تختتم اليوم اشغال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، بعقد حزمة من الشراكات ومذكرات تفاهم دولية في قطاع التعدين والمعادن التي ستكون في شكل استثمارات لمزيد تعزيز هذا القطاع الحيوي في العالم وفي المنطقة العربية...
وشهد المؤتمر على مدى ثلاثة ايام من 14 الى 16 جانفي الجاري مشاركة ممثلين من 90 دولة، بما في ذلك 16 دولة من مجموعة العشرين، إلى جانب 50 منظمة دولية وغير حكومية، كما ضم كبار قادة صناعة التعدين عالميا، حضروا لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تطوير صناعة التعدين، في اتجاه دعم الاقتصاد المستدام وتحقيق أهداف التحول الطاقي في منطقتنا العربية وفي العالم بصفة عامة..
وكشف امس نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، أن السعودية تعمل حاليا على فرص استثمارية جديدة في المعادن، تقدر قيمتها بـ100 مليار دولار، منها 20 مليار دولار تحت الإنشاء وفي المرحلة النهائية.
وأكد المديفر أن المملكة ملتزمة ومستمرة بالاستثمار في الاستكشاف، مما سيسهم في ضمان مرونة سلسلة الإمداد، لتصبح البلاد ثاني أكبر مصدر للفوسفات وأسمدته، وأن تكون من بين أكبر 7 منتجين للألمنيوم، بالإضافة إلى ريادتها للمنطقة في إنتاج الفولاذ منخفض الكربون، وأن تصبح ثاني أكبر مصدر للتيتانيوم، فضلاً عن مجالات الليثيوم وغيرها من المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات.
ابرز مخرجات اجتماع كبار قادة صناعة التعدين
ومن ابرز الفعاليات التي شهدها المؤتمر وتحديدا في يومه الاول، الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، تحت عنوان «نحو اتفاق عام عالمي بشأن قطاع التعدين»، حضره حوالي 90 وزيرا من دول العالم وكانت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت شيبوب من بين الوزراء المشاركين في هذه الفعاليات..
وتضمن الاجتماع جدول أعمال شملت عددا من المواضيع المهمة، من بينها تسهيل عقد شراكات استثمارية في الدول المنتجة، والترويج للمشروعات ومناطق التعدين المحتملة في المستقبل، وجذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين، وأسس مساهمة المعادن في تطور صناعات الطاقة المتجددة.
وفي كلمة الافتتاح في الاجتماع الوزاري، سلط وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، ورئيس الاجتماع، بندر بن إبراهيم الخريف الضوء على التزام المملكة بالتنمية المعدنية المستدامة، وتأكيد دورها الريادي في تعزيز مستقبل القطاع، ومناقشة فرص التعاون العالمي لمواجهة التحديات واستثمار الإمكانات الهائلة التي يوفرها قطاع المعادن.
ومن اهم اهداف الاجتماع الوزاري الدولي، تعزيز التعاون الدولي في إنتاج المعادن الحرجة التي تدخل في تحول قطاع الطاقة والصناعات التقنية الحديثة ووضع أسس التنمية المستدامة لصناعة المعادن في العالم والمنطقة، إضافة إلى بناء القدرات وتمكين صناعة المعادن؛ بوصفها محركا رئيسا لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي.
كما اكد الوزير أن مؤتمر التعدين أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم، موضحاً أن المملكة باتت من بين أبرز وجهات الاستثمار في المعادن، موضحا أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، أصبح هذا المنتدى منصة عالمية رائدة للدعوة إلى إمدادات المعادن بشكل مرن ومسؤول، وعرض بشكل فريد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه هذا القطاع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. حسب تعبيره.
واشار الوزير إلى أن المؤتمر عرف توسعا في السنوات الاخيرة من حيث حجم المشاركة، حيث ازداد من 3500 مشارك في 2022 إلى أكثر من 20 ألفاً هذا العام..، مبينا أهمية التقدم المحرز في إنشاء شبكة إقليمية لمراكز التميز في أفريقيا وغرب ووسط آسيا خلال 2024.
ومن ابرز مخرجات الاجتماع الوزاري الدولي، اتفاق المشاركون على اتخاذ خطوات إضافية نحو تحقيق اتفاق عام بشأن المعادن يتضمن نماذج شراكة جديدة تعتمد على التعاون الشامل لزيادة الاستثمارات في إمدادات المعادن، وتم بهذا الشأن استعراض خارطة طريق للتعاون تهدف إلى تقليل مخاطر الاستثمار..
كما دعا المشاركون المنظمات الدولية المعنية إلى الإسهام في معالجة التحديات المتعلقة بالصورة الذهنية عن قطاع التعدين، وتسريع فترات إصدار رخص الاستكشاف، وتأمين الدعم المجتمعي لقطاع المعادن، إضافة إلى زيادة التمويل اللازم لإنتاج المعادن التي يحتاجها العالم.
واكد الوزير السعودي في هذا السياق ان قطاع التعدين العالمي يحتاج اليوم الى استثمارات ضخمة بتمويلات تصل الى ما يناهز الـ 6 تريليونات دولار..
كما اشار جميع الوزراء المشاركين في الاجتماع الى أهمية ما يوفره المؤتمر والاجتماع الوزاري من فرص متميزة لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات التي تواجه قطاع التعدين على المستويين الإقليمي والدولي، الأمر الذي يسهم في تعزيز التعاون، ودعم استدامة القطاع على المستوى الدولي لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تأمين سلاسل إمداد مستقرة للمعادن الأساسية وتحسين الأداء..
وتوج الاجتماع بتوقيع 6 مذكرات تفاهم دولية للشراكة في التعدين والمعادن بالمملكة العربية السعودية، تمت على هامش الاجتماع بين الجانب السعودي وممثلين من دول جيبوتي والأردن والمملكة المتحدة وزامبيا والنمسا وفرنسا.
كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم نوعية بين جهات حكومية وشركات عالمية ومحلية ومؤسسات مالية، بهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين والمعادن.
ومن المنتظر ان تغطي هذه الاتفاقيات المرتقبة مجالات حيوية تشمل الاستكشاف، التعدين، التمويل، البحث والتطوير، الابتكار، الاستدامة، سلاسل القيمة المضافة، والصناعات المعدنية، بما يتماشى مع جهود المملكة لجعل قطاع التعدين ركيزة للتنويع الاقتصادي.
شركات عملاقة تشارك في المؤتمر
وعرف المؤتمر تنظيم معرض شاركت فيه العشرات من الشركات العملاقة الموجودة حول العالم والناشطة في مجال التعدين، فضلا عن شركات ومؤسسات تمويل وصناديق استثمار.. فاق عدد العارضين الـ 170 من مختلف انحاء العالم، يمثلون سلسلة القيمة في قطاع التعدين والمعادن، إلى جانب أجنحة كاملة لـ8 دول؛ تشمل أستراليا، والنمسا، والبرازيل، وكندا، والهند، وباكستان، والسويد، والمملكة المتحدة.
كما شمل المعرض في هذه النسخة من مؤتمر التعدين، أربع مناطق رئيسة تعكس تنوع قطاع التعدين وابتكاراته، وهي «المعرض الخارجي» الذي تقدم الشركات فيه أحدث الآلات والمعدات الثقيلة؛ و»المنطقة التقنية» التي تضم أحدث الابتكارات التكنولوجية لتطوير قطاع التعدين، إضافة إلى «المعرض الداخلي» الذي يجمع كبرى الشركات العالمية العاملة في قطاع المعادن؛ و»منطقة الاستكشاف» التي يتم فيها تسليط الضوء على دور شركات التنقيب الصغيرة في قيادة اكتشافات المعادن المستقبلية.
وأوضح المشرف العام على مؤتمر التعدين الدولي علي المطيري، في هذا السياق في تصريح اعلامي، حضرته «الصباح»، أن مؤتمر التعدين الدولي والمعرض المصاحب له يشهدان اهتمامًا غير مسبوق هذا العام، وهو ما يتضح من خلال حجم المشاركة الدولية والمستوى الرفيع للمتحدثين والعارضين، مؤكدًا أن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر تمثل فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين الدول والشركات والمؤسسات، بما يسهم في دعم قطاع التعدين وتحقيق أهدافه في التنمية المستدامة. حسب تعبيره.
ولم تخلو التظاهرة الدولية الكبرى من تشريك الجهات الاكاديمية، حيث كان حضور الطلبة من عدد هام من المعاهد والجامعات المتخصصة في قطاع التعدين في ما يعرف بالاجتماع الأول لمراكز التميز والتقنية بهدف انشاء شبكة إقليمية تستهدف بناء القدرات وتسريع التكنولوجيا في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا لضمان ريادتها في قطاع التعدين والمعادن.
بالتوازي مع هذه الفعاليات، انعقد كذلك الاجتماع الثاني لقادة هيئات المسح الجيولوجي الدولية، والذي شارك فيه رؤساء هيئات المسح الجيولوجي من إفريقيا وآسيا، إلى جانب جهات دولية مرموقة تشمل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والبريطانية، والمكتب الجيولوجي الفرنسي (BRGM) وهيئة المسح الجيولوجي الفنلندية (GTK)، وتم خلاله نقاش سبل تعزيز القدرات الجيولوجية في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، بهدف جذب الاستثمارات من خلال تمكين الجيولوجيين، وتوظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لتحديد مواقع المعادن بدقة.
كما انتظمت خلال ايام المؤتمر الثلاثة جلسات أثثها اكثر من 250 متحدثا، من بينهم الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التعدين والشركات ذات العلاقة بقطاع المعادن والتمويل.
من الرياض.. وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة تؤكد: أهمية الشراكة بين تونس والسعودية في صناعة المناجم والتعدين
شاركت تونس في مؤتمر التعدين الدولي المنعقد في العاصمة السعودية الرياض بحضور وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت شيبوب، التي أكدت في تصريح للصحفيين، حضرته «الصباح»، على هامش الاجتماع الوزاري الدولي الذي حضره اكثر من 90 وزيرا ومسؤولا في قطاع التعدين، أن هذه التظاهرة تجمع بين أصحاب القرار السياسي، والشركات الناشطة في القطاع، ومعهم الممولين، فضلا عن المؤسسات الدولية الداعمة، مما يجعله منصة استثنائية لتبادل الخبرات والمعارف. حسب تعبيرها.
وحول مشاركة تونس، أشارت الوزيرة إلى أنها تهدف إلى المساهمة في ايجاد بدائل تعزز التموقع الدولي للقطاع، مع التركيز على احترام الجوانب البيئية والاجتماعية، وتطوير التكنولوجيا ومراكز التكوين، مشيرة الى ان تونس تبحث عن استثمارات تحقق التكامل ونقل المعارف، مع تحقيق قيمة مضافة تخدم الاقتصاد المحلي وتعزز التعاون مع المستثمرين الأجانب.
وأكدت الوزيرة أن هذا المؤتمر يمثل منصة ريادية على المستوى الدولي، مبينة اهمية هذا الحدث في دعم الشراكة بين تونس والسعودية في صناعة المناجم والتعدين...
وقالت الوزيرة في مداخلتها في الاجتماع الوزاري الدولي في اليوم الاول من اشغال مؤتمر التعدين الدولي، ان الحكومة التونسية مستعدة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الشقيقة والصديقة، وذلك ضمن إطار يحقق تطور هذا القطاع الحيوي، من خلال تنفيذ مشاريع صديقة للبيئة تساهم في دعم الاقتصاد الأخضر.
وكانت قد اجتمعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة في نفس اليوم (اليوم الاول من المؤتمر) مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، في اطار سلسلة لقاءات ثنائية مع الوزراء المعنيين بشؤون الصناعة والتعدين في عدة دول مشاركة المؤتمر في نسخته الرابعة.
وقد حضر هذا اللقاء الثنائي كل من مستشار الشؤون الخارجية بسفارة تونس بالرياض حمدي بن عثمان ومدير عام شركة فسفاط قفصة عبد القادر عميدي.
وكانت ابرز النقاط التي تم تناولها بين الجانبين خلال هذا اللقاء، التعاون والعلاقات المتميزة والعريقة بين البلدين، وأوجه الشراكة الممكنة لتبادل المعرفة والخبرات بما يساهم في تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاع التعدين، فضلا عن أهمية استخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيات للاستفادة من الموارد الطبيعية والرفع من إنتاجية قطاع المناجم والأسمدة.
كما اكد الجانبان على ضرورة تحقيق التكامل في قطاعات الصناعة والانتقال الطاقي والعمل على تنظيم زيارات ميدانية لخبراء كلا البلدين في مختلف القطاعات الراجعة بالنظر للوزارتين خاصة المتعلقة بالتجديد وحماية البيئة والمحيط والتخفيض من انبعاث الكربون والغازات الدفيئة.
وبحثت سلسلة اللقاءات الثنائية التي شاركت فيها وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة الى جانب عدد من وزراء الدول المشاركة في المؤتمر المعنيين بشؤون التعدين، مستقبل قطاع التعدين والمعادن في العالم، وأهمية مواصلة التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي يشهدها القطاع..
وفاء بن محمد
تختتم اليوم اشغال النسخة الرابعة من مؤتمر التعدين المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، بعقد حزمة من الشراكات ومذكرات تفاهم دولية في قطاع التعدين والمعادن التي ستكون في شكل استثمارات لمزيد تعزيز هذا القطاع الحيوي في العالم وفي المنطقة العربية...
وشهد المؤتمر على مدى ثلاثة ايام من 14 الى 16 جانفي الجاري مشاركة ممثلين من 90 دولة، بما في ذلك 16 دولة من مجموعة العشرين، إلى جانب 50 منظمة دولية وغير حكومية، كما ضم كبار قادة صناعة التعدين عالميا، حضروا لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تطوير صناعة التعدين، في اتجاه دعم الاقتصاد المستدام وتحقيق أهداف التحول الطاقي في منطقتنا العربية وفي العالم بصفة عامة..
وكشف امس نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، المهندس خالد المديفر، أن السعودية تعمل حاليا على فرص استثمارية جديدة في المعادن، تقدر قيمتها بـ100 مليار دولار، منها 20 مليار دولار تحت الإنشاء وفي المرحلة النهائية.
وأكد المديفر أن المملكة ملتزمة ومستمرة بالاستثمار في الاستكشاف، مما سيسهم في ضمان مرونة سلسلة الإمداد، لتصبح البلاد ثاني أكبر مصدر للفوسفات وأسمدته، وأن تكون من بين أكبر 7 منتجين للألمنيوم، بالإضافة إلى ريادتها للمنطقة في إنتاج الفولاذ منخفض الكربون، وأن تصبح ثاني أكبر مصدر للتيتانيوم، فضلاً عن مجالات الليثيوم وغيرها من المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات.
ابرز مخرجات اجتماع كبار قادة صناعة التعدين
ومن ابرز الفعاليات التي شهدها المؤتمر وتحديدا في يومه الاول، الاجتماع الوزاري الدولي الرابع للوزراء المعنيين بشؤون التعدين، تحت عنوان «نحو اتفاق عام عالمي بشأن قطاع التعدين»، حضره حوالي 90 وزيرا من دول العالم وكانت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت شيبوب من بين الوزراء المشاركين في هذه الفعاليات..
وتضمن الاجتماع جدول أعمال شملت عددا من المواضيع المهمة، من بينها تسهيل عقد شراكات استثمارية في الدول المنتجة، والترويج للمشروعات ومناطق التعدين المحتملة في المستقبل، وجذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين، وأسس مساهمة المعادن في تطور صناعات الطاقة المتجددة.
وفي كلمة الافتتاح في الاجتماع الوزاري، سلط وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، ورئيس الاجتماع، بندر بن إبراهيم الخريف الضوء على التزام المملكة بالتنمية المعدنية المستدامة، وتأكيد دورها الريادي في تعزيز مستقبل القطاع، ومناقشة فرص التعاون العالمي لمواجهة التحديات واستثمار الإمكانات الهائلة التي يوفرها قطاع المعادن.
ومن اهم اهداف الاجتماع الوزاري الدولي، تعزيز التعاون الدولي في إنتاج المعادن الحرجة التي تدخل في تحول قطاع الطاقة والصناعات التقنية الحديثة ووضع أسس التنمية المستدامة لصناعة المعادن في العالم والمنطقة، إضافة إلى بناء القدرات وتمكين صناعة المعادن؛ بوصفها محركا رئيسا لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي.
كما اكد الوزير أن مؤتمر التعدين أصبح المنصة العالمية الأبرز حول العالم، موضحاً أن المملكة باتت من بين أبرز وجهات الاستثمار في المعادن، موضحا أنه على مدار السنوات الأربع الماضية، أصبح هذا المنتدى منصة عالمية رائدة للدعوة إلى إمدادات المعادن بشكل مرن ومسؤول، وعرض بشكل فريد التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه هذا القطاع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. حسب تعبيره.
واشار الوزير إلى أن المؤتمر عرف توسعا في السنوات الاخيرة من حيث حجم المشاركة، حيث ازداد من 3500 مشارك في 2022 إلى أكثر من 20 ألفاً هذا العام..، مبينا أهمية التقدم المحرز في إنشاء شبكة إقليمية لمراكز التميز في أفريقيا وغرب ووسط آسيا خلال 2024.
ومن ابرز مخرجات الاجتماع الوزاري الدولي، اتفاق المشاركون على اتخاذ خطوات إضافية نحو تحقيق اتفاق عام بشأن المعادن يتضمن نماذج شراكة جديدة تعتمد على التعاون الشامل لزيادة الاستثمارات في إمدادات المعادن، وتم بهذا الشأن استعراض خارطة طريق للتعاون تهدف إلى تقليل مخاطر الاستثمار..
كما دعا المشاركون المنظمات الدولية المعنية إلى الإسهام في معالجة التحديات المتعلقة بالصورة الذهنية عن قطاع التعدين، وتسريع فترات إصدار رخص الاستكشاف، وتأمين الدعم المجتمعي لقطاع المعادن، إضافة إلى زيادة التمويل اللازم لإنتاج المعادن التي يحتاجها العالم.
واكد الوزير السعودي في هذا السياق ان قطاع التعدين العالمي يحتاج اليوم الى استثمارات ضخمة بتمويلات تصل الى ما يناهز الـ 6 تريليونات دولار..
كما اشار جميع الوزراء المشاركين في الاجتماع الى أهمية ما يوفره المؤتمر والاجتماع الوزاري من فرص متميزة لتبادل الخبرات، ومناقشة التحديات التي تواجه قطاع التعدين على المستويين الإقليمي والدولي، الأمر الذي يسهم في تعزيز التعاون، ودعم استدامة القطاع على المستوى الدولي لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن تأمين سلاسل إمداد مستقرة للمعادن الأساسية وتحسين الأداء..
وتوج الاجتماع بتوقيع 6 مذكرات تفاهم دولية للشراكة في التعدين والمعادن بالمملكة العربية السعودية، تمت على هامش الاجتماع بين الجانب السعودي وممثلين من دول جيبوتي والأردن والمملكة المتحدة وزامبيا والنمسا وفرنسا.
كما شهد المؤتمر توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم نوعية بين جهات حكومية وشركات عالمية ومحلية ومؤسسات مالية، بهدف تعزيز التعاون الدولي في قطاع التعدين والمعادن.
ومن المنتظر ان تغطي هذه الاتفاقيات المرتقبة مجالات حيوية تشمل الاستكشاف، التعدين، التمويل، البحث والتطوير، الابتكار، الاستدامة، سلاسل القيمة المضافة، والصناعات المعدنية، بما يتماشى مع جهود المملكة لجعل قطاع التعدين ركيزة للتنويع الاقتصادي.
شركات عملاقة تشارك في المؤتمر
وعرف المؤتمر تنظيم معرض شاركت فيه العشرات من الشركات العملاقة الموجودة حول العالم والناشطة في مجال التعدين، فضلا عن شركات ومؤسسات تمويل وصناديق استثمار.. فاق عدد العارضين الـ 170 من مختلف انحاء العالم، يمثلون سلسلة القيمة في قطاع التعدين والمعادن، إلى جانب أجنحة كاملة لـ8 دول؛ تشمل أستراليا، والنمسا، والبرازيل، وكندا، والهند، وباكستان، والسويد، والمملكة المتحدة.
كما شمل المعرض في هذه النسخة من مؤتمر التعدين، أربع مناطق رئيسة تعكس تنوع قطاع التعدين وابتكاراته، وهي «المعرض الخارجي» الذي تقدم الشركات فيه أحدث الآلات والمعدات الثقيلة؛ و»المنطقة التقنية» التي تضم أحدث الابتكارات التكنولوجية لتطوير قطاع التعدين، إضافة إلى «المعرض الداخلي» الذي يجمع كبرى الشركات العالمية العاملة في قطاع المعادن؛ و»منطقة الاستكشاف» التي يتم فيها تسليط الضوء على دور شركات التنقيب الصغيرة في قيادة اكتشافات المعادن المستقبلية.
وأوضح المشرف العام على مؤتمر التعدين الدولي علي المطيري، في هذا السياق في تصريح اعلامي، حضرته «الصباح»، أن مؤتمر التعدين الدولي والمعرض المصاحب له يشهدان اهتمامًا غير مسبوق هذا العام، وهو ما يتضح من خلال حجم المشاركة الدولية والمستوى الرفيع للمتحدثين والعارضين، مؤكدًا أن الفعاليات المصاحبة للمؤتمر تمثل فرصة فريدة لتعزيز التعاون بين الدول والشركات والمؤسسات، بما يسهم في دعم قطاع التعدين وتحقيق أهدافه في التنمية المستدامة. حسب تعبيره.
ولم تخلو التظاهرة الدولية الكبرى من تشريك الجهات الاكاديمية، حيث كان حضور الطلبة من عدد هام من المعاهد والجامعات المتخصصة في قطاع التعدين في ما يعرف بالاجتماع الأول لمراكز التميز والتقنية بهدف انشاء شبكة إقليمية تستهدف بناء القدرات وتسريع التكنولوجيا في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا لضمان ريادتها في قطاع التعدين والمعادن.
بالتوازي مع هذه الفعاليات، انعقد كذلك الاجتماع الثاني لقادة هيئات المسح الجيولوجي الدولية، والذي شارك فيه رؤساء هيئات المسح الجيولوجي من إفريقيا وآسيا، إلى جانب جهات دولية مرموقة تشمل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والبريطانية، والمكتب الجيولوجي الفرنسي (BRGM) وهيئة المسح الجيولوجي الفنلندية (GTK)، وتم خلاله نقاش سبل تعزيز القدرات الجيولوجية في المنطقة الممتدة من إفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، بهدف جذب الاستثمارات من خلال تمكين الجيولوجيين، وتوظيف التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، لتحديد مواقع المعادن بدقة.
كما انتظمت خلال ايام المؤتمر الثلاثة جلسات أثثها اكثر من 250 متحدثا، من بينهم الرؤساء التنفيذيين لأكبر شركات التعدين والشركات ذات العلاقة بقطاع المعادن والتمويل.
من الرياض.. وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة تؤكد: أهمية الشراكة بين تونس والسعودية في صناعة المناجم والتعدين
شاركت تونس في مؤتمر التعدين الدولي المنعقد في العاصمة السعودية الرياض بحضور وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة فاطمة الثابت شيبوب، التي أكدت في تصريح للصحفيين، حضرته «الصباح»، على هامش الاجتماع الوزاري الدولي الذي حضره اكثر من 90 وزيرا ومسؤولا في قطاع التعدين، أن هذه التظاهرة تجمع بين أصحاب القرار السياسي، والشركات الناشطة في القطاع، ومعهم الممولين، فضلا عن المؤسسات الدولية الداعمة، مما يجعله منصة استثنائية لتبادل الخبرات والمعارف. حسب تعبيرها.
وحول مشاركة تونس، أشارت الوزيرة إلى أنها تهدف إلى المساهمة في ايجاد بدائل تعزز التموقع الدولي للقطاع، مع التركيز على احترام الجوانب البيئية والاجتماعية، وتطوير التكنولوجيا ومراكز التكوين، مشيرة الى ان تونس تبحث عن استثمارات تحقق التكامل ونقل المعارف، مع تحقيق قيمة مضافة تخدم الاقتصاد المحلي وتعزز التعاون مع المستثمرين الأجانب.
وأكدت الوزيرة أن هذا المؤتمر يمثل منصة ريادية على المستوى الدولي، مبينة اهمية هذا الحدث في دعم الشراكة بين تونس والسعودية في صناعة المناجم والتعدين...
وقالت الوزيرة في مداخلتها في الاجتماع الوزاري الدولي في اليوم الاول من اشغال مؤتمر التعدين الدولي، ان الحكومة التونسية مستعدة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الدول الشقيقة والصديقة، وذلك ضمن إطار يحقق تطور هذا القطاع الحيوي، من خلال تنفيذ مشاريع صديقة للبيئة تساهم في دعم الاقتصاد الأخضر.
وكانت قد اجتمعت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة في نفس اليوم (اليوم الاول من المؤتمر) مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر بن إبراهيم الخريف، في اطار سلسلة لقاءات ثنائية مع الوزراء المعنيين بشؤون الصناعة والتعدين في عدة دول مشاركة المؤتمر في نسخته الرابعة.
وقد حضر هذا اللقاء الثنائي كل من مستشار الشؤون الخارجية بسفارة تونس بالرياض حمدي بن عثمان ومدير عام شركة فسفاط قفصة عبد القادر عميدي.
وكانت ابرز النقاط التي تم تناولها بين الجانبين خلال هذا اللقاء، التعاون والعلاقات المتميزة والعريقة بين البلدين، وأوجه الشراكة الممكنة لتبادل المعرفة والخبرات بما يساهم في تنفيذ مشاريع مشتركة في قطاع التعدين، فضلا عن أهمية استخدام أحدث التقنيات والتكنولوجيات للاستفادة من الموارد الطبيعية والرفع من إنتاجية قطاع المناجم والأسمدة.
كما اكد الجانبان على ضرورة تحقيق التكامل في قطاعات الصناعة والانتقال الطاقي والعمل على تنظيم زيارات ميدانية لخبراء كلا البلدين في مختلف القطاعات الراجعة بالنظر للوزارتين خاصة المتعلقة بالتجديد وحماية البيئة والمحيط والتخفيض من انبعاث الكربون والغازات الدفيئة.
وبحثت سلسلة اللقاءات الثنائية التي شاركت فيها وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة الى جانب عدد من وزراء الدول المشاركة في المؤتمر المعنيين بشؤون التعدين، مستقبل قطاع التعدين والمعادن في العالم، وأهمية مواصلة التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي يشهدها القطاع..