطفال.
ولم تقتصر المسيرات على العاصمة وصفاقس وسوسة بل شهدت بقية الولايات مثل جندوبة وقابس والقصرين مسيرات احتجاجية وخاصة مسيرات طلابية وتلمذية .
المساعدات الإنسانية والطبية
منذ أيام أكد الهلال الأحمر التونسي أن سيارات الإسعاف التي تم اقتناؤها عن طريق تبرّعات التونسيين منذ بداية الحرب هي اليوم على بعد أمتار من معبر رفح وفي مخازن الهلال الأحمر المصري برفح المصرية، في حين تمكّن الهلال الأحمر التونسي من إدخال 1600 طن من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة وهي عبارة عن أدوية وأغذية.
وقد تعطّل بشكل كبير دخول المساعدات إلى قطاع غزّة من تاريخ 2 مارس الفارط بعد قرار رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، وقف دخول كل المساعدات الإنسانية إلى غزة مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع. وقد اعتبرت حركة «حماس» قرار نتنياهو بوقف إدخال المساعدات لقطاع غزة «ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على اتفاق وقف إطلاق النار.
وكانت المساعدات الطبية من بين المساعدات الإنسانية التي أثارت التساؤلات بشأنها حيث أكد عميد الأطباء التونسيين رضا الضاوي بعد إعلان وقف إطلاق النار في غزّة قبل استئنافه من طرف الاحتلال أن العمادة ستبدأ بترتيبات لتسيير قوافل طبية في اتجاه قطاع غزة وذلك من أجل دعم جهود الأطباء هناك وتوفير العلاج للجرحى. وأكّدت عمادة الأطباء أن عددا كبيرا من الأطباء التونسيين حاولوا الوصول برّا إلى قطاع غزّة عبر معبر رفح ولكنهم فشلوا في الدخول، ومن دخل من الأطباء التونسيين كان في إطار مبادرات فردية وبالتنسيق مع منظمات إغاثة دولية. ومنذ أكتوبر 2023، ينتظر عشرات الأطباء التونسيين الضوء الأخضر للدخول إلى قطاع غزة من أجل تعزيز قدرات الطواقم الطبية لتوفير العلاجات للجرحى.
واليوم وفي انتظار وقف إطلاق النار مجدّدا لابدّ من تكثيف التحركات من طرف الجهات المعنية وبعث نداءات من أجل الانخراط في هذه المساعدات الإنسانية والطبية لإنجاد آلاف الغزوايين الذين يعانون النزوح والجوع في ظل غياب المساعدات الطبية والإنسانية.