لست بالخبّ ولا بالأحمق السّاذج ولا ممّن خانتهم الذاكرة ولا ممّن يلدغ من جحر واحد أكثر من مرة. تاريخهم الأسود الظالم والمخزي أمامي. لذا فقد عاش من عرف قدره ووقف دونه. أيّ سؤال أطرحه وأيّة حيرة تنتابني وأيّة دهشة تلبسني حتى أسأل عن موقف الخونة واللّئام والجبناء فأقول أين ضمير الأنظمة العربية؟ أين مشاعر قادتها وأحاسيسهم؟ خطبهم الكاذبة الرنانة الطنانة خدشت آذاننا بجزالة ألفاظها:" تجمعنا عرى الأخوة والتاريخ المشترك..."
نفذ الكيان الصهيوني العدوان الثلاثي سنة 1956على مصر الحبيبة بمشاركة غربية فانتهك الأراضي المصرية واعتدى على حرمتها وسيادتها. لم تحرك الأنظمة العربية ساكنا، بل بقيت تتفرج، إن لم نقل تشمت وتساعد العدو على الوصول إلى مآربه التوسعية. وتكرر الاعتداء على أراضي أم الكنانة في حرب 5 جوان 1967 وكان صمت الأنظمة العربية أشنع وأفظع يكتنفه الجبن والهوان. ذُبح الرئيس العراقي صدام حسين في يوم عيد الأضحى وما لرمزية يوم عيد الأضحى عند المسلمين والعرب. وقد فعلها العدو حتى يظل المسلمون على مر الدهور يتذكرون المجزرة التي حلت بأحد القادة العرب كلما حان موعد هذا العيد. لم ينبس الحكام العرب ببنت شفة. وكيف يفعلون ذلك وقد كانوا جزءا لا يتجزأ من العدوان؟ لقد شاركت فيه دول عربية قدمت المال والعتاد وفتحت أراضيها وحدودها ومطاراتها لتستباح بغداد ويتم الهجوم عليها فشرد شعبها وقتل علماؤها وحطمت مقدراتها تحطيما أتى على الأخضر واليابس. فُعلت بالشقيقة ليبيا أشنع أفعال التخريب والفوضى ووقع الحث على التقاتل بين أبناء الشعب الواحد بإيعاز من القوى الامبريالية الغاشمة حتى تجد المناخ المناسب لبسط نفوذها واستغلال خيرات ليبيا النفطية وغيرها من الخيرات الباطنية...
في هذه الأيام يُعاد السيناريو نفسه الذي عاشه العراق سنة 2003 بالاعتداء على سوريا الحبيبة وشعبها العزيز من قبل المرتزقة من الدواعش الرعاع بتسخير من زعيمتي الإرهاب ذاتي الأيدي الملطخة بدماء من مورست ضدّهم الإبادات الجماعية في غزة على وجه الخصوص وفي لبنان على مدى أكثر من أربعة عشر شهرا بتحالف مع الإخواني أردوغان المستجدي الطامع المهرول للدخول إلى عصابة الناتو المجرمة كلفه ذلك ما كلفه من تقديم آيات الولاء. كل ذلك في سبيل إرضاء أسياده في الكيان الصهيوني والبيت الأسود الأمريكي أصحاب العقلية الاستعمارية الضاربة في أعماق التاريخ. حصل هذا كله والأنظمة العربية في سبات عميق، وهي على علم أن العدو دخل علينا، ينام في فراشنا، تسلل إلى مقدساتنا ومعالمنا فحرقها ونكل بعلمائنا. يمارس الحكام العرب الخيانة في أعتى أشكالها حتى يكمل المشروع الصهيوني توسعه في الأراضي السورية ويحطم الآليات العسكرية واللوجستية. كيف أسأل عن موقف الأوباش من الحكام العرب وهم ينتظرون ساعة التطبيع النهائية والتحاق من لم يلتحق بعد بركبهم في بيع أرضه وعرضه وشعبه في المزاد لبني صهيون وأمهم الحنون أمريكا وحلفائها أعداء الحرية؟ إن الأبي والأنيف والمنيف يبيت لياليه يلملم جراحه. ولكنه لا يسأل أبدا عن موقف الأنظمة العربية الرجعية المنصبة من قبل الدوائر الامبريالية والنهابة والاستعمارية.
سيسجل التاريخ أن الدخول على ظهر دبابات العدو إلى الأراضي العربية واستخدام البله والعملاء والمرتزقة والإخوان المجرمين لن يعود إلا بالوبال طال الزمان أم قصر. وسيسجل التاريخ أيضا أن العداء الذي طال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سببه قهره للأعداء وتحديهم بتأميم قناة السويس والسد العالي وأن صدام حسين قد حيكت ضده المؤامرات لأنه دك الكيان الصهيوني بصواريخه المتطورة ووصل أبناء شعبه إلى مراتب عليا في مجال العلم والتكنولوجيا والأسلحة المتطورة ففي عهده عم التعليم البلاد ونشطت الحركة الثقافية وحقق العراق اكتفاءه الذاتي وأمنه الغذائي حتى ضاق الأعداء منه ذرعا فذبحوه غدرا وعدوانا. أما بشار الأسد فقد أطاحوا به لأنه كان عصيا عليهم مبدئيا في الوقوف مع المقاومة في فلسطين ولبنان وأبى المساومة في ذلك رغم ما عرضوه عليه من أجل البقاء في السلطة. وأما الحديث عن علاقة جمال عبد الناصر وصدام حسين وبشار الأسد بشعوبهم فذاك شأن داخلي يقرره المصريون والعراقيون والسوريون بأنفسهم. ونبارك انتفاضاتهم عليهم وثوراتهم لو صنعوها وخططوها ونفذوها بإرادتهم ووسائلهم المحض. غير هذا فذاك احتلال وسبل مقنعة للتوسع الاستعماري الإمبريالي على الدول العربية. سيتغير وجه الخارطة كما حصل بعد اتفاقيات سيس بيكو. ولن ينتظر سوريا إلاّ الحرب الأهلية.
مصدّق الشّريف
لست بالخبّ ولا بالأحمق السّاذج ولا ممّن خانتهم الذاكرة ولا ممّن يلدغ من جحر واحد أكثر من مرة. تاريخهم الأسود الظالم والمخزي أمامي. لذا فقد عاش من عرف قدره ووقف دونه. أيّ سؤال أطرحه وأيّة حيرة تنتابني وأيّة دهشة تلبسني حتى أسأل عن موقف الخونة واللّئام والجبناء فأقول أين ضمير الأنظمة العربية؟ أين مشاعر قادتها وأحاسيسهم؟ خطبهم الكاذبة الرنانة الطنانة خدشت آذاننا بجزالة ألفاظها:" تجمعنا عرى الأخوة والتاريخ المشترك..."
نفذ الكيان الصهيوني العدوان الثلاثي سنة 1956على مصر الحبيبة بمشاركة غربية فانتهك الأراضي المصرية واعتدى على حرمتها وسيادتها. لم تحرك الأنظمة العربية ساكنا، بل بقيت تتفرج، إن لم نقل تشمت وتساعد العدو على الوصول إلى مآربه التوسعية. وتكرر الاعتداء على أراضي أم الكنانة في حرب 5 جوان 1967 وكان صمت الأنظمة العربية أشنع وأفظع يكتنفه الجبن والهوان. ذُبح الرئيس العراقي صدام حسين في يوم عيد الأضحى وما لرمزية يوم عيد الأضحى عند المسلمين والعرب. وقد فعلها العدو حتى يظل المسلمون على مر الدهور يتذكرون المجزرة التي حلت بأحد القادة العرب كلما حان موعد هذا العيد. لم ينبس الحكام العرب ببنت شفة. وكيف يفعلون ذلك وقد كانوا جزءا لا يتجزأ من العدوان؟ لقد شاركت فيه دول عربية قدمت المال والعتاد وفتحت أراضيها وحدودها ومطاراتها لتستباح بغداد ويتم الهجوم عليها فشرد شعبها وقتل علماؤها وحطمت مقدراتها تحطيما أتى على الأخضر واليابس. فُعلت بالشقيقة ليبيا أشنع أفعال التخريب والفوضى ووقع الحث على التقاتل بين أبناء الشعب الواحد بإيعاز من القوى الامبريالية الغاشمة حتى تجد المناخ المناسب لبسط نفوذها واستغلال خيرات ليبيا النفطية وغيرها من الخيرات الباطنية...
في هذه الأيام يُعاد السيناريو نفسه الذي عاشه العراق سنة 2003 بالاعتداء على سوريا الحبيبة وشعبها العزيز من قبل المرتزقة من الدواعش الرعاع بتسخير من زعيمتي الإرهاب ذاتي الأيدي الملطخة بدماء من مورست ضدّهم الإبادات الجماعية في غزة على وجه الخصوص وفي لبنان على مدى أكثر من أربعة عشر شهرا بتحالف مع الإخواني أردوغان المستجدي الطامع المهرول للدخول إلى عصابة الناتو المجرمة كلفه ذلك ما كلفه من تقديم آيات الولاء. كل ذلك في سبيل إرضاء أسياده في الكيان الصهيوني والبيت الأسود الأمريكي أصحاب العقلية الاستعمارية الضاربة في أعماق التاريخ. حصل هذا كله والأنظمة العربية في سبات عميق، وهي على علم أن العدو دخل علينا، ينام في فراشنا، تسلل إلى مقدساتنا ومعالمنا فحرقها ونكل بعلمائنا. يمارس الحكام العرب الخيانة في أعتى أشكالها حتى يكمل المشروع الصهيوني توسعه في الأراضي السورية ويحطم الآليات العسكرية واللوجستية. كيف أسأل عن موقف الأوباش من الحكام العرب وهم ينتظرون ساعة التطبيع النهائية والتحاق من لم يلتحق بعد بركبهم في بيع أرضه وعرضه وشعبه في المزاد لبني صهيون وأمهم الحنون أمريكا وحلفائها أعداء الحرية؟ إن الأبي والأنيف والمنيف يبيت لياليه يلملم جراحه. ولكنه لا يسأل أبدا عن موقف الأنظمة العربية الرجعية المنصبة من قبل الدوائر الامبريالية والنهابة والاستعمارية.
سيسجل التاريخ أن الدخول على ظهر دبابات العدو إلى الأراضي العربية واستخدام البله والعملاء والمرتزقة والإخوان المجرمين لن يعود إلا بالوبال طال الزمان أم قصر. وسيسجل التاريخ أيضا أن العداء الذي طال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر سببه قهره للأعداء وتحديهم بتأميم قناة السويس والسد العالي وأن صدام حسين قد حيكت ضده المؤامرات لأنه دك الكيان الصهيوني بصواريخه المتطورة ووصل أبناء شعبه إلى مراتب عليا في مجال العلم والتكنولوجيا والأسلحة المتطورة ففي عهده عم التعليم البلاد ونشطت الحركة الثقافية وحقق العراق اكتفاءه الذاتي وأمنه الغذائي حتى ضاق الأعداء منه ذرعا فذبحوه غدرا وعدوانا. أما بشار الأسد فقد أطاحوا به لأنه كان عصيا عليهم مبدئيا في الوقوف مع المقاومة في فلسطين ولبنان وأبى المساومة في ذلك رغم ما عرضوه عليه من أجل البقاء في السلطة. وأما الحديث عن علاقة جمال عبد الناصر وصدام حسين وبشار الأسد بشعوبهم فذاك شأن داخلي يقرره المصريون والعراقيون والسوريون بأنفسهم. ونبارك انتفاضاتهم عليهم وثوراتهم لو صنعوها وخططوها ونفذوها بإرادتهم ووسائلهم المحض. غير هذا فذاك احتلال وسبل مقنعة للتوسع الاستعماري الإمبريالي على الدول العربية. سيتغير وجه الخارطة كما حصل بعد اتفاقيات سيس بيكو. ولن ينتظر سوريا إلاّ الحرب الأهلية.