تشير إحصائيات منشورة سابقا أن تونس تعد ثاني دولة في العالم استعمالًا للمضادات الحيوية، وفق منظمة الصحة العالمية. وهذا خطر أصبح يهدد صحة الإنسان، باعتبار أنّ المضادات الحيوية ستكون أكبر متسبّب في حالات الوفاة سنة 2050.
ولعل السبب الرئيسي وراء نسب الإقبال المرتفعة للتونسي على المضادات الحيوية يعود إلى مسألة التداوي الذاتي وهو إشكال آخر يطرح وله تداعيات كبيرة على صحة المواطن، إذ تشير معطيات إحصائية أن 61 في المائة من التونسيين يشترون الأدوية مباشرة من الصيدليات من دون الحصول على وصفات طبية.
ويعد مشكل الإقبال المفرط على المضادات الحيوية خطر يتهدد صحة البشرية وإمكانية علاج الأمراض مستقبلا وقد شاركت تونس في الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الممتد من 18 إلى 24 نوفمبر من كل سنة، بهدف نشر الوعي وترشيد استخدام المضادات الحيوية لضمان فعاليتها للأجيال القادمة، والحد من آثارها السلبية على الصحة.
وبيّنت وزارة الصحة في بيان لها أول أمس الأحد، أن "المضادات الحيوية، التي أنقذت حياة الملايين، أصبحت عاملا مهدّدا لحياة الإنسان بفعل الاستخدام المفرط وسوء الاستعمال، مما أدّى إلى ظهور بكتيريا مقاومة لهذه الأدوية مما يعني أن العدوى البسيطة قد تصبح قاتلة والعلاجات قد تفقد فعاليتها".
مضيفة أن" المضادات الحيوية ليست الحلّ لكل مرض، خاصة تلك الناتجة عن الفيروسات مثل نزلات البرد والإفراط أو الاستخدام غير الصّحيح لها قد يعرّض حياة الأشخاص للخطر ويؤثر على المجتمع ككل".
كما أكدت الوزارة في بلاغها على "الدور الأساسي لكل فرد في الحفاظ على الصحة عبر استشارة الطبيب عند الإصابة بأي مرض وتناول المضادات الحيويّة التي وصفها الطبيب المباشر فقط، وإكمال فترة العلاج. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعوامل المضادة للميكروبات، ونتيجة لمقاومة الأدوية تفقد المضادات الحيوية وغيرها من العوامل المضادة للميكروبات فعاليتها ويصبح علاج العدوى صعبا أو مستحيلا، مما يزيد من خطر انتشار المرض والمرض الوخيم والوفاة، حسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية".
التوعية
وقد أكد سابقا العديد من الأطباء والمختصين على ضرورة الاهتمام بموضوع الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية في تونس ومسألة الإقبال على التداوي الذاتي. وبين بهذا الخصوص الدكتور رضا السراج، في تصريح إذاعي سابق "أهمية التوعية حول المضادات الحيوية في تونس، باعتبار أنها مكّنت الإنسان من محاربة الجراثيم ورفّعت من نسب الحياة لديه، ولكنها تعرف للأسف سوء استعمال، ما أصبحت يشكّل خطرًا يهدد صحة الإنسان". مضيفا أن "الإفراط في استعمال هذه المضادات، خلق مقاومة حيوية بشكل جعل الجرثومة تصبح مقاومة للمضادات".
وأكد الدكتور كذلك على أن خطورة الأمر تكمن أيضًا في "أننا لن نتمكّن من إيجاد مضادات قادرة على التخلّص من الجراثيم، نظرًا إلى أنّها تقضي على الجرثومة بالفعل، لكنها أيضًا تخفّض من مستوى مناعة الجسم، وبالتالي يجب أن نعرف متى نستعملها تحديدًا".
كما اعتبر أنّ التوعية يجب أن "تشمل المواطن والصيدلي والطبيب على حد السواء، فضلًا عن وزارة الصحة والمصحات الخاصة وكل المتدخلين باعتبار تكلفة ذلك على الصحة العمومية في تونس".
التداوي الذاتي
يرتبط موضوع ترشيد استهلاك المضادات الحيوية بموضوع التداوي الذاتي الذي يميز أيضا سلوك التونسيين في تعاطيهم مع الأمراض والعلاج المطلوب .
وحاليا ومع اقتراب موسم الشتاء يختار عدد كبير من المواطنين علاج نزلات البرد الموسمية من خلال اللجوء إلى "كوكتيلات" أدوية هي عبارة عن مضادات للالتهابات. وينتشر هذا السلوك رغم تحذير الأطباء من مخاطر هذا التداوي الذاتي على صحة الفرد وتداعياته السلبية المحتملة.
ووفق دراسة سابقة أجراها معهد الاستهلاك الوطني فإن 61 في المائة من التونسيين يشترون الأدوية مباشرة من الصيدليات دون الحصول على وصفات طبية. وتتعمق هذه السلوكيات مع ارتفاع تكلفة العلاج وتدني المقدرة الشرائية للتونسيين مما يزيد من حجم التحديات الصحية المطروحة.
م.ي
تونس-الصباح
تشير إحصائيات منشورة سابقا أن تونس تعد ثاني دولة في العالم استعمالًا للمضادات الحيوية، وفق منظمة الصحة العالمية. وهذا خطر أصبح يهدد صحة الإنسان، باعتبار أنّ المضادات الحيوية ستكون أكبر متسبّب في حالات الوفاة سنة 2050.
ولعل السبب الرئيسي وراء نسب الإقبال المرتفعة للتونسي على المضادات الحيوية يعود إلى مسألة التداوي الذاتي وهو إشكال آخر يطرح وله تداعيات كبيرة على صحة المواطن، إذ تشير معطيات إحصائية أن 61 في المائة من التونسيين يشترون الأدوية مباشرة من الصيدليات من دون الحصول على وصفات طبية.
ويعد مشكل الإقبال المفرط على المضادات الحيوية خطر يتهدد صحة البشرية وإمكانية علاج الأمراض مستقبلا وقد شاركت تونس في الاحتفال بالأسبوع العالمي للتوعية حول مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية الممتد من 18 إلى 24 نوفمبر من كل سنة، بهدف نشر الوعي وترشيد استخدام المضادات الحيوية لضمان فعاليتها للأجيال القادمة، والحد من آثارها السلبية على الصحة.
وبيّنت وزارة الصحة في بيان لها أول أمس الأحد، أن "المضادات الحيوية، التي أنقذت حياة الملايين، أصبحت عاملا مهدّدا لحياة الإنسان بفعل الاستخدام المفرط وسوء الاستعمال، مما أدّى إلى ظهور بكتيريا مقاومة لهذه الأدوية مما يعني أن العدوى البسيطة قد تصبح قاتلة والعلاجات قد تفقد فعاليتها".
مضيفة أن" المضادات الحيوية ليست الحلّ لكل مرض، خاصة تلك الناتجة عن الفيروسات مثل نزلات البرد والإفراط أو الاستخدام غير الصّحيح لها قد يعرّض حياة الأشخاص للخطر ويؤثر على المجتمع ككل".
كما أكدت الوزارة في بلاغها على "الدور الأساسي لكل فرد في الحفاظ على الصحة عبر استشارة الطبيب عند الإصابة بأي مرض وتناول المضادات الحيويّة التي وصفها الطبيب المباشر فقط، وإكمال فترة العلاج. وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للعوامل المضادة للميكروبات، ونتيجة لمقاومة الأدوية تفقد المضادات الحيوية وغيرها من العوامل المضادة للميكروبات فعاليتها ويصبح علاج العدوى صعبا أو مستحيلا، مما يزيد من خطر انتشار المرض والمرض الوخيم والوفاة، حسب ما أوردته منظمة الصحة العالمية".
التوعية
وقد أكد سابقا العديد من الأطباء والمختصين على ضرورة الاهتمام بموضوع الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية في تونس ومسألة الإقبال على التداوي الذاتي. وبين بهذا الخصوص الدكتور رضا السراج، في تصريح إذاعي سابق "أهمية التوعية حول المضادات الحيوية في تونس، باعتبار أنها مكّنت الإنسان من محاربة الجراثيم ورفّعت من نسب الحياة لديه، ولكنها تعرف للأسف سوء استعمال، ما أصبحت يشكّل خطرًا يهدد صحة الإنسان". مضيفا أن "الإفراط في استعمال هذه المضادات، خلق مقاومة حيوية بشكل جعل الجرثومة تصبح مقاومة للمضادات".
وأكد الدكتور كذلك على أن خطورة الأمر تكمن أيضًا في "أننا لن نتمكّن من إيجاد مضادات قادرة على التخلّص من الجراثيم، نظرًا إلى أنّها تقضي على الجرثومة بالفعل، لكنها أيضًا تخفّض من مستوى مناعة الجسم، وبالتالي يجب أن نعرف متى نستعملها تحديدًا".
كما اعتبر أنّ التوعية يجب أن "تشمل المواطن والصيدلي والطبيب على حد السواء، فضلًا عن وزارة الصحة والمصحات الخاصة وكل المتدخلين باعتبار تكلفة ذلك على الصحة العمومية في تونس".
التداوي الذاتي
يرتبط موضوع ترشيد استهلاك المضادات الحيوية بموضوع التداوي الذاتي الذي يميز أيضا سلوك التونسيين في تعاطيهم مع الأمراض والعلاج المطلوب .
وحاليا ومع اقتراب موسم الشتاء يختار عدد كبير من المواطنين علاج نزلات البرد الموسمية من خلال اللجوء إلى "كوكتيلات" أدوية هي عبارة عن مضادات للالتهابات. وينتشر هذا السلوك رغم تحذير الأطباء من مخاطر هذا التداوي الذاتي على صحة الفرد وتداعياته السلبية المحتملة.
ووفق دراسة سابقة أجراها معهد الاستهلاك الوطني فإن 61 في المائة من التونسيين يشترون الأدوية مباشرة من الصيدليات دون الحصول على وصفات طبية. وتتعمق هذه السلوكيات مع ارتفاع تكلفة العلاج وتدني المقدرة الشرائية للتونسيين مما يزيد من حجم التحديات الصحية المطروحة.