إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الجمعيات‭ ‬التنموية.. تخصيص‭ ‬115‭ ‬مليارا‭ ‬لبرنامج‭ ‬القروض‭ ‬الصغرى

 

 

بعد‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬قدره‭ ‬45‭ ‬فاصل‭ ‬5‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لفائدة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة،‭ ‬تقرر‭ ‬بعنوان‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬تخصيص‭ ‬اعتمادات‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬115‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لبرامج‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬العادية‭ ‬والخصوصية‭ ‬لفائدة‭ ‬الجمعيات‭.  ‬وتفيد‭ ‬معطيات‭ ‬رسمية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬تعقيبا‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬كتابية‭ ‬طرحتها‭ ‬النائبة‭ ‬هالة‭ ‬جاب‭ ‬الله‭ ‬والنائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬مؤخرا‭ ‬حول‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استئناف‭ ‬نشاط‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬إثر‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬542‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬الممنوح‭ ‬لجمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬للامتثال‭ ‬للمرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬نوفمبر‭ ‬2011‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬نشاط‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭.‬

ونص‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬المذكور‭ ‬إلى‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬2025‭ ‬ويشمل‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬المموّلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬عبر‭ ‬موارد‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬ويهدف‭ ‬القرض‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬الإدماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬يسند‭ ‬لتمويل‭ ‬نشاط‭ ‬مدّر‭ ‬للدخل‭ ‬ومحدث‭ ‬لمواطن‭ ‬الشغل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تمويل‭ ‬مستلزمات‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العيش‭. ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتفعين‭ ‬بالقروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الطبيعيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬العائلات‭ ‬المعوزة‭ ‬والفئات‭ ‬الضعيفة،‭ ‬ولهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يتقنون‭ ‬مهنة‭ ‬أو‭ ‬حرفة‭ ‬أو‭ ‬نشاطا‭ ‬مدّرا‭ ‬للدخل‭.‬

وكانت‭ ‬النائبة‭ ‬هالة‭ ‬جاب‭ ‬الله‭ ‬والنائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬توجها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دورهما‭ ‬الرقابي‭ ‬إلى‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬بأسئلة‭ ‬كتابية‭ ‬حول‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬وذلك‭ ‬عملا‭ ‬بأحكام‭ ‬الفصل‭ ‬114‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬والفصل‭ ‬129‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬مراسلتهما‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬تعد‭ ‬مؤسسات‭ ‬تمويل‭ ‬صغرى‭ ‬ينتفع‭ ‬منها‭ ‬صغار‭ ‬الحرفيين‭ ‬والمواطنين‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬القاطنين‭ ‬بالمناطق‭ ‬الشعبية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنشيط‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬وتأجير‭ ‬موظفيها‭ ‬ودفع‭ ‬معاليم‭ ‬الأكرية‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغرى‭ ‬نظرا‭ ‬لتوقف‭ ‬التمويل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬لمدة‭ ‬قاربت‭ ‬السنة،‭ ‬واستفسر‭ ‬النائبان‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬صرف‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نية‭ ‬لإدماجها‭ ‬ضمن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى‭..‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬قام‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬بإحالة‭ ‬عقود‭ ‬البرامج‭ ‬السنوية‭ ‬لفائدة‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬الشروط‭ ‬الدنيا‭ ‬المستوجبة‭ ‬للتمويل‭.‬

 

وتتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬تحيين‭ ‬الملف‭ ‬القانوني‭ ‬للجمعية‭ ‬والتثبت‭ ‬من‭ ‬صلوحية‭ ‬المدة‭ ‬النيابية‭ ‬للهيئة‭ ‬المديرة‭ ‬للجمعية،‭ ‬وتحيين‭ ‬التسجيل‭ ‬بالسجل‭ ‬الوطني‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬وتوفير‭ ‬القائمات‭ ‬المالية‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مراقب‭ ‬الحسابات‭ ‬طبقا‭ ‬لمعايير‭ ‬المحاسبة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬الغرض‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الشروط‭ ‬الأخرى،‭ ‬توفير‭ ‬نسبة‭ ‬دنيا‭ ‬في‭ ‬الاستخلاص‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثمانين‭ ‬بالمائة،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬الجهوية‭ ‬التونسية‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭  ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواظبة‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬إحالة‭ ‬مبالغ‭ ‬الاستخلاصات‭ ‬وتحيين‭ ‬القاعدة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬لدى‭ ‬البنك‭.‬

وشرع‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬أقساط‭ ‬البرنامج‭ ‬العادي‭ ‬المقدرة‭ ‬بحوالي‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭.‬

إستراتيجية‭ ‬وطنية

وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬استفسار‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬هيكلة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬أشارت‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬إجابتها‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لهيكلة‭ ‬جمعية‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬وزاري‭ ‬تم‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2018‭ ‬وتتمثل‭ ‬محاورها‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬اندماج‭ ‬الجمعيات‭ ‬المحلية‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬صلب‭ ‬جمعية‭ ‬جهوية‭ ‬وحيدة‭ ‬قصد‭ ‬الامتثال‭ ‬لمقتضيات‭ ‬التشريع‭ ‬الجديد‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭ ‬وبهدف‭ ‬إكسابها‭ ‬الحجم‭ ‬الكافي‭ ‬والإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بأكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬المتابعة‭ ‬والرقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلط‭ ‬المعنية‭. ‬ويتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكاتب‭ ‬دراسات‭ ‬تم‭ ‬انتدابها‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬لمرافقة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬إعادة‭ ‬الهيكلة‭.‬

 

وتتمثل‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬المنجزة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬12‭ ‬جمعية‭ ‬جهوية‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭ ‬بولايات‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬والشمال‭ ‬الغربي‭ ‬والوسط‭ ‬الشرقي‭ ‬وقد‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬المبدئية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬لتعاطي‭ ‬نشاط‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬وهي‭ ‬بصدد‭ ‬استكمال‭ ‬بقية‭ ‬الإجراءات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬النهائية‭ ‬والشروع‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬النشاط‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬بقية‭ ‬الولايات‭ ‬وعددها‭ ‬12‭ ‬المعنية‭ ‬بالقسط‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬وهي‭ ‬ولايات‭ ‬الشمال‭ ‬الشرقي‭ ‬والوسط‭ ‬الغربي‭ ‬والجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬والجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬فهي‭ ‬موضوع‭ ‬طلب‭ ‬عروض‭ ‬بصدد‭ ‬الدراسة‭.‬

وضعية‭ ‬صعبة

وكانت‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬الصعبة‭ ‬قد‭ ‬استرعت‭ ‬اهتمام‭ ‬عديد‭ ‬النواب‭ ‬وهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬بادر‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭  ‬بتوجيه‭ ‬أسئلة‭ ‬بشأنها‭ ‬لوزيرة‭ ‬المالية‭ ‬السابقة‭ ‬سهام‭ ‬البوغديري‭ ‬مثل‭ ‬النائب‭ ‬حاتم‭ ‬لباوي‭ ‬الذي‭ ‬استفسر‭ ‬عن‭ ‬جمعيات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬بالقصرين،‭ ‬والنائب‭ ‬محمد‭ ‬شعباني‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬المسندة‭ ‬للقروض‭ ‬الصغرى‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تمول‭ ‬فئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬هشة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬وذلك‭ ‬بنسبة‭ ‬فائدة‭ ‬قدرها‭ ‬خمسة‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬فيها‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬40‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإقصاء‭ ‬المالي‭ ‬وتمويل‭ ‬صغار‭ ‬الفلاحين‭ ‬وطالب‭ ‬شعباني‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬بالتدخل‭ ‬لرصد‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الكافية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬وإطاراتها‭ ‬وموظفيها‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬وكذلك‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الصغرى‭.‬

كما‭ ‬كانت‭ ‬وضعية‭ ‬جمعيات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬موضوع‭ ‬استفسار‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بمناسبة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الموجود‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭. ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بتركيبتها‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬كتلة‭ ‬الخط‭ ‬الوطني‭ ‬السيادي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬قررت‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬اجتماع‭ ‬لها‭ ‬مواصلة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬عديدة‭ ‬لنقاشها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬وجلسات‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬وإلى‭ ‬عدة‭ ‬أطراف‭ ‬معنية‭ ‬بالجمعيات‭  ‬ومنها‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬أفاد‭ ‬ممثلوها‭ ‬أن‭ ‬وزارتهم‭ ‬تمارس‭ ‬رقابتها‭ ‬بالخصوص‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭. ‬

‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬أيمن‭ ‬المرعوي‭ ‬ومحمد‭ ‬زياد‭ ‬الماهر‭ ‬وفاطمة‭ ‬المسدي‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬حسين‭ ‬وبسمة‭ ‬الهمامي‭ ‬ومنير‭ ‬الكموني‭ ‬وعبد‭ ‬الحليم‭ ‬بوسمة‭ ‬وصالح‭ ‬الصيادي‭ ‬وإبراهيم‭ ‬حسين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النائب‭ ‬المرحوم‭ ‬سامي‭ ‬السيد‭.‬

‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنظيم‭ ‬عمل‭ ‬الجمعيات‭ ‬وإضفاء‭ ‬الشفافية‭ ‬على‭ ‬تعاملاتها‭ ‬المالية‭ ‬ووضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للتمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬استشرى‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬88‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬وتم‭ ‬توجيهه‭ ‬إلى‭ ‬غايات‭ ‬غير‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬لها‭.‬

‭ ‬وخلال‭ ‬نقاشه‭ ‬صلب‭ ‬اللجنة،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬بوضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬واضح‭ ‬وموحد‭ ‬للجمعيات‭ ‬لتلافي‭ ‬تشتت‭ ‬النصوص‭ ‬وبمركزة‭ ‬الرقابة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬موحد‭ ‬يكون‭ ‬ممثلا‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬ولجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭.‬

ويخضع‭ ‬تنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬لأحكام‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬88‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬وتخضع‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬للقروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬لأحكام‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬نشاط‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭  ‬وللأوامر‭ ‬التطبيقية‭ ‬ومنها‭ ‬الأمر‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بغاية‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬الممنوح‭ ‬لهذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬للامتثال‭ ‬للمرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال

الجمعيات‭ ‬التنموية.. تخصيص‭ ‬115‭ ‬مليارا‭ ‬لبرنامج‭ ‬القروض‭ ‬الصغرى

 

 

بعد‭ ‬أن‭ ‬تولى‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬صرف‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬قدره‭ ‬45‭ ‬فاصل‭ ‬5‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لفائدة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة،‭ ‬تقرر‭ ‬بعنوان‭ ‬سنة‭ ‬2025‭ ‬تخصيص‭ ‬اعتمادات‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬115‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬لبرامج‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬العادية‭ ‬والخصوصية‭ ‬لفائدة‭ ‬الجمعيات‭.  ‬وتفيد‭ ‬معطيات‭ ‬رسمية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬تعقيبا‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬كتابية‭ ‬طرحتها‭ ‬النائبة‭ ‬هالة‭ ‬جاب‭ ‬الله‭ ‬والنائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬مؤخرا‭ ‬حول‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬استئناف‭ ‬نشاط‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬إثر‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬542‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬4‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالتمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬الممنوح‭ ‬لجمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬للامتثال‭ ‬للمرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المؤرخ‭ ‬في‭ ‬5‭ ‬نوفمبر‭ ‬2011‭ ‬والمتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬نشاط‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭.‬

ونص‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬المذكور‭ ‬إلى‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬2025‭ ‬ويشمل‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬المموّلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬عبر‭ ‬موارد‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬ويهدف‭ ‬القرض‭ ‬الصغير‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬الإدماج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬كما‭ ‬يسند‭ ‬لتمويل‭ ‬نشاط‭ ‬مدّر‭ ‬للدخل‭ ‬ومحدث‭ ‬لمواطن‭ ‬الشغل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تمويل‭ ‬مستلزمات‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العيش‭. ‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنتفعين‭ ‬بالقروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الطبيعيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬العائلات‭ ‬المعوزة‭ ‬والفئات‭ ‬الضعيفة،‭ ‬ولهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬نشاط‭ ‬اقتصادي،‭ ‬أو‭ ‬الذين‭ ‬يتقنون‭ ‬مهنة‭ ‬أو‭ ‬حرفة‭ ‬أو‭ ‬نشاطا‭ ‬مدّرا‭ ‬للدخل‭.‬

وكانت‭ ‬النائبة‭ ‬هالة‭ ‬جاب‭ ‬الله‭ ‬والنائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬توجها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دورهما‭ ‬الرقابي‭ ‬إلى‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬بأسئلة‭ ‬كتابية‭ ‬حول‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬وذلك‭ ‬عملا‭ ‬بأحكام‭ ‬الفصل‭ ‬114‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬والفصل‭ ‬129‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬مراسلتهما‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬تعد‭ ‬مؤسسات‭ ‬تمويل‭ ‬صغرى‭ ‬ينتفع‭ ‬منها‭ ‬صغار‭ ‬الحرفيين‭ ‬والمواطنين‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬القاطنين‭ ‬بالمناطق‭ ‬الشعبية،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإطارات‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تنشيط‭ ‬الدورة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬وتأجير‭ ‬موظفيها‭ ‬ودفع‭ ‬معاليم‭ ‬الأكرية‭ ‬وتمويل‭ ‬المشاريع‭ ‬الصغرى‭ ‬نظرا‭ ‬لتوقف‭ ‬التمويل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬لمدة‭ ‬قاربت‭ ‬السنة،‭ ‬واستفسر‭ ‬النائبان‭ ‬عن‭ ‬موعد‭ ‬صرف‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الخاصة‭ ‬بهذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نية‭ ‬لإدماجها‭ ‬ضمن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬صيغة‭ ‬أخرى‭..‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬رد‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬قام‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فيفري‭ ‬2025‭ ‬بإحالة‭ ‬عقود‭ ‬البرامج‭ ‬السنوية‭ ‬لفائدة‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬الشروط‭ ‬الدنيا‭ ‬المستوجبة‭ ‬للتمويل‭.‬

 

وتتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الشروط‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬تحيين‭ ‬الملف‭ ‬القانوني‭ ‬للجمعية‭ ‬والتثبت‭ ‬من‭ ‬صلوحية‭ ‬المدة‭ ‬النيابية‭ ‬للهيئة‭ ‬المديرة‭ ‬للجمعية،‭ ‬وتحيين‭ ‬التسجيل‭ ‬بالسجل‭ ‬الوطني‭ ‬للمؤسسات،‭ ‬وتوفير‭ ‬القائمات‭ ‬المالية‭ ‬المصادق‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مراقب‭ ‬الحسابات‭ ‬طبقا‭ ‬لمعايير‭ ‬المحاسبة‭ ‬لمؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬الغرض‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الشروط‭ ‬الأخرى،‭ ‬توفير‭ ‬نسبة‭ ‬دنيا‭ ‬في‭ ‬الاستخلاص‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثمانين‭ ‬بالمائة،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬الجهوية‭ ‬التونسية‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭  ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المواظبة‭ ‬كل‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬إحالة‭ ‬مبالغ‭ ‬الاستخلاصات‭ ‬وتحيين‭ ‬القاعدة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬لدى‭ ‬البنك‭.‬

وشرع‭ ‬البنك‭ ‬التونسي‭ ‬للتضامن‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬أقساط‭ ‬البرنامج‭ ‬العادي‭ ‬المقدرة‭ ‬بحوالي‭ ‬أربعة‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭.‬

إستراتيجية‭ ‬وطنية

وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬استفسار‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬هيكلة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬أشارت‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬إجابتها‭ ‬الواردة‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لهيكلة‭ ‬جمعية‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬وتمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬وزاري‭ ‬تم‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2018‭ ‬وتتمثل‭ ‬محاورها‭ ‬أساسا‭ ‬في‭ ‬اندماج‭ ‬الجمعيات‭ ‬المحلية‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬صلب‭ ‬جمعية‭ ‬جهوية‭ ‬وحيدة‭ ‬قصد‭ ‬الامتثال‭ ‬لمقتضيات‭ ‬التشريع‭ ‬الجديد‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭ ‬وبهدف‭ ‬إكسابها‭ ‬الحجم‭ ‬الكافي‭ ‬والإمكانيات‭ ‬التي‭ ‬تساعدها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بأكثر‭ ‬نجاعة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬المتابعة‭ ‬والرقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السلط‭ ‬المعنية‭. ‬ويتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكاتب‭ ‬دراسات‭ ‬تم‭ ‬انتدابها‭ ‬في‭ ‬الغرض‭ ‬لمرافقة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬إعادة‭ ‬الهيكلة‭.‬

 

وتتمثل‭ ‬أهم‭ ‬الأعمال‭ ‬المنجزة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬جمعيات‭ ‬القروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬تكوين‭ ‬12‭ ‬جمعية‭ ‬جهوية‭ ‬للتمويل‭ ‬الصغير‭ ‬بولايات‭ ‬تونس‭ ‬الكبرى‭ ‬والشمال‭ ‬الغربي‭ ‬والوسط‭ ‬الشرقي‭ ‬وقد‭ ‬تحصلت‭ ‬على‭ ‬الموافقة‭ ‬المبدئية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬لتعاطي‭ ‬نشاط‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬وهي‭ ‬بصدد‭ ‬استكمال‭ ‬بقية‭ ‬الإجراءات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬التراخيص‭ ‬النهائية‭ ‬والشروع‭ ‬الفعلي‭ ‬في‭ ‬النشاط‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬بقية‭ ‬الولايات‭ ‬وعددها‭ ‬12‭ ‬المعنية‭ ‬بالقسط‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬البرنامج‭ ‬وهي‭ ‬ولايات‭ ‬الشمال‭ ‬الشرقي‭ ‬والوسط‭ ‬الغربي‭ ‬والجنوب‭ ‬الشرقي‭ ‬والجنوب‭ ‬الغربي‭ ‬فهي‭ ‬موضوع‭ ‬طلب‭ ‬عروض‭ ‬بصدد‭ ‬الدراسة‭.‬

وضعية‭ ‬صعبة

وكانت‭ ‬وضعية‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬الصعبة‭ ‬قد‭ ‬استرعت‭ ‬اهتمام‭ ‬عديد‭ ‬النواب‭ ‬وهناك‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬بادر‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭  ‬بتوجيه‭ ‬أسئلة‭ ‬بشأنها‭ ‬لوزيرة‭ ‬المالية‭ ‬السابقة‭ ‬سهام‭ ‬البوغديري‭ ‬مثل‭ ‬النائب‭ ‬حاتم‭ ‬لباوي‭ ‬الذي‭ ‬استفسر‭ ‬عن‭ ‬جمعيات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬بالقصرين،‭ ‬والنائب‭ ‬محمد‭ ‬شعباني‭ ‬الذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬المسندة‭ ‬للقروض‭ ‬الصغرى‭ ‬تكتسي‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬لأنها‭ ‬تمول‭ ‬فئات‭ ‬اجتماعية‭ ‬هشة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬وذلك‭ ‬بنسبة‭ ‬فائدة‭ ‬قدرها‭ ‬خمسة‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬فيها‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬40‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإقصاء‭ ‬المالي‭ ‬وتمويل‭ ‬صغار‭ ‬الفلاحين‭ ‬وطالب‭ ‬شعباني‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬بالتدخل‭ ‬لرصد‭ ‬الاعتمادات‭ ‬الكافية‭ ‬لإنقاذ‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬وإطاراتها‭ ‬وموظفيها‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬وكذلك‭ ‬المنتفعين‭ ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الصغرى‭.‬

كما‭ ‬كانت‭ ‬وضعية‭ ‬جمعيات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭ ‬موضوع‭ ‬استفسار‭ ‬عدد‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬بمناسبة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬الموجود‭ ‬أمام‭ ‬أنظار‭ ‬لجنة‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭. ‬ويذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بتركيبتها‭ ‬الجديدة‭ ‬برئاسة‭ ‬النائب‭ ‬عن‭ ‬كتلة‭ ‬الخط‭ ‬الوطني‭ ‬السيادي‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬قررت‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬اجتماع‭ ‬لها‭ ‬مواصلة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬عقد‭ ‬جلسات‭ ‬عديدة‭ ‬لنقاشها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الماضية‭ ‬وجلسات‭ ‬للاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصحابها‭ ‬وإلى‭ ‬عدة‭ ‬أطراف‭ ‬معنية‭ ‬بالجمعيات‭  ‬ومنها‭ ‬وزارة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬أفاد‭ ‬ممثلوها‭ ‬أن‭ ‬وزارتهم‭ ‬تمارس‭ ‬رقابتها‭ ‬بالخصوص‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭. ‬

‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬مقترح‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬منذ‭ ‬10‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النواب‭ ‬أيمن‭ ‬المرعوي‭ ‬ومحمد‭ ‬زياد‭ ‬الماهر‭ ‬وفاطمة‭ ‬المسدي‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬حسين‭ ‬وبسمة‭ ‬الهمامي‭ ‬ومنير‭ ‬الكموني‭ ‬وعبد‭ ‬الحليم‭ ‬بوسمة‭ ‬وصالح‭ ‬الصيادي‭ ‬وإبراهيم‭ ‬حسين‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النائب‭ ‬المرحوم‭ ‬سامي‭ ‬السيد‭.‬

‭ ‬وبين‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬وثيقة‭ ‬شرح‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المقترح‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تنظيم‭ ‬عمل‭ ‬الجمعيات‭ ‬وإضفاء‭ ‬الشفافية‭ ‬على‭ ‬تعاملاتها‭ ‬المالية‭ ‬ووضع‭ ‬ضوابط‭ ‬للتمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬الذي‭ ‬استشرى‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬88‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬وتم‭ ‬توجيهه‭ ‬إلى‭ ‬غايات‭ ‬غير‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬لها‭.‬

‭ ‬وخلال‭ ‬نقاشه‭ ‬صلب‭ ‬اللجنة،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬بوضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬واضح‭ ‬وموحد‭ ‬للجمعيات‭ ‬لتلافي‭ ‬تشتت‭ ‬النصوص‭ ‬وبمركزة‭ ‬الرقابة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬هيكل‭ ‬موحد‭ ‬يكون‭ ‬ممثلا‭ ‬عن‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬ووزارة‭ ‬المالية‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬ولجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭.‬

ويخضع‭ ‬تنظيم‭ ‬الجمعيات‭ ‬لأحكام‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬88‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬وتخضع‭ ‬الجمعيات‭ ‬التنموية‭ ‬للقروض‭ ‬الصغيرة‭ ‬لأحكام‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬لسنة‭ ‬2011‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬نشاط‭ ‬مؤسسات‭ ‬التمويل‭ ‬الصغير‭  ‬وللأوامر‭ ‬التطبيقية‭ ‬ومنها‭ ‬الأمر‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬بغاية‭ ‬التمديد‭ ‬في‭ ‬الأجل‭ ‬الممنوح‭ ‬لهذا‭ ‬الصنف‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬للامتثال‭ ‬للمرسوم‭ ‬عدد‭ ‬117‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال