واهم من يعتقد أن ما يحصل حاليا في الشرق الأوسط، من أحداث وتطورات مذهلة ومتسارعة عسكرية وأمنية وسياسية، وآخرها ما يحدث في سوريا، أحداث منعزلة وغير مترابطة..
وبعيدا عن التحليلات الجيوسياسية المتباينة، والقراءات المتعددة والمختلفة لتداعيات الحدث السوري محليا وإقليميا، فإن ما يجري من ترتيبات أمنية وسياسية جارية للمرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا، يجعل من السابق لأوانه التكهن مبكرا بمآلات الوضع الجديد ونتائجه المرتقبة على المصالحة السورية أوّلا، واستقرار هذا البلد وتأمين استقلاله ووحدة أراضيه، وتطلع الشعب السوري للحرية والكرامة والعدالة، ثانيا..
وتكمن صعوبة تفكيك غموض الأحداث المتسارعة، وتحليل تأثيراتها، بالنظر إلى تعقّد المشهد وتشعبه في ظل تعدد الهويات والثقافات السورية، واختلاف مرجعيات الجماعات المسلحة وارتباطاتها الخارجية، وتنافر مصالحها..
وبالنظر إلى ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من استباحة متعمدة للمجال السوري، واستغلاله فرصة الفراغ باحتلال المنطقة العازلة على الحدود مع الجولان المحتل، فإن الخشية أن تستفيد دول وتكتلات إقليمية بعينها من الوضع الجديد وسعيها لضمان مصالحها على حساب مصالح الشعب السوري ووحدة أراضيه..
ستعمل إسرائيل على أن تكون لها اليد الطولى في المنطقة وتحقيق حلمها في تغيير خارطة الشرق الأوسط في اتجاه قبر فكرة المقاومة، وغلق القضية الفلسطينية وحلم الشعب الفلسطيني في التحرّر وإقامة دولته المستقلة..
هناك من يرى أن ما يحدث في سوريا نتيجة طبيعية لحكم الاستبداد وقمع النظام السابق لشعبه، لكن البعض الآخر يذهب في تفسير ما يجري إلى أبعد من ذلك، ويعتبره جزءا من لعبة مصالح دولية مرتبطة بمحرك أساسي في المنطقة، وهو القضية الفلسطينية وهي الملف الجامع لكل الأحداث الجارية في المنطقة..
والمتمعّن في تطور الأحداث في سوريا، يلحظ كيف أن توقيت تنفيذها ودوافعها لم تكن بشكل اعتباطي، فقد جاءت في سياق أحداث أمنية سابقة في المنطقة آخرها، اتفاق وقف إطلاق النار الهش في لبنان، وبعد أكثر من عام من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، وما تلاها من هجوم واسع على لبنان وإنهاك المقاومة هناك بتصفية أغلب قيادات حزب الله، وقبلها حركة حماس.
كما جاءت في سياق عالمي متغير، يتميز خاصة بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة، وهو الذي وعد بإنهاء كافة الصراعات والحروب الإقليمية في العالم ومن بينها طبعا الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإنهاء التصعيد والتوتر الأمني في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين المحتلة عبر توقيع اتفاق أمني قبل تسلمه للحكم في 20 جانفي المقبل، ليبدو في النهاية في صورة صانع الصفقات الدولية الكبرى..
ومهما يكن من أمر، فإن ما يجري لا يمكن فهمه دون إدراك لطبيعة المصالح والأهداف الإستراتيجية التي تسعى إليها القوى الإقليمية في العالم في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، وروسيا، ودول جوار سوريا مثل إيران وتركيا، وهي دول تتقاطع مصالحها وتتشابك في اتجاه إنهاء التوتر والصراعات في المنطقة بما يتماشي ومصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية الكبرى.. في حين تبدو بقية الدول العربية مؤثثة للمشهد في وضع المتفرج المتقبل للتأثيرات الجانبية الناجمة عمّا يخطط له في لعبة المصالح و"سقوط الدومينو"..
وتبدو إسرائيل المستفيد الأكبر من مخاض التحولات الكبيرة في المنطقة، رغم الإدانات الدولية المتكررة للجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني وآخرها تقرير منظمة العفو الدولية، الذي أكد أن إسرائيل ترتكب عن عمد إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، في إطار حربها المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام.
رفيق بن عبد الله
واهم من يعتقد أن ما يحصل حاليا في الشرق الأوسط، من أحداث وتطورات مذهلة ومتسارعة عسكرية وأمنية وسياسية، وآخرها ما يحدث في سوريا، أحداث منعزلة وغير مترابطة..
وبعيدا عن التحليلات الجيوسياسية المتباينة، والقراءات المتعددة والمختلفة لتداعيات الحدث السوري محليا وإقليميا، فإن ما يجري من ترتيبات أمنية وسياسية جارية للمرحلة الانتقالية الجديدة في سوريا، يجعل من السابق لأوانه التكهن مبكرا بمآلات الوضع الجديد ونتائجه المرتقبة على المصالحة السورية أوّلا، واستقرار هذا البلد وتأمين استقلاله ووحدة أراضيه، وتطلع الشعب السوري للحرية والكرامة والعدالة، ثانيا..
وتكمن صعوبة تفكيك غموض الأحداث المتسارعة، وتحليل تأثيراتها، بالنظر إلى تعقّد المشهد وتشعبه في ظل تعدد الهويات والثقافات السورية، واختلاف مرجعيات الجماعات المسلحة وارتباطاتها الخارجية، وتنافر مصالحها..
وبالنظر إلى ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من استباحة متعمدة للمجال السوري، واستغلاله فرصة الفراغ باحتلال المنطقة العازلة على الحدود مع الجولان المحتل، فإن الخشية أن تستفيد دول وتكتلات إقليمية بعينها من الوضع الجديد وسعيها لضمان مصالحها على حساب مصالح الشعب السوري ووحدة أراضيه..
ستعمل إسرائيل على أن تكون لها اليد الطولى في المنطقة وتحقيق حلمها في تغيير خارطة الشرق الأوسط في اتجاه قبر فكرة المقاومة، وغلق القضية الفلسطينية وحلم الشعب الفلسطيني في التحرّر وإقامة دولته المستقلة..
هناك من يرى أن ما يحدث في سوريا نتيجة طبيعية لحكم الاستبداد وقمع النظام السابق لشعبه، لكن البعض الآخر يذهب في تفسير ما يجري إلى أبعد من ذلك، ويعتبره جزءا من لعبة مصالح دولية مرتبطة بمحرك أساسي في المنطقة، وهو القضية الفلسطينية وهي الملف الجامع لكل الأحداث الجارية في المنطقة..
والمتمعّن في تطور الأحداث في سوريا، يلحظ كيف أن توقيت تنفيذها ودوافعها لم تكن بشكل اعتباطي، فقد جاءت في سياق أحداث أمنية سابقة في المنطقة آخرها، اتفاق وقف إطلاق النار الهش في لبنان، وبعد أكثر من عام من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على غزة، وما تلاها من هجوم واسع على لبنان وإنهاك المقاومة هناك بتصفية أغلب قيادات حزب الله، وقبلها حركة حماس.
كما جاءت في سياق عالمي متغير، يتميز خاصة بفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية رئاسية جديدة، وهو الذي وعد بإنهاء كافة الصراعات والحروب الإقليمية في العالم ومن بينها طبعا الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وإنهاء التصعيد والتوتر الأمني في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين المحتلة عبر توقيع اتفاق أمني قبل تسلمه للحكم في 20 جانفي المقبل، ليبدو في النهاية في صورة صانع الصفقات الدولية الكبرى..
ومهما يكن من أمر، فإن ما يجري لا يمكن فهمه دون إدراك لطبيعة المصالح والأهداف الإستراتيجية التي تسعى إليها القوى الإقليمية في العالم في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل، وروسيا، ودول جوار سوريا مثل إيران وتركيا، وهي دول تتقاطع مصالحها وتتشابك في اتجاه إنهاء التوتر والصراعات في المنطقة بما يتماشي ومصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية الكبرى.. في حين تبدو بقية الدول العربية مؤثثة للمشهد في وضع المتفرج المتقبل للتأثيرات الجانبية الناجمة عمّا يخطط له في لعبة المصالح و"سقوط الدومينو"..
وتبدو إسرائيل المستفيد الأكبر من مخاض التحولات الكبيرة في المنطقة، رغم الإدانات الدولية المتكررة للجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني وآخرها تقرير منظمة العفو الدولية، الذي أكد أن إسرائيل ترتكب عن عمد إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، في إطار حربها المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام.