إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"الصباح" حاورت عددا من التونسيين.. سنة جديدة.. أحلام كثيرة وآمال كبيرة

تونس- الصباح

تكون نهاية السنة وبداية أخرى موعد للعديد من التونسيين والتونسيات، لوضع تحديات وأهداف يطمحون لتحقيقها مستقبلا. في نفس الوقت تحمل الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر سلسلسة من التنبؤات الصادرة عن العرافين والعرافات تقدم توقعات بأبرز الأحداث التي ستقع في علاقة بالكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض وكذلك في علاقة بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المنتظرة.

وتكشف جولة "الصباح" في شوارع العاصمة، اهتماما كبيرا لدى التونسيين بهذه التوقعات فغالبية من التقتهم يوم أمس، كانت لهم متابعة لمختلف هذه التنبؤات سواء في علاقة بأبراجهم الفلكية أو بالتغيرات المنتظرة على المستوى الوطني والعالمي. ومثل تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي جزءا أساسيا في مختلف أماني التونسيين والتونسيات على اختلاف أجناسهم وأعمارهم.

وتشير صبرين ضاحكة خلال سؤالها عن أمنياتها للسنة الجديدة 2025، أنها منذ سنوات، بعد الأخذ بنصيحة معالجتها النفسية، بدأت تكتب كل نهاية سنة قائمة إنجازات العام الجديد التي تتطلع إلى تحقيقها خلال الـ12 شهرا القادم. وأضافت أنها وانطلاقا من متابعتها للفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، يعد هذا السلوك روتينا يقوم به ملايين الأشخاص في دول مختلفة من العالم.

وتسكت صبرين قليلا وتعاود الحديث "أمنياتي في جزء منها هي طموحات مؤجلة لم أتمكن من تحقيقها أو لم انته من انجازها وغالبا أيضا تحتوي القائمة على أحلام قديمة أيضا تنتقل معي من سنة إلى أخرى، نصحتني معالجي أن أتشبث بها وأبقيها ضمن طموحاتي مهما طالت الفترة". وتبين أن أبرز أمانيها لسنة 2025، على المستوى الذاتي هو تحقيق السلام سواء الذاتي أو الوطني والدولي. فبعد الأحداث التي عايشها العالم السنة الفارطة مع الشعب الفلسطيني في غزة ومستوى الجحود المسجل من الأنظمة، يصبح العيش في سلام أمنية يصعب تحقيقها.

من جهة أخرى كانت أمنيات محرز أكثر وضوحا من نجلاء، فهو يصبو إلى تطوير عمله كصاحب مشروع خاص وتحقيق مداخيل مالية تمكنه من الزواج وتأسيس أسرة والعيش بسعادة. كما يتمنى أن يفوز فريقه الرياضي بالبطولة هذا العام ويحقق نجاحات جديدة تضعه على سكة التتويجات والفوز المقتدر. ويصبوا محرز أيضا إلى تطوير ذاته فنيا ولم لا القيام بمسرحية و"ان مان شنو" التي يحلم بها منذ سنوات. كما يرى محرز أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد غير واضح ومازال التونسيون والتونسيات يعانون من صعوبة العيش وغلاء المعيشة ولذلك يرجوا أن يتغير حال البلاد نحو الأفضل وتحقق قفزة نوعية تقطع مع السنوات العجاف التي مرت بها.

وبالنسبة لميساء وهي طالبة ماجستير تصرف، فإن سنة 2025 بالنسبة لها ستكون سنة الانتقال من الحياة الجامعية إلى الحياة المهنية وهو معترك ستتخذ فيه قرارا إما الانتصاب للحساب الخاص أو العمل داخل مؤسسات خاصة أو عمومية. كما أن من أمنياتها المؤجلة السفر ورؤية شعوب وحضارات وأشخاص جدد ومختلفين. ونظرا إلى أن ميساء ليست لها اهتمامات كبيرة بالشأن العام والسياسية فهي تقتصر على ما هو ذاتي في أمنياتها.

ويرى المنصف (متقاعد) أن العام الجديد يحمل الكثير من التحديات على المستوى الوطني والدولي، فالتغيرات التي سجلتها السنة الماضية 2024، على مستوى المنطقة كانت ثقيلة على الشعوب وخلفت جروحا وآلاما عميقة لدى الجميع. وأضاف أن البلاد التونسية أيضا لم تستعد بعد عافيتها رغم التغيرات الحاصلة. وتمنى عم المنصف أن تتجه الأمور خاصة منها الاقتصادية نحو الأفضل باعتبار أنها الطريق إلى تغيير ما هو اجتماعي وتحقيق الرفاه للشعب التونسي والخروج به من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها منذ سنوات.

من جهتها تمنت حياة (مواطنة) من كل قلبها أن تكون سنة 2025 سنة التحوّل الحقيقي للبلاد نحو الديمقراطية والحرية وأن تقطع مع كل أشكال الاستبداد وأن تشهد تغييرات كبيرة في التنمية والتشغيل. وذكرت أن الوضع العام غير مريح وما يتم تناقله من أخبار عن الإيقافات والمتابعات القضائية يجعل المناخ العام ثقيلا وهو ما يتطلب حسب رأيها تغييرا وتسامحا وتوافقا بين مختلف التونسيين والتونسيات.

واكتفى طيب (موظف) بتهنئة كلاسيكية لجميع التونسيات والتونسيين ولكافة عائلته وأحبائه بالعام الجديد، وبوافر الصحة والأمان للجميع، ومزيد من التطور والازدهار والتنمية للبلاد.

ويقف عدد آخر من التونسيين والتونسيات صامتين أمام السؤال عن أمانيهم للعام الجديد، أو يفصحون انه ليست لديهم أمنيات بالمرة، فالواقع ووضعهم الصعب لا يشجعهم على التمني.

وينصح المعالجون النفسانيون ومختصو التنمية البشرية الأشخاص الذين لا ينجحون في الغالب من تحقيق ولو جزء من قائمة أمانيهم إلى استبدالها بما يُعرف بـ"قائمة الأمنيات المعكوسة" أو "قائمة أهداف العام الجديد بأسلوب معكوس".

وتتميز هذه القائمة بسهولتها وبساطتها، وبدلا من تدوين الأمور التي تطمح إلى تحقيقها في المستقبل خلال فترة زمنية محددة، يمكنك كتابة قائمة تضم كل ما أنجزته بالفعل وما يجعلك تشعر بالفخر والامتنان عند النظر إلى العام بعد انقضائه.

ورغم أن الخبراء لم يركزوا على دراسة فوائد استخدام هذا الأسلوب العكسي في كتابة قوائم الأمنيات بشكل محدد، إلا أن الفكرة ترتكز على مفاهيم مدروسة جيدا، أبرزها مفهوم الامتنان.

وللإشارة في دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة علم النفس الإيجابي، تناول الباحثون تأثير "السرد بالامتنان" على تحسين رفاهية الفرد. وقد أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين دوّنوا يوميا 3 أمور إيجابية حدثت لهم خلال الـ48 ساعة الماضية، لمدة أسبوع واحد فقط، أصبحوا أكثر قدرة على تذكر اللحظات الإيجابية. وهذا التمرين المنتظم لاستذكار التجارب الجميلة ساهم في تحسين شعورهم العام بالرفاهية والسعادة وعلى مزيد تحفيزهم نحو الفعل.

وعند كتابة قائمة المهام بأسلوب عكسي كتمرين يمزج بين السرد والامتنان، فإنك تمنح نفسك فرصة للاستمتاع بإنجازاتك وتقدير تجاربك، مع تخصيص وقت لتشعر بالامتنان تجاهها.

كما تسلط هذه التقنية الضوء على فوائد الحنين إلى الماضي. فقد أظهرت الدراسات أن استرجاع التجارب الإيجابية أو ذات المعنى من الماضي يمكن أن يساهم في التغلب على مشاعر الوحدة، الملل، والقلق في الحاضر. إلى جانب ذلك، يعزز الحنين مشاعر الكرم والتسامح، حيث يصبح الناس "أكثر سخاءً مع الغرباء وأكثر تسامحا تجاههم"، وفقا لنفس المصدر.

ريم سوودي

 

 

 

 

 

"الصباح" حاورت عددا من التونسيين..    سنة جديدة.. أحلام كثيرة وآمال كبيرة

تونس- الصباح

تكون نهاية السنة وبداية أخرى موعد للعديد من التونسيين والتونسيات، لوضع تحديات وأهداف يطمحون لتحقيقها مستقبلا. في نفس الوقت تحمل الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر سلسلسة من التنبؤات الصادرة عن العرافين والعرافات تقدم توقعات بأبرز الأحداث التي ستقع في علاقة بالكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض وكذلك في علاقة بالتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المنتظرة.

وتكشف جولة "الصباح" في شوارع العاصمة، اهتماما كبيرا لدى التونسيين بهذه التوقعات فغالبية من التقتهم يوم أمس، كانت لهم متابعة لمختلف هذه التنبؤات سواء في علاقة بأبراجهم الفلكية أو بالتغيرات المنتظرة على المستوى الوطني والعالمي. ومثل تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي جزءا أساسيا في مختلف أماني التونسيين والتونسيات على اختلاف أجناسهم وأعمارهم.

وتشير صبرين ضاحكة خلال سؤالها عن أمنياتها للسنة الجديدة 2025، أنها منذ سنوات، بعد الأخذ بنصيحة معالجتها النفسية، بدأت تكتب كل نهاية سنة قائمة إنجازات العام الجديد التي تتطلع إلى تحقيقها خلال الـ12 شهرا القادم. وأضافت أنها وانطلاقا من متابعتها للفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، يعد هذا السلوك روتينا يقوم به ملايين الأشخاص في دول مختلفة من العالم.

وتسكت صبرين قليلا وتعاود الحديث "أمنياتي في جزء منها هي طموحات مؤجلة لم أتمكن من تحقيقها أو لم انته من انجازها وغالبا أيضا تحتوي القائمة على أحلام قديمة أيضا تنتقل معي من سنة إلى أخرى، نصحتني معالجي أن أتشبث بها وأبقيها ضمن طموحاتي مهما طالت الفترة". وتبين أن أبرز أمانيها لسنة 2025، على المستوى الذاتي هو تحقيق السلام سواء الذاتي أو الوطني والدولي. فبعد الأحداث التي عايشها العالم السنة الفارطة مع الشعب الفلسطيني في غزة ومستوى الجحود المسجل من الأنظمة، يصبح العيش في سلام أمنية يصعب تحقيقها.

من جهة أخرى كانت أمنيات محرز أكثر وضوحا من نجلاء، فهو يصبو إلى تطوير عمله كصاحب مشروع خاص وتحقيق مداخيل مالية تمكنه من الزواج وتأسيس أسرة والعيش بسعادة. كما يتمنى أن يفوز فريقه الرياضي بالبطولة هذا العام ويحقق نجاحات جديدة تضعه على سكة التتويجات والفوز المقتدر. ويصبوا محرز أيضا إلى تطوير ذاته فنيا ولم لا القيام بمسرحية و"ان مان شنو" التي يحلم بها منذ سنوات. كما يرى محرز أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد غير واضح ومازال التونسيون والتونسيات يعانون من صعوبة العيش وغلاء المعيشة ولذلك يرجوا أن يتغير حال البلاد نحو الأفضل وتحقق قفزة نوعية تقطع مع السنوات العجاف التي مرت بها.

وبالنسبة لميساء وهي طالبة ماجستير تصرف، فإن سنة 2025 بالنسبة لها ستكون سنة الانتقال من الحياة الجامعية إلى الحياة المهنية وهو معترك ستتخذ فيه قرارا إما الانتصاب للحساب الخاص أو العمل داخل مؤسسات خاصة أو عمومية. كما أن من أمنياتها المؤجلة السفر ورؤية شعوب وحضارات وأشخاص جدد ومختلفين. ونظرا إلى أن ميساء ليست لها اهتمامات كبيرة بالشأن العام والسياسية فهي تقتصر على ما هو ذاتي في أمنياتها.

ويرى المنصف (متقاعد) أن العام الجديد يحمل الكثير من التحديات على المستوى الوطني والدولي، فالتغيرات التي سجلتها السنة الماضية 2024، على مستوى المنطقة كانت ثقيلة على الشعوب وخلفت جروحا وآلاما عميقة لدى الجميع. وأضاف أن البلاد التونسية أيضا لم تستعد بعد عافيتها رغم التغيرات الحاصلة. وتمنى عم المنصف أن تتجه الأمور خاصة منها الاقتصادية نحو الأفضل باعتبار أنها الطريق إلى تغيير ما هو اجتماعي وتحقيق الرفاه للشعب التونسي والخروج به من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها منذ سنوات.

من جهتها تمنت حياة (مواطنة) من كل قلبها أن تكون سنة 2025 سنة التحوّل الحقيقي للبلاد نحو الديمقراطية والحرية وأن تقطع مع كل أشكال الاستبداد وأن تشهد تغييرات كبيرة في التنمية والتشغيل. وذكرت أن الوضع العام غير مريح وما يتم تناقله من أخبار عن الإيقافات والمتابعات القضائية يجعل المناخ العام ثقيلا وهو ما يتطلب حسب رأيها تغييرا وتسامحا وتوافقا بين مختلف التونسيين والتونسيات.

واكتفى طيب (موظف) بتهنئة كلاسيكية لجميع التونسيات والتونسيين ولكافة عائلته وأحبائه بالعام الجديد، وبوافر الصحة والأمان للجميع، ومزيد من التطور والازدهار والتنمية للبلاد.

ويقف عدد آخر من التونسيين والتونسيات صامتين أمام السؤال عن أمانيهم للعام الجديد، أو يفصحون انه ليست لديهم أمنيات بالمرة، فالواقع ووضعهم الصعب لا يشجعهم على التمني.

وينصح المعالجون النفسانيون ومختصو التنمية البشرية الأشخاص الذين لا ينجحون في الغالب من تحقيق ولو جزء من قائمة أمانيهم إلى استبدالها بما يُعرف بـ"قائمة الأمنيات المعكوسة" أو "قائمة أهداف العام الجديد بأسلوب معكوس".

وتتميز هذه القائمة بسهولتها وبساطتها، وبدلا من تدوين الأمور التي تطمح إلى تحقيقها في المستقبل خلال فترة زمنية محددة، يمكنك كتابة قائمة تضم كل ما أنجزته بالفعل وما يجعلك تشعر بالفخر والامتنان عند النظر إلى العام بعد انقضائه.

ورغم أن الخبراء لم يركزوا على دراسة فوائد استخدام هذا الأسلوب العكسي في كتابة قوائم الأمنيات بشكل محدد، إلا أن الفكرة ترتكز على مفاهيم مدروسة جيدا، أبرزها مفهوم الامتنان.

وللإشارة في دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة علم النفس الإيجابي، تناول الباحثون تأثير "السرد بالامتنان" على تحسين رفاهية الفرد. وقد أظهرت الدراسة أن المشاركين الذين دوّنوا يوميا 3 أمور إيجابية حدثت لهم خلال الـ48 ساعة الماضية، لمدة أسبوع واحد فقط، أصبحوا أكثر قدرة على تذكر اللحظات الإيجابية. وهذا التمرين المنتظم لاستذكار التجارب الجميلة ساهم في تحسين شعورهم العام بالرفاهية والسعادة وعلى مزيد تحفيزهم نحو الفعل.

وعند كتابة قائمة المهام بأسلوب عكسي كتمرين يمزج بين السرد والامتنان، فإنك تمنح نفسك فرصة للاستمتاع بإنجازاتك وتقدير تجاربك، مع تخصيص وقت لتشعر بالامتنان تجاهها.

كما تسلط هذه التقنية الضوء على فوائد الحنين إلى الماضي. فقد أظهرت الدراسات أن استرجاع التجارب الإيجابية أو ذات المعنى من الماضي يمكن أن يساهم في التغلب على مشاعر الوحدة، الملل، والقلق في الحاضر. إلى جانب ذلك، يعزز الحنين مشاعر الكرم والتسامح، حيث يصبح الناس "أكثر سخاءً مع الغرباء وأكثر تسامحا تجاههم"، وفقا لنفس المصدر.

ريم سوودي