عاشت أغلب ولايات الجمهورية على وقع نزول الغيث النافع بكميات هامة في الفترة الأخيرة. حيث بلغت إيرادات السدود 23.6 مليون م3 في 24 ساعة، وأكثر من 90 مليون م3 خلال الأيام الأولى من الأسبوع بنسبة امتلاء جملية للسدود بلغت 26.7 % وبمخزون عام بلغ 626 مليون م3، وفق ما أورده عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية على صفحته الرسمية. ويطرح تواتر موجات البرد ونزول الأمطار، أسئلة من قبيل مدى تأثير ذلك على الزراعات والمنتوج الفلاحي في هذه الفترة تحديدا وهل يمكن إدخال تغيير على برامج الزراعات والفلاحة في بلادنا بناء على الوضع المناخي هذا؟؟
وحول أهمية هذه الأمطار على سير الموسم الفلاحي اتصلت «الصباح» بمحمد رجايبية عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى الذي أكد استبشار الفلاحين بالغيث النافع الذي نزل بكميات هامة خاصة في مناطق إنتاج الحبوب.
مؤشرات طيبة لموسم الزراعات الكبرى
وأردف رجايبية أن هذه الأمطار مهمة بالنسبة لموسم الزراعات الكبرى مقارنة بالمواسم الفارطة التي كانت خلالها التساقطات ضعيفة ما أثر على الإنتاج والإنتاجية.
وأكد أنه وبعد النقص الحاصل على مستوى توفير البذور وقع تدارك الوضع حيث تمكن الفلاحون من الحصول على حاجياتهم إذ شجعتهم التساقطات الهامة على البذر.
وكشف عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة المكلف بالزراعات الكبرى أن المساحات المبذورة إلى اليوم تتراوح بين 85 و90 % من المساحات المبرمجة، إذ أن نزول الغيث النافع من العوامل الأساسية المحفزة للفلاح على اعتبار أن حوالي 95 % من مناطق الإنتاج تندرج ضمن القطاع المطري أي تعتمد على التساقطات، مبينا أن الأمطار الأخيرة هامة جدا لعملية الإنبات.
وواصل مبينا أن كل العوامل طيبة والمؤشرات ملائمة لموسم فلاحي واعد رغم أن امتلاء السدود يبقى دون المعدلات ورغم التحسن الطفيف المسجل على مستوى الإيرادات المتراوح بين 2 و3 %، إلا أنها تبقى أمطارا نافعة مقارنة بالمواسم الفارطة.
المطلوب توفير مستلزمات الإنتاج
وشدد محمد رجايبية أن نجاح موسم الزراعات الكبرى مرتبط بتوفير مستلزمات الإنتاج، مشيرا إلى توفير وزارة الفلاحة للقسط الأول من مادة الأمونيتر الذي يتم بذره خلال هذه الفترة أي خلال عملية الإنبات وبعد نزول الأمطار.
وشدد على أن المطلوب اليوم من الجهات المعنية توفير مستلزمات الإنتاج لإنجاح موسم الزراعات الكبرى من خلال توفير كل الكميات المطلوبة من مادة «الامونيتر» في آجالها المحددة وأيضا الأدوية ووضعها على ذمة الفلاحة، مشيرا إلى أن مسألة التوقيت، أي توقيت توفير مستلزمات الإنتاج وخاصة مادة الأمونيتر، مهمة جدا كونها مادة أساسية لتحقيق المردودية وجودة المنتوج.
زراعات رهينة تواصل نزول الأمطار
وحول القرارات السابقة المتعلقة بمنع زراعة بعض أنواع الخضر على غرار الطماطم والبطاطا التي تحتاج للمياه، بين عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أن مواسم زراعة الخضراوات رهينة توفر الكميات اللازمة من الإيرادات على مستوى السدود، معبرا عن أمله في أن تصل موارد السدود إلى كميات مطمئنة حتى يتسنى للفلاحين زراعة كل أصناف الخضر، مشيرا إلى أن الزراعات الكبرى وخاصة منها في المناطق السقوية وأيضا في المناطق المطرية تحتاج إلى الري التكميلي وهذا متوقف على حجم الإيرادات المتوفرة في سدودنا، وفق تعبيره.
ومن المنتظر أن تتحسن إيرادات السدود بعد أن أكدت التوقعات الجوية التي أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي أن الوضع الجوي يتميّز بداية من بعد ظهر اليوم الخميس 16 جانفي 2025، بنزول أمطار مؤقتا رعدية وغزيرة بالجنوب الشرقي، لتشمل تدريجيا أثناء الليل المناطق الشرقية للوسط والشمال ويتراوح أعلى المجموع اليومي بين 40 و60 مليمترا وتكون الكميات هامة خاصة بجهة الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى وزغوان، حيث تصل محليا إلى 80 مليمترا.
ووفق نشرة متابعة من المعهد الوطني للرصد الجوي، يتواصل نزول الأمطار خلال يوم الجمعة 17 جانفي 2025، بالشمال والوسط وتكون غزيرة وبكميات محليا هامة خاصة بولايات الشمال مع تساقط البرد بأماكن محدودة وبعض الثلوج بالمناطق الجبلية الغربية.
انتعاشة السدود والقطاع الفلاحي
واعتبر المرصد الوطني للفلاحة أن الأمطار الأخيرة تمثل انتعاشة لمخزون المياه في السدود ولمجمل القطاع الفلاحي، إذ سجلت السدود التونسية تحسنا في الإيرادات من المياه.
وبين المرصد أن الإيرادات الجملية للسدود والى غاية يوم الثلاثاء 14 جانفي 2025 بلغت حوالي 39.830 مليون م3، واستأثرت سدود الشمال بنصيب الأسد منها بـ39.603 مليون م3 في حين بقيت الإيرادات ضعيفة في الوسط بما يعادل 0.158 مليون م3 والوطن القبلي بما يعادل 0.070 مليون م3.
ويتصدّر سد البراق قائمة السدود التي تسجل أهم مخزون بما قدره 134.453 مليون م3، (بنسبة امتلاء تناهز47 بالمائة)، يليه سد سيدي سالم بـ100.490 مليون م3، (بنسبة امتلاء في حدود 17 بالمائة)، ثم سدّ سجنان بـ54.642 مليون م3، (بنسبة امتلاء بـ34 بالمائة)، ثم سد بوهرتمة بما يعادل 37.591 مليون م3، (أي بنسبة امتلاء بنحو 26 بالمائة) فسد سيدي سعد بـ 21.393 مليون م3، (بنسبة امتلاء قدرها 16 بالمائة)، ثم سد ملاق بـ 11.116 مليون م3، (أي بنسبة امتلاء في حدود 23 بالمائة).
حنان قيراط
❞ مواسم زراعة الخضراوات رهينة إيرادات السدود❝
عاشت أغلب ولايات الجمهورية على وقع نزول الغيث النافع بكميات هامة في الفترة الأخيرة. حيث بلغت إيرادات السدود 23.6 مليون م3 في 24 ساعة، وأكثر من 90 مليون م3 خلال الأيام الأولى من الأسبوع بنسبة امتلاء جملية للسدود بلغت 26.7 % وبمخزون عام بلغ 626 مليون م3، وفق ما أورده عامر بحبة أستاذ مبرز في الجغرافيا وباحث في المخاطر الطبيعية على صفحته الرسمية. ويطرح تواتر موجات البرد ونزول الأمطار، أسئلة من قبيل مدى تأثير ذلك على الزراعات والمنتوج الفلاحي في هذه الفترة تحديدا وهل يمكن إدخال تغيير على برامج الزراعات والفلاحة في بلادنا بناء على الوضع المناخي هذا؟؟
وحول أهمية هذه الأمطار على سير الموسم الفلاحي اتصلت «الصباح» بمحمد رجايبية عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلف بالزراعات الكبرى الذي أكد استبشار الفلاحين بالغيث النافع الذي نزل بكميات هامة خاصة في مناطق إنتاج الحبوب.
مؤشرات طيبة لموسم الزراعات الكبرى
وأردف رجايبية أن هذه الأمطار مهمة بالنسبة لموسم الزراعات الكبرى مقارنة بالمواسم الفارطة التي كانت خلالها التساقطات ضعيفة ما أثر على الإنتاج والإنتاجية.
وأكد أنه وبعد النقص الحاصل على مستوى توفير البذور وقع تدارك الوضع حيث تمكن الفلاحون من الحصول على حاجياتهم إذ شجعتهم التساقطات الهامة على البذر.
وكشف عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة المكلف بالزراعات الكبرى أن المساحات المبذورة إلى اليوم تتراوح بين 85 و90 % من المساحات المبرمجة، إذ أن نزول الغيث النافع من العوامل الأساسية المحفزة للفلاح على اعتبار أن حوالي 95 % من مناطق الإنتاج تندرج ضمن القطاع المطري أي تعتمد على التساقطات، مبينا أن الأمطار الأخيرة هامة جدا لعملية الإنبات.
وواصل مبينا أن كل العوامل طيبة والمؤشرات ملائمة لموسم فلاحي واعد رغم أن امتلاء السدود يبقى دون المعدلات ورغم التحسن الطفيف المسجل على مستوى الإيرادات المتراوح بين 2 و3 %، إلا أنها تبقى أمطارا نافعة مقارنة بالمواسم الفارطة.
المطلوب توفير مستلزمات الإنتاج
وشدد محمد رجايبية أن نجاح موسم الزراعات الكبرى مرتبط بتوفير مستلزمات الإنتاج، مشيرا إلى توفير وزارة الفلاحة للقسط الأول من مادة الأمونيتر الذي يتم بذره خلال هذه الفترة أي خلال عملية الإنبات وبعد نزول الأمطار.
وشدد على أن المطلوب اليوم من الجهات المعنية توفير مستلزمات الإنتاج لإنجاح موسم الزراعات الكبرى من خلال توفير كل الكميات المطلوبة من مادة «الامونيتر» في آجالها المحددة وأيضا الأدوية ووضعها على ذمة الفلاحة، مشيرا إلى أن مسألة التوقيت، أي توقيت توفير مستلزمات الإنتاج وخاصة مادة الأمونيتر، مهمة جدا كونها مادة أساسية لتحقيق المردودية وجودة المنتوج.
زراعات رهينة تواصل نزول الأمطار
وحول القرارات السابقة المتعلقة بمنع زراعة بعض أنواع الخضر على غرار الطماطم والبطاطا التي تحتاج للمياه، بين عضو المكتب التّنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أن مواسم زراعة الخضراوات رهينة توفر الكميات اللازمة من الإيرادات على مستوى السدود، معبرا عن أمله في أن تصل موارد السدود إلى كميات مطمئنة حتى يتسنى للفلاحين زراعة كل أصناف الخضر، مشيرا إلى أن الزراعات الكبرى وخاصة منها في المناطق السقوية وأيضا في المناطق المطرية تحتاج إلى الري التكميلي وهذا متوقف على حجم الإيرادات المتوفرة في سدودنا، وفق تعبيره.
ومن المنتظر أن تتحسن إيرادات السدود بعد أن أكدت التوقعات الجوية التي أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي أن الوضع الجوي يتميّز بداية من بعد ظهر اليوم الخميس 16 جانفي 2025، بنزول أمطار مؤقتا رعدية وغزيرة بالجنوب الشرقي، لتشمل تدريجيا أثناء الليل المناطق الشرقية للوسط والشمال ويتراوح أعلى المجموع اليومي بين 40 و60 مليمترا وتكون الكميات هامة خاصة بجهة الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى وزغوان، حيث تصل محليا إلى 80 مليمترا.
ووفق نشرة متابعة من المعهد الوطني للرصد الجوي، يتواصل نزول الأمطار خلال يوم الجمعة 17 جانفي 2025، بالشمال والوسط وتكون غزيرة وبكميات محليا هامة خاصة بولايات الشمال مع تساقط البرد بأماكن محدودة وبعض الثلوج بالمناطق الجبلية الغربية.
انتعاشة السدود والقطاع الفلاحي
واعتبر المرصد الوطني للفلاحة أن الأمطار الأخيرة تمثل انتعاشة لمخزون المياه في السدود ولمجمل القطاع الفلاحي، إذ سجلت السدود التونسية تحسنا في الإيرادات من المياه.
وبين المرصد أن الإيرادات الجملية للسدود والى غاية يوم الثلاثاء 14 جانفي 2025 بلغت حوالي 39.830 مليون م3، واستأثرت سدود الشمال بنصيب الأسد منها بـ39.603 مليون م3 في حين بقيت الإيرادات ضعيفة في الوسط بما يعادل 0.158 مليون م3 والوطن القبلي بما يعادل 0.070 مليون م3.
ويتصدّر سد البراق قائمة السدود التي تسجل أهم مخزون بما قدره 134.453 مليون م3، (بنسبة امتلاء تناهز47 بالمائة)، يليه سد سيدي سالم بـ100.490 مليون م3، (بنسبة امتلاء في حدود 17 بالمائة)، ثم سدّ سجنان بـ54.642 مليون م3، (بنسبة امتلاء بـ34 بالمائة)، ثم سد بوهرتمة بما يعادل 37.591 مليون م3، (أي بنسبة امتلاء بنحو 26 بالمائة) فسد سيدي سعد بـ 21.393 مليون م3، (بنسبة امتلاء قدرها 16 بالمائة)، ثم سد ملاق بـ 11.116 مليون م3، (أي بنسبة امتلاء في حدود 23 بالمائة).