إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

افتتاحية "الصباح".. الفضاءات الشبابية والرياضية والإستراتيجية المطلوبة

 

لا شك أن إحداث المنشآت الشبابية والرياضية وكذلك المواظبة على عمليات الصيانة لما هو موجود والحفاظ عليه، من شأنه أن يوفر أرضية خصبة لأجيال متكونة ومتصالحة مع محيطها وواقعها.. كما تفتح مثل هذه الفضاءات الأبواب على مصراعيها أمام بروز المواهب وتفجير الطاقات، لكن كلما كانت هذه الفضاءات مهملة أو غير قادرة على تأدية أدوراها على الوجه الأكمل إلا وكانت النتائج عكسية .

والمؤكد أن عديد الفضاءات الترفيهية والمراكز الشبابية في مختلف مناطق الجمهورية تحتاج اليوم إلى لفتة من أجل الصيانة وإلى وقفة حازمة للاعتناء بها، وهي التي كانت تتسع للطاقات الشبابية والبرامج والتظاهرات الهادفة التي تساهم في صقل المواهب وتوفير مجالات ترفيهية لهذه الفئة، التي تحتاج بدورها الى العناية والمرافقة.. إلا أن ما يسجل اليوم، من نفور لمثل هذه الفضاءات، مرده غياب الصيانة، الذي جعل عدة أجزاء من هذه الفضاءات خارج الخدمة، مقابل انتشار وسائل الجذب للشباب، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي عبر مختلف المنصات.

وقد كان رئيس الدولة، قيس سعيد، أكد لدى استقباله منذ أيام، وزير الشباب والرياضة، الصادق المورالي، على ضرورة "الإسراع بإعادة ترميم عديد المنشآت التي تم تخريبها، ولم تبق منها إلا بقية باقية وتحوّلت إلى أماكن مهجورة لا يرتادها إلا المنحرفون، على غرار مركز الاصطياف والتخييم بالحبيبية، الذي تم تشييده في أواخر السبعينات كمركز للترفيه، على امتداد 21 هكتارا وتحيط به بحيرة اصطناعية، وكذلك نزل خليج الحمامات الذي كان من بين أفضل الفضاءات للشباب والعائلات وتتوفر فيه كل المرافق".

والمؤكد أنه بالإضافة إلى ضرورة إحداث فضاءات شبابية ورياضية جديدة، تتماشى مع المتغيرات الحاصلة على مستوى المجتمع، لا بد أيضا أن تلحق المؤسسات والفضاءات الموجودة بالركب، فبالإضافة إلى ضرورة الصيانة والوقفة الحازمة تجاه أي سلوك إهمال، جدير بالتذكير أن عديد دور الشباب مهجورة، حتى لا نقول مغلقة، غير ناشطة ولا ينتفع بها شباب المنطقة، لأنها لم تعد مواكبة لتطورات العصر والطفرة التكنولوجية الحاصلة، بربطها بشبكة الإنترنت وتعصير التجهيزات وإحداث نوادي ملتيميديا وإذاعات داخلية وعدة نواد أخرى مختصة، منها الرياضية، وذلك في إطار تنويع وظائف الفضاء، وتلبية رغبات أكبر فئة ممكنة .

كما يشترط في الفضاءات الجديدة، التي يمكن بعثها، أن تراعي خصوصيات كل جهة، سواء في بعث نواد رياضية، لممارسة أنشطة رياضية شاطئية، أو جبلية وغيرها.. وكذلك مجهزة كما ينبغي، حتى تكون فضاءات جذب للفئات الشبابية، ومسرحا لتكوين الناشئة وحمايتها، وكذلك من الضروري توسيع دائرة أنشطة واختصاصات هذه الفضاءات بتثمين وحسن استغلال كل مظاهر الطبيعة، في ربوع بلادنا لبرمجة مصائف وعمليات تخييم وتنظيم التظاهرات الفكرية والرياضية.. ففي مثل هذه العطلة المدرسية والجامعية، كان يفترض أن تستقطب هذه الفضاءات الشبابية والرياضية روادها. لكن، ولأن العديد منها أصبح وكأنه خارج الخدمة وغير مواكب لعصره، بقيت مهجورة.

الفضاءات الرياضية والشبابية دورها مكمل للدور التربوي للمدرسة، لذلك يشترط العناية بمثل هذه الفضاءات، حتى تكون الأجيال المتعاقبة سليمة عقلا وجسما.. كما أنه لا يمكن التغاضي عن معضلة الوضعية العالقة لعديد المنشآت الرياضية، سواء القاعات التي لم يقع إصلاحها ولا إعادة تهيئتها وتجهيزها أو الملاعب التي لم يقع إصلاحها، ويكفي التذكير بما حل بملعب المنزه، فلا يكفي أنه جوهرة الملاعب في بلادنا، بل أيضا ظل على تلك الحالة المزرية، معطلا، رغم أنه يتموقع في قلب العاصمة وكان يزينها ويزيدها رونقا معماريا ..

ولا شك أنه من الضروري التحرك لجرد الفضاءات الشبابية والرياضية، التي تشكو غياب الصيانة والعناية من أجل إعادة تهيئتها، وتنشيطها وفق إستراتيجية جديدة، تساعد على إعادة تنشيط هذه الفضاءات وحسن استغلالها .

عبد الوهاب الحاج علي

 

 

 

 

لا شك أن إحداث المنشآت الشبابية والرياضية وكذلك المواظبة على عمليات الصيانة لما هو موجود والحفاظ عليه، من شأنه أن يوفر أرضية خصبة لأجيال متكونة ومتصالحة مع محيطها وواقعها.. كما تفتح مثل هذه الفضاءات الأبواب على مصراعيها أمام بروز المواهب وتفجير الطاقات، لكن كلما كانت هذه الفضاءات مهملة أو غير قادرة على تأدية أدوراها على الوجه الأكمل إلا وكانت النتائج عكسية .

والمؤكد أن عديد الفضاءات الترفيهية والمراكز الشبابية في مختلف مناطق الجمهورية تحتاج اليوم إلى لفتة من أجل الصيانة وإلى وقفة حازمة للاعتناء بها، وهي التي كانت تتسع للطاقات الشبابية والبرامج والتظاهرات الهادفة التي تساهم في صقل المواهب وتوفير مجالات ترفيهية لهذه الفئة، التي تحتاج بدورها الى العناية والمرافقة.. إلا أن ما يسجل اليوم، من نفور لمثل هذه الفضاءات، مرده غياب الصيانة، الذي جعل عدة أجزاء من هذه الفضاءات خارج الخدمة، مقابل انتشار وسائل الجذب للشباب، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي عبر مختلف المنصات.

وقد كان رئيس الدولة، قيس سعيد، أكد لدى استقباله منذ أيام، وزير الشباب والرياضة، الصادق المورالي، على ضرورة "الإسراع بإعادة ترميم عديد المنشآت التي تم تخريبها، ولم تبق منها إلا بقية باقية وتحوّلت إلى أماكن مهجورة لا يرتادها إلا المنحرفون، على غرار مركز الاصطياف والتخييم بالحبيبية، الذي تم تشييده في أواخر السبعينات كمركز للترفيه، على امتداد 21 هكتارا وتحيط به بحيرة اصطناعية، وكذلك نزل خليج الحمامات الذي كان من بين أفضل الفضاءات للشباب والعائلات وتتوفر فيه كل المرافق".

والمؤكد أنه بالإضافة إلى ضرورة إحداث فضاءات شبابية ورياضية جديدة، تتماشى مع المتغيرات الحاصلة على مستوى المجتمع، لا بد أيضا أن تلحق المؤسسات والفضاءات الموجودة بالركب، فبالإضافة إلى ضرورة الصيانة والوقفة الحازمة تجاه أي سلوك إهمال، جدير بالتذكير أن عديد دور الشباب مهجورة، حتى لا نقول مغلقة، غير ناشطة ولا ينتفع بها شباب المنطقة، لأنها لم تعد مواكبة لتطورات العصر والطفرة التكنولوجية الحاصلة، بربطها بشبكة الإنترنت وتعصير التجهيزات وإحداث نوادي ملتيميديا وإذاعات داخلية وعدة نواد أخرى مختصة، منها الرياضية، وذلك في إطار تنويع وظائف الفضاء، وتلبية رغبات أكبر فئة ممكنة .

كما يشترط في الفضاءات الجديدة، التي يمكن بعثها، أن تراعي خصوصيات كل جهة، سواء في بعث نواد رياضية، لممارسة أنشطة رياضية شاطئية، أو جبلية وغيرها.. وكذلك مجهزة كما ينبغي، حتى تكون فضاءات جذب للفئات الشبابية، ومسرحا لتكوين الناشئة وحمايتها، وكذلك من الضروري توسيع دائرة أنشطة واختصاصات هذه الفضاءات بتثمين وحسن استغلال كل مظاهر الطبيعة، في ربوع بلادنا لبرمجة مصائف وعمليات تخييم وتنظيم التظاهرات الفكرية والرياضية.. ففي مثل هذه العطلة المدرسية والجامعية، كان يفترض أن تستقطب هذه الفضاءات الشبابية والرياضية روادها. لكن، ولأن العديد منها أصبح وكأنه خارج الخدمة وغير مواكب لعصره، بقيت مهجورة.

الفضاءات الرياضية والشبابية دورها مكمل للدور التربوي للمدرسة، لذلك يشترط العناية بمثل هذه الفضاءات، حتى تكون الأجيال المتعاقبة سليمة عقلا وجسما.. كما أنه لا يمكن التغاضي عن معضلة الوضعية العالقة لعديد المنشآت الرياضية، سواء القاعات التي لم يقع إصلاحها ولا إعادة تهيئتها وتجهيزها أو الملاعب التي لم يقع إصلاحها، ويكفي التذكير بما حل بملعب المنزه، فلا يكفي أنه جوهرة الملاعب في بلادنا، بل أيضا ظل على تلك الحالة المزرية، معطلا، رغم أنه يتموقع في قلب العاصمة وكان يزينها ويزيدها رونقا معماريا ..

ولا شك أنه من الضروري التحرك لجرد الفضاءات الشبابية والرياضية، التي تشكو غياب الصيانة والعناية من أجل إعادة تهيئتها، وتنشيطها وفق إستراتيجية جديدة، تساعد على إعادة تنشيط هذه الفضاءات وحسن استغلالها .

عبد الوهاب الحاج علي