اختتمت مؤخرا في بيجينغ، الدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني والدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وتميّز تنظيم هذه الاجتماعات السنوية الدورية، بحضور شي جينبينغ والعديد من القادة الصينيين من ممثلي الحزب وهياكل الدولة. وكان الاجتماع مناسبة قدم خلاله رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ تقرير عمل الحكومة الصينية. ومكّنت هذه الاجتماعات الدورية السنوية، التي تعتبر حدثًا رئيسيًا في الحياة السياسية الصينية، كذلك، من إرسال إشارات إيجابية وواضحة من الصين إلى العالم بأسره.
في العام الماضي، حقق «التحديث الصيني النمط» خطوات ثابتة وجديدة في العديد من المجالات. فقد كان أداء الاقتصاد الصيني مستقراً بشكل عام وأحرز تقدماً مطرداً حيث تمّ إنجاز جميع المهام الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام الماضي بنجاح. فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي الصيني 134.9 تريليون يوان (حوالي 18.7 تريليون دولار أمريكي). وتحقق نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني بمعدل 5%، الأمر الذي يجعل الصين تتصدر الاقتصاديات العالمية الكبرى. وظلت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي تقدر بحوالي 30 % فحافظت، بذلك، على التوازن الأساسي في ميزان المدفوعات الدولية، في حين حقق حجم التجارة الخارجية رقما قياسيا جديدا حيث ارتفعت حصة المنتجات الصينية في السوق الدولية بشكل مطرد. وتجاوزت احتياطي النقد الأجنبي 3.2 تريليون دولار أمريكي. كما ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف في الصين بنسبة 5.1 % بالقيمة الحقيقية. وبلغ متوسط العمر المتوقع للسكان 79 عامًا. ولأول مرة، حقق إنتاج الحبوب رقما قياسيا جديدا قدر بـ700 مليار كيلوغرام. كما ارتفعت القيمة المضافة للتصنيع عالي التقنية وتصنيع المعدات، على التوالي، بنسبة 8.9 % و7.7 %، وتجاوزت قدرة الإنتاج السنوي للسيارات، التي تعمل بالطاقة الجديدة، 13 مليون سيارة. وأبرز الصعود المفاجئ لتطبيق «ديب سيك» القدرة الابتكارية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وتبيّن مجمل هذه النجاحات، أنّ الحكومة الصينية واجهت تحديات الوضع الدولي المعقد والخطير بنشاط وفعالية وأنّ الاقتصاد الصيني أظهر قدرة متميّزة على الصمود.
إن التحديث الصيني النمط ينتمي إلى كل من الصين والعالم. وتمثّل سنة 2025، العام الأخير من الخطة الخماسية الرابعة عشرة. وحدّدت الحكومة الصينية هدفا للنمو الاقتصادي المتوقع عند حوالي 5 % للعام الجاري. ولتحقيق هذه الغاية، ستركّز الصين، ضمن سياساتها، على المهمة الأساسية للتنمية عالية الجودة، إلى جانب تنفيذ سياسة مالية أكثر استباقية وسياسة نقدية ميسّرة نسبيا، مع إبراز تحسين معيشة الشعب في السياسات الكلية. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على توسيع الانفتاح، رفيع المستوى، على العالم الخارجي، وضمان استقرار تنمية التجارة الخارجية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي بقوة، ودفع التشارك عالي الجودة، في بناء” الحزام والطريق “ على نحو معمق وملموس، إلى جانب تعميق التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف والثنائي والإقليمي. ويتحقق التحديث الصيني النمط من خلال الانفتاح والتعاون، الذي سيمكّن العالم من الاستفادة من الإنجازات الجديدة. ويستحوذ حجم الاقتصاد الصيني نحو 18% من حجم الاقتصاد العالمي، وهي الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة. وتعتقد الصين أنه لا يمكن لأي دولة أو أمة أن تتخلف عن الركب في سعي البشرية إلى الرفاه. وتواصل الصين، في هذا المجال، تقاسم الفرص الواسعة التي يتيحها التحديث الصيني النمط، مع الدول الأخرى، إلى جانب بذل الجهود الحثيثة لتحقيق التحديث في جميع دول العالم.
واعتبارا للتغيرات العميقة التي طرأت على المشهد الدولي، ستواصل الدبلوماسية الصينية الدفاع عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين والإنصاف والعدالة الدولية. كما سيواصل الجانب الصيني السعي إلى تحقيق العلاقات الصينية الأمريكية على نحو مستقر وسليم ومستدام وفقا لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك. في المقابل، فإنّه إذا ما أصرّت الولايات المتحدة على فرض الضغط في مسألة التجارة والاقتصاد، فسترد الصين على ذلك بحزم بكل تأكيد.
أمّا فيما يتعلق بمسألة تايوان، فإن القرار2758 للأمم المتحدة قد حل، بشكل جذري، مسألة تمثيل الصين بأكملها، وتايوان جزء منها، في الأمم المتحدة، ومنع، بشكل نهائي، أي احتمال لصنع ”صينين“ أو ”صين واحدة وتايوان واحدة“. إن الاسم الوحيد لمنطقة تايوان في الأمم المتحدة هو” مقاطعة تايوان الصينية“. إن إعادة توحيد الوطن الأم بشكل كامل يتفق مع الزخم العام والمصلحة الوطنية العليا. ستعيد الصين وحدتها حتما في نهاية المطاف. أمّا بخصوص القضية الفلسطينية، فإنّ الجانب الصيني يدعم خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة التي أطلقتها مصر وغيرها من الدول العربية، وسيواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لتحقيق العدل والسلام والتنمية، كما تدعم الصين سعي دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق، في القريب العاجل، السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.
وتحتفل الصين، هذه السنة، بشكل مهيب، بالذكرى الـ80 لانتصار مقاومة الشعب الصيني ضدّ العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. كما تستضيف الصين، الرئيس الدوري لمنظمة شنغهاي، قمة منظمة شنغهاي في مدينة تيانجين في خريف العام الجاري. وتحتضن الصين، مرة أخرى، القمة العالمية للمرأة، في النصف الثاني من هذا العام وذلك بمناسبة الذكرى الـ30 لانعقاد المؤتمر العالمي للمرأة في بيجينغ. ومن جهة أخرى، يصادف العام الجاري الذكرى الـ25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي وعام الانطلاق لتنفيذ مخرجات قمة بيجينغ. ويسعى الجانب الصيني، في هذا الصدد، إلى العمل سويا مع الدول الإفريقية على دفع التحديث ومساعدة إفريقيا على تحقيق التنمية والنهضة، بالاعتماد على أعمال الشراكة العشرة.
إن الصين وتونس دولتان ناميتان وعضوان في” الجنوب العالمي“. على مدى الـ61 عاماً الماضية، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين باستمرار، وحقق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات نتائج ملحوظة. إن الصين مستعدة للعمل مع تونس، مسترشدة بالتوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، ومواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية، وتوسيع التعاون العملي ودفع تشارك عالي الجودة، في بناء” الحزام والطريق» بشكل نشط، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، والعمل سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية جمعاء.
بقلم: سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس وان لي
اختتمت مؤخرا في بيجينغ، الدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني والدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وتميّز تنظيم هذه الاجتماعات السنوية الدورية، بحضور شي جينبينغ والعديد من القادة الصينيين من ممثلي الحزب وهياكل الدولة. وكان الاجتماع مناسبة قدم خلاله رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ تقرير عمل الحكومة الصينية. ومكّنت هذه الاجتماعات الدورية السنوية، التي تعتبر حدثًا رئيسيًا في الحياة السياسية الصينية، كذلك، من إرسال إشارات إيجابية وواضحة من الصين إلى العالم بأسره.
في العام الماضي، حقق «التحديث الصيني النمط» خطوات ثابتة وجديدة في العديد من المجالات. فقد كان أداء الاقتصاد الصيني مستقراً بشكل عام وأحرز تقدماً مطرداً حيث تمّ إنجاز جميع المهام الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام الماضي بنجاح. فقد بلغ الناتج المحلي الإجمالي الصيني 134.9 تريليون يوان (حوالي 18.7 تريليون دولار أمريكي). وتحقق نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني بمعدل 5%، الأمر الذي يجعل الصين تتصدر الاقتصاديات العالمية الكبرى. وظلت مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي تقدر بحوالي 30 % فحافظت، بذلك، على التوازن الأساسي في ميزان المدفوعات الدولية، في حين حقق حجم التجارة الخارجية رقما قياسيا جديدا حيث ارتفعت حصة المنتجات الصينية في السوق الدولية بشكل مطرد. وتجاوزت احتياطي النقد الأجنبي 3.2 تريليون دولار أمريكي. كما ارتفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف في الصين بنسبة 5.1 % بالقيمة الحقيقية. وبلغ متوسط العمر المتوقع للسكان 79 عامًا. ولأول مرة، حقق إنتاج الحبوب رقما قياسيا جديدا قدر بـ700 مليار كيلوغرام. كما ارتفعت القيمة المضافة للتصنيع عالي التقنية وتصنيع المعدات، على التوالي، بنسبة 8.9 % و7.7 %، وتجاوزت قدرة الإنتاج السنوي للسيارات، التي تعمل بالطاقة الجديدة، 13 مليون سيارة. وأبرز الصعود المفاجئ لتطبيق «ديب سيك» القدرة الابتكارية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي. وتبيّن مجمل هذه النجاحات، أنّ الحكومة الصينية واجهت تحديات الوضع الدولي المعقد والخطير بنشاط وفعالية وأنّ الاقتصاد الصيني أظهر قدرة متميّزة على الصمود.
إن التحديث الصيني النمط ينتمي إلى كل من الصين والعالم. وتمثّل سنة 2025، العام الأخير من الخطة الخماسية الرابعة عشرة. وحدّدت الحكومة الصينية هدفا للنمو الاقتصادي المتوقع عند حوالي 5 % للعام الجاري. ولتحقيق هذه الغاية، ستركّز الصين، ضمن سياساتها، على المهمة الأساسية للتنمية عالية الجودة، إلى جانب تنفيذ سياسة مالية أكثر استباقية وسياسة نقدية ميسّرة نسبيا، مع إبراز تحسين معيشة الشعب في السياسات الكلية. وفي الوقت نفسه، تعمل الصين على توسيع الانفتاح، رفيع المستوى، على العالم الخارجي، وضمان استقرار تنمية التجارة الخارجية، وتشجيع الاستثمار الأجنبي بقوة، ودفع التشارك عالي الجودة، في بناء” الحزام والطريق “ على نحو معمق وملموس، إلى جانب تعميق التعاون الاقتصادي المتعدد الأطراف والثنائي والإقليمي. ويتحقق التحديث الصيني النمط من خلال الانفتاح والتعاون، الذي سيمكّن العالم من الاستفادة من الإنجازات الجديدة. ويستحوذ حجم الاقتصاد الصيني نحو 18% من حجم الاقتصاد العالمي، وهي الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة. وتعتقد الصين أنه لا يمكن لأي دولة أو أمة أن تتخلف عن الركب في سعي البشرية إلى الرفاه. وتواصل الصين، في هذا المجال، تقاسم الفرص الواسعة التي يتيحها التحديث الصيني النمط، مع الدول الأخرى، إلى جانب بذل الجهود الحثيثة لتحقيق التحديث في جميع دول العالم.
واعتبارا للتغيرات العميقة التي طرأت على المشهد الدولي، ستواصل الدبلوماسية الصينية الدفاع عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين والإنصاف والعدالة الدولية. كما سيواصل الجانب الصيني السعي إلى تحقيق العلاقات الصينية الأمريكية على نحو مستقر وسليم ومستدام وفقا لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من المبادئ الثلاثة المتمثلة في الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك. في المقابل، فإنّه إذا ما أصرّت الولايات المتحدة على فرض الضغط في مسألة التجارة والاقتصاد، فسترد الصين على ذلك بحزم بكل تأكيد.
أمّا فيما يتعلق بمسألة تايوان، فإن القرار2758 للأمم المتحدة قد حل، بشكل جذري، مسألة تمثيل الصين بأكملها، وتايوان جزء منها، في الأمم المتحدة، ومنع، بشكل نهائي، أي احتمال لصنع ”صينين“ أو ”صين واحدة وتايوان واحدة“. إن الاسم الوحيد لمنطقة تايوان في الأمم المتحدة هو” مقاطعة تايوان الصينية“. إن إعادة توحيد الوطن الأم بشكل كامل يتفق مع الزخم العام والمصلحة الوطنية العليا. ستعيد الصين وحدتها حتما في نهاية المطاف. أمّا بخصوص القضية الفلسطينية، فإنّ الجانب الصيني يدعم خطة التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة التي أطلقتها مصر وغيرها من الدول العربية، وسيواصل الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لتحقيق العدل والسلام والتنمية، كما تدعم الصين سعي دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة، بما يحقق، في القريب العاجل، السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.
وتحتفل الصين، هذه السنة، بشكل مهيب، بالذكرى الـ80 لانتصار مقاومة الشعب الصيني ضدّ العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. كما تستضيف الصين، الرئيس الدوري لمنظمة شنغهاي، قمة منظمة شنغهاي في مدينة تيانجين في خريف العام الجاري. وتحتضن الصين، مرة أخرى، القمة العالمية للمرأة، في النصف الثاني من هذا العام وذلك بمناسبة الذكرى الـ30 لانعقاد المؤتمر العالمي للمرأة في بيجينغ. ومن جهة أخرى، يصادف العام الجاري الذكرى الـ25 لتأسيس منتدى التعاون الصيني الإفريقي وعام الانطلاق لتنفيذ مخرجات قمة بيجينغ. ويسعى الجانب الصيني، في هذا الصدد، إلى العمل سويا مع الدول الإفريقية على دفع التحديث ومساعدة إفريقيا على تحقيق التنمية والنهضة، بالاعتماد على أعمال الشراكة العشرة.
إن الصين وتونس دولتان ناميتان وعضوان في” الجنوب العالمي“. على مدى الـ61 عاماً الماضية، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وتونس، تعززت الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين باستمرار، وحقق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات نتائج ملحوظة. إن الصين مستعدة للعمل مع تونس، مسترشدة بالتوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، ومواصلة تعميق الشراكة الإستراتيجية، وتوسيع التعاون العملي ودفع تشارك عالي الجودة، في بناء” الحزام والطريق» بشكل نشط، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي طرحها الرئيس شي جينبينغ، والعمل سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية جمعاء.