إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يضمّ‭ ‬زوجات‭ ‬وأرامل‭ ‬وأطفال "مقاتلي داعش".. أي‭ ‬مصير‭ ‬لعشرات‭ ‬التونسيات‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬‮"الهول" بسوريا ‬بعد‭ ‬التوجه‭ ‬إلى إخلائه؟‭!‬

 ‬نائبان‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬لـ"الصباح‮": ‬الموضوع‭ ‬لم‭ ‬يطرح‭ ‬الى‭ ‬الآن‭ ‬وتونس‭ ‬لن‭ ‬تطالب‭ ‬باسترجاعهم‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف

عاد‭ ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬الى‭ ‬واجهة‭ ‬الأحداث‭ ‬الدولية‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬تسلمها‭ ‬دفعة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬عوائل‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تمت‭ ‬إعادتهم‭ ‬من‭ ‬المخيم‭ ‬681‭ ‬شخصا‭.. ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مدينة‭ ‬الخيام‭ ‬التي‭ ‬بُنيت‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬لتؤّوي‭ ‬عوائل‭ ‬التنظيم‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وحتى‭ ‬مقاتلين،‭ ‬والذين‭ ‬فاق‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬فرد‭ ‬وفق‭ ‬إشارة‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬حسب‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬وتخضع‭ ‬إدارة‭ ‬هذا‭ ‬المخيم‭ ‬الى‭ ‬القوات‭ ‬الكردية‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬السوري،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬محلّ‭ ‬اهتمام‭ ‬دولي‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬جنسيات‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬قطع‭ ‬المساعدات‭ ‬عن‭ ‬المخيم‭ ‬والتطورات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬سوريا‭ ‬وباتت‭ ‬تفرض‭ ‬اليوم‭ ‬حلاّ‭ ‬دوليا‭ ‬لتلك‭ ‬المخيمات‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬سكان‭ ‬المخيم‭ ‬جنسيتها‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭.‬

حيث‭ ‬أشارت‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬وحقوقية‭ ‬وتقارير‭ ‬خبراء‭ ‬أمميين‭ ‬اشتغلوا‭ ‬بالمخيم‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬عشرات‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬تونسية‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬أرامل‭ ‬وأطفال‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬،‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الرقة‭ ‬وبعد‭ ‬هزيمة‭ ‬التنظيم‭ ‬والقبض‭ ‬عليهم‭ ‬تم‭ ‬إيداعهم‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬مثل‭ ‬مخيّم‭ ‬‮«‬الروج‮»‬‭ ‬و«عين‭ ‬عيسى‮»‬‭ ‬و»الهول‮»‬‭. ‬وليست‭ ‬تونس‭ ‬وحدها‭ ‬معنية‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬دولا‭ ‬كثيرة‭ ‬يهمها‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وخاصة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭ ‬التي‭ ‬تحوّل‭ ‬بعضها‭ ‬بعد‭ ‬الثورات‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬مُصدّر‭ ‬لهذه‭ ‬العناصر‭ ‬المتطرّفة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬حريتها‭ ‬بإخلاء‭ ‬المخيمات،‭ ‬وبالنظر‭ ‬الى‭ ‬المتغيّرات‭ ‬السياسية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والتي‭ ‬ستفرض‭ ‬عاجلا‭ ‬أو‭ ‬آجلا‭ ‬إيجاد‭ ‬حلّ‭ ‬للتونسيين‭ ‬والتونسيات‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ .‬

ويتكوّن‭ ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬من‭ ‬زوجات‭ ‬وأرامل‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬بريف‭ ‬الحسكة‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬تسليم‭ ‬ألبانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وأوزبكستان‭ ‬وكوسوفو‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أبرزها‭ ‬العراق‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اكتفت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬باستعادة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مقاربة‭ ‬حقوقية،‭ ‬فيما‭ ‬تحاول‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تجاهل‭ ‬الأمر‭ ‬تماما‭. ‬ووفق‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬فإن‭ ‬النساء‭ ‬الموجودات‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬ينحدرن‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭ ‬وهنّ‭ ‬يعشن‭ ‬مع‭ ‬أطفالهن‭ ‬داخل‭ ‬مخيّم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭.‬

تونسيات‭ ‬وأطفال‭ ‬في‭ ‬المخيّمات‭ ‬السورية

في‭ ‬فيفري‭ ‬2022‭ ‬نشر‭ ‬خبراء‭ ‬أمميون‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬إنسانية‭ ‬داخل‭ ‬المخيّم،‭ ‬تقريرا‭ ‬أمميا‭ ‬طالبوا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬بالتعجيل‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬ستّ‭ ‬نساء‭ ‬وفتيات‭ ‬تونسيات‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و22‭ ‬عاما،‭ ‬وقال‭ ‬التقرير‭ ‬إنهن‭ ‬محتجزات‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬والعمارنة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اختطاف‭ ‬أربع‭ ‬فتيات‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و14‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والدتهن‭ ‬ونقلهن‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬ليتمّ‭ ‬القبض‭ ‬عليهن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬الكردية‭ ‬وتم‭ ‬احتجازهن‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬في‭ ‬مخيمي‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬و«العمارنة‮»‬‭ ‬وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬والنساء‭ ‬ضحايا‭ ‬والدتهنّ‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بتنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أعلنت‭ ‬وزيرة‭ ‬المرأة‭ ‬السابقة‭ ‬أمال‭ ‬بالحاج‭ ‬موسى‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬51‭ ‬طفلا‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع،‭ ‬وقالت‭ ‬الوزيرة‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬عائلاتهم‭ ‬الموسعة‭ ‬بمقتضى‭ ‬تدابير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬قضاة‭ ‬الأسرة‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مندوبي‭ ‬حماية‭ ‬الطفول‭ ‬وأنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬اللازمتين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬توضّح‭ ‬الوجهات‭ ‬التي‭ ‬أتى‭ ‬منها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬تسلّم‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬مصالحها‭ ‬سجلت‭ ‬مطالب‭ ‬عودة‭ ‬واردة‭ ‬بالأساس‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬لأم‭ ‬أو‭ ‬أب‭ ‬الأطفال‭ ‬المقيمين‭ ‬بمختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬لقرابة‭ ‬120‭ ‬طفلا‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬بؤر‭ ‬التوتّر‭ ‬ومنها‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭.‬

يعيش‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬عوائل‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬فروّا‭ ‬من‭ ‬الرقة،‭ ‬ظروفا‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الوصم‭ ‬الذي‭ ‬يلاحقهم‭ ‬والأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تحولهم‭ ‬الى‭ ‬متطرفين‭ ‬وتبرمجهم‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬دموية‭ ‬ويصعب‭ ‬إصلاح‭ ‬الأمر‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬بهم‭ ‬العمر‭..‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمرصد‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬مروان‭ ‬جدة‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬ان‭ ‬المرصد‭ ‬يملك‭ ‬قائمة‭ ‬تشمل‭ ‬120‭ ‬طفلا‭ ‬تونسيا‭ ‬عالقين‭ ‬بسوريا‭ ‬أغلبهم‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬التمييز‭. ‬واشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬حتى‭ ‬لارجاع‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬رفضها‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الانفصالية‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬المخيمات‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬أعادت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬مقاتلين‭ ‬كانوا‭ ‬سجناء‭ ‬لدى‭ ‬نفس‭ ‬التنظيم‭ ‬وأنهم‭ ‬مودعون‭ ‬اليوم‭ ‬بالسجون‭ ‬التونسية،‭ ‬وقد‭ ‬اختلف‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬الجديد‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬وقائد‭ ‬الأكراد‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬السوري‭ ‬عبدي‭ ‬مظلوم،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المخيمات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬الجديد‭.‬

ملف‭ ‬يحرج‭ ‬الدول

رغم‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬وما‭ ‬يعيشه‭ ‬الأطفال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬غير‭ ‬مسؤولين‭ ‬عنها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬والى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬واضح‭ ‬حول‭ ‬طريقة‭ ‬الإحاطة‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬متساكني‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬والصيت‭ ‬مثل‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬الذي‭ ‬قالت‭ ‬عنه‭ ‬منظمة‭ ‬Save the Children‭- ‬‭ ‬‮«‬أنقذوا‭ ‬الأطفال‭ ‬إنه‭ ‬يقيم‭ ‬الآن‭ ‬حوالي‭ ‬7300‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬المخيم‮»‬،‭ ‬وحسب‭ ‬المنظمة،‭ ‬فإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬لم‭ ‬يرتكبوا‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭. ‬وقد‭ ‬دعا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬كلّ‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬رعاياها‭ ‬من‭ ‬مخيّم‭ ‬الهول‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬سورية،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬غوتيريش‭ ‬أنه‭ ‬زار‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مفوضا‭ ‬ساميا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬مخيمات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وأن‭ ‬مخيّم‭ ‬الهول‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭ ‬مخيم‭ ‬بالعالم‭ ‬وبه‭ ‬أسوأ‭ ‬الظروف‭ .‬

ويضمّ‭ ‬المخيّم‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬45‭ ‬كيلومتراً‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬الحسكة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أجانب‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نازحين‭ ‬سوريين‭ ‬ولاجئين‭ ‬عراقيين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬ألفا‭.‬

وتعمل‭ ‬اليوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬الدول‭ ‬بالسماح‭ ‬بعودة‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬شتى‭ ‬أولها‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭.‬ 

_ نواب‭ ‬يتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬التونسيين‭ ‬بالمخيمات‭ ‬السورية

ملف‭ ‬التونسيين‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الحساسة‭ ‬والدقيقة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجتها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬ورؤية‭ ‬شاملة‭ ‬وتنسيق‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬الأمنية‭ ‬والقضائية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬ببعض‭ ‬نواب‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬لمعرفة‭ ‬موقفهم‭ ‬كنواب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يستبعد‭ ‬طرحه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬كإشكالية‭ ‬تقتضي‭ ‬إيجاد‭ ‬حل،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التطوّرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الوضع‭ ‬السوري‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬عويدات‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كنائب،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬تونسي‭ ‬حامل‭ ‬للجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬ومهما‭ ‬ارتكب‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬وتجاوزات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حرمانه‭ ‬أو‭ ‬تجريده‭ ‬من‭ ‬جنسيته‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينصّ‭ ‬عليه‭ ‬الدستور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نزع‭ ‬الجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬موقفنا‭ ‬مما‭ ‬ارتكبوه‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬ثوابت‭ ‬وقناعات‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬فإننا‭ ‬إن‭ ‬أردنا‭ ‬تفصيل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الخطير‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مستويات‭ ‬أو‭ ‬ينقسم‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬حالات،‭ ‬والحالة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬‮«‬الدواعش‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬حيث‭ ‬يبقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬أطفالا،‭ ‬لم‭ ‬يختاروا‭ ‬من‭ ‬ينتسبون‭ ‬إليه‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬للإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬مهمة‭ ‬دُور‭ ‬الأيتام‭ ‬ومراكز‭ ‬إصلاح‭ ‬الأطفال‭ ‬الجانحين،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬ثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬التونسي‭ ‬ومع‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الغلو‭ ‬والتطرّف‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬عويدات‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬للحالة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تهم‭ ‬التونسيين‭ ‬الذين‭ ‬التحقوا‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬كمقاتلين‭ ‬وتورطوا‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬بشعة‭ ‬ووحشية،‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجب‭ ‬معاملتهم‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يضبطه‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬فرقا‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬إرهابيي‭ ‬الشعانبي،‭ ‬فكلاهما‭ ‬تورّط‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬أفعالهم‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنساء،‭ ‬فطبعا‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الانتماء‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬وبين‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬هنّ‭ ‬منتميات‭ ‬ولسن‭ ‬مقاتلات‭ ‬والانتماء‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التونسي‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنهن‭ ‬بدورهن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينلن‭ ‬العقوبة‭ ‬المناسبة‭ ‬لأفعالهنّ،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬فوق‭ ‬الجميع‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬عويدات‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يُطرح‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬الأغلب‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬لن‭ ‬تطالب‭ ‬برجوع‭ ‬من‭ ‬التحق‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬والقانون‭ ‬التونسي‭ ‬سينطبق‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أيضا‭ ‬أشار‭ ‬النائب‭ ‬طارق‭ ‬الربعي‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬لم‭ ‬يُطرح‭ ‬بعد‭ ‬للنقاش،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لندعها‭ ‬حتى‭ ‬تقع‭.. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لم‭ ‬يطرح‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش‭ ‬البرلماني‭ ‬وكل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬منشغلة‭ ‬بملف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وملف‭ ‬الأفارقة‭.. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬فإن‭ ‬حدث‭ ‬وتم‭ ‬طرح‭ ‬الملف‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الخطير‭ ‬بيقظة‭ ‬وسيتم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تورّط‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬إرهابية‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬وضعية‭ ‬الأطفال‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إدماجهم‮»‬‭.‬

منية‭ ‬العرفاوي

يضمّ‭ ‬زوجات‭ ‬وأرامل‭ ‬وأطفال "مقاتلي داعش".. أي‭ ‬مصير‭ ‬لعشرات‭ ‬التونسيات‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬‮"الهول" بسوريا  ‬بعد‭ ‬التوجه‭ ‬إلى إخلائه؟‭!‬

 ‬نائبان‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬لـ"الصباح‮": ‬الموضوع‭ ‬لم‭ ‬يطرح‭ ‬الى‭ ‬الآن‭ ‬وتونس‭ ‬لن‭ ‬تطالب‭ ‬باسترجاعهم‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف

عاد‭ ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تسيطر‭ ‬عليه‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬الى‭ ‬واجهة‭ ‬الأحداث‭ ‬الدولية‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬تسلمها‭ ‬دفعة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬عوائل‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬تمت‭ ‬إعادتهم‭ ‬من‭ ‬المخيم‭ ‬681‭ ‬شخصا‭.. ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬أو‭ ‬مدينة‭ ‬الخيام‭ ‬التي‭ ‬بُنيت‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬لتؤّوي‭ ‬عوائل‭ ‬التنظيم‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وحتى‭ ‬مقاتلين،‭ ‬والذين‭ ‬فاق‭ ‬عددهم‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬40‭ ‬ألف‭ ‬فرد‭ ‬وفق‭ ‬إشارة‭ ‬بعض‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬حسب‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬وتخضع‭ ‬إدارة‭ ‬هذا‭ ‬المخيم‭ ‬الى‭ ‬القوات‭ ‬الكردية‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬السوري،‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬محلّ‭ ‬اهتمام‭ ‬دولي‭ ‬بالنظر‭ ‬الى‭ ‬جنسيات‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬قطع‭ ‬المساعدات‭ ‬عن‭ ‬المخيم‭ ‬والتطورات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬سوريا‭ ‬وباتت‭ ‬تفرض‭ ‬اليوم‭ ‬حلاّ‭ ‬دوليا‭ ‬لتلك‭ ‬المخيمات‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬يحمل‭ ‬سكان‭ ‬المخيم‭ ‬جنسيتها‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭.‬

حيث‭ ‬أشارت‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬وحقوقية‭ ‬وتقارير‭ ‬خبراء‭ ‬أمميين‭ ‬اشتغلوا‭ ‬بالمخيم‭ ‬الى‭ ‬وجود‭ ‬عشرات‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬من‭ ‬جنسية‭ ‬تونسية‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬من‭ ‬أرامل‭ ‬وأطفال‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬،‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬الرقة‭ ‬وبعد‭ ‬هزيمة‭ ‬التنظيم‭ ‬والقبض‭ ‬عليهم‭ ‬تم‭ ‬إيداعهم‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬مثل‭ ‬مخيّم‭ ‬‮«‬الروج‮»‬‭ ‬و«عين‭ ‬عيسى‮»‬‭ ‬و»الهول‮»‬‭. ‬وليست‭ ‬تونس‭ ‬وحدها‭ ‬معنية‭ ‬بذلك‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬دولا‭ ‬كثيرة‭ ‬يهمها‭ ‬هذا‭ ‬الملف،‭ ‬وخاصة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬المغاربية‭ ‬التي‭ ‬تحوّل‭ ‬بعضها‭ ‬بعد‭ ‬الثورات‭ ‬العربية‭ ‬الى‭ ‬مُصدّر‭ ‬لهذه‭ ‬العناصر‭ ‬المتطرّفة‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستعيد‭ ‬حريتها‭ ‬بإخلاء‭ ‬المخيمات،‭ ‬وبالنظر‭ ‬الى‭ ‬المتغيّرات‭ ‬السياسية‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬والتي‭ ‬ستفرض‭ ‬عاجلا‭ ‬أو‭ ‬آجلا‭ ‬إيجاد‭ ‬حلّ‭ ‬للتونسيين‭ ‬والتونسيات‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ .‬

ويتكوّن‭ ‬مخيم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬في‭ ‬الأغلب‭ ‬من‭ ‬زوجات‭ ‬وأرامل‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬بريف‭ ‬الحسكة‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬تسليم‭ ‬ألبانيا‭ ‬وألمانيا‭ ‬وروسيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وأوزبكستان‭ ‬وكوسوفو‭ ‬ودول‭ ‬عربية‭ ‬أبرزها‭ ‬العراق‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬اكتفت‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬باستعادة‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مقاربة‭ ‬حقوقية،‭ ‬فيما‭ ‬تحاول‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬تجاهل‭ ‬الأمر‭ ‬تماما‭. ‬ووفق‭ ‬تقارير‭ ‬أممية‭ ‬فإن‭ ‬النساء‭ ‬الموجودات‭ ‬في‭ ‬المخيم‭ ‬ينحدرن‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭ ‬وهنّ‭ ‬يعشن‭ ‬مع‭ ‬أطفالهن‭ ‬داخل‭ ‬مخيّم‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭.‬

تونسيات‭ ‬وأطفال‭ ‬في‭ ‬المخيّمات‭ ‬السورية

في‭ ‬فيفري‭ ‬2022‭ ‬نشر‭ ‬خبراء‭ ‬أمميون‭ ‬مختصون‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬إنسانية‭ ‬داخل‭ ‬المخيّم،‭ ‬تقريرا‭ ‬أمميا‭ ‬طالبوا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬بالتعجيل‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬ستّ‭ ‬نساء‭ ‬وفتيات‭ ‬تونسيات‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و22‭ ‬عاما،‭ ‬وقال‭ ‬التقرير‭ ‬إنهن‭ ‬محتجزات‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬والعمارنة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬شرق‭ ‬سوريا،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬اختطاف‭ ‬أربع‭ ‬فتيات‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬6‭ ‬و14‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والدتهن‭ ‬ونقلهن‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬ليتمّ‭ ‬القبض‭ ‬عليهن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القوات‭ ‬الكردية‭ ‬وتم‭ ‬احتجازهن‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬في‭ ‬مخيمي‭ ‬‮«‬الهول‮»‬‭ ‬و«العمارنة‮»‬‭ ‬وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الفتيات‭ ‬والنساء‭ ‬ضحايا‭ ‬والدتهنّ‭ ‬التي‭ ‬التحقت‭ ‬بتنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬أعلنت‭ ‬وزيرة‭ ‬المرأة‭ ‬السابقة‭ ‬أمال‭ ‬بالحاج‭ ‬موسى‭ ‬عن‭ ‬عودة‭ ‬51‭ ‬طفلا‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬النزاع،‭ ‬وقالت‭ ‬الوزيرة‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬إدماجهم‭ ‬في‭ ‬عائلاتهم‭ ‬الموسعة‭ ‬بمقتضى‭ ‬تدابير‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬قضاة‭ ‬الأسرة‭ ‬وبالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬مندوبي‭ ‬حماية‭ ‬الطفول‭ ‬وأنها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وتوفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬اللازمتين‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الأطفال،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬توضّح‭ ‬الوجهات‭ ‬التي‭ ‬أتى‭ ‬منها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬تسلّم‭ ‬بعضهم‭ ‬من‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬أن‭ ‬مصالحها‭ ‬سجلت‭ ‬مطالب‭ ‬عودة‭ ‬واردة‭ ‬بالأساس‭ ‬من‭ ‬الأجداد‭ ‬لأم‭ ‬أو‭ ‬أب‭ ‬الأطفال‭ ‬المقيمين‭ ‬بمختلف‭ ‬ولايات‭ ‬الجمهورية‭ ‬لقرابة‭ ‬120‭ ‬طفلا‭ ‬موجودين‭ ‬في‭ ‬بؤر‭ ‬التوتّر‭ ‬ومنها‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭.‬

يعيش‭ ‬أطفال‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬عوائل‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الإرهابي‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬والذين‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬فروّا‭ ‬من‭ ‬الرقة،‭ ‬ظروفا‭ ‬غير‭ ‬إنسانية‭ ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الوصم‭ ‬الذي‭ ‬يلاحقهم‭ ‬والأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تحولهم‭ ‬الى‭ ‬متطرفين‭ ‬وتبرمجهم‭ ‬على‭ ‬أفكار‭ ‬دموية‭ ‬ويصعب‭ ‬إصلاح‭ ‬الأمر‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬بهم‭ ‬العمر‭..‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمرصد‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬مروان‭ ‬جدة‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬سابق‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬ان‭ ‬المرصد‭ ‬يملك‭ ‬قائمة‭ ‬تشمل‭ ‬120‭ ‬طفلا‭ ‬تونسيا‭ ‬عالقين‭ ‬بسوريا‭ ‬أغلبهم‭ ‬دون‭ ‬سن‭ ‬التمييز‭. ‬واشار‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬حتى‭ ‬لارجاع‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬رفضها‭ ‬التفاوض‭ ‬مع‭ ‬التنظيمات‭ ‬الانفصالية‭ ‬والميليشيات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬المخيمات‭. ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬أعادت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬مقاتلين‭ ‬كانوا‭ ‬سجناء‭ ‬لدى‭ ‬نفس‭ ‬التنظيم‭ ‬وأنهم‭ ‬مودعون‭ ‬اليوم‭ ‬بالسجون‭ ‬التونسية،‭ ‬وقد‭ ‬اختلف‭ ‬الوضع‭ ‬اليوم‭ ‬بعد‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬السوري‭ ‬الجديد‭ ‬أحمد‭ ‬الشرع‭ ‬وقائد‭ ‬الأكراد‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬السوري‭ ‬عبدي‭ ‬مظلوم،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المخيمات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬قوات‭ ‬سوريا‭ ‬الديمقراطية‭ ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تتبع‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬الجديد‭.‬

ملف‭ ‬يحرج‭ ‬الدول

رغم‭ ‬ما‭ ‬تطرحه‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬وما‭ ‬يعيشه‭ ‬الأطفال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬غير‭ ‬مسؤولين‭ ‬عنها،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬والى‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يتوصل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬واضح‭ ‬حول‭ ‬طريقة‭ ‬الإحاطة‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬متساكني‭ ‬هذه‭ ‬المخيمات‭ ‬من‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬سيئة‭ ‬السمعة‭ ‬والصيت‭ ‬مثل‭ ‬مخيم‭ ‬الهول‭ ‬الذي‭ ‬قالت‭ ‬عنه‭ ‬منظمة‭ ‬Save the Children‭- ‬‭ ‬‮«‬أنقذوا‭ ‬الأطفال‭ ‬إنه‭ ‬يقيم‭ ‬الآن‭ ‬حوالي‭ ‬7300‭ ‬طفل‭ ‬في‭ ‬المخيم‮»‬،‭ ‬وحسب‭ ‬المنظمة،‭ ‬فإن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬لم‭ ‬يرتكبوا‭ ‬أي‭ ‬خطأ‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬الحماية‭. ‬وقد‭ ‬دعا‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬كلّ‭ ‬الدول‭ ‬المعنية‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬رعاياها‭ ‬من‭ ‬مخيّم‭ ‬الهول‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬سورية،‭ ‬وقال‭ ‬عنه‭ ‬غوتيريش‭ ‬أنه‭ ‬زار‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مفوضا‭ ‬ساميا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬مخيمات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وأن‭ ‬مخيّم‭ ‬الهول‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬أسوأ‭ ‬مخيم‭ ‬بالعالم‭ ‬وبه‭ ‬أسوأ‭ ‬الظروف‭ .‬

ويضمّ‭ ‬المخيّم‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬45‭ ‬كيلومتراً‭ ‬شرق‭ ‬مدينة‭ ‬الحسكة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬عائلات‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬أجانب‭ ‬من‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬دولة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نازحين‭ ‬سوريين‭ ‬ولاجئين‭ ‬عراقيين‭ ‬يبلغ‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭ ‬25‭ ‬ألفا‭.‬

وتعمل‭ ‬اليوم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنظمات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬الدول‭ ‬بالسماح‭ ‬بعودة‭ ‬مواطنيها‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬وخاصة‭ ‬الأطفال‭ ‬وإنقاذهم‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬شتى‭ ‬أولها‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭.‬ 

_ نواب‭ ‬يتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬ملف‭ ‬التونسيين‭ ‬بالمخيمات‭ ‬السورية

ملف‭ ‬التونسيين‭ ‬المتواجدين‭ ‬في‭ ‬المخيمات‭ ‬السورية‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الحساسة‭ ‬والدقيقة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬معالجتها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬خطة‭ ‬وطنية‭ ‬ورؤية‭ ‬شاملة‭ ‬وتنسيق‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬الأمنية‭ ‬والقضائية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والنفسية،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬اتصلت‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬ببعض‭ ‬نواب‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬وشؤون‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭ ‬بالبرلمان،‭ ‬لمعرفة‭ ‬موقفهم‭ ‬كنواب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يستبعد‭ ‬طرحه‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬على‭ ‬الطاولة‭ ‬كإشكالية‭ ‬تقتضي‭ ‬إيجاد‭ ‬حل،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬التطوّرات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬الوضع‭ ‬السوري‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬قال‭ ‬النائب‭ ‬عبد‭ ‬الرزاق‭ ‬عويدات‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬كنائب،‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬تونسي‭ ‬حامل‭ ‬للجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬ومهما‭ ‬ارتكب‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬وتجاوزات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حرمانه‭ ‬أو‭ ‬تجريده‭ ‬من‭ ‬جنسيته‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬ينصّ‭ ‬عليه‭ ‬الدستور،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نزع‭ ‬الجنسية‭ ‬التونسية‭ ‬عن‭ ‬هؤلاء‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬موقفنا‭ ‬مما‭ ‬ارتكبوه‭ ‬من‭ ‬فظاعات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬ثوابت‭ ‬وقناعات‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬فإننا‭ ‬إن‭ ‬أردنا‭ ‬تفصيل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الخطير‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬مستويات‭ ‬أو‭ ‬ينقسم‭ ‬الى‭ ‬ثلاث‭ ‬حالات،‭ ‬والحالة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬حالة‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬‮«‬الدواعش‮»‬‭ ‬أو‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬حيث‭ ‬يبقى‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬أطفالا،‭ ‬لم‭ ‬يختاروا‭ ‬من‭ ‬ينتسبون‭ ‬إليه‭ ‬ومعاملتهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬للإصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬الإدماج،‭ ‬وهنا‭ ‬تأتي‭ ‬مهمة‭ ‬دُور‭ ‬الأيتام‭ ‬ومراكز‭ ‬إصلاح‭ ‬الأطفال‭ ‬الجانحين،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأطفال‭ ‬بما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬ثوابت‭ ‬المجتمع‭ ‬التونسي‭ ‬ومع‭ ‬الهوية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الغلو‭ ‬والتطرّف‮»‬‭.‬

ويضيف‭ ‬عويدات‭: ‬‮«‬بالنسبة‭ ‬للحالة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تهم‭ ‬التونسيين‭ ‬الذين‭ ‬التحقوا‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬كمقاتلين‭ ‬وتورطوا‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬بشعة‭ ‬ووحشية،‭ ‬هؤلاء‭ ‬يجب‭ ‬معاملتهم‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬يضبطه‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬فرقا‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬إرهابيي‭ ‬الشعانبي،‭ ‬فكلاهما‭ ‬تورّط‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬تسليط‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬أفعالهم‭ ‬من‭ ‬عقوبات‭ ‬في‭ ‬محاكمة‭ ‬عادلة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للنساء،‭ ‬فطبعا‭ ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬الانتماء‭ ‬الى‭ ‬تلك‭ ‬الجماعات‭ ‬وبين‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬صفوفها‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬هنّ‭ ‬منتميات‭ ‬ولسن‭ ‬مقاتلات‭ ‬والانتماء‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬التونسي‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنهن‭ ‬بدورهن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينلن‭ ‬العقوبة‭ ‬المناسبة‭ ‬لأفعالهنّ،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬فوق‭ ‬الجميع‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬عويدات‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يُطرح‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬الأغلب‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬لن‭ ‬تطالب‭ ‬برجوع‭ ‬من‭ ‬التحق‭ ‬بالتنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ولكن‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬ترحيلهم‭ ‬فإن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬الملف‭ ‬والقانون‭ ‬التونسي‭ ‬سينطبق‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أيضا‭ ‬أشار‭ ‬النائب‭ ‬طارق‭ ‬الربعي‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬لم‭ ‬يُطرح‭ ‬بعد‭ ‬للنقاش،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬لندعها‭ ‬حتى‭ ‬تقع‭.. ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬لم‭ ‬يطرح‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬النقاش‭ ‬البرلماني‭ ‬وكل‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬منشغلة‭ ‬بملف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وملف‭ ‬الأفارقة‭.. ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬العموم‭ ‬فإن‭ ‬حدث‭ ‬وتم‭ ‬طرح‭ ‬الملف‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ستتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الخطير‭ ‬بيقظة‭ ‬وسيتم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تورّط‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬إرهابية‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬وضعية‭ ‬الأطفال‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬إدماجهم‮»‬‭.‬

منية‭ ‬العرفاوي