إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

احتفت بها أيام قرطاج السينمائية وعرضت 12 فيلمًا بالمناسبة.. الجمهور والمهنيون يطّلعون على أبرز خصوصيات التجربة السينمائية الأردنية

 

السينما الأردنية تشهد ديناميكية ملفتة ومبادرات جيدة لفائدة السينما المحلية والعربية

تونس – الصباح

حقّقت السينما الأردنية قفزة ملحوظة من حيث الإنتاج كمًّا ومضمونًا في العشر سنوات الأخيرة، إذ لم يكن لها حضور بارز قبل ذلك. وتعود بدايات السينما في الأردن إلى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث انتظر الأردنيون سنة 1957 ليظهر أول فيلم روائي طويل أردني بعنوان "صراع في جرش" بمبادرة من مجموعة من الهواة، وثاني فيلم أُنتج سنة 1962 وعنوانه "وطني حبيبي"، ثمّ ثلاثة أفلام أخرى سنة 1972 وهي "الطريق إلى القدس"، و"وعد بلفور" و"الشحاذ".

إيمان عبد اللطيف

وقد احتفت الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية بالسينما الأردنية من خلال برنامج ثري تحت عنوان "السينما الأردنية تحت المجهر" وكرّمتها بعرض 12 فيلمًا بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، 6 منها أفلام روائية طويلة، 5 أفلام روائية قصيرة وفيلم وثائقي طويل.

ولم تُكرم السينما الأردنية فقط من خلال عرض أفلامها، وإنما بدعوة صناع القطاع بالأردن من ممثلين ومخرجين ومنتجين وبحضور ممثلين عن الهيئة الملكية للأفلام على غرار مديرها العام "مهند البكري" وممثلين عن "مهرجان عمّان السينمائي أول فيلم" على غرار مديرته "ندى دوماني".

وقد مثّلت سنة 2003 سنة النقلة المفصلية في السينما الأردنية باعتبارها سنة تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والتي بفضلها أصبح لإنتاجاتها حضور بارز في المهرجانات العربية والعالمية إمّا بالمشاركة أو التتويج بجوائز.

ومنذ التأسيس إلى سنة 2023 قامت الهيئة بإنتاج أكثر من 31 فيلمًا أردنيًا وأكثر من 6 أفلام مع شركاء من دول أخرى، وتسهيل إنتاج 112 فيلمًا أجنبيًا، و29 مسلسلًا عالميًا تمّ تصويرها في الأردن.

وعن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، تحدّث مديرها العام "مهند البكري" خلال ندوة فكرية انتظمت تحت عنوان "الديناميكية الجديدة: السينما الأردنية نموذجا" يوم 18 ديسمبر الجاري.

فأكّد البكري أنّ "السينما الأردنية لم تبدأ مع الهيئة وإنّما منذ الخمسينات، ثمّ شهدت لاحقًا تطورًا بارزًا من خلال الدراما الأردنية، فالكثير من الناس يعرفون الممثلين الأردنيين من خلال الدراما والمسلسلات".

وأضاف أنّ "الهيئة هي هيئة عامة غير ربحية وبالتالي تُقدّم كل الخدمات والمشاريع بصفة مجانية من خلال عدة محاور. أولها وهو المحور الأساسي الذي نعمل عليه هو برنامج بناء القدرات للمهتمين بالسينما وصناع الأفلام".

وواصل المتحدث: "من خلال برامج التدريب التي نقوم بها فإنّنا نسعى إلى تطوير البنية التحتية من القدرات التقنية والإبداعية. ولا يقتصر هذا البرنامج على الأردن وإنما هو موجه إلى الوطن العربي من خلال برامج تدريبية مفتوحة للشراكة".

وقال "الجزئية الثانية الهامة لدور الهيئة هو العمل على أن يكون لدينا ثقافة سينمائية، فالبرنامج الذي تُقدمه على مدار العام من عروض أفلام وشراكات مختلفة من كل العالم ساهمت في تقوية الوعي بأهمية الثقافة السينمائية سواء لفائدة صناع الأفلام أو للجمهور".

واعتبر "مهند البكري" أنّ "صندوق دعم الأفلام هو صندوق مهم جدًا. فمع التطور الذي حدث مع التدريب والكوادر التي نعمل عليها أصبح هذا الصندوق في حاجة إلى أن يكون مورداً لصناع الأفلام الأردنيين لإنتاج أفلامهم".

وسعت الأردن أيضًا إلى دعم القطاع السينمائي من خلال المهرجانات، وفي الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية كان لممثلي "مهرجان عمّان السينمائي أول فيلم" حضور من خلال اللقاءات الإعلامية أو الندوات الفكرية.

وعن المهرجان تحدّثت ندى دوماني قائلة: "انطلق المهرجان سنة 2020، وهي سنة كانت نسبيا سيئة باعتبارها كانت سنة جائحة كورونا. ولكن التفكير ببعثه كان قبل سنتين من ذلك".

وأضافت: "تأخرنا لأنه في الأردن هناك "مهرجان الكرامة لحقوق الإنسان" انطلق منذ عشر سنوات إلى جانب الفعاليات السينمائية مثل مهرجان الفيلم الأوروبي وأيام محددة لدول معينة، ولكن لا يوجد مهرجان بالمعنى المتعارف عليه".

وأوضحت أن سبب التأخير أيضًا يعود إلى "أنّ لدينا قناعة كبيرة من أنّه من الضروري جدًا أن يكون لدينا إنتاج سينمائي أردني محلي، ولا يكون لدينا مهرجان نعرض فيه أفلامًا أجنبية وبعض الأفلام القصيرة فقط".

وتوضّح المتحدثة قائلة: "وانتظرنا لأنه لم يكن لدينا زخماً في الإنتاج إلا في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك أردنا أيضًا أن تكون للمهرجان خصوصية لا أن يكون مهرجانًا يتنافس مع بقية الدول أو مع المهرجانات الأخرى المتواجدة في المنطقة".

وخصوصية المهرجان هي "أن تكون الأفلام هي الأعمال الأولى، إما العمل الأول للمخرج أو المخرجة أو الممثل أو الممثلة أو العمل الأول في التركيب بالنسبة للأفلام الوثائقية. ويكون هناك تركيز كبير على الأعمال العربية".

وأضافت: "وطرح السينما العربية كان من منطلق أنّ السينما المغاربية لا تُعرض في الأردن أي لا تعرض في قاعات السينما التجارية، فكان بالتالي التركيز على هذه المسألة. واللافت أنّ السينما المغاربية هي دائمًا التي تحصد الجوائز، من ذلك الفيلم التونسي "أشكال" الذي حصل على جائزة سنة 2023".

وقد مثّل الاحتفاء بالسينما الأردنية في أيام قرطاج السينمائية (اختتمت أمس) فرصة للجمهور التونسي وللمهنيين للاطلاع على الديناميكية التي تشهدها هذه السينما وللمبادرات المختلفة التي تهدف إلى تطوير التجربة ولم لا تحويلها إلى صناعة حقيقية.

 

 

 

 

 

 

احتفت بها أيام قرطاج السينمائية وعرضت 12 فيلمًا بالمناسبة..   الجمهور والمهنيون يطّلعون على أبرز خصوصيات التجربة السينمائية الأردنية

 

السينما الأردنية تشهد ديناميكية ملفتة ومبادرات جيدة لفائدة السينما المحلية والعربية

تونس – الصباح

حقّقت السينما الأردنية قفزة ملحوظة من حيث الإنتاج كمًّا ومضمونًا في العشر سنوات الأخيرة، إذ لم يكن لها حضور بارز قبل ذلك. وتعود بدايات السينما في الأردن إلى النصف الثاني من القرن العشرين، حيث انتظر الأردنيون سنة 1957 ليظهر أول فيلم روائي طويل أردني بعنوان "صراع في جرش" بمبادرة من مجموعة من الهواة، وثاني فيلم أُنتج سنة 1962 وعنوانه "وطني حبيبي"، ثمّ ثلاثة أفلام أخرى سنة 1972 وهي "الطريق إلى القدس"، و"وعد بلفور" و"الشحاذ".

إيمان عبد اللطيف

وقد احتفت الدورة 35 لأيام قرطاج السينمائية بالسينما الأردنية من خلال برنامج ثري تحت عنوان "السينما الأردنية تحت المجهر" وكرّمتها بعرض 12 فيلمًا بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، 6 منها أفلام روائية طويلة، 5 أفلام روائية قصيرة وفيلم وثائقي طويل.

ولم تُكرم السينما الأردنية فقط من خلال عرض أفلامها، وإنما بدعوة صناع القطاع بالأردن من ممثلين ومخرجين ومنتجين وبحضور ممثلين عن الهيئة الملكية للأفلام على غرار مديرها العام "مهند البكري" وممثلين عن "مهرجان عمّان السينمائي أول فيلم" على غرار مديرته "ندى دوماني".

وقد مثّلت سنة 2003 سنة النقلة المفصلية في السينما الأردنية باعتبارها سنة تأسيس الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والتي بفضلها أصبح لإنتاجاتها حضور بارز في المهرجانات العربية والعالمية إمّا بالمشاركة أو التتويج بجوائز.

ومنذ التأسيس إلى سنة 2023 قامت الهيئة بإنتاج أكثر من 31 فيلمًا أردنيًا وأكثر من 6 أفلام مع شركاء من دول أخرى، وتسهيل إنتاج 112 فيلمًا أجنبيًا، و29 مسلسلًا عالميًا تمّ تصويرها في الأردن.

وعن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، تحدّث مديرها العام "مهند البكري" خلال ندوة فكرية انتظمت تحت عنوان "الديناميكية الجديدة: السينما الأردنية نموذجا" يوم 18 ديسمبر الجاري.

فأكّد البكري أنّ "السينما الأردنية لم تبدأ مع الهيئة وإنّما منذ الخمسينات، ثمّ شهدت لاحقًا تطورًا بارزًا من خلال الدراما الأردنية، فالكثير من الناس يعرفون الممثلين الأردنيين من خلال الدراما والمسلسلات".

وأضاف أنّ "الهيئة هي هيئة عامة غير ربحية وبالتالي تُقدّم كل الخدمات والمشاريع بصفة مجانية من خلال عدة محاور. أولها وهو المحور الأساسي الذي نعمل عليه هو برنامج بناء القدرات للمهتمين بالسينما وصناع الأفلام".

وواصل المتحدث: "من خلال برامج التدريب التي نقوم بها فإنّنا نسعى إلى تطوير البنية التحتية من القدرات التقنية والإبداعية. ولا يقتصر هذا البرنامج على الأردن وإنما هو موجه إلى الوطن العربي من خلال برامج تدريبية مفتوحة للشراكة".

وقال "الجزئية الثانية الهامة لدور الهيئة هو العمل على أن يكون لدينا ثقافة سينمائية، فالبرنامج الذي تُقدمه على مدار العام من عروض أفلام وشراكات مختلفة من كل العالم ساهمت في تقوية الوعي بأهمية الثقافة السينمائية سواء لفائدة صناع الأفلام أو للجمهور".

واعتبر "مهند البكري" أنّ "صندوق دعم الأفلام هو صندوق مهم جدًا. فمع التطور الذي حدث مع التدريب والكوادر التي نعمل عليها أصبح هذا الصندوق في حاجة إلى أن يكون مورداً لصناع الأفلام الأردنيين لإنتاج أفلامهم".

وسعت الأردن أيضًا إلى دعم القطاع السينمائي من خلال المهرجانات، وفي الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية كان لممثلي "مهرجان عمّان السينمائي أول فيلم" حضور من خلال اللقاءات الإعلامية أو الندوات الفكرية.

وعن المهرجان تحدّثت ندى دوماني قائلة: "انطلق المهرجان سنة 2020، وهي سنة كانت نسبيا سيئة باعتبارها كانت سنة جائحة كورونا. ولكن التفكير ببعثه كان قبل سنتين من ذلك".

وأضافت: "تأخرنا لأنه في الأردن هناك "مهرجان الكرامة لحقوق الإنسان" انطلق منذ عشر سنوات إلى جانب الفعاليات السينمائية مثل مهرجان الفيلم الأوروبي وأيام محددة لدول معينة، ولكن لا يوجد مهرجان بالمعنى المتعارف عليه".

وأوضحت أن سبب التأخير أيضًا يعود إلى "أنّ لدينا قناعة كبيرة من أنّه من الضروري جدًا أن يكون لدينا إنتاج سينمائي أردني محلي، ولا يكون لدينا مهرجان نعرض فيه أفلامًا أجنبية وبعض الأفلام القصيرة فقط".

وتوضّح المتحدثة قائلة: "وانتظرنا لأنه لم يكن لدينا زخماً في الإنتاج إلا في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ذلك أردنا أيضًا أن تكون للمهرجان خصوصية لا أن يكون مهرجانًا يتنافس مع بقية الدول أو مع المهرجانات الأخرى المتواجدة في المنطقة".

وخصوصية المهرجان هي "أن تكون الأفلام هي الأعمال الأولى، إما العمل الأول للمخرج أو المخرجة أو الممثل أو الممثلة أو العمل الأول في التركيب بالنسبة للأفلام الوثائقية. ويكون هناك تركيز كبير على الأعمال العربية".

وأضافت: "وطرح السينما العربية كان من منطلق أنّ السينما المغاربية لا تُعرض في الأردن أي لا تعرض في قاعات السينما التجارية، فكان بالتالي التركيز على هذه المسألة. واللافت أنّ السينما المغاربية هي دائمًا التي تحصد الجوائز، من ذلك الفيلم التونسي "أشكال" الذي حصل على جائزة سنة 2023".

وقد مثّل الاحتفاء بالسينما الأردنية في أيام قرطاج السينمائية (اختتمت أمس) فرصة للجمهور التونسي وللمهنيين للاطلاع على الديناميكية التي تشهدها هذه السينما وللمبادرات المختلفة التي تهدف إلى تطوير التجربة ولم لا تحويلها إلى صناعة حقيقية.