تعترضك بقوة هذه الأيام في الكثير من المواقع الإعلامية مقولات تفيد بأن إسرائيل بصدد التقدم في مشروعها "إسرائيل الكبرى". وقد اعتبر الكثير من المتدخلين أن تصريحات حاكم سوريا الجديد أحمد الشرع المعروف باسم الجولاني أو البعض من أعضاده المتسامحة جدًا مع الدولة العبرية، رغم ممارساتها المعادية لسوريا ورغم توغلها الواسع داخل الأراضي السورية، حتى أن بعض المناطق السورية، وفق مصادر إعلامية - تبقى في حاجة إلى التأكيد - أصبحت حقل تجارب نووية للكيان الصهيوني، هي حجة على زوال العوائق أمام الأحلام التوسعية لهذا الكيان.
وتعترضنا هذه الأيام بقوة تصريحات نسبت إلى العقيد الراحل معمر القذافي، الرئيس السابق لليبيا - الجماهيرية الليبية قبل إسقاط نظام القذافي - يؤكد فيها أن إسرائيل ستستحوذ على سوريا وعلى مصر وعلى الأردن، وسيصل سلطانها إلى الخليج العربي، وأن منطقة شمال إفريقيا بدورها ستكون في خطر.
والحقيقة، لقد أصبح الأمر مثيرًا للريبة. فأسماعنا باتت تقرع ليلاً ونهارًا بأن إسرائيل على الأبواب، وكأن هناك إرادة خفية تسعى إلى تهيئة العقول للقبول بالأمر الواقع الجديد، وهو أنه لم يعد بين إسرائيل وبين حلمها في تحقيق مشروعها التوسعي في منطقة الشرق الأوسط وربما أيضًا في جزء من شمال إفريقيا إلا القليل القليل.
نقول إن الأمر مثير للريبة لأنه على الرغم من وجود مؤشرات تفيد بأن العرب في وضع بائس وأنهم على درجة كبيرة من الضعف كي لا نقول أكثر من ذلك، لكن هل هذا يعني أن الأمر صار مقضياً؟؟ ومن مصلحته ترويج مثل هذه التقديرات التي يقدمها بعضهم في قالب مسلمات؟؟
كل المؤشرات تقول بأن هناك رغبة واضحة في دفع الشعوب العربية التي مازالت نار الغضب مضطرمة داخلها ضد ممارسات الكيان الصهيوني في غزة إلى اليأس ورفع الراية البيضاء. هناك محاولة واضحة لنشر الشعور بالإحباط لدى كل الشعوب العربية ودفعها وجعل الجميع يقرون مسبقًا بالهزيمة. وهذا ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من خلال نشر الدعاية حول إسرائيل الكبرى. إنها تريد أن تجعل الشعوب العربية تستبطن الفكرة وتقر بأن تحقيق هذا المشروع لم يعد إلا مسألة وقت.
ولا نجانب الصواب عندما نقول إن كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية يخدمون المشروع الصهيوني المبني على الإيهام بأنه قدر وبأنه وعد مؤجل سيتحقق لا محالة، أي كانت النوايا وأي كانت الأسباب سواء عن جهل أو بتواطؤ، إنما يقدمون خدمة رهيبة للكيان لا تقدر بثمن.
إنهم يشتغلون على العقول ويدفعونها إلى التسليم بما هو في الأصل غير معقول. فهل من المعقول في هذا العصر أن تمتد يد دولة محتلة مغروسة في أرض محتلة، كل هذا الامتداد ويظل العالم صامتا. مستسلما؟؟
هل نحن في عالم المعجزات حتى يحدث ما يأمله الكيان المغتر؟
إن الواقع - وليس التهويمات الخيالية - يؤكد أن إسرائيل غارقة في وحل فلسطين. إنها لم تنجح في تكريس وجودها في فلسطين رغم كل شيء ووجودها مهدد في أي لحظة، رغم أنها بنت دولة بدعم غربي وبمساندة أمريكية متواصلة منذ سنة 1948 على التراب الفلسطيني، ورغم أنها مدججة بالسلاح ورغم غطرستها. رغم كل ذلك فإن وجودها غير آمن وقد أحرقت أوراقها الرابحة بالمحرقة التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023. شعوب العالم استفاقت من غفوتها ولم تعد تصدق السردية الصهيونية المبنية على المظلومية منذ عهد النازية ولن تصدق من جديد أكاذيب الصهاينة وتخفيهم وراء حجة الدفاع عن النفس، لممارسة إرهاب الدولة، ولم تعد تلك الحجة التي سمحت لهم إلى اليوم بالقتل والنهب والتجويع والترويع بدون مخاوف من الملاحقة صالحة.
اليوم الكيان منبوذ في العالم وقادته مطلوبون للعدالة الدولية، وليس له من مشروع سوى القتل والفتك والتجويع والتخويف والترهيب. ومثل هذه المشاريع، لا تبني شيئًا، وهو أضعف من أن يحقق القليل بما في ذلك تأمين وجوده في فلسطين. الكيان الذي يزعم أن له اليد الطولى في المنطقة غير آمن في فلسطين التي احتلها منذ عقود ووجوده على الأرض الفلسطينية رغم كل الغطرسة التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني، مهدد. فأنى له بذلك المشروع الوهمي؟
حياة السايب
تعترضك بقوة هذه الأيام في الكثير من المواقع الإعلامية مقولات تفيد بأن إسرائيل بصدد التقدم في مشروعها "إسرائيل الكبرى". وقد اعتبر الكثير من المتدخلين أن تصريحات حاكم سوريا الجديد أحمد الشرع المعروف باسم الجولاني أو البعض من أعضاده المتسامحة جدًا مع الدولة العبرية، رغم ممارساتها المعادية لسوريا ورغم توغلها الواسع داخل الأراضي السورية، حتى أن بعض المناطق السورية، وفق مصادر إعلامية - تبقى في حاجة إلى التأكيد - أصبحت حقل تجارب نووية للكيان الصهيوني، هي حجة على زوال العوائق أمام الأحلام التوسعية لهذا الكيان.
وتعترضنا هذه الأيام بقوة تصريحات نسبت إلى العقيد الراحل معمر القذافي، الرئيس السابق لليبيا - الجماهيرية الليبية قبل إسقاط نظام القذافي - يؤكد فيها أن إسرائيل ستستحوذ على سوريا وعلى مصر وعلى الأردن، وسيصل سلطانها إلى الخليج العربي، وأن منطقة شمال إفريقيا بدورها ستكون في خطر.
والحقيقة، لقد أصبح الأمر مثيرًا للريبة. فأسماعنا باتت تقرع ليلاً ونهارًا بأن إسرائيل على الأبواب، وكأن هناك إرادة خفية تسعى إلى تهيئة العقول للقبول بالأمر الواقع الجديد، وهو أنه لم يعد بين إسرائيل وبين حلمها في تحقيق مشروعها التوسعي في منطقة الشرق الأوسط وربما أيضًا في جزء من شمال إفريقيا إلا القليل القليل.
نقول إن الأمر مثير للريبة لأنه على الرغم من وجود مؤشرات تفيد بأن العرب في وضع بائس وأنهم على درجة كبيرة من الضعف كي لا نقول أكثر من ذلك، لكن هل هذا يعني أن الأمر صار مقضياً؟؟ ومن مصلحته ترويج مثل هذه التقديرات التي يقدمها بعضهم في قالب مسلمات؟؟
كل المؤشرات تقول بأن هناك رغبة واضحة في دفع الشعوب العربية التي مازالت نار الغضب مضطرمة داخلها ضد ممارسات الكيان الصهيوني في غزة إلى اليأس ورفع الراية البيضاء. هناك محاولة واضحة لنشر الشعور بالإحباط لدى كل الشعوب العربية ودفعها وجعل الجميع يقرون مسبقًا بالهزيمة. وهذا ما تسعى إسرائيل إلى تحقيقه من خلال نشر الدعاية حول إسرائيل الكبرى. إنها تريد أن تجعل الشعوب العربية تستبطن الفكرة وتقر بأن تحقيق هذا المشروع لم يعد إلا مسألة وقت.
ولا نجانب الصواب عندما نقول إن كثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية يخدمون المشروع الصهيوني المبني على الإيهام بأنه قدر وبأنه وعد مؤجل سيتحقق لا محالة، أي كانت النوايا وأي كانت الأسباب سواء عن جهل أو بتواطؤ، إنما يقدمون خدمة رهيبة للكيان لا تقدر بثمن.
إنهم يشتغلون على العقول ويدفعونها إلى التسليم بما هو في الأصل غير معقول. فهل من المعقول في هذا العصر أن تمتد يد دولة محتلة مغروسة في أرض محتلة، كل هذا الامتداد ويظل العالم صامتا. مستسلما؟؟
هل نحن في عالم المعجزات حتى يحدث ما يأمله الكيان المغتر؟
إن الواقع - وليس التهويمات الخيالية - يؤكد أن إسرائيل غارقة في وحل فلسطين. إنها لم تنجح في تكريس وجودها في فلسطين رغم كل شيء ووجودها مهدد في أي لحظة، رغم أنها بنت دولة بدعم غربي وبمساندة أمريكية متواصلة منذ سنة 1948 على التراب الفلسطيني، ورغم أنها مدججة بالسلاح ورغم غطرستها. رغم كل ذلك فإن وجودها غير آمن وقد أحرقت أوراقها الرابحة بالمحرقة التي ترتكبها في غزة منذ 7 أكتوبر 2023. شعوب العالم استفاقت من غفوتها ولم تعد تصدق السردية الصهيونية المبنية على المظلومية منذ عهد النازية ولن تصدق من جديد أكاذيب الصهاينة وتخفيهم وراء حجة الدفاع عن النفس، لممارسة إرهاب الدولة، ولم تعد تلك الحجة التي سمحت لهم إلى اليوم بالقتل والنهب والتجويع والترويع بدون مخاوف من الملاحقة صالحة.
اليوم الكيان منبوذ في العالم وقادته مطلوبون للعدالة الدولية، وليس له من مشروع سوى القتل والفتك والتجويع والتخويف والترهيب. ومثل هذه المشاريع، لا تبني شيئًا، وهو أضعف من أن يحقق القليل بما في ذلك تأمين وجوده في فلسطين. الكيان الذي يزعم أن له اليد الطولى في المنطقة غير آمن في فلسطين التي احتلها منذ عقود ووجوده على الأرض الفلسطينية رغم كل الغطرسة التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني، مهدد. فأنى له بذلك المشروع الوهمي؟