إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بسبب الضغوط والإدمان والسلوك الغذائي غير الصحي.. تواتر "النوبات القلبية" في صفوف الأطفال والشباب

 

تونس – الصباح

رغم صيحات الفزع التي ما انفكت تطلقها عدة جهات للتحذير من خطورة الضغوط المسلطة على التلاميذ طيلة السنة الدراسية ولاسيما في فترة الامتحانات سواء من قبل الأولياء أو الإطار التربوي على حد السواء وتداعياتها على صحة هذه الشريحة من وعلى المجتمع في حال لم يتم التدخل لإيجاد حلول جذرية لإيقاف ومعالجة هذه الظواهر، إلا أن الوضع ظل على ما عليه، في ظل تضاعف الضغوط في الأوساط المدارس والمعاهد بسبب تواصل الأزمة القائمة بين الإطارات التربوية من معلمين وأساتذة سواء منهم النواب أو غيرهم خاصة بعد القرارات المتواترة لسلطة الإشراف بخصوص الدروس الخصوصية أو غيرها من المطالب والمسائل الأخرى المطروحة بين الإطارات التربوية ووزارة التربية والأولياء.

وفضلا عن تزايد إقبال الأطفال والشباب ممن تتراوح أعمارهم بين سنوات 4 و18 سنة على عيادات الطب النفسي في السنوات الأخيرة لاسيما مع اقتراب فترة الامتحانات، وفق ما أكده مختصون في المجال، فإن ظاهرة تواتر حالات الإصابة بنوبات قلبية في صفوف هذه الشريحة من المجتمع ما انفكت تتزايد في السنوات الأخيرة. وفسّر رئيس الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين، سالم عبد السلام مؤخرا، ظاهرة تزايد تسجيل حالات الإصابة بالنوبات القلبية وتسجيل وفيات في صفوف الشباب والأطفال بشكل خاص في السنوات الأخيرة، بأنه يعود لعدة أسباب ذكر من أبرزها نمط الحياة السريع وتعاطي بعض المواد المخدرة والخمول على اعتبار أنها من بين الأسباب التي تؤدي إلى حالات الموت المفاجئ نتيجة النوبات القلبية وخاصة لدى الشباب.

وتطرق أثناء تنظيم المؤتمر الوطني للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة الشرايين قبل نهاية نوفمبر الماضي أن تونس تعاني من نقص كبير في مسألة الوقاية رغم التطور المسجل في طب الاختصاص من خلال مقاومة التدخين وقلة الحركة مقابل الإقبال على الأكل المشبع بالدهون إلى جانب الوقاية من مرض السكري وضغط الدم. وبين في تصريح لـ"الصباح"، تواتر حالات الموت المفاجئ جراء الإصابة بنوبات قلبية لدى فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 20 و40 سنة السنوات الأخيرة، والتي كانت في السابق تظهر بداية من سن الـ50 فما فوق.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل وفاة تلميذ بنوبة قلبية كان يستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا نهاية هذه السنة الدراسية بمعهد عقارب بصفاقس. وهو نفس السبب الذي أدى إلى وفاة تلميذة ذات 15 ربيعا في منتصف أكتوبر الماضي داخل القسم.

كما سجلت العائلة التربوية وفاة مدير أحد المعاهد بوسط العاصمة منذ أيام بعد إصابته بنوبة قلبية وهو نفس السبب الذي أدى إلى وفاة إطار تربية بأحد المعاهد بالضاحية الجنوبية للعاصمة منذ أسابيع. إضافة إلى تواتر الأخبار والمعطيات حول الاعتداءات المتكررة على الإطارات التربوية وفي الأوساط المدرسية.

كما سبق أن تم عرض نتائج دراسة أعدها المعهد الوطني للصحة وأجمعت توصياتها على ضرورة الوقاية من الإدمان في الوسط المدرسي والعمل على رفع الوعي بمخاطر الإدمان من خلال الأنشطة الثقافية والفنية بهدف تحسين برامج التوعية واستراتيجيات الوقاية للحد من الإدمان على المخدرات والكحول خاصة أن عديد الجهات أجمعت على أهمية توسيع دائرة الأنشطة الثقافية والرياضية في الوسط المدرسي في التوعية والحد من الإقبال على الممارسات والظواهر المضرة بالصحة وذلك بتشريك الأولياء في مختلف الجهود والبرامج الوقائية وتقديم الدعم النفسي الموجهة للأطفال والناشئة.

ويذكر أن دراسة أنجزها المعهد الوطني للصحة بالتعاون مع وزارة التربية وإدارة الصحة المدرسية والجامعية، بالشراكة مع منظمات دولية أظهرت منذ سنتين، أظهرت وجود اتجاه تصاعدي في انتشار استخدام بعض المواد المخدرة، بما في ذلك منتجات التبغ والكحول والقنب الهندي لاسيما لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما.

في سياق متصل اعتبر رئيس الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين أن الإدمان أو استهلاك مثل هذه المواد يعد من العوامل التي تساهم في انتشار الظاهرة.

وسبق أن بينت فاتن المطوسي رئيسة الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية أن ما يعيشه الأطفال من ضغوط انعكس على سلوك الأطفال بعد أن انتشر العنف في الوسط المدرسي بنسب متفاوتة  69 %  عنف مادي و28 %  معنوي و3 % عنف جنسي.  وهي كلها ليست بمعزل عما يسجل اليوم من حالات مرضية نفسية واجتماعية في الأوساط التلمذية والشبابية.

نزيهة الغضباني

بسبب الضغوط والإدمان والسلوك الغذائي غير الصحي..   تواتر "النوبات القلبية" في صفوف الأطفال والشباب

 

تونس – الصباح

رغم صيحات الفزع التي ما انفكت تطلقها عدة جهات للتحذير من خطورة الضغوط المسلطة على التلاميذ طيلة السنة الدراسية ولاسيما في فترة الامتحانات سواء من قبل الأولياء أو الإطار التربوي على حد السواء وتداعياتها على صحة هذه الشريحة من وعلى المجتمع في حال لم يتم التدخل لإيجاد حلول جذرية لإيقاف ومعالجة هذه الظواهر، إلا أن الوضع ظل على ما عليه، في ظل تضاعف الضغوط في الأوساط المدارس والمعاهد بسبب تواصل الأزمة القائمة بين الإطارات التربوية من معلمين وأساتذة سواء منهم النواب أو غيرهم خاصة بعد القرارات المتواترة لسلطة الإشراف بخصوص الدروس الخصوصية أو غيرها من المطالب والمسائل الأخرى المطروحة بين الإطارات التربوية ووزارة التربية والأولياء.

وفضلا عن تزايد إقبال الأطفال والشباب ممن تتراوح أعمارهم بين سنوات 4 و18 سنة على عيادات الطب النفسي في السنوات الأخيرة لاسيما مع اقتراب فترة الامتحانات، وفق ما أكده مختصون في المجال، فإن ظاهرة تواتر حالات الإصابة بنوبات قلبية في صفوف هذه الشريحة من المجتمع ما انفكت تتزايد في السنوات الأخيرة. وفسّر رئيس الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين، سالم عبد السلام مؤخرا، ظاهرة تزايد تسجيل حالات الإصابة بالنوبات القلبية وتسجيل وفيات في صفوف الشباب والأطفال بشكل خاص في السنوات الأخيرة، بأنه يعود لعدة أسباب ذكر من أبرزها نمط الحياة السريع وتعاطي بعض المواد المخدرة والخمول على اعتبار أنها من بين الأسباب التي تؤدي إلى حالات الموت المفاجئ نتيجة النوبات القلبية وخاصة لدى الشباب.

وتطرق أثناء تنظيم المؤتمر الوطني للجمعية التونسية لأمراض القلب وجراحة الشرايين قبل نهاية نوفمبر الماضي أن تونس تعاني من نقص كبير في مسألة الوقاية رغم التطور المسجل في طب الاختصاص من خلال مقاومة التدخين وقلة الحركة مقابل الإقبال على الأكل المشبع بالدهون إلى جانب الوقاية من مرض السكري وضغط الدم. وبين في تصريح لـ"الصباح"، تواتر حالات الموت المفاجئ جراء الإصابة بنوبات قلبية لدى فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 20 و40 سنة السنوات الأخيرة، والتي كانت في السابق تظهر بداية من سن الـ50 فما فوق.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل وفاة تلميذ بنوبة قلبية كان يستعد لاجتياز امتحان الباكالوريا نهاية هذه السنة الدراسية بمعهد عقارب بصفاقس. وهو نفس السبب الذي أدى إلى وفاة تلميذة ذات 15 ربيعا في منتصف أكتوبر الماضي داخل القسم.

كما سجلت العائلة التربوية وفاة مدير أحد المعاهد بوسط العاصمة منذ أيام بعد إصابته بنوبة قلبية وهو نفس السبب الذي أدى إلى وفاة إطار تربية بأحد المعاهد بالضاحية الجنوبية للعاصمة منذ أسابيع. إضافة إلى تواتر الأخبار والمعطيات حول الاعتداءات المتكررة على الإطارات التربوية وفي الأوساط المدرسية.

كما سبق أن تم عرض نتائج دراسة أعدها المعهد الوطني للصحة وأجمعت توصياتها على ضرورة الوقاية من الإدمان في الوسط المدرسي والعمل على رفع الوعي بمخاطر الإدمان من خلال الأنشطة الثقافية والفنية بهدف تحسين برامج التوعية واستراتيجيات الوقاية للحد من الإدمان على المخدرات والكحول خاصة أن عديد الجهات أجمعت على أهمية توسيع دائرة الأنشطة الثقافية والرياضية في الوسط المدرسي في التوعية والحد من الإقبال على الممارسات والظواهر المضرة بالصحة وذلك بتشريك الأولياء في مختلف الجهود والبرامج الوقائية وتقديم الدعم النفسي الموجهة للأطفال والناشئة.

ويذكر أن دراسة أنجزها المعهد الوطني للصحة بالتعاون مع وزارة التربية وإدارة الصحة المدرسية والجامعية، بالشراكة مع منظمات دولية أظهرت منذ سنتين، أظهرت وجود اتجاه تصاعدي في انتشار استخدام بعض المواد المخدرة، بما في ذلك منتجات التبغ والكحول والقنب الهندي لاسيما لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما.

في سياق متصل اعتبر رئيس الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب والشرايين أن الإدمان أو استهلاك مثل هذه المواد يعد من العوامل التي تساهم في انتشار الظاهرة.

وسبق أن بينت فاتن المطوسي رئيسة الإدارة الفرعية للوقاية الاجتماعية أن ما يعيشه الأطفال من ضغوط انعكس على سلوك الأطفال بعد أن انتشر العنف في الوسط المدرسي بنسب متفاوتة  69 %  عنف مادي و28 %  معنوي و3 % عنف جنسي.  وهي كلها ليست بمعزل عما يسجل اليوم من حالات مرضية نفسية واجتماعية في الأوساط التلمذية والشبابية.

نزيهة الغضباني