إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قاتلات‭.. ‬مروجات‭ ‬مخدرات‭ .. ‬ارهابيات‭ ‬و"مهربات"‬‭..‬ نساء‭ ‬اقتحمن‭ ‬ عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬من ‭ ‬‮"بابه‭ ‬الكبير‮"‬

 

‮«‬الحبس‭ ‬للرجال‮»‬‭ ‬عبارة‭ ‬انتشرت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬تناقلتها‭ ‬الأجيال‭ ‬جيل‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭..‬جملة‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬ربما‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تفشي‭ ‬الجريمة‭ ‬وفي‭ ‬ترسخ‭ ‬اعتقاد‭ ‬خاطئ‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬السجن‮»‬‭ ‬رمز‭ ‬للرجولة‭..‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬الحبس‭ ‬للرجال‮»‬‭ ‬فقط‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬يتسم‭ ‬طبعها‭ ‬بالنعومة‭ ‬تنافس‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وحتى‭ ‬الفظيعة‭ ‬منها‭.‬




705‭ ‬هو‭ ‬عدد‭ ‬السجينات‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الاناث‭ ‬13‭ ‬ويوجد‭ ‬سجن‭ ‬واحد‭ ‬مخصص‭ ‬بالكامل‭ ‬لإيداع‭ ‬النساء‭ ‬وهو‭ ‬السجن‭ ‬المدني‭ ‬بمنوبة،‭ ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬سبع‭ ‬مؤسسات‭ ‬سجنية‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬بنايات‭ ‬مخصصة‭ ‬لقبول‭ ‬النساء‭ ‬المودعات‭ ‬بالسجن‭ ‬وهي‭ ‬سجن‭ ‬سوسة‭ ‬بالمسعدين‭..‬سجن‭ ‬الكاف‭..‬سجن‭ ‬جندوبة‭..‬سجن‭ ‬القصرين‭..‬سجن‭ ‬صفاقس‭..‬سجن‭ ‬قفصة‭ ‬وسجن‭ ‬حربوب‭ ‬بمدنين‭.‬

أرقام‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬تعد‭ ‬الأقل‭ ‬ذكرا‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬باعتبار‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬عن‭ ‬المجرم‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬بالضرورة‭ ‬ذكر‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬السجناء‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬السجينات‭ ‬بكثير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬الشائعة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الجنسان‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬متشابهة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬أمر‭ ‬واقعي‭ ‬وملموس‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬المرأة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬مختلف‭ ‬الجرائم‭  ‬كالقتل‭ ‬والسرقة‭ ‬والتحيّل‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وغيرها‭.‬

جرائم‭ ‬متنوعة‭..‬

انخرطت‭ ‬اليوم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الجريمة‭ ‬سواء‭ ‬الدموية‭ ‬او‭ ‬الجنسية‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬المالية‭ ‬والالكترونية‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭..‬وغيرها‭..‬

ووفق‭ ‬تقارير‭ ‬إعلامية‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬التونسيات‭ ‬اللواتي‭ ‬انضممن‭ ‬الى‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬امرأة‭  ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و35‭ ‬سنة‭ ‬تحولن‭ ‬إلى‭ ‬متطرفات‭ ‬يقاتلن‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬خلال‭ ‬العشرية‭ ‬الماضية‭.‬

وأما‭ ‬بقية‭ ‬الجرائم‭ ‬فقد‭ ‬انخرطت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬سواء‭ ‬‮«‬حارقة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حراقة‮»‬‭ ‬وباتت‭ ‬تزاحم‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬كلفها‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬كلفها‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬نسق‭ ‬هجرة‭ ‬النساء‭ ‬خلال‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬8‭%‬‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2022‭.‬

وتعد‭ ‬تجارة‭ ‬وترويج‭ ‬وتهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تجتذب‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تدره‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭ ‬هامة‭ ‬وحسب‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬المنشورة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المدمنين‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬بأنواعها‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬2021‭.. ‬و‭ ‬سجلت‭ ‬أرقام‭ ‬المدمنات‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬المدرسية‭ ‬نموا‭ ‬ملحوظا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المنقضية‭.‬

جرائم‭ ‬القتل‭..‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬ضحايا‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬سجلت‭ ‬أرقاما‭ ‬مرتفعة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬والسنوات‭ ‬التي‭ ‬تلتها‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أزواجهن‭ ‬25‭ ‬ضحية‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬ولكن‭ ‬المرأة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬حالات‭ ‬شاذة‭ ‬ولكنها‭ ‬واقعا‭.‬

ولعل‭ ‬‮«‬صالحة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬المتهمة‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬قتل‭ ‬الزوجة‭ ‬لزوجها‭ ‬بسبب‭ ‬التفاصيل‭ ‬المروعة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬أحداث‭ ‬الجريمة‭ ‬وكانت‭ ‬صالحة‭ ‬اعترفت‭ ‬ابان‭ ‬مغادرتها‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬بقتلها‭ ‬زوجها‭ ‬وتحويل‭ ‬جثته‭ ‬الى‭ ‬‮«‬قديد‮»‬‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬ندمها‭ ‬على‭ ‬انهاء‭ ‬حياته‭ ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأكدت‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لو‭ ‬يبعث‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ستعيد‭ ‬قتله‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صالحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬2008‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬مسجونة‭ ‬بتهمة‭ ‬قتل‭ ‬زوجها‭ ‬‮«‬رمضان‮»‬‭ ‬بسكين‭ ‬وشوهت‭ ‬جثته‭ ‬حيث‭ ‬عمدت‭ ‬الى‭ ‬تقطيعها‭ ‬ثم‭ ‬جففت‭ ‬لحمه‭ ‬واحتفظت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قوارير‭ ‬وجعلت‭ ‬منه‭ ‬طعامها‭ ‬اليومي‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بحرق‭ ‬رأسه‭ ‬وعظامه‭ ‬في‭ ‬الفرن‭ ‬وجعلتها‭ ‬مسحوقا‭ ‬اكتحلت‭ ‬به‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬حكم‭ ‬يقضي‭ ‬بسجنها‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬قضت‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عقوبتها‭.‬

وأكدت‭ ‬صالحة‭ ‬انها‭ ‬تكره‭ ‬زوجها‭ ‬و‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬انه‭ ‬عاد‭ ‬للحياة‭ ‬لتقتله‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬انها‭ ‬لا‭ ‬تصوم‭ ‬رمضان‭ ‬لانه‭ ‬يحمل‭ ‬اسمه‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬تقتله‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭.‬

وأما‭ ‬دوافع‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سببها‭ ‬تعذيب‭ ‬الزوج‭ ‬للجانية‭.‬

كما‭ ‬انخرطت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬الدعارة‭ ‬والسرقة‭ ‬والبراكاجات‭ ‬وحتى‭ ‬الجرائم‭ ‬الالكترونية‭ ‬والتحيل‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬دورها‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬عنصرا‭ ‬قياديا‭ ‬وتتزعم‭ ‬تلك‭ ‬الشبكات‭ ‬وتؤطر‭ ‬العناصر‭ ‬المنتمية‭ ‬اليها‭ ‬وتوجههم‭.‬

زمن‭ ‬المقاربات‭ ‬بين‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حسب‭ ‬الجنس‭ ‬ولى‭ ‬ومضى‭..‬

يرى‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬طارق‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬نقارب‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس‭ ‬ولى‭ ‬ومضى‭ ‬بحيث‭ ‬ترتبط‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬بالإناث‭ ‬وبعض‭ ‬الظواهر‭ ‬الأخرى‭ ‬بالذكور‭.‬

فكما‭ ‬نجد‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬ومراكز‭ ‬العمل‭ ‬وفي‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬فإننا‭ ‬نجدهن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والهجرة‭ ‬السرية،‭ ‬فإذا‭ ‬توفرت‭ ‬نفس‭ ‬الدوافع‭ ‬والظروف‭ ‬فإننا‭ ‬سنكون‭ ‬إزاء‭ ‬نفس‭ ‬النتائج،‭ ‬بقطع‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنس‭ ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الفتيان‭ ‬للجريمة‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الفتيات‭ ‬نحوها‭.‬

وأضاف‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الموت‭ ‬والتخريب‭ ‬تتسع‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وتغذّيها‭ ‬مشاهد‭ ‬الموت‭ ‬والتنكيل‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ونشرات‭ ‬الأخبار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبح‭ ‬العنف‭ ‬النسوي‭ ‬هو‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للعنف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمدرسي‭ ‬وغيره‭.‬

وهذا‭ ‬السياق‭ ‬العدواني‭ ‬وهذه‭ ‬البيئة‭ ‬العدائية‭ ‬جعلت‭ ‬العنف‭ ‬والجريمة‭ ‬لا‭ ‬يقتصران‭ ‬على‭ ‬الفضاء‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬ويصلان‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬ويمسان‭ ‬علاقة‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬وخاصة‭ ‬علاقة‭ ‬الأولياء‭ (‬نساء‭ ‬ورجالا‭) ‬بأبنائهم‭.‬

وخلص‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المسلّط‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والكهول‭ ‬قد‭ ‬اخترق‭ ‬آخر‭ ‬وأهم‭ ‬حصن‭ ‬للتنشئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السليمة‭ ‬والمتوازنة‭ ‬وهو‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأسرة‭ ‬وأكبر‭ ‬ضحاياه‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭.‬

جرائم‭ ‬النساء‭ ‬والقانون‭..‬

ان‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬كأحد‭ ‬فروع‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬يهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية‭ ‬للمرأة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختلافها‭ ‬عن‭ ‬إجرام‭ ‬الرجل‭ , ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬فيها‭ ‬وتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬تكفل‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬التخفيف‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬ذلك‭ .‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬نسبتها‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكم‭ ‬والنوع‭  ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭ ‬إجرامية‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الوسيلة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬اقتراف‭ ‬الجرائم‭  ‬وذلك‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬مختلفة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تدني‭ ‬نسبة‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬نسبة‭ ‬جرائم‭ ‬الرجال‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مجتمع‭ ‬نقي‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تنمي‭ ‬بروز‭ ‬الجريمة‭.‬

ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬القاضي‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يزداد‭ ‬ارتكابها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النساء‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬جرائمهن‭ ‬الرئيسية‭ ‬أو‭ ‬جرائمهن‭ ‬الشائعة‭ ‬أو‭ ‬جرائمهن‭ ‬الغالبة‭.‬

وتتفاوت‭ ‬نسب‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬يقبض‭ ‬عليهم‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬مرتكبي‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬عشرة‭ ‬أمثال‭ ‬من‭ ‬يقبض‭ ‬عليهن‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ . ‬ووفق‭ ‬الغنيمي‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الدانمرك‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬المجرمات‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬المجرمين‭ ‬14‭ %  ‬وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬توفرت‭ ‬لدينا‭ ‬إحصاءات‭ ‬بشأنها‭ ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬ترتكب‭ ‬جريمة‭ ‬واحدة‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬2744‭ ‬جريمة‭ ‬يرتكبها‭ ‬الرجل،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬النسبة‭ ‬تقريباً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وتونس‭ .‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬المرأة‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الجريمة‭ ‬وان‭ ‬جرائم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تفوق‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

دوافع‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭..‬

إن‭ ‬عوامل‭ ‬إجرام‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬ارتكابها‭ ‬للجريمة،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما،‭ ‬بحيث‭ ‬تدفعها‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الجريمة‭ .‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إرجاع‭ ‬إجرام‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬سبب‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬وحيد‭ ‬،‭ ‬فإجرامها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬سواءً‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬ذاتية‭ ‬او‭ ‬داخلية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشخص‭ ‬المرأة‭ ‬،‭ ‬أي‭ ‬بتكوينها‭ ‬العضوي‭ ‬أو‭ ‬النفسي‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالبيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭.‬

أنواع‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭..‬

إن‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬العدواني،‭ ‬وربما‭ ‬تتفوق‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬سمات‭ ‬العنف‭.‬

ومن‭ ‬النتائج‭ ‬الملفتة‭ ‬للانتباه‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬المواليد‭ ‬يكون‭ ‬نصيب‭ ‬المرأة‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرجال،‭ ‬كما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الرجال‭ ‬تشكل‭ ‬المرأة‭ ‬الدافع‭ ‬الحقيقي‭ ‬لارتكابها‭. ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬اجتماع‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يلعبن‭ ‬دوراً‭ ‬ثانوياً‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬الرجال،‭ ‬إلا‭ ‬أنهن‭ ‬يستخدمن‭ ‬الدهاء‭ ‬والحيلة‭ ‬ويؤدين‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الإغراء‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭.‬

ويرى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬المجرمات‭ ‬يظهرن‭ ‬خداعاً‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يظهره‭ ‬الرجال‭ ‬المجرمون،‭ ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬القدر‭ ‬العظيم‭ ‬من‭ ‬المخادعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬الأخلاق،‭ ‬والخصائص‭ ‬الجنسية،‭ ‬الذي‭ ‬يمليه‭ ‬خفاء‭ ‬سلوك‭ ‬النساء‭ ‬والاختلافات‭ ‬الجسمية‭ ‬الطبيعية‭ ‬والنفسية‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭.‬

ولا‭ ‬يميز‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬في‭ ‬العقاب‭ ‬وتطبق‭ ‬جميع‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المتهمين‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجة‭.‬



مفيدة‭ ‬القيزاني

قاتلات‭.. ‬مروجات‭ ‬مخدرات‭ .. ‬ارهابيات‭ ‬و"مهربات"‬‭..‬ نساء‭  ‬اقتحمن‭ ‬ عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬من ‭ ‬‮"بابه‭ ‬الكبير‮"‬

 

‮«‬الحبس‭ ‬للرجال‮»‬‭ ‬عبارة‭ ‬انتشرت‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬تناقلتها‭ ‬الأجيال‭ ‬جيل‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭..‬جملة‭ ‬كانت‭ ‬سببا‭ ‬ربما‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تفشي‭ ‬الجريمة‭ ‬وفي‭ ‬ترسخ‭ ‬اعتقاد‭ ‬خاطئ‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬السجن‮»‬‭ ‬رمز‭ ‬للرجولة‭..‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬الحبس‭ ‬للرجال‮»‬‭ ‬فقط‭ ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬يتسم‭ ‬طبعها‭ ‬بالنعومة‭ ‬تنافس‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وحتى‭ ‬الفظيعة‭ ‬منها‭.‬




705‭ ‬هو‭ ‬عدد‭ ‬السجينات‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الاناث‭ ‬13‭ ‬ويوجد‭ ‬سجن‭ ‬واحد‭ ‬مخصص‭ ‬بالكامل‭ ‬لإيداع‭ ‬النساء‭ ‬وهو‭ ‬السجن‭ ‬المدني‭ ‬بمنوبة،‭ ‬كما‭ ‬توجد‭ ‬سبع‭ ‬مؤسسات‭ ‬سجنية‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬بنايات‭ ‬مخصصة‭ ‬لقبول‭ ‬النساء‭ ‬المودعات‭ ‬بالسجن‭ ‬وهي‭ ‬سجن‭ ‬سوسة‭ ‬بالمسعدين‭..‬سجن‭ ‬الكاف‭..‬سجن‭ ‬جندوبة‭..‬سجن‭ ‬القصرين‭..‬سجن‭ ‬صفاقس‭..‬سجن‭ ‬قفصة‭ ‬وسجن‭ ‬حربوب‭ ‬بمدنين‭.‬

أرقام‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬واقع‭ ‬ملموس‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬تعد‭ ‬الأقل‭ ‬ذكرا‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬باعتبار‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬عن‭ ‬المجرم‭ ‬والتي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬بالضرورة‭ ‬ذكر‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬السجناء‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يفوق‭ ‬عدد‭ ‬السجينات‭ ‬بكثير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬الشائعة‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الجنسان‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬متشابهة‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬أمر‭ ‬واقعي‭ ‬وملموس‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬المرأة‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬إقدامها‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬مختلف‭ ‬الجرائم‭  ‬كالقتل‭ ‬والسرقة‭ ‬والتحيّل‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وغيرها‭.‬

جرائم‭ ‬متنوعة‭..‬

انخرطت‭ ‬اليوم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬الجريمة‭ ‬سواء‭ ‬الدموية‭ ‬او‭ ‬الجنسية‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬المالية‭ ‬والالكترونية‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭..‬وغيرها‭..‬

ووفق‭ ‬تقارير‭ ‬إعلامية‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬التونسيات‭ ‬اللواتي‭ ‬انضممن‭ ‬الى‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬امرأة‭  ‬تتراوح‭ ‬أعمارهن‭ ‬بين‭ ‬20‭ ‬و35‭ ‬سنة‭ ‬تحولن‭ ‬إلى‭ ‬متطرفات‭ ‬يقاتلن‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬خلال‭ ‬العشرية‭ ‬الماضية‭.‬

وأما‭ ‬بقية‭ ‬الجرائم‭ ‬فقد‭ ‬انخرطت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬سواء‭ ‬‮«‬حارقة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬حراقة‮»‬‭ ‬وباتت‭ ‬تزاحم‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬الضفة‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬المتوسط‭ ‬والوصول‭ ‬الى‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭ ‬كلفها‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬كلفها‭ ‬حيث‭ ‬ارتفع‭ ‬نسق‭ ‬هجرة‭ ‬النساء‭ ‬خلال‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬8‭%‬‮»‬‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2022‭.‬

وتعد‭ ‬تجارة‭ ‬وترويج‭ ‬وتهريب‭ ‬المخدرات‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تجتذب‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تدره‭ ‬من‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭ ‬هامة‭ ‬وحسب‭ ‬بعض‭ ‬الأرقام‭ ‬المنشورة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬فقد‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬المدمنين‭ ‬على‭ ‬المخدرات‭ ‬بأنواعها‭ ‬حوالي‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬2021‭.. ‬و‭ ‬سجلت‭ ‬أرقام‭ ‬المدمنات‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬المدرسية‭ ‬نموا‭ ‬ملحوظا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬المنقضية‭.‬

جرائم‭ ‬القتل‭..‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬النساء‭ ‬ضحايا‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬سجلت‭ ‬أرقاما‭ ‬مرتفعة‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬والسنوات‭ ‬التي‭ ‬تلتها‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬ضحايا‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أزواجهن‭ ‬25‭ ‬ضحية‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬ولكن‭ ‬المرأة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنها‭ ‬حالات‭ ‬شاذة‭ ‬ولكنها‭ ‬واقعا‭.‬

ولعل‭ ‬‮«‬صالحة‮»‬‭ ‬هي‭ ‬المتهمة‭ ‬الأشهر‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الجريمة‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬قتل‭ ‬الزوجة‭ ‬لزوجها‭ ‬بسبب‭ ‬التفاصيل‭ ‬المروعة‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬أحداث‭ ‬الجريمة‭ ‬وكانت‭ ‬صالحة‭ ‬اعترفت‭ ‬ابان‭ ‬مغادرتها‭ ‬السجن‭ ‬في‭ ‬2008‭ ‬بقتلها‭ ‬زوجها‭ ‬وتحويل‭ ‬جثته‭ ‬الى‭ ‬‮«‬قديد‮»‬‭ ‬معبرة‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬ندمها‭ ‬على‭ ‬انهاء‭ ‬حياته‭ ‬بل‭ ‬ذهبت‭ ‬الى‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأكدت‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬لو‭ ‬يبعث‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬ستعيد‭ ‬قتله‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صالحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬ماي‭ ‬2008‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬كانت‭ ‬مسجونة‭ ‬بتهمة‭ ‬قتل‭ ‬زوجها‭ ‬‮«‬رمضان‮»‬‭ ‬بسكين‭ ‬وشوهت‭ ‬جثته‭ ‬حيث‭ ‬عمدت‭ ‬الى‭ ‬تقطيعها‭ ‬ثم‭ ‬جففت‭ ‬لحمه‭ ‬واحتفظت‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬قوارير‭ ‬وجعلت‭ ‬منه‭ ‬طعامها‭ ‬اليومي‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بحرق‭ ‬رأسه‭ ‬وعظامه‭ ‬في‭ ‬الفرن‭ ‬وجعلتها‭ ‬مسحوقا‭ ‬اكتحلت‭ ‬به‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬حكم‭ ‬يقضي‭ ‬بسجنها‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬تم‭ ‬الإفراج‭ ‬عنها‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬قضت‭ ‬20‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬عقوبتها‭.‬

وأكدت‭ ‬صالحة‭ ‬انها‭ ‬تكره‭ ‬زوجها‭ ‬و‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬انه‭ ‬عاد‭ ‬للحياة‭ ‬لتقتله‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬،‭ ‬مشيرة‭ ‬الى‭ ‬انها‭ ‬لا‭ ‬تصوم‭ ‬رمضان‭ ‬لانه‭ ‬يحمل‭ ‬اسمه‭ ‬مشددة‭ ‬على‭ ‬انها‭ ‬تتمنى‭ ‬لو‭ ‬تقتله‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭.‬

وأما‭ ‬دوافع‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬البشعة‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬سببها‭ ‬تعذيب‭ ‬الزوج‭ ‬للجانية‭.‬

كما‭ ‬انخرطت‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬الدعارة‭ ‬والسرقة‭ ‬والبراكاجات‭ ‬وحتى‭ ‬الجرائم‭ ‬الالكترونية‭ ‬والتحيل‭ ‬وغيرها،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬دورها‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أصبحت‭ ‬عنصرا‭ ‬قياديا‭ ‬وتتزعم‭ ‬تلك‭ ‬الشبكات‭ ‬وتؤطر‭ ‬العناصر‭ ‬المنتمية‭ ‬اليها‭ ‬وتوجههم‭.‬

زمن‭ ‬المقاربات‭ ‬بين‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حسب‭ ‬الجنس‭ ‬ولى‭ ‬ومضى‭..‬

يرى‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬طارق‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬الزمن‭ ‬الذي‭ ‬نقارب‭ ‬فيه‭ ‬بين‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الجنس‭ ‬ولى‭ ‬ومضى‭ ‬بحيث‭ ‬ترتبط‭ ‬بعض‭ ‬الظواهر‭ ‬بالإناث‭ ‬وبعض‭ ‬الظواهر‭ ‬الأخرى‭ ‬بالذكور‭.‬

فكما‭ ‬نجد‭ ‬الإناث‭ ‬في‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬ومراكز‭ ‬العمل‭ ‬وفي‭ ‬الفضاء‭ ‬العام‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬فإننا‭ ‬نجدهن‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬الجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬والهجرة‭ ‬السرية،‭ ‬فإذا‭ ‬توفرت‭ ‬نفس‭ ‬الدوافع‭ ‬والظروف‭ ‬فإننا‭ ‬سنكون‭ ‬إزاء‭ ‬نفس‭ ‬النتائج،‭ ‬بقطع‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الجنس‭ ‬وهكذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الفتيان‭ ‬للجريمة‭ ‬هو‭ ‬ذاته‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الفتيات‭ ‬نحوها‭.‬

وأضاف‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬أن‭ ‬ثقافة‭ ‬الموت‭ ‬والتخريب‭ ‬تتسع‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬وتغذّيها‭ ‬مشاهد‭ ‬الموت‭ ‬والتنكيل‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬تعج‭ ‬بها‭ ‬المواقع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ونشرات‭ ‬الأخبار،‭ ‬وبالتالي‭ ‬أصبح‭ ‬العنف‭ ‬النسوي‭ ‬هو‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬للعنف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمدرسي‭ ‬وغيره‭.‬

وهذا‭ ‬السياق‭ ‬العدواني‭ ‬وهذه‭ ‬البيئة‭ ‬العدائية‭ ‬جعلت‭ ‬العنف‭ ‬والجريمة‭ ‬لا‭ ‬يقتصران‭ ‬على‭ ‬الفضاء‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬ويصلان‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬الفضاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬ويمسان‭ ‬علاقة‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬الواحدة‭ ‬وخاصة‭ ‬علاقة‭ ‬الأولياء‭ (‬نساء‭ ‬ورجالا‭) ‬بأبنائهم‭.‬

وخلص‭ ‬بالحاج‭ ‬محمد‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الضغط‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬المسلّط‭ ‬على‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والكهول‭ ‬قد‭ ‬اخترق‭ ‬آخر‭ ‬وأهم‭ ‬حصن‭ ‬للتنشئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السليمة‭ ‬والمتوازنة‭ ‬وهو‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأسرة‭ ‬وأكبر‭ ‬ضحاياه‭ ‬هم‭ ‬الأطفال‭.‬

جرائم‭ ‬النساء‭ ‬والقانون‭..‬

ان‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬كأحد‭ ‬فروع‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬يهتم‭ ‬بدراسة‭ ‬الظاهرة‭ ‬الإجرامية‭ ‬للمرأة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬اختلافها‭ ‬عن‭ ‬إجرام‭ ‬الرجل‭ , ‬والبحث‭ ‬في‭ ‬العوامل‭ ‬المؤثرة‭ ‬فيها‭ ‬وتفسير‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بغية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬مناسبة‭ ‬لها‭ ‬تكفل‭ ‬القضاء‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬التخفيف‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭ ‬ذلك‭ .‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬أقل‭ ‬في‭ ‬نسبتها‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬الرجال‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكم‭ ‬والنوع‭  ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬أقل‭ ‬خطورة‭ ‬إجرامية‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الوسيلة‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬اقتراف‭ ‬الجرائم‭  ‬وذلك‭ ‬بفعل‭ ‬عوامل‭ ‬مختلفة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تدني‭ ‬نسبة‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬بالمقارنة‭ ‬مع‭ ‬نسبة‭ ‬جرائم‭ ‬الرجال‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬بعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬مجتمع‭ ‬نقي‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تنمي‭ ‬بروز‭ ‬الجريمة‭.‬

ويرى‭ ‬الدكتور‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬القاضي‭ ‬جابر‭ ‬غنيمي‭ ‬أن‭ ‬نوعية‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬تختص‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يزداد‭ ‬ارتكابها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬النساء‭ ‬أو‭ ‬هي‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬جرائمهن‭ ‬الرئيسية‭ ‬أو‭ ‬جرائمهن‭ ‬الشائعة‭ ‬أو‭ ‬جرائمهن‭ ‬الغالبة‭.‬

وتتفاوت‭ ‬نسب‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬ففي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الذين‭ ‬يقبض‭ ‬عليهم‭ ‬سنوياً‭ ‬من‭ ‬مرتكبي‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬عشرة‭ ‬أمثال‭ ‬من‭ ‬يقبض‭ ‬عليهن‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ . ‬ووفق‭ ‬الغنيمي‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬الدانمرك‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬النساء‭ ‬المجرمات‭ ‬إلى‭ ‬إجمالي‭ ‬المجرمين‭ ‬14‭ %  ‬وأما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬توفرت‭ ‬لدينا‭ ‬إحصاءات‭ ‬بشأنها‭ ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الجزائر‭ ‬ترتكب‭ ‬جريمة‭ ‬واحدة‭ ‬مقابل‭ ‬كل‭ ‬2744‭ ‬جريمة‭ ‬يرتكبها‭ ‬الرجل،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬النسبة‭ ‬تقريباً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وتونس‭ .‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬المرأة‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬6‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الجريمة‭ ‬وان‭ ‬جرائم‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تفوق‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭.‬

دوافع‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭..‬

إن‭ ‬عوامل‭ ‬إجرام‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراء‭ ‬ارتكابها‭ ‬للجريمة،‭ ‬وبمعنى‭ ‬آخر‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬والوقائع‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما،‭ ‬بحيث‭ ‬تدفعها‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬الجريمة‭ .‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إرجاع‭ ‬إجرام‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬سبب‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬وحيد‭ ‬،‭ ‬فإجرامها‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬تضافر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬سواءً‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬ذاتية‭ ‬او‭ ‬داخلية‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشخص‭ ‬المرأة‭ ‬،‭ ‬أي‭ ‬بتكوينها‭ ‬العضوي‭ ‬أو‭ ‬النفسي‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬عوامل‭ ‬خارجية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالبيئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭.‬

أنواع‭ ‬جرائم‭ ‬النساء‭..‬

إن‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬سلوكها‭ ‬العدواني،‭ ‬وربما‭ ‬تتفوق‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬سمات‭ ‬العنف‭.‬

ومن‭ ‬النتائج‭ ‬الملفتة‭ ‬للانتباه‭ ‬أنه‭ ‬وجد‭ ‬أن‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬المواليد‭ ‬يكون‭ ‬نصيب‭ ‬المرأة‭ ‬فيها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرجال،‭ ‬كما‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الرجال‭ ‬تشكل‭ ‬المرأة‭ ‬الدافع‭ ‬الحقيقي‭ ‬لارتكابها‭. ‬كما‭ ‬أشارت‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬اجتماع‭ ‬الجريمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬يلعبن‭ ‬دوراً‭ ‬ثانوياً‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدور‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬الرجال،‭ ‬إلا‭ ‬أنهن‭ ‬يستخدمن‭ ‬الدهاء‭ ‬والحيلة‭ ‬ويؤدين‭ ‬دورا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬الإغراء‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بها‭ ‬المرأة‭.‬

ويرى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬علم‭ ‬الإجرام‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬المجرمات‭ ‬يظهرن‭ ‬خداعاً‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يظهره‭ ‬الرجال‭ ‬المجرمون،‭ ‬والسبب‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬القدر‭ ‬العظيم‭ ‬من‭ ‬المخادعة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نجده‭ ‬في‭ ‬الأخلاق،‭ ‬والخصائص‭ ‬الجنسية،‭ ‬الذي‭ ‬يمليه‭ ‬خفاء‭ ‬سلوك‭ ‬النساء‭ ‬والاختلافات‭ ‬الجسمية‭ ‬الطبيعية‭ ‬والنفسية‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭.‬

ولا‭ ‬يميز‭ ‬القانون‭ ‬التونسي‭ ‬بين‭ ‬الذكر‭ ‬والأنثى‭ ‬في‭ ‬العقاب‭ ‬وتطبق‭ ‬جميع‭ ‬النصوص‭ ‬القانونية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المتهمين‭ ‬بنفس‭ ‬الدرجة‭.‬



مفيدة‭ ‬القيزاني