إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الدكتور فتحي النصري يفوز بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي

محسن بن أحمد

تونس – الصباح

خصصت الأمانة العامة لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الرابعة محورًا لمسابقتها هذا العام بعنوان "تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة". وقد تم مؤخرًا الإعلان عن تتويج الناقد والشاعر الدكتور فتحي النصري بالجائزة الكبرى لهذه المسابقة عن بحثه "السيرذاتي في القصيدة العربية المعاصرة بين الأثر المرجعي والخرق الغنائي".

وفي تصريح خاص لـ"الصباح"، تحدث الناقد الدكتور فتحي النصري عن هذا العمل النقدي المتوج، قائلاً: "مدار البحث يتعلق بالتعامل بين الشعري والسيرذاتي، إذ تجمع بينهما القصيدة حين تقوم على استدعاء شذرات من سيرة الشاعر. وذلك أن 'بين السيرة الذاتية والشعر من التباين في الخصائص ما يجعل مباشرة السيرة الذاتية في القصيدة العربية المعاصرة مدعاة لإثارة العديد من القضايا والإشكاليات. فالسيرة الذاتية، مثلما هو معلوم، جنس سردي مرجعي ذو طبيعة نثرية تفترض لغة شفافة تؤمن التواصل والإفهام، في حين أن الشعر نمط مخصوص من استعمال اللغة يحفز المشابهة الصوتية ودلالة الإيحاء ويراهن على الخيال والتخييل. فأنى له أن يتسع للسيرة الذاتية؟ وهل بإمكان اللغة الشعرية الانصياع للشفافية المرجعية؟ وإذا تم لها ذلك، ألا يتجرّد الشعر من شعريته ويغدو مجرد نظم لوقائع حياة خاصة؟ أم على الشعر أن يجرّد السيرة الذاتية من خصائصها الأجناسية حتى يخضعها لمقتضيات الشعرية؟ ثمّ، وقبل كل ذلك، هل يتعلّق الأمر بكتابة سيرة ذاتية تستوفي شروط هذا الجنس شعراً، أم هو لا يعدو حضور عناصر سيرذاتية في القصيدة، فيحسن عندئذ الكلام عن سيرذاتي؟'

ولقد بنينا هذا البحث على فرضية مفادها أن السيرذاتي، إذ تستدعيه القصيدة، يكون فيها عرضة لضروب من التحويل يقتضيها انصهاره في بنيتها واستجابته لمقتضيات الشعرية."

والدكتور فتحي النصري هو أحد أساطين نقد الشعر، ويُلقب لدى الأوساط الشعرية والأدبية بـ"قاضي الشعر". وقد جمع في مؤلفاته بين البحث في الشعر ونظمه، وله في ذلك العديد من الدواوين الشعرية إلى جانب الدراسات والبحوث الخاصة.

والجدير بالذكر أن "جائزة الشارقة لنقد الشعر" تشرف على تنظيمها دائرة الثقافة بإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى منح أفق أوسع للأديب العربي وتحفيز طاقات النقاد والمهتمين بالدراسات الموجهة نحو التجربة الشعرية، خدمةً للساحة الإبداعية العربية.

 

 

 

 

 

 

 

الدكتور فتحي النصري يفوز بجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي

محسن بن أحمد

تونس – الصباح

خصصت الأمانة العامة لجائزة الشارقة لنقد الشعر العربي في دورتها الرابعة محورًا لمسابقتها هذا العام بعنوان "تلاقي الأجناس الأدبية في القصيدة العربية المعاصرة". وقد تم مؤخرًا الإعلان عن تتويج الناقد والشاعر الدكتور فتحي النصري بالجائزة الكبرى لهذه المسابقة عن بحثه "السيرذاتي في القصيدة العربية المعاصرة بين الأثر المرجعي والخرق الغنائي".

وفي تصريح خاص لـ"الصباح"، تحدث الناقد الدكتور فتحي النصري عن هذا العمل النقدي المتوج، قائلاً: "مدار البحث يتعلق بالتعامل بين الشعري والسيرذاتي، إذ تجمع بينهما القصيدة حين تقوم على استدعاء شذرات من سيرة الشاعر. وذلك أن 'بين السيرة الذاتية والشعر من التباين في الخصائص ما يجعل مباشرة السيرة الذاتية في القصيدة العربية المعاصرة مدعاة لإثارة العديد من القضايا والإشكاليات. فالسيرة الذاتية، مثلما هو معلوم، جنس سردي مرجعي ذو طبيعة نثرية تفترض لغة شفافة تؤمن التواصل والإفهام، في حين أن الشعر نمط مخصوص من استعمال اللغة يحفز المشابهة الصوتية ودلالة الإيحاء ويراهن على الخيال والتخييل. فأنى له أن يتسع للسيرة الذاتية؟ وهل بإمكان اللغة الشعرية الانصياع للشفافية المرجعية؟ وإذا تم لها ذلك، ألا يتجرّد الشعر من شعريته ويغدو مجرد نظم لوقائع حياة خاصة؟ أم على الشعر أن يجرّد السيرة الذاتية من خصائصها الأجناسية حتى يخضعها لمقتضيات الشعرية؟ ثمّ، وقبل كل ذلك، هل يتعلّق الأمر بكتابة سيرة ذاتية تستوفي شروط هذا الجنس شعراً، أم هو لا يعدو حضور عناصر سيرذاتية في القصيدة، فيحسن عندئذ الكلام عن سيرذاتي؟'

ولقد بنينا هذا البحث على فرضية مفادها أن السيرذاتي، إذ تستدعيه القصيدة، يكون فيها عرضة لضروب من التحويل يقتضيها انصهاره في بنيتها واستجابته لمقتضيات الشعرية."

والدكتور فتحي النصري هو أحد أساطين نقد الشعر، ويُلقب لدى الأوساط الشعرية والأدبية بـ"قاضي الشعر". وقد جمع في مؤلفاته بين البحث في الشعر ونظمه، وله في ذلك العديد من الدواوين الشعرية إلى جانب الدراسات والبحوث الخاصة.

والجدير بالذكر أن "جائزة الشارقة لنقد الشعر" تشرف على تنظيمها دائرة الثقافة بإمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، وتهدف إلى منح أفق أوسع للأديب العربي وتحفيز طاقات النقاد والمهتمين بالدراسات الموجهة نحو التجربة الشعرية، خدمةً للساحة الإبداعية العربية.