إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تقاريرها‭ ‬كانت‭ ‬منطلقا‭ ‬لقضايا "انستالينغو" ‬‭ ‬و"جمعية نماء" و"تمويل الجماعات الإرهابية"..‬ مطالبة‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭..‬

أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬في‭ ‬اجتماعه‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بمحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المصارف‭ ‬والتصدّي‭ ‬لكل‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مصرف،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬دون‭ ‬جزاء‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتخفيض‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الدين،‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ .‬

رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أشار‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية،‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬الآن‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ولم‭ ‬يُؤدّ‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يحقّقها،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬التمويلات‭ ‬مشبوهة‭ ‬المصدر‭ ‬وخارج‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يوجّه‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬انتقادات‭ ‬الى‭ ‬عمل‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬ويعتبره‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ..‬

واللجنة‭ ‬التونسية‭ ‬لتحاليل‭ ‬المالية،‭ ‬هي‭ ‬لجنة‭ ‬تم‭ ‬إحداثها‭ ‬صلب‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬75‭ ‬لسنة‭ ‬2003‭ ‬والمتعلّق‭ ‬بدعم‭ ‬المجهود‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومنع‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬والذي‭ ‬اسند‭ ‬لها‭ ‬التصاريح‭ ‬حول‭ ‬العمليات‭ ‬والمعاملات‭ ‬المسترابة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الاعتيادية‭ ‬وتحليلها‭ ‬والإعلام‭ ‬بمالها‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬الإذن‭ ‬مؤقتا‭ ‬للمصرح‭ ‬بتجميد‭ ‬الأموال‭ ‬موضوع‭ ‬التصريح‭ ‬ووضعها‭ ‬بحساب‭ ‬انتظار‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬تقارير‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬منطلقا‭ ‬لقضايا‭ ‬كبرى‭ ‬كانت‭ ‬حديث‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ .‬

انتقادات‭ ‬لعمل‭ ‬اللجنة

انتقاد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لعمل‭ ‬اللجنة‭ ‬واعتبار‭ ‬أن‭ ‬عملها‭ ‬لم‭ ‬يؤّد‭ ‬الى‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحققها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬وبمناسبة‭ ‬استقباله‭ ‬لمحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬الذي‭ ‬سلّمه‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للجنة‭ ‬التونسية‭ ‬للتحاليل‭ ‬المالية‭ ‬أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بدورها‭ ‬كاملا،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬الجمعيات‭ ‬تتلقى‭ ‬مبالغ‭ ‬خيالية‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وتتولى‭ ‬تمويل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تضخّ‭ ‬بدورها‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬مفضوحة‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬تام‭ ‬للقانون‭ ‬وفي‭ ‬تدخل‭ ‬سافر‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لتونس‭. ‬وأن‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬تلقت‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬مبلغ‭ ‬9579908‭.‬300‭ ‬دينار‭ ‬وأخرى‭ ‬تلقت‭ ‬مبلغا‭ ‬يساوي‭ ‬255512‭.‬250‭ ‬دينارا،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬البلاغ‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وقتها،‭ ‬وقد‭ ‬أطلع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬عينة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬للجمعيات،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتحاليل‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬إشعارا‭ ‬وأن‭ ‬تتثبت‭ ‬في‭ ‬مصدرها‭ ‬وتحيلها‭ ‬للقضاء‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬قدّرت‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالتمويل‭ ‬الخارجي‭ ‬للجمعيات‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬التمويلات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬بـ260‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أكد‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بأن‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بصدد‭ ‬إعداد‭ ‬قائمة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الذوات‭ ‬المعنوية‭ ‬والأشخاص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استكمال‭ ‬6374‭ ‬ملفا‭ ‬تتعلّق‭ ‬إما‭ ‬بغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬أو‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭.‬

إحالات‭ ‬قضائية‭ ‬بمقتضى‭ ‬تقارير‭ ‬اللجنة

تقارير‭ ‬عديدة‭ ‬للجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬كانت‭ ‬منطلق‭ ‬لأبحاث‭ ‬وتحقيقات‭ ‬قضائية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬تحوّلت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لقضايا‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬ومنها‭ ‬قضية‭ ‬تمويل‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬وقضية‭ ‬جمعية‭ ‬نماء‭ ‬وقضية‭ ‬انستالينغو‭. ‬ففي‭ ‬ماي‭ ‬الماضي‭ ‬أكد‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬محمد‭ ‬زيتونة‭ ‬انه‭ ‬تبعا‭ ‬لورود‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬عمليات‭ ‬مالية‭ ‬مشبوهة‭ ‬وغير‭ ‬مبررة‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬ظاهريا‭ ‬بشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬والأفارقة‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬التساخير‭ ‬المالية‭ ‬والأبحاث‭ ‬اللازمة‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬عمدت‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬غطاء‭ ‬نشاطها‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬ظاهريا‭ ‬قصد‭ ‬استغلال‭ ‬التمويلات‭ ‬التي‭ ‬تضخ‭ ‬لها‭ ‬وتحويلها‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬المرصودة‭ ‬من‭ ‬أجلها‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬التأكّد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬قوية‭ ‬تتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬والتدليس‭ ‬ومسك‭ ‬واستعمال‭ ‬مدلس‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الإذن‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬مسيّري‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والإذن‭ ‬بإيداعهم‭ ‬السجن،‭ ‬والى‭ ‬الآن‭ ‬مازال‭ ‬ملف‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬بعد‭ ‬حيث‭ ‬تنفي‭ ‬هيئات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬رؤساء‭ ‬الجمعيات‭ ‬الموقوفين،‭ ‬التهم‭ ‬الموجهة‭ ‬إليهم‭  .‬

ومن‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬منطلق‭ ‬أبحاثها،‭ ‬نجد‭ ‬قضية‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬أنستالينغو‮»‬‭  ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬والاتصال‭ ‬الرقمي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬منتصبة‭ ‬بمدينة‭ ‬القلعة‭ ‬الكبرى‭ ‬وكانت‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الحال‭ ‬انطلقت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬تضمّنتها‭ ‬تساخير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬أفرزت‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬وترابط‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬وشملت‭ ‬القضية‭ ‬أمنيين‭ ‬ومدونين‭ ‬وصحفيين‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬وسياسيين،‭ ‬منهم‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ ‬ومديرة‭ ‬الديوان‭ ‬الرئاسي‭ ‬السابقة‭ ‬نادية‭ ‬عكاشة،‭ ‬بتهمة‭ ‬التآمر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬وتغيير‭ ‬هيئة‭ ‬الدولة‭ ‬ونسبة‭ ‬أمر‭ ‬موحش‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬الدائرة‭ ‬الجنائيّة‭ ‬الثانية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائيّة‭ ‬أحكاما‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬انستالينغو‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و54‭ ‬سنة‭ ‬سجنا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصادرة‭ ‬أملاك‭ ‬وخطايا‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬41‭ ‬متهما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬بحالة‭ ‬فرار‭ ‬مثل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ .‬

كما‭ ‬مثّل‭ ‬ملف‭ ‬جمعية‭ ‬نماء‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬منطلق‭ ‬الأبحاث‭ ‬فيها‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬أبحاث‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬الجمعية‭ ‬صلب‭ ‬القطب‭ ‬القضائي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بخصوص‭ ‬شبهة‭ ‬تسجيل‭ ‬عمليات‭ ‬مالية‭ ‬مسترابة‭ ‬للناشطين‭ ‬بالجمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬تدفقات‭ ‬مالية‭ ‬هامة‭ ‬بحسابها‭ ‬الجاري‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬ونشاطها‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزي‭ ‬وقد‭ ‬أفضت‭ ‬تلك‭ ‬الأبحاث‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬وبإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تفتيش‭ ‬لمقرات‭ ‬سكناهم‭ ‬ولمقر‭ ‬الجمعية‭ ‬تم‭ ‬حجز‭ ‬عديد‭ ‬الحواسيب‭ ‬والأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والوثائق‭ ‬المالية‭ ‬وكشوفات‭ ‬بنكية‭ ‬تؤكد‭ ‬تلقي‭ ‬الجمعية‭ ‬لتمويلات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬نماء‭ ‬تونس‮»‬‭ ‬نجد‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الترويكا‭ ‬الأسبق‭ ‬حمادي‭ ‬الجبالي‭ .‬

وهذه‭ ‬القضايا‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬منطلق‭ ‬البحث‭ ‬فيها‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬ومنها‭ ‬قضايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬التمويلات‭ ‬تتم‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬جمعياتي‭ ‬حيث‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬اللجنة‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬نشاط‭ ‬عشرات‭ ‬الجمعيات‭ ‬وإحالة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عنها‭ ‬الى‭ ‬القضاء‭ .‬

منية‭ ‬العرفاوي

تقاريرها‭ ‬كانت‭ ‬منطلقا‭ ‬لقضايا "انستالينغو" ‬‭ ‬و"جمعية نماء" و"تمويل الجماعات الإرهابية"..‬ مطالبة‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭..‬

أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬في‭ ‬اجتماعه‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بمحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬المطلوب‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬احترام‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المصارف‭ ‬والتصدّي‭ ‬لكل‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مصرف،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬دون‭ ‬جزاء‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتخفيض‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬أصل‭ ‬الدين،‭ ‬وفق‭ ‬بلاغ‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ .‬

رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أشار‭ ‬أيضا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية،‭ ‬الى‭ ‬حدّ‭ ‬الآن‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ولم‭ ‬يُؤدّ‭ ‬إلى‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يحقّقها،‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬التمويلات‭ ‬مشبوهة‭ ‬المصدر‭ ‬وخارج‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية،‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬يوجّه‭ ‬فيها‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬انتقادات‭ ‬الى‭ ‬عمل‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬ويعتبره‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ..‬

واللجنة‭ ‬التونسية‭ ‬لتحاليل‭ ‬المالية،‭ ‬هي‭ ‬لجنة‭ ‬تم‭ ‬إحداثها‭ ‬صلب‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬بمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬75‭ ‬لسنة‭ ‬2003‭ ‬والمتعلّق‭ ‬بدعم‭ ‬المجهود‭ ‬الدولي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومنع‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬والذي‭ ‬اسند‭ ‬لها‭ ‬التصاريح‭ ‬حول‭ ‬العمليات‭ ‬والمعاملات‭ ‬المسترابة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬الاعتيادية‭ ‬وتحليلها‭ ‬والإعلام‭ ‬بمالها‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬الإذن‭ ‬مؤقتا‭ ‬للمصرح‭ ‬بتجميد‭ ‬الأموال‭ ‬موضوع‭ ‬التصريح‭ ‬ووضعها‭ ‬بحساب‭ ‬انتظار‭.‬

وفي‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬تقارير‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬منطلقا‭ ‬لقضايا‭ ‬كبرى‭ ‬كانت‭ ‬حديث‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ .‬

انتقادات‭ ‬لعمل‭ ‬اللجنة

انتقاد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لعمل‭ ‬اللجنة‭ ‬واعتبار‭ ‬أن‭ ‬عملها‭ ‬لم‭ ‬يؤّد‭ ‬الى‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحققها‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬وبمناسبة‭ ‬استقباله‭ ‬لمحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬الذي‭ ‬سلّمه‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬للجنة‭ ‬التونسية‭ ‬للتحاليل‭ ‬المالية‭ ‬أكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بدورها‭ ‬كاملا،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬عديد‭ ‬الجمعيات‭ ‬تتلقى‭ ‬مبالغ‭ ‬خيالية‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬وتتولى‭ ‬تمويل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تضخّ‭ ‬بدورها‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬مفضوحة‭ ‬في‭ ‬خرق‭ ‬تام‭ ‬للقانون‭ ‬وفي‭ ‬تدخل‭ ‬سافر‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬لتونس‭. ‬وأن‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬تلقت‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬28‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬مبلغ‭ ‬9579908‭.‬300‭ ‬دينار‭ ‬وأخرى‭ ‬تلقت‭ ‬مبلغا‭ ‬يساوي‭ ‬255512‭.‬250‭ ‬دينارا،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬البلاغ‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬رئاسة‭ ‬الجمهورية‭ ‬وقتها،‭ ‬وقد‭ ‬أطلع‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬على‭ ‬عينة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬الأجنبي‭ ‬للجمعيات،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتحاليل‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬تتلقى‭ ‬في‭ ‬شأنها‭ ‬إشعارا‭ ‬وأن‭ ‬تتثبت‭ ‬في‭ ‬مصدرها‭ ‬وتحيلها‭ ‬للقضاء‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬قدّرت‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬أعمالها‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالتمويل‭ ‬الخارجي‭ ‬للجمعيات‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬التمويلات‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬بـ260‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭. ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬أكد‭ ‬محافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بأن‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بصدد‭ ‬إعداد‭ ‬قائمة‭ ‬ثانية‭ ‬في‭ ‬التمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الذوات‭ ‬المعنوية‭ ‬والأشخاص،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استكمال‭ ‬6374‭ ‬ملفا‭ ‬تتعلّق‭ ‬إما‭ ‬بغسيل‭ ‬الأموال‭ ‬أو‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭.‬

إحالات‭ ‬قضائية‭ ‬بمقتضى‭ ‬تقارير‭ ‬اللجنة

تقارير‭ ‬عديدة‭ ‬للجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬كانت‭ ‬منطلق‭ ‬لأبحاث‭ ‬وتحقيقات‭ ‬قضائية‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬تحوّلت‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لقضايا‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬ومنها‭ ‬قضية‭ ‬تمويل‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬وقضية‭ ‬جمعية‭ ‬نماء‭ ‬وقضية‭ ‬انستالينغو‭. ‬ففي‭ ‬ماي‭ ‬الماضي‭ ‬أكد‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بتونس‭ ‬محمد‭ ‬زيتونة‭ ‬انه‭ ‬تبعا‭ ‬لورود‭ ‬تقارير‭ ‬من‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬حول‭ ‬وجود‭ ‬عمليات‭ ‬مالية‭ ‬مشبوهة‭ ‬وغير‭ ‬مبررة‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجمعيات‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬ظاهريا‭ ‬بشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬والأفارقة‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء،‭ ‬تم‭ ‬إجراء‭ ‬التساخير‭ ‬المالية‭ ‬والأبحاث‭ ‬اللازمة‭ ‬حيث‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬عمدت‭ ‬إلى‭ ‬استغلال‭ ‬غطاء‭ ‬نشاطها‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬ظاهريا‭ ‬قصد‭ ‬استغلال‭ ‬التمويلات‭ ‬التي‭ ‬تضخ‭ ‬لها‭ ‬وتحويلها‭ ‬عن‭ ‬الغاية‭ ‬المرصودة‭ ‬من‭ ‬أجلها‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬الناطق‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬التأكّد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬قوية‭ ‬تتعلق‭ ‬بجريمة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬والتدليس‭ ‬ومسك‭ ‬واستعمال‭ ‬مدلس‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬الإذن‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬مسيّري‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬والإذن‭ ‬بإيداعهم‭ ‬السجن،‭ ‬والى‭ ‬الآن‭ ‬مازال‭ ‬ملف‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬لم‭ ‬يحسم‭ ‬بعد‭ ‬حيث‭ ‬تنفي‭ ‬هيئات‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬رؤساء‭ ‬الجمعيات‭ ‬الموقوفين،‭ ‬التهم‭ ‬الموجهة‭ ‬إليهم‭  .‬

ومن‭ ‬القضايا‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬منطلق‭ ‬أبحاثها،‭ ‬نجد‭ ‬قضية‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬أنستالينغو‮»‬‭  ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬المحتوى‭ ‬والاتصال‭ ‬الرقمي‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬منتصبة‭ ‬بمدينة‭ ‬القلعة‭ ‬الكبرى‭ ‬وكانت‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الحال‭ ‬انطلقت‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬معطيات‭ ‬تضمّنتها‭ ‬تساخير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬أفرزت‭ ‬وجود‭ ‬شبهة‭ ‬غسيل‭ ‬أموال‭ ‬وترابط‭ ‬بين‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬وشملت‭ ‬القضية‭ ‬أمنيين‭ ‬ومدونين‭ ‬وصحفيين‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال‭ ‬وسياسيين،‭ ‬منهم‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬ورئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ ‬ومديرة‭ ‬الديوان‭ ‬الرئاسي‭ ‬السابقة‭ ‬نادية‭ ‬عكاشة،‭ ‬بتهمة‭ ‬التآمر‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬الدولة‭ ‬وتغيير‭ ‬هيئة‭ ‬الدولة‭ ‬ونسبة‭ ‬أمر‭ ‬موحش‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬وقد‭ ‬أصدرت‭ ‬الدائرة‭ ‬الجنائيّة‭ ‬الثانية‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائيّة‭ ‬أحكاما‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬انستالينغو‭ ‬تراوحت‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و54‭ ‬سنة‭ ‬سجنا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصادرة‭ ‬أملاك‭ ‬وخطايا‭ ‬مالية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬41‭ ‬متهما‭ ‬بينهم‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬بحالة‭ ‬فرار‭ ‬مثل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الأسبق‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ .‬

كما‭ ‬مثّل‭ ‬ملف‭ ‬جمعية‭ ‬نماء‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬منطلق‭ ‬الأبحاث‭ ‬فيها‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬أبحاث‭ ‬في‭ ‬نشاط‭ ‬الجمعية‭ ‬صلب‭ ‬القطب‭ ‬القضائي‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بخصوص‭ ‬شبهة‭ ‬تسجيل‭ ‬عمليات‭ ‬مالية‭ ‬مسترابة‭ ‬للناشطين‭ ‬بالجمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬تدفقات‭ ‬مالية‭ ‬هامة‭ ‬بحسابها‭ ‬الجاري‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬ونشاطها‭ ‬المصرح‭ ‬به‭ ‬وذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزي‭ ‬وقد‭ ‬أفضت‭ ‬تلك‭ ‬الأبحاث‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬3‭ ‬أشخاص‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬أولى‭ ‬وبإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬تفتيش‭ ‬لمقرات‭ ‬سكناهم‭ ‬ولمقر‭ ‬الجمعية‭ ‬تم‭ ‬حجز‭ ‬عديد‭ ‬الحواسيب‭ ‬والأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والوثائق‭ ‬المالية‭ ‬وكشوفات‭ ‬بنكية‭ ‬تؤكد‭ ‬تلقي‭ ‬الجمعية‭ ‬لتمويلات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬المتهمين‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬نماء‭ ‬تونس‮»‬‭ ‬نجد‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬الترويكا‭ ‬الأسبق‭ ‬حمادي‭ ‬الجبالي‭ .‬

وهذه‭ ‬القضايا‭ ‬هي‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬منطلق‭ ‬البحث‭ ‬فيها‭ ‬تقارير‭ ‬لجنة‭ ‬التحاليل‭ ‬المالية‭ ‬ومنها‭ ‬قضايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتمويلات‭ ‬المشبوهة‭ ‬للجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬التمويلات‭ ‬تتم‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬جمعياتي‭ ‬حيث‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬اللجنة‭ ‬تم‭ ‬تجميد‭ ‬نشاط‭ ‬عشرات‭ ‬الجمعيات‭ ‬وإحالة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عنها‭ ‬الى‭ ‬القضاء‭ .‬

منية‭ ‬العرفاوي