إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

حصاد السينما التونسية في سنة 2024.. التميز لفيلم "الذراري الحمر" وطنياً ودولياً..

 

علاء الدين سليم يثري رصيد تتويجاته بجائزة لوكارنو
مهدي برصاوي عاد لمهرجان البندقية بـ"عايشة" وندى المازني مثّلت تونس في سباق الأوسكار
إحداث مسابقة وطنية في أيام قرطاج السينمائية
كوثر بن هنية تنال السيزار وإنتاج قياسي للأفلام

تونس - الصباح

يرتبط إشعاع السينما التونسية في السنوات الأخيرة بعدة عوامل، من بينها تطور وتراكم تجربة عدد من صُنّاع الأفلام، وثراء وتنوع الإنتاجات السينمائية المدعومة من قِبل وزارة الشؤون الثقافية أو حديثاً مع تجارب القطاع الخاص التي اتجهت للسينما التجارية. أمّا الإشعاع الدولي، فظل مرتبطاً بسينما المؤلف، على عكس الأفلام التجارية التي تحاول كسب السوق المحلية وإنعاش "عائدات" قاعات السينما.

السينما التونسية هي بدرجة أولى أفلام مهرجانات قادرة على المنافسة واقتناص التتويجات، مع استمرارية الحضور في كبرى المواعيد السينمائية. وفي سنة 2024، يواصل صُنّاع الأفلام التونسيون تأكيد هذا التميز عربياً وإفريقياً. فقد شهد المشهد ارتفاعاً لافتاً في عدد الإنتاجات السينمائية، إذ سجلت الدورة المنقضية من أيام قرطاج السينمائية 99 فيلماً تونسياً بين روائي ووثائقي طويل وقصير في المنصة المخصصة لمسابقاتها، وهو رقم واعد يؤكد ارتفاع مستوى الإنتاج السينمائي في بلادنا كمياً ونوعياً.

رحلة فيلم "الذراري الحمر" (Red Path) للمخرج لطفي عاشور تعتبر الأكثر تميزاً في موسم 2024. العرض العالمي الأول للفيلم بُرمج في واحد من أعرق المهرجانات العالمية، "لوكارنو السينمائي" في دورته السابعة والسبعين. وكان التتويج العربي الأول للفيلم في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث حصد لطفي عاشور الجائزة الكبرى (اليسر الذهبي) للمهرجان، وأيضاً جائزة الإخراج.

وعلى المستوى الدولي، حاز فيلم "الذراري الحمر" على الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الفرانكوفوني بنامور ببلجيكا في دورته التاسعة والثلاثين (من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2024). كما تُوج بثلاث جوائز خلال الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط (سينيماميد) ببروكسل، وهي جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الجمهور، وتنويه خاص لبطل الفيلم علي الهلالي.

وختم فيلم "الذراري الحمر" تتويجات 2024 على منصة أيام قرطاج السينمائية، حيث حاز في اختتام دورتها الخامسة والثلاثين على التانيت الذهبي وجائزة الجمهور، كما حصل في خانة الجوائز الموازية للمهرجان على تتويج النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بجائزة "خميس الخياطي لسينما المقاومة".

فيلم "الذراري الحمر" (100 دقيقة) هو تعاون جديد للثنائي الفني أنيسة داود (إنتاج) ولطفي عاشور (إخراج)، عن سيناريو ناتاشا دي بونتشرا، درية عاشور، سيلفان كاتنوي، ولطفي عاشور. وشارك في إنتاج الفيلم إلى جانب تونس كل من السعودية (صندوق البحر الأحمر)، قطر، فرنسا، بولونيا، وبلجيكا. الفيلم مستوحى من مأساة عائلة السلطاني (خليفة ومبروك في جبل المغيلة من ولاية سيدي بوزيد)، ويروي انطلاقاً من وقائع حقيقية قصة إنسانية عن الإرهاب، الأمن، والمواطن المهمش.

البرصاوي والعودة للبندقية

تُوج فيلم مهدي البرصاوي "عايشة" (في عرضه العالمي الأول) بجائزة أفضل فيلم متوسطي خلال مشاركته في قسم "آفاق" بالدورة الواحدة والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي (28 أوت إلى 7 سبتمبر 2024). وتُعتبر هذه المشاركة الثانية لمهدي البرصاوي في فينيسيا، فقد سبق له الحضور في مسابقات المهرجان الإيطالي العريق في دورته السادسة والسبعين بفيلمه الطويل الأول "بيك نعيش" (2019)، وحصد الفيلم آنذاك جائزتين.

"عايشة" من الإنتاجات التونسية اللافتة في سنة 2024، إذ حظي بالإشادة النقدية خلال عرضه في مهرجان البندقية السينمائي، وبفضل تتويجاته، من بينها جائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان "مار دل بلاتا" بالأرجنتين، كما شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً مؤخراً في أيام قرطاج السينمائية 2024، ونال في اختتامها جائزة أفضل تركيب، التي كانت من نصيب "كاميلتوبكيس".

وفيلم "عايشة" (مدته 123 دقيقة) من إخراج مهدي البرصاوي، ومن إنتاج سينيتيل فيلم (حبيب عطية)، وشارك في تمويله كل من السعودية، قطر، فرنسا، وإيطاليا. وجسد بطولة هذا العمل السينمائي كل من نضال السعدي، فاطمة صفر، ياسمين الديماسي، هالة عياد، بحري الرحالي، ومشاركة خاصة لمحمد علي بن جمعة.

"عايشة"، المنتظر طرحه بداية 2025 في القاعات التونسية، فيلم عن الراهن التونسي وإشكاليات الهوية بعد 2011، حيث يتناول تونسيين يبحثون عن متنفس لحياة أفضل في ظل ضغوط سياسية، اجتماعية، واقتصادية.

بصمات فنية أخرى

لا يمكن الحديث عن حصاد السينما التونسية في سنة 2024 دون ذكر تجربتين تحملان التميز الفني والجمالي، وهما فيلم "ماء العين" لمريم جعبر و"أغورا" لعلاء الدين سليم. فالمخرجة التونسية الواعدة أثبتت تميز رؤيتها منذ فيلمها القصير "إخوان"، وفي "ماء العين"، أول روائي طويل في رصيدها، منحت تونس مقعداً في منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي في دورته الرابعة والسبعين (من 15 إلى 25 فيفري 2024). كما حصد الفيلم نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان الجونة السينمائي (الدورة السابعة)، وجائزة مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور ببلجيكا لأفضل عمل أول.

من جهته، تظل أعمال علاء الدين سليم استثنائية في مسارها، لذلك لم يكن غريباً أن يختار مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي "أغورا" في مسابقته الرسمية. وتُوج الفيلم، بعد عرضه العالمي الأول في هذا المهرجان السويسري العريق، بجائزة "باردو فردي". وأدى الأدوار في الفيلم أبطال كل تجارب المخرج الروائية الطويلة، وهم ناجي قنواتي، مجد مستورة، بلال سلاطنية، وسنية زرق عيونة. يتميز علاء الدين سليم برؤية بصرية معاصرة تمنح أعماله مكانة خاصة في المشهد السينمائي التونسي.

وقد شهدت سنة 2024 عودة المنصف ذويب للسينما بفيلمه "برج الرومي"، الذي شارك في الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي، وضمن منافسات المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها المنقضية. كما طرحت المخرجة الرائدة سلمى بكار فيلمها "النافورة" خلال عرض خاص في أيام قرطاج السينمائية.

هذا، كما كانت سنة 2024 فاصلة في مشوار عدد من المخرجات التونسيات. فقد تمكنت عفاف بن محمود من الاستحواذ على عدد من الجوائز لتجربتها الروائية الطويلة "كواليس" (شاركها الإخراج المنتج المغربي خليل بن كيران). ومن بين هذه التتويجات جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم خلال الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان روتردام الفيلم العربي بهولندا (30 ماي إلى 2 جوان 2024)، وضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة المغربية (من 11 إلى 18 ماي 2024). وحاز "كواليس" على جائزة "إدريساأودراوڨو" لأفضل إخراج، وتنويه خاص من لجنة التحكيم. كما توج الفيلم بجائزة أفضل فيلم درامي من المهرجان الأسترالي "Byron Bay Film Festival" في دورته الثامنة عشرة (من 18 إلى 27 أكتوبر 2024).

تونس والأوسكار

فيلم "المابين" لندى المازني حفيظ كان اختيار تونس لمنافسات الدورة السابعة والتسعين لأوسكار أفضل فيلم دولي. وتُوج هذا الفيلم بعدد من الجوائز، من بينها جائزة مينوغ الذهبي لمهرجان جنيف السينمائي للأفلام الشرقية في دورته الثامنة عشرة، وجائزة "نور الشريف" لأفضل فيلم عربي طويل في اختتام الدورة الأربعين من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط. كما حازت بطلة الفيلم، أمينة بن إسماعيل، على جائزة أفضل أداء في المهرجان نفسه، فيما ذهبت جائزة الأداء الرجالي لمجد مستورة عن فيلم محمد بن عطية "وراء الجبل".

المسابقة الوطنية الجديدة

سجلت أيام قرطاج السينمائية في دورة 2024 إحداث مسابقة جديدة مخصصة للسينما التونسية، تثمينا لتطور الإنتاج السينمائي. كما خُصصت فعالية للأفلام من الدورة الملغاة لسنة 2023 تحت عنوان "بانوراما 24". واستقبلت الأيام في نسختها الخامسة والثلاثين رقماً قياسياً من الأفلام بلغ 217 فيلماً من 21 بلداً، منها 56 فيلماً في المسابقة الرسمية.

وقد حضرت السينما التونسية في المسابقات الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بأربعة أفلام: "ماء العين" لمريم جعبر، "عايشة" لمهدي البرصاوي، "برج الرومي" للمنصف ذويب، و**"الذراري الحمر"** للطفي عاشور.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، مثلت تونس كل من: "الذكريات والأحلام" لإسماعيل، "ماتيلا" لعبد الله يحيى، و**"شهيلي"** لحبيب العايب. كما شاركت أفلام: "في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي، "عالحافة" لسحر العشي، "ماكون" لفارس نعناع، و**"ليني أفريكو"** لمروان لبيب في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.

أما في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، نافس كل من "الأيام الأخيرة مع إليان" لمهدي الحجري و"أنامل" لعائدة الشامخ.

بدأت سنة 2024 بتتويج فيلم "بنات ألفة" بجائزة السيزار لأفضل فيلم وثائقي في الدورة التاسعة والأربعين لجوائز السيزار. كما شهدت السنة تعيين الأكاديمية لمياء بالقايد قيقة مديرة عامة للمركز الوطني للسينما والصورة، وهو قرار ستتضح تأثيراته أكثر في سنة 2025.

 نجلاء قموع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حصاد السينما التونسية في سنة 2024..   التميز لفيلم "الذراري الحمر" وطنياً ودولياً..

 

علاء الدين سليم يثري رصيد تتويجاته بجائزة لوكارنو
مهدي برصاوي عاد لمهرجان البندقية بـ"عايشة" وندى المازني مثّلت تونس في سباق الأوسكار
إحداث مسابقة وطنية في أيام قرطاج السينمائية
كوثر بن هنية تنال السيزار وإنتاج قياسي للأفلام

تونس - الصباح

يرتبط إشعاع السينما التونسية في السنوات الأخيرة بعدة عوامل، من بينها تطور وتراكم تجربة عدد من صُنّاع الأفلام، وثراء وتنوع الإنتاجات السينمائية المدعومة من قِبل وزارة الشؤون الثقافية أو حديثاً مع تجارب القطاع الخاص التي اتجهت للسينما التجارية. أمّا الإشعاع الدولي، فظل مرتبطاً بسينما المؤلف، على عكس الأفلام التجارية التي تحاول كسب السوق المحلية وإنعاش "عائدات" قاعات السينما.

السينما التونسية هي بدرجة أولى أفلام مهرجانات قادرة على المنافسة واقتناص التتويجات، مع استمرارية الحضور في كبرى المواعيد السينمائية. وفي سنة 2024، يواصل صُنّاع الأفلام التونسيون تأكيد هذا التميز عربياً وإفريقياً. فقد شهد المشهد ارتفاعاً لافتاً في عدد الإنتاجات السينمائية، إذ سجلت الدورة المنقضية من أيام قرطاج السينمائية 99 فيلماً تونسياً بين روائي ووثائقي طويل وقصير في المنصة المخصصة لمسابقاتها، وهو رقم واعد يؤكد ارتفاع مستوى الإنتاج السينمائي في بلادنا كمياً ونوعياً.

رحلة فيلم "الذراري الحمر" (Red Path) للمخرج لطفي عاشور تعتبر الأكثر تميزاً في موسم 2024. العرض العالمي الأول للفيلم بُرمج في واحد من أعرق المهرجانات العالمية، "لوكارنو السينمائي" في دورته السابعة والسبعين. وكان التتويج العربي الأول للفيلم في الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حيث حصد لطفي عاشور الجائزة الكبرى (اليسر الذهبي) للمهرجان، وأيضاً جائزة الإخراج.

وعلى المستوى الدولي، حاز فيلم "الذراري الحمر" على الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الفرانكوفوني بنامور ببلجيكا في دورته التاسعة والثلاثين (من 27 سبتمبر إلى 4 أكتوبر 2024). كما تُوج بثلاث جوائز خلال الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط (سينيماميد) ببروكسل، وهي جائزة لجنة التحكيم، وجائزة الجمهور، وتنويه خاص لبطل الفيلم علي الهلالي.

وختم فيلم "الذراري الحمر" تتويجات 2024 على منصة أيام قرطاج السينمائية، حيث حاز في اختتام دورتها الخامسة والثلاثين على التانيت الذهبي وجائزة الجمهور، كما حصل في خانة الجوائز الموازية للمهرجان على تتويج النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بجائزة "خميس الخياطي لسينما المقاومة".

فيلم "الذراري الحمر" (100 دقيقة) هو تعاون جديد للثنائي الفني أنيسة داود (إنتاج) ولطفي عاشور (إخراج)، عن سيناريو ناتاشا دي بونتشرا، درية عاشور، سيلفان كاتنوي، ولطفي عاشور. وشارك في إنتاج الفيلم إلى جانب تونس كل من السعودية (صندوق البحر الأحمر)، قطر، فرنسا، بولونيا، وبلجيكا. الفيلم مستوحى من مأساة عائلة السلطاني (خليفة ومبروك في جبل المغيلة من ولاية سيدي بوزيد)، ويروي انطلاقاً من وقائع حقيقية قصة إنسانية عن الإرهاب، الأمن، والمواطن المهمش.

البرصاوي والعودة للبندقية

تُوج فيلم مهدي البرصاوي "عايشة" (في عرضه العالمي الأول) بجائزة أفضل فيلم متوسطي خلال مشاركته في قسم "آفاق" بالدورة الواحدة والثمانين لمهرجان البندقية السينمائي الدولي (28 أوت إلى 7 سبتمبر 2024). وتُعتبر هذه المشاركة الثانية لمهدي البرصاوي في فينيسيا، فقد سبق له الحضور في مسابقات المهرجان الإيطالي العريق في دورته السادسة والسبعين بفيلمه الطويل الأول "بيك نعيش" (2019)، وحصد الفيلم آنذاك جائزتين.

"عايشة" من الإنتاجات التونسية اللافتة في سنة 2024، إذ حظي بالإشادة النقدية خلال عرضه في مهرجان البندقية السينمائي، وبفضل تتويجاته، من بينها جائزة أفضل فيلم دولي في مهرجان "مار دل بلاتا" بالأرجنتين، كما شهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً مؤخراً في أيام قرطاج السينمائية 2024، ونال في اختتامها جائزة أفضل تركيب، التي كانت من نصيب "كاميلتوبكيس".

وفيلم "عايشة" (مدته 123 دقيقة) من إخراج مهدي البرصاوي، ومن إنتاج سينيتيل فيلم (حبيب عطية)، وشارك في تمويله كل من السعودية، قطر، فرنسا، وإيطاليا. وجسد بطولة هذا العمل السينمائي كل من نضال السعدي، فاطمة صفر، ياسمين الديماسي، هالة عياد، بحري الرحالي، ومشاركة خاصة لمحمد علي بن جمعة.

"عايشة"، المنتظر طرحه بداية 2025 في القاعات التونسية، فيلم عن الراهن التونسي وإشكاليات الهوية بعد 2011، حيث يتناول تونسيين يبحثون عن متنفس لحياة أفضل في ظل ضغوط سياسية، اجتماعية، واقتصادية.

بصمات فنية أخرى

لا يمكن الحديث عن حصاد السينما التونسية في سنة 2024 دون ذكر تجربتين تحملان التميز الفني والجمالي، وهما فيلم "ماء العين" لمريم جعبر و"أغورا" لعلاء الدين سليم. فالمخرجة التونسية الواعدة أثبتت تميز رؤيتها منذ فيلمها القصير "إخوان"، وفي "ماء العين"، أول روائي طويل في رصيدها، منحت تونس مقعداً في منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي في دورته الرابعة والسبعين (من 15 إلى 25 فيفري 2024). كما حصد الفيلم نجمة الجونة لأفضل فيلم روائي عربي في مهرجان الجونة السينمائي (الدورة السابعة)، وجائزة مهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور ببلجيكا لأفضل عمل أول.

من جهته، تظل أعمال علاء الدين سليم استثنائية في مسارها، لذلك لم يكن غريباً أن يختار مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي "أغورا" في مسابقته الرسمية. وتُوج الفيلم، بعد عرضه العالمي الأول في هذا المهرجان السويسري العريق، بجائزة "باردو فردي". وأدى الأدوار في الفيلم أبطال كل تجارب المخرج الروائية الطويلة، وهم ناجي قنواتي، مجد مستورة، بلال سلاطنية، وسنية زرق عيونة. يتميز علاء الدين سليم برؤية بصرية معاصرة تمنح أعماله مكانة خاصة في المشهد السينمائي التونسي.

وقد شهدت سنة 2024 عودة المنصف ذويب للسينما بفيلمه "برج الرومي"، الذي شارك في الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي، وضمن منافسات المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها المنقضية. كما طرحت المخرجة الرائدة سلمى بكار فيلمها "النافورة" خلال عرض خاص في أيام قرطاج السينمائية.

هذا، كما كانت سنة 2024 فاصلة في مشوار عدد من المخرجات التونسيات. فقد تمكنت عفاف بن محمود من الاستحواذ على عدد من الجوائز لتجربتها الروائية الطويلة "كواليس" (شاركها الإخراج المنتج المغربي خليل بن كيران). ومن بين هذه التتويجات جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم خلال الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان روتردام الفيلم العربي بهولندا (30 ماي إلى 2 جوان 2024)، وضمن فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة المغربية (من 11 إلى 18 ماي 2024). وحاز "كواليس" على جائزة "إدريساأودراوڨو" لأفضل إخراج، وتنويه خاص من لجنة التحكيم. كما توج الفيلم بجائزة أفضل فيلم درامي من المهرجان الأسترالي "Byron Bay Film Festival" في دورته الثامنة عشرة (من 18 إلى 27 أكتوبر 2024).

تونس والأوسكار

فيلم "المابين" لندى المازني حفيظ كان اختيار تونس لمنافسات الدورة السابعة والتسعين لأوسكار أفضل فيلم دولي. وتُوج هذا الفيلم بعدد من الجوائز، من بينها جائزة مينوغ الذهبي لمهرجان جنيف السينمائي للأفلام الشرقية في دورته الثامنة عشرة، وجائزة "نور الشريف" لأفضل فيلم عربي طويل في اختتام الدورة الأربعين من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط. كما حازت بطلة الفيلم، أمينة بن إسماعيل، على جائزة أفضل أداء في المهرجان نفسه، فيما ذهبت جائزة الأداء الرجالي لمجد مستورة عن فيلم محمد بن عطية "وراء الجبل".

المسابقة الوطنية الجديدة

سجلت أيام قرطاج السينمائية في دورة 2024 إحداث مسابقة جديدة مخصصة للسينما التونسية، تثمينا لتطور الإنتاج السينمائي. كما خُصصت فعالية للأفلام من الدورة الملغاة لسنة 2023 تحت عنوان "بانوراما 24". واستقبلت الأيام في نسختها الخامسة والثلاثين رقماً قياسياً من الأفلام بلغ 217 فيلماً من 21 بلداً، منها 56 فيلماً في المسابقة الرسمية.

وقد حضرت السينما التونسية في المسابقات الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بأربعة أفلام: "ماء العين" لمريم جعبر، "عايشة" لمهدي البرصاوي، "برج الرومي" للمنصف ذويب، و**"الذراري الحمر"** للطفي عاشور.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، مثلت تونس كل من: "الذكريات والأحلام" لإسماعيل، "ماتيلا" لعبد الله يحيى، و**"شهيلي"** لحبيب العايب. كما شاركت أفلام: "في ظلمات ثلاث" لحسام سلولي، "عالحافة" لسحر العشي، "ماكون" لفارس نعناع، و**"ليني أفريكو"** لمروان لبيب في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة.

أما في مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة، نافس كل من "الأيام الأخيرة مع إليان" لمهدي الحجري و"أنامل" لعائدة الشامخ.

بدأت سنة 2024 بتتويج فيلم "بنات ألفة" بجائزة السيزار لأفضل فيلم وثائقي في الدورة التاسعة والأربعين لجوائز السيزار. كما شهدت السنة تعيين الأكاديمية لمياء بالقايد قيقة مديرة عامة للمركز الوطني للسينما والصورة، وهو قرار ستتضح تأثيراته أكثر في سنة 2025.

 نجلاء قموع