إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

«حشيشة رمضان» بريئة.. 5 جرائم مروعة في أقل من شهر.. والضحايا نساء وأطفال !!

 

الثابت أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة غير أن بعض النفوس البشرية قد تنحرف تحت تأثير عوامل عديدة منها الغضب والرغبة في الانتقام والأمراض النفسية والشهوات والنزعة الإجرامية فترتكب جرائم دموية  في الأوقات التي يفترض أن يسود فيها السلم والطمأنينة، وشهد شهر رمضان هذا العام 5 جرائم صادمة منذ حلوله بعضها ارتكبت من القريب وأخرى من الغريب.

في أول يوم من شهر رمضان الجاري وبعد الإفطار بوقت قصير حطت المأساة رحالها في أحد أحياء العمران الأعلى  حين خرجت زينب للعب مع أقرانها قرب المنزل، لتختفي لاحقا في ظروف غامضة.

 الأمّ قالت إنها في البداية لم تسمح لابنتها بالخروج للعب، إلا أنها اطمأنّت بعد سماعها أصوات الأطفال الآخرين، لكن القدر شاء أن تفارق زينب الحياة في تلك الظروف المأساوية، تاركة لوعة في قلب والدتها وبين أفراد أسرتها وصدمة  في صفوف أهالي الحي.

وفي شهادتها ذكرت الأمّ أن المشتبه به، رجل أربعيني يبدو أنّه يعاني من اضطرابات نفسية، وكان معروفا بأنه يرافق أطفال الحي، حيث كان الجيران  لا يخشون على سلامة أبنائهم بوجوده لكنها بعد الحادثة اكتشفت جوانب كانت تجهلها عن المشتبه به.

زينب قتلها غريب وعثر على جثتها ملقاة في سطح منزل القاتل الذي تظاهر في البداية بأنه لا يعلم عن زينب شيئا لتنكشف بعد ذلك خيوط الجريمة.

يوم 7 رمضان حطت الجريمة رحالها في بني مطير من ولاية جندوبة الضحية امرأة في مقتبل العمر وهي أم لأربعة أطفال تعرضت الى اعتداء بسكين من قبل شقيق زوجها الذي دخل قبل الحاثة في خلاف مع شقيقه وزوجته لتتطور الوضعية الى عنف فيعمد الجاني يوم الواقعة الى تسديد 10 طعنات في انحاء متفرقة من جسد زوجة شقيقه.

اختفاء.. فجريمة

يوم 12 رمضان عادت الجريمة لتستهدف الأطفال ووضعت هذه المرة رحالها في حي الزهور بولاية القصرين حيث اختفى طفل يبلغ من العمر اربع سنوات ليتم العثور عليه  في وادي جثة هامدة ليتبين أنه توفي نتيجة الإعتداء عليه بمادة صلبة على مستوى الرأس، مما تسبب له في كسر بالجمجمة.

وأما الجاني فتربطه علاقة قرابة بوالد الضحية.

وقد حول وجهة الطفل الى مكان بعيد من الحي وأنهى حياته.

 وأصدر  قاضي التحقيق  بطاقة إيداع بالسجن بحق الفاعل الأصلي البالغ من العمر 21 سنة، فيما تقرر إبقاء الطرف الثاني، وهو طفل قاصر لا يتجاوز عمره 13 عامًا في حالة سراح، بعد أن تراجع الفاعل الأصلي عن اتهامه بالمشاركة في الجريمة، وأكّد أنه اقترفها بمفرده.

واستعان قاضي التحقيق  بعدد من الإختبارات للتأكد ما إذا كان الجاني قد استهلك مواد مخدرة وقت ارتكابه الجريمة، وذلك نظرًا لتضارب أقواله وعدم وضوحها، بالإضافة إلى ظهور علامات الاضطراب عليه، كما يحمل الجاني بطاقة إعاقة عميقة صادرة عن الشؤون الاجتماعية، وتجرى حاليًا عمليات تحرٍّ للتأكد من مدى صحتها وطريقة إصدارها، مع عرضه على لجنة طبية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس لتحديد مدى سلامة مداركه العقلية.

زوج ينهي حياة زوجته..

يوم 14 رمضان حطت الجريمة هذه المرة رحالها في جهة طبربة عندما  تقدم زوج لأعوان مركز الأمن العمومي بطبربة معلما أنه طعن زوجته بواسطة آلة حادة وكانت هناك آثار دماء على يده ليتم إعلام النيابة العمومية حيث تنقل ممثلها مرفوقا بقاضي التحقيق إلى منزل الزوجين ومعاينة جثة الزوجة وإجراء تحريات أولية أفضت إلى تعرض الزوجة للطعن من طرف الزوج وذلك اثر خلاف بينها وبين والدته.

 وبانتهاء آجال الاحتفاظ بالزوج على ذمة قاضي التحقيق أحيل على أنظاره حيث قرر إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه على ذمّة القضية.

ويوم 17 رمضان تعرضت امرأة ستينية الى اعتداء بالة حادة على مستوى الوجه في محل سكناها بمارث من ولاية قابس من طرف شخص مجهول.

 والمتضررة ستينية تعيش بمفردها تفطنت حوالي الساعة الثالثة فجرا الى دخول شخص لمنزلها وعند تصديها له قام بطعنها على مستوى الوجه.

وقد تم اثر عمليات بحث حصر الشبهة في البداية في اربعة انفار وبتضييق الخناق عليهم اعترف احدهم وهو من ذوي السوابق العدلية بارتكابه لهذا الجرم.

الجرائم والدوافع..

بعض الجرائم التي تحدث في رمضان يكون مرتكبوها ممن يعانون من اضطرابات نفسية أو عقلية، تجعلهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم ، وقد يكون الدافع هلوسات أو ضغوط نفسية داخلية تدفعهم لارتكاب الجريمة دون وعي تام بعواقبها.

ويرى المختصون في علم النفس الاجتماعي أن  بعض المدمنين يجدون صعوبة في التأقلم مع الانقطاع المفاجئ عن المواد المخدرة أو الكحول، مما يسبب لهم اضطرابات نفسية وسلوكية، قد تدفعهم إلى ارتكاب جرائم عنف غير واعية قد تصل إلى القتل.

كما أن العنف الأسري من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم، حتى في شهر رمضان، فمع زيادة الاحتكاك اليومي بين أفراد الأسرة، ووجود مشكلات مادية أو نفسية متراكمة، قد يصل الأمر إلى تفجر الخلافات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى جرائم عنف، قد تتطور إلى جرائم قتل في لحظات الغضب الشديد وهذا ما حدث في جريمة القتل التى راح ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في رمضان المنقضي عندما استفاق التونسيون على «مذبحة»  جدت بجهة الجبل الأحمر وراحت ضحيتها زوجة تبلغ من العمر 34 سنة ووالدتها وخالها على يد الزوج الذي انفصلت عنه المجني عليها الأولى  قبل ثلاثة أيام من الجريمة التي وقعت بمنزل والدتها الذي تقيم فيه مع  الجاني ووالدتها ويشاركهم خالها نفس المسكن وبعد زواج  دام ثماني سنوات.

ففي ذلك التاربخ فقد طليقها اعصابه ونفذ وعيده وتهديده لها في صورة انفصالها عنه بالطلاق وتسلح  يوم الواقعة بمطرقة وقتل بواسطتها الضحايا.

جرائم غير مبررة..

رغم أن  نسق الحياة في هذا الشهر وما يتبعه من إقلاع عن الأكل والشرب والتدخين والسهر لساعات متأخرة من الليل كلها عوامل تساهم بشكل أو بآخر في تغير بيولوجي ونفسي واضح ينعكس على سلوك الأشخاص خلال رمضان  ولكن هذا ليس مبررا لارتكاب جريمة قتلِ.

وجرائم القتل التي ترتكب خلال هذا الشهر مردها وجود أرضية لسلوك عنيف متأصل في مرتكب الجريمة.

وأكد مختصون في علم الاجتماع أن الجرائم ليست مرتبطة لا بـ «حشيشة رمضان « ولا رجب ولا شعبان، فالمؤشرات العلمية تؤكد ان الجرائم موجودة قبل رمضان وخلاله وبعده. 

مفيدة القيزاني

«حشيشة رمضان» بريئة..   5 جرائم مروعة في أقل من شهر.. والضحايا نساء وأطفال !!

 

الثابت أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة غير أن بعض النفوس البشرية قد تنحرف تحت تأثير عوامل عديدة منها الغضب والرغبة في الانتقام والأمراض النفسية والشهوات والنزعة الإجرامية فترتكب جرائم دموية  في الأوقات التي يفترض أن يسود فيها السلم والطمأنينة، وشهد شهر رمضان هذا العام 5 جرائم صادمة منذ حلوله بعضها ارتكبت من القريب وأخرى من الغريب.

في أول يوم من شهر رمضان الجاري وبعد الإفطار بوقت قصير حطت المأساة رحالها في أحد أحياء العمران الأعلى  حين خرجت زينب للعب مع أقرانها قرب المنزل، لتختفي لاحقا في ظروف غامضة.

 الأمّ قالت إنها في البداية لم تسمح لابنتها بالخروج للعب، إلا أنها اطمأنّت بعد سماعها أصوات الأطفال الآخرين، لكن القدر شاء أن تفارق زينب الحياة في تلك الظروف المأساوية، تاركة لوعة في قلب والدتها وبين أفراد أسرتها وصدمة  في صفوف أهالي الحي.

وفي شهادتها ذكرت الأمّ أن المشتبه به، رجل أربعيني يبدو أنّه يعاني من اضطرابات نفسية، وكان معروفا بأنه يرافق أطفال الحي، حيث كان الجيران  لا يخشون على سلامة أبنائهم بوجوده لكنها بعد الحادثة اكتشفت جوانب كانت تجهلها عن المشتبه به.

زينب قتلها غريب وعثر على جثتها ملقاة في سطح منزل القاتل الذي تظاهر في البداية بأنه لا يعلم عن زينب شيئا لتنكشف بعد ذلك خيوط الجريمة.

يوم 7 رمضان حطت الجريمة رحالها في بني مطير من ولاية جندوبة الضحية امرأة في مقتبل العمر وهي أم لأربعة أطفال تعرضت الى اعتداء بسكين من قبل شقيق زوجها الذي دخل قبل الحاثة في خلاف مع شقيقه وزوجته لتتطور الوضعية الى عنف فيعمد الجاني يوم الواقعة الى تسديد 10 طعنات في انحاء متفرقة من جسد زوجة شقيقه.

اختفاء.. فجريمة

يوم 12 رمضان عادت الجريمة لتستهدف الأطفال ووضعت هذه المرة رحالها في حي الزهور بولاية القصرين حيث اختفى طفل يبلغ من العمر اربع سنوات ليتم العثور عليه  في وادي جثة هامدة ليتبين أنه توفي نتيجة الإعتداء عليه بمادة صلبة على مستوى الرأس، مما تسبب له في كسر بالجمجمة.

وأما الجاني فتربطه علاقة قرابة بوالد الضحية.

وقد حول وجهة الطفل الى مكان بعيد من الحي وأنهى حياته.

 وأصدر  قاضي التحقيق  بطاقة إيداع بالسجن بحق الفاعل الأصلي البالغ من العمر 21 سنة، فيما تقرر إبقاء الطرف الثاني، وهو طفل قاصر لا يتجاوز عمره 13 عامًا في حالة سراح، بعد أن تراجع الفاعل الأصلي عن اتهامه بالمشاركة في الجريمة، وأكّد أنه اقترفها بمفرده.

واستعان قاضي التحقيق  بعدد من الإختبارات للتأكد ما إذا كان الجاني قد استهلك مواد مخدرة وقت ارتكابه الجريمة، وذلك نظرًا لتضارب أقواله وعدم وضوحها، بالإضافة إلى ظهور علامات الاضطراب عليه، كما يحمل الجاني بطاقة إعاقة عميقة صادرة عن الشؤون الاجتماعية، وتجرى حاليًا عمليات تحرٍّ للتأكد من مدى صحتها وطريقة إصدارها، مع عرضه على لجنة طبية بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس لتحديد مدى سلامة مداركه العقلية.

زوج ينهي حياة زوجته..

يوم 14 رمضان حطت الجريمة هذه المرة رحالها في جهة طبربة عندما  تقدم زوج لأعوان مركز الأمن العمومي بطبربة معلما أنه طعن زوجته بواسطة آلة حادة وكانت هناك آثار دماء على يده ليتم إعلام النيابة العمومية حيث تنقل ممثلها مرفوقا بقاضي التحقيق إلى منزل الزوجين ومعاينة جثة الزوجة وإجراء تحريات أولية أفضت إلى تعرض الزوجة للطعن من طرف الزوج وذلك اثر خلاف بينها وبين والدته.

 وبانتهاء آجال الاحتفاظ بالزوج على ذمة قاضي التحقيق أحيل على أنظاره حيث قرر إصدار بطاقة إيداع بالسجن في حقه على ذمّة القضية.

ويوم 17 رمضان تعرضت امرأة ستينية الى اعتداء بالة حادة على مستوى الوجه في محل سكناها بمارث من ولاية قابس من طرف شخص مجهول.

 والمتضررة ستينية تعيش بمفردها تفطنت حوالي الساعة الثالثة فجرا الى دخول شخص لمنزلها وعند تصديها له قام بطعنها على مستوى الوجه.

وقد تم اثر عمليات بحث حصر الشبهة في البداية في اربعة انفار وبتضييق الخناق عليهم اعترف احدهم وهو من ذوي السوابق العدلية بارتكابه لهذا الجرم.

الجرائم والدوافع..

بعض الجرائم التي تحدث في رمضان يكون مرتكبوها ممن يعانون من اضطرابات نفسية أو عقلية، تجعلهم غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم ، وقد يكون الدافع هلوسات أو ضغوط نفسية داخلية تدفعهم لارتكاب الجريمة دون وعي تام بعواقبها.

ويرى المختصون في علم النفس الاجتماعي أن  بعض المدمنين يجدون صعوبة في التأقلم مع الانقطاع المفاجئ عن المواد المخدرة أو الكحول، مما يسبب لهم اضطرابات نفسية وسلوكية، قد تدفعهم إلى ارتكاب جرائم عنف غير واعية قد تصل إلى القتل.

كما أن العنف الأسري من العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى ارتكاب الجرائم، حتى في شهر رمضان، فمع زيادة الاحتكاك اليومي بين أفراد الأسرة، ووجود مشكلات مادية أو نفسية متراكمة، قد يصل الأمر إلى تفجر الخلافات، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى جرائم عنف، قد تتطور إلى جرائم قتل في لحظات الغضب الشديد وهذا ما حدث في جريمة القتل التى راح ضحيتها ثلاثة أفراد من عائلة واحدة في رمضان المنقضي عندما استفاق التونسيون على «مذبحة»  جدت بجهة الجبل الأحمر وراحت ضحيتها زوجة تبلغ من العمر 34 سنة ووالدتها وخالها على يد الزوج الذي انفصلت عنه المجني عليها الأولى  قبل ثلاثة أيام من الجريمة التي وقعت بمنزل والدتها الذي تقيم فيه مع  الجاني ووالدتها ويشاركهم خالها نفس المسكن وبعد زواج  دام ثماني سنوات.

ففي ذلك التاربخ فقد طليقها اعصابه ونفذ وعيده وتهديده لها في صورة انفصالها عنه بالطلاق وتسلح  يوم الواقعة بمطرقة وقتل بواسطتها الضحايا.

جرائم غير مبررة..

رغم أن  نسق الحياة في هذا الشهر وما يتبعه من إقلاع عن الأكل والشرب والتدخين والسهر لساعات متأخرة من الليل كلها عوامل تساهم بشكل أو بآخر في تغير بيولوجي ونفسي واضح ينعكس على سلوك الأشخاص خلال رمضان  ولكن هذا ليس مبررا لارتكاب جريمة قتلِ.

وجرائم القتل التي ترتكب خلال هذا الشهر مردها وجود أرضية لسلوك عنيف متأصل في مرتكب الجريمة.

وأكد مختصون في علم الاجتماع أن الجرائم ليست مرتبطة لا بـ «حشيشة رمضان « ولا رجب ولا شعبان، فالمؤشرات العلمية تؤكد ان الجرائم موجودة قبل رمضان وخلاله وبعده. 

مفيدة القيزاني