إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

على هامش العطلة المدرسية.. "لا عدالة" الترفيه والتثقيف بين الجهات تؤرق الأولياء

 

تونس-الصباح

يطرح مع حلول عطلة الشتاء، موضوع قديم متجدد في علاقة بـ"لا عدالة" الترفيه والتثقيف الموجه للنشء في الجهات الداخلية والحدودية. ورغم وجود بعض المبادرات للحد من هذه الفوارق الجهوية وتحقيق التمييز الإيجابي لا سيما في المجال الترفيهي والتثقيفي والرياضي الذي يستهدف الأطفال والمراهقين، لما له من أهمية ودور في الإحاطة والتنشئة السليمة، والانتشال من المخاطر والانحرافات، إلا أن حجم النقائص والتحديات المطروحة يحتاج إلى المزيد من البرامج وسياسات عامة تضع من ضمن أولوياتها الحق في الترفيه لجميع الشرائح العمرية وفي مقدمتها الأطفال والشباب.

للأسف يظل التشجيع والإقبال على الاستثمار في الفضاءات الترفيهية والتثقيفية والرياضية لفائدة الأطفال والشباب منقوصا إن لم يكن معدوما في بعض المناطق على غرار مدن ألعاب متطورة وفضاءات للألعاب المائية وفضاءات للعلوم الفلكية وغيرها إلى جانب عروض للسيرك بمواصفات عالمية وفضاءات عروض تثقيفية وتنشيطية مسرحية وسينمائية، الخ..

مؤشرات سلبية

ورغم أهمية هذه المجالات في التربية والتكوين ونحت شخصية متوازنة للفرد إلا أن النفاذ إليها ظل متاحا للبعض دون البقية. ولتأمين هذه الحاجيات للأطفال والتلاميذ يحتاج الأولياء في بعض الجهات الداخلية لمجهود مضاعف لحصول أبنائهم على جزء من حاجاتهم للترفيه وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم .

وإلى حدود اليوم تجد أطفالا في مناطق حدودية وفي جهات داخلية لم يتسن لهم حتى رؤية مدينة العاب أو مهرج أو مواكبة نشاط ترفيهي من أي نوع.

وقطعا هناك ارتباط وثيق بين غياب وانعدام أي مقوم من مقومات الترفيه والتثقيف والتأطير وكل تلك النتائج والمؤشرات السلبية من فشل دراسي وانحراف سلوكي وتباين في المستوى عند اجتياز الامتحانات الوطنية ..

تظل المحاولات لتجاوز هذا الواقع غير المتوازن محدودة ومناسباتية لا ترقى لما يحتاجه الموضوع من جهد واهتمام على أعلى مستوى .

مبادرات

من هذه المبادرات نذكر ما أشار إليه مؤخرا  المدير العام لمدينة العلوم فتحي زقروبة، الذي تحدث عن الأهمية الكبرى لامتداد أنشطة مدينة العلوم إلى الجهات الداخلية. وأن مدينة العلوم تحاول إضفاء طابع ديمقراطي ولا مركزي في آليات وأساليب نشر المعلومة والثقافة والمعرفة وتكوين مواطني الغد، وبالتالي المساهمة في تنمية اقتصادية واجتماعية لتونس.

وأشار في تصريح إعلامي إلى "فرع مدينة العلوم بتطاوين الذي تم إحداثه سنة 2014، حيث يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقه، هذا ويتم العمل على استكمال أشغال التهيئة والتوسعة بقيمة تفوق 1 مليون دينار.. حيث ستكون إعادة الافتتاح يوم 2 جانفي".

مضيفا أنه "بعد نجاح التجربة في مدينة تطاوين تم العمل على النسج على منوالها في ولاية القصرين حيث سيفتح الفرع للعموم يوم 4 جانفي 2025، وهو نموذج يحتذى به في مستوى تركيز مؤسسات وطنية في مجال المعرفة والتكوين والتدريب على المستوى الوطني. وستكون للمشروع أهمية في كامل الجهة، وسيمسح 3000 متر مربع ويضم عديد الفضاءات".

من جهتها تشير مصادر وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أنها تسعى للحد من هذه الفوارق في مجال الترفيه والتثقيف. وفي هذا السياق كانت قد أطلقت نهاية الأسبوع الفارط "برنامجا وطنيا تنشيطيّا وترفيهيّا ووقائيّا مكثّفا وموجّها للأطفال واليافعين والأسرة خلال فترة العطلة المدرسيّة الشتويّة من 21 ديسمبر 2024 إلى 05 جانفي 2025".

وينتظم هذا البرنامج الوطني بالتعاون مع الهياكل الحكومية المتدخّلة على غرار وزارات الشؤون الثقافيّة والتربية والبيئة والفلاحة والصحّة والشباب والرياضة والسياحة والشؤون الاجتماعيّة والمنظمات والجمعيّات الناشطة في المجالات المتّصلة ببرامج التنشيط والترفيه والوقاية الموجّهة إلى الطّفولة واليافعين والأسرة.

ويتوزّع هذا البرنامج الوطني التنشيطي والترفيهي والوقائي إلى "خمس محطات كبرى بهدف تعزيز الترابط الاجتماعي بين الجهات ونشر ثقافة الفنون في المناطق الداخليّة وتكريس تكافؤ الفرص في النفاذ للترفيه والتنشيط، إلى جانب تحسين الظروف البيئية والمعيشيّة في المناطق الداخليّة والأحياء ذات الأولويّة. وتتمثّل المحطاّت في ما يلي:

-المحطة الأولى "رحلات في كلّ الجهات" لفائدة أطفال الأسر محدودة الدخل وذات الوضعيّات الخاصة بكلّ ولايات الجمهوريّة تتضمّن زيارات ميدانيّة ومعالم ثقافيّة وسياحيّة وعروض أفلام وورشات تعليميّة في التراث المحلي والبيئة وعروض فرجويّة تقليديّة للتعرف على الخصوصيّات الثقافيّة الجهويّة.

-المحطة الثانية "سينما الجهات" تلتئم في إطار الدورة 35 من أيّام قرطاج السينمائيّة وتشمل خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 28 ديسمبر 2024 تأمين مواكبة أطفال الأسر محدودة الدخل وذات الوضعيّات الخاصة بمناطق حامة الجريد والجريصة والصمّار من ولايات توزر والكاف وتطاوين لسلسلة من عروض الأفلام الموجّهة للأطفال وجلسات نقاش مع الجمهور حول القضايا المطروحة في الأفلام. كما تشمل هذه المحطّة عديد التظاهرات والأنشطة السينمائيّة التي تنظمها وزارة الثقافة بالجهات الداخليّة.

-المحطة الثالثة "مسرح الجهات" تتيح الفرصة للأطفال المشاركة في أنشطة ثقافيّة وتنمية المواهب والإبداع لديهم وتتضمّن تقديم عروض ضمن فعاليات مهرجان نيابوليس الدولي بنابل وانتفاع دفعات من الأطفال بمجانيّة الدخول في المهرجان وورشات عمل تفاعليّة لتطوير مهارات الأطفال المسرحيّة.

-المحطّة الرابعة "الملتقى الوطني للنوادي المتنقّلة" الذي ينتظم هذه السنة بولاية سليانة ويشارك فيه الأطفال وأسرهم والإطارات التربويّة ويتضمّن ندوات علميّة وزيارات بيئيّة محميّة وأنشطة بيئيّة تشمل التشجير للمناطق المتضرّرة من الحرائق وعمليات بيضاء في كيفيّة إخماد الحرائق وورشات وتنشيط جماهيري وأنشطة تخييم وزيارة مواقع أثريّة وطبيعيّة.

-المحطّة الخامسة "سيدي حسين في القلب" ويتمثّل في يوم تنشيطيّ مفتوح بمنطقة سيدي حسين السيجومي يشارك فيه الأطفال وأسرهم بمعاضدة مؤسسات اقتصادية ومالية عمومية وخاصة ومشاركة كافة الوزارات ذات العلاقة ويشمل عدّة فقرات أبرزها ورشة عمل حول المسؤوليّة المجتمعيّة للشركات وأنشطة تهيئة المساحة الخضراء أمام مركب الطفولة سيدي حسين وعيادة طبيّة لتوفير خدمات صحيّة متنقّلة وورشة الصحة النفسيّة للأطفال والأمهات وورشات مفتوحة للأطفال وورشة التربية الوالديّة الإيجابيّة".

م.ي

على هامش العطلة المدرسية..   "لا عدالة" الترفيه والتثقيف بين الجهات  تؤرق الأولياء

 

تونس-الصباح

يطرح مع حلول عطلة الشتاء، موضوع قديم متجدد في علاقة بـ"لا عدالة" الترفيه والتثقيف الموجه للنشء في الجهات الداخلية والحدودية. ورغم وجود بعض المبادرات للحد من هذه الفوارق الجهوية وتحقيق التمييز الإيجابي لا سيما في المجال الترفيهي والتثقيفي والرياضي الذي يستهدف الأطفال والمراهقين، لما له من أهمية ودور في الإحاطة والتنشئة السليمة، والانتشال من المخاطر والانحرافات، إلا أن حجم النقائص والتحديات المطروحة يحتاج إلى المزيد من البرامج وسياسات عامة تضع من ضمن أولوياتها الحق في الترفيه لجميع الشرائح العمرية وفي مقدمتها الأطفال والشباب.

للأسف يظل التشجيع والإقبال على الاستثمار في الفضاءات الترفيهية والتثقيفية والرياضية لفائدة الأطفال والشباب منقوصا إن لم يكن معدوما في بعض المناطق على غرار مدن ألعاب متطورة وفضاءات للألعاب المائية وفضاءات للعلوم الفلكية وغيرها إلى جانب عروض للسيرك بمواصفات عالمية وفضاءات عروض تثقيفية وتنشيطية مسرحية وسينمائية، الخ..

مؤشرات سلبية

ورغم أهمية هذه المجالات في التربية والتكوين ونحت شخصية متوازنة للفرد إلا أن النفاذ إليها ظل متاحا للبعض دون البقية. ولتأمين هذه الحاجيات للأطفال والتلاميذ يحتاج الأولياء في بعض الجهات الداخلية لمجهود مضاعف لحصول أبنائهم على جزء من حاجاتهم للترفيه وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم .

وإلى حدود اليوم تجد أطفالا في مناطق حدودية وفي جهات داخلية لم يتسن لهم حتى رؤية مدينة العاب أو مهرج أو مواكبة نشاط ترفيهي من أي نوع.

وقطعا هناك ارتباط وثيق بين غياب وانعدام أي مقوم من مقومات الترفيه والتثقيف والتأطير وكل تلك النتائج والمؤشرات السلبية من فشل دراسي وانحراف سلوكي وتباين في المستوى عند اجتياز الامتحانات الوطنية ..

تظل المحاولات لتجاوز هذا الواقع غير المتوازن محدودة ومناسباتية لا ترقى لما يحتاجه الموضوع من جهد واهتمام على أعلى مستوى .

مبادرات

من هذه المبادرات نذكر ما أشار إليه مؤخرا  المدير العام لمدينة العلوم فتحي زقروبة، الذي تحدث عن الأهمية الكبرى لامتداد أنشطة مدينة العلوم إلى الجهات الداخلية. وأن مدينة العلوم تحاول إضفاء طابع ديمقراطي ولا مركزي في آليات وأساليب نشر المعلومة والثقافة والمعرفة وتكوين مواطني الغد، وبالتالي المساهمة في تنمية اقتصادية واجتماعية لتونس.

وأشار في تصريح إعلامي إلى "فرع مدينة العلوم بتطاوين الذي تم إحداثه سنة 2014، حيث يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقه، هذا ويتم العمل على استكمال أشغال التهيئة والتوسعة بقيمة تفوق 1 مليون دينار.. حيث ستكون إعادة الافتتاح يوم 2 جانفي".

مضيفا أنه "بعد نجاح التجربة في مدينة تطاوين تم العمل على النسج على منوالها في ولاية القصرين حيث سيفتح الفرع للعموم يوم 4 جانفي 2025، وهو نموذج يحتذى به في مستوى تركيز مؤسسات وطنية في مجال المعرفة والتكوين والتدريب على المستوى الوطني. وستكون للمشروع أهمية في كامل الجهة، وسيمسح 3000 متر مربع ويضم عديد الفضاءات".

من جهتها تشير مصادر وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السنّ أنها تسعى للحد من هذه الفوارق في مجال الترفيه والتثقيف. وفي هذا السياق كانت قد أطلقت نهاية الأسبوع الفارط "برنامجا وطنيا تنشيطيّا وترفيهيّا ووقائيّا مكثّفا وموجّها للأطفال واليافعين والأسرة خلال فترة العطلة المدرسيّة الشتويّة من 21 ديسمبر 2024 إلى 05 جانفي 2025".

وينتظم هذا البرنامج الوطني بالتعاون مع الهياكل الحكومية المتدخّلة على غرار وزارات الشؤون الثقافيّة والتربية والبيئة والفلاحة والصحّة والشباب والرياضة والسياحة والشؤون الاجتماعيّة والمنظمات والجمعيّات الناشطة في المجالات المتّصلة ببرامج التنشيط والترفيه والوقاية الموجّهة إلى الطّفولة واليافعين والأسرة.

ويتوزّع هذا البرنامج الوطني التنشيطي والترفيهي والوقائي إلى "خمس محطات كبرى بهدف تعزيز الترابط الاجتماعي بين الجهات ونشر ثقافة الفنون في المناطق الداخليّة وتكريس تكافؤ الفرص في النفاذ للترفيه والتنشيط، إلى جانب تحسين الظروف البيئية والمعيشيّة في المناطق الداخليّة والأحياء ذات الأولويّة. وتتمثّل المحطاّت في ما يلي:

-المحطة الأولى "رحلات في كلّ الجهات" لفائدة أطفال الأسر محدودة الدخل وذات الوضعيّات الخاصة بكلّ ولايات الجمهوريّة تتضمّن زيارات ميدانيّة ومعالم ثقافيّة وسياحيّة وعروض أفلام وورشات تعليميّة في التراث المحلي والبيئة وعروض فرجويّة تقليديّة للتعرف على الخصوصيّات الثقافيّة الجهويّة.

-المحطة الثانية "سينما الجهات" تلتئم في إطار الدورة 35 من أيّام قرطاج السينمائيّة وتشمل خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 28 ديسمبر 2024 تأمين مواكبة أطفال الأسر محدودة الدخل وذات الوضعيّات الخاصة بمناطق حامة الجريد والجريصة والصمّار من ولايات توزر والكاف وتطاوين لسلسلة من عروض الأفلام الموجّهة للأطفال وجلسات نقاش مع الجمهور حول القضايا المطروحة في الأفلام. كما تشمل هذه المحطّة عديد التظاهرات والأنشطة السينمائيّة التي تنظمها وزارة الثقافة بالجهات الداخليّة.

-المحطة الثالثة "مسرح الجهات" تتيح الفرصة للأطفال المشاركة في أنشطة ثقافيّة وتنمية المواهب والإبداع لديهم وتتضمّن تقديم عروض ضمن فعاليات مهرجان نيابوليس الدولي بنابل وانتفاع دفعات من الأطفال بمجانيّة الدخول في المهرجان وورشات عمل تفاعليّة لتطوير مهارات الأطفال المسرحيّة.

-المحطّة الرابعة "الملتقى الوطني للنوادي المتنقّلة" الذي ينتظم هذه السنة بولاية سليانة ويشارك فيه الأطفال وأسرهم والإطارات التربويّة ويتضمّن ندوات علميّة وزيارات بيئيّة محميّة وأنشطة بيئيّة تشمل التشجير للمناطق المتضرّرة من الحرائق وعمليات بيضاء في كيفيّة إخماد الحرائق وورشات وتنشيط جماهيري وأنشطة تخييم وزيارة مواقع أثريّة وطبيعيّة.

-المحطّة الخامسة "سيدي حسين في القلب" ويتمثّل في يوم تنشيطيّ مفتوح بمنطقة سيدي حسين السيجومي يشارك فيه الأطفال وأسرهم بمعاضدة مؤسسات اقتصادية ومالية عمومية وخاصة ومشاركة كافة الوزارات ذات العلاقة ويشمل عدّة فقرات أبرزها ورشة عمل حول المسؤوليّة المجتمعيّة للشركات وأنشطة تهيئة المساحة الخضراء أمام مركب الطفولة سيدي حسين وعيادة طبيّة لتوفير خدمات صحيّة متنقّلة وورشة الصحة النفسيّة للأطفال والأمهات وورشات مفتوحة للأطفال وورشة التربية الوالديّة الإيجابيّة".

م.ي