إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

"وين صرنا" في عرضه العالمي الأول .. درة زروق ترصد قصصًا من غزة في تجربتها الإخراجية الأولى

عرض عالمي أول بمهرجان القاهرة بجودة تقنية عالية مع بعض الملاحظات حول جوانب من العمل

القاهرة - الصباح - نجلاء قموع

يحسب للممثلة درة زروق خطوتها السينمائية الأخيرة باتجاهها لإنتاج وإخراج فيلم وثائقي يعزز ذكاءها الفني وقدرتها على الحفاظ على استمراريتها رغم العديد من الأزمات التي يمر بها القطاع السمعي البصري في عدد من الدول العربية. فقد كان من السهل على هذه الممثلة "النجمة" البحث عن سيناريو جيد تونسي أو مصري وإنتاج عمل روائي تجسد بطولته على غرار عدد من الممثلات من مختلف أجيال السينما والدراما العربية، أو الاكتفاء بالأدوار التي تعرض عليها بين التلفزيون والسينما، غير أنها اختارت إنتاج وإخراج عمل وثائقي وذهبت إلى الأبعد بتصوير الراهن الفلسطيني.

قد نختلف في تقييم هذه التجربة الإخراجية الأولى لدرة زروق في فيلم "وين صرنا"، ومع ذلك لا يمكن إنكار المجهود المبذول إنتاجيًا ليخرج العمل بجودة تقنية عالية. في عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي يوم الجمعة 15 نوفمبر الحالي، حظي الفيلم الوثائقي "وين صرنا" باهتمام إعلامي كبير بفضل وجود اسم درة زروق على "الأفيش"، وهي نقطة مهمة ساهمت في تسليط الضوء على قصة من قصص أبناء فلسطين.

في 79 دقيقة، نقلت مشاهد الفيلم رحلة عائلة من غزة إلى القاهرة.. رحلة النجاة ولكن دون رغبة في المغادرة، يظل القلب عالقًا هناك في فلسطين، تقول طفلة من بطلات الفيلم: "أحرقنا كتبي لنوقد النار ونأكل"، تغلبها دموع الألم والقهر، ومع ذلك ورغم العبرات وبراءة العيون، تظل تحلم بالعودة راغبة في الحياة والدراسة والنجاح بتفوق.

"عبود" الأب غادر تاركًا والده الذي فقد كل شيء في الحرب، يحاول الاستمرار وإقناع ذاته بضرورة المغادرة: "على واحد منا أن ينجو ليحكي قصتنا للعالم..." يتحدث عن القصف المتواصل، الأشلاء والشهداء، المشهد اليومي لأهله بين مخيمات غزة منذ 13 أكتوبر 2023. لم يرغب أن تلقى توأمه المصير نفسه فأرسل عائلته إلى مصر... يسرد الفيلم هذه المحطات من رحلة عبود وعائلته... نادين الزوجة المحبة للموسيقى ونغمات الشرق تنتظر دون كلل حالمة رغم واقع وطنها الموجع، على عكس والدتها التي أثقلتها الهموم ولم تعد ترغب حتى في شراء أواني جديدة للطبخ، فقد ذهب البيت ودُمرت المدينة.

هذه الشخصيات في فيلم درة زروق "وين صرنا" تسرد حكايات من واقع يومي قاس ومع ذلك تحمل في ثنايا عباراتها قيمة الأمل. موقف التزمت بمضامينه الممثلة التونسية على امتداد مشاهد تجربتها الإخراجية الأولى، التي حملت بعض العثرات، منها فقدان أبطالها لمسحة من التلقائية في بعض المشاهد، ففي أحيان كثيرة نشعر أنه تم تلقينهم متى يقولون ويتحدثون عن مشاعر معينة أو أحداث بعينها.

على مستوى الرؤية الإخراجية للفيلم، يمكن الجزم بالدور المهم الذي لعبته المشاهد المصورة في قلب غزة في الحفاظ على إيقاع الفيلم بعيدًا عن الرتابة، ومع ذلك كان من الأجدى أن تكون مدة العمل أقصر، وأن يكون هناك تنوع على مستوى زوايا التصوير، ويكون للفيلم نهاية واحدة؛ فليس من الجيد أن يشعر المشاهد أن الفيلم الذي يتابعه قد اقتربت نهايته ومع ذلك ما زال العرض مستمرًا.

وللتذكير، فإن الفيلم الوثائقي "وين صرنا" يشارك حاليًا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (من 13 إلى 22 نوفمبر 2024) وينافس على جوائز مسابقة "آفاق السينما العربية". ومن المنتظر أن يشاهده الجمهور التونسي قريبًا في أيام قرطاج السينمائية في عرض خاص خارج المسابقات الرسمية والوطنية.

 

 

 

 

 

"وين صرنا" في عرضه العالمي الأول .. درة زروق  ترصد قصصًا من غزة في تجربتها الإخراجية الأولى

عرض عالمي أول بمهرجان القاهرة بجودة تقنية عالية مع بعض الملاحظات حول جوانب من العمل

القاهرة - الصباح - نجلاء قموع

يحسب للممثلة درة زروق خطوتها السينمائية الأخيرة باتجاهها لإنتاج وإخراج فيلم وثائقي يعزز ذكاءها الفني وقدرتها على الحفاظ على استمراريتها رغم العديد من الأزمات التي يمر بها القطاع السمعي البصري في عدد من الدول العربية. فقد كان من السهل على هذه الممثلة "النجمة" البحث عن سيناريو جيد تونسي أو مصري وإنتاج عمل روائي تجسد بطولته على غرار عدد من الممثلات من مختلف أجيال السينما والدراما العربية، أو الاكتفاء بالأدوار التي تعرض عليها بين التلفزيون والسينما، غير أنها اختارت إنتاج وإخراج عمل وثائقي وذهبت إلى الأبعد بتصوير الراهن الفلسطيني.

قد نختلف في تقييم هذه التجربة الإخراجية الأولى لدرة زروق في فيلم "وين صرنا"، ومع ذلك لا يمكن إنكار المجهود المبذول إنتاجيًا ليخرج العمل بجودة تقنية عالية. في عرضه العالمي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي يوم الجمعة 15 نوفمبر الحالي، حظي الفيلم الوثائقي "وين صرنا" باهتمام إعلامي كبير بفضل وجود اسم درة زروق على "الأفيش"، وهي نقطة مهمة ساهمت في تسليط الضوء على قصة من قصص أبناء فلسطين.

في 79 دقيقة، نقلت مشاهد الفيلم رحلة عائلة من غزة إلى القاهرة.. رحلة النجاة ولكن دون رغبة في المغادرة، يظل القلب عالقًا هناك في فلسطين، تقول طفلة من بطلات الفيلم: "أحرقنا كتبي لنوقد النار ونأكل"، تغلبها دموع الألم والقهر، ومع ذلك ورغم العبرات وبراءة العيون، تظل تحلم بالعودة راغبة في الحياة والدراسة والنجاح بتفوق.

"عبود" الأب غادر تاركًا والده الذي فقد كل شيء في الحرب، يحاول الاستمرار وإقناع ذاته بضرورة المغادرة: "على واحد منا أن ينجو ليحكي قصتنا للعالم..." يتحدث عن القصف المتواصل، الأشلاء والشهداء، المشهد اليومي لأهله بين مخيمات غزة منذ 13 أكتوبر 2023. لم يرغب أن تلقى توأمه المصير نفسه فأرسل عائلته إلى مصر... يسرد الفيلم هذه المحطات من رحلة عبود وعائلته... نادين الزوجة المحبة للموسيقى ونغمات الشرق تنتظر دون كلل حالمة رغم واقع وطنها الموجع، على عكس والدتها التي أثقلتها الهموم ولم تعد ترغب حتى في شراء أواني جديدة للطبخ، فقد ذهب البيت ودُمرت المدينة.

هذه الشخصيات في فيلم درة زروق "وين صرنا" تسرد حكايات من واقع يومي قاس ومع ذلك تحمل في ثنايا عباراتها قيمة الأمل. موقف التزمت بمضامينه الممثلة التونسية على امتداد مشاهد تجربتها الإخراجية الأولى، التي حملت بعض العثرات، منها فقدان أبطالها لمسحة من التلقائية في بعض المشاهد، ففي أحيان كثيرة نشعر أنه تم تلقينهم متى يقولون ويتحدثون عن مشاعر معينة أو أحداث بعينها.

على مستوى الرؤية الإخراجية للفيلم، يمكن الجزم بالدور المهم الذي لعبته المشاهد المصورة في قلب غزة في الحفاظ على إيقاع الفيلم بعيدًا عن الرتابة، ومع ذلك كان من الأجدى أن تكون مدة العمل أقصر، وأن يكون هناك تنوع على مستوى زوايا التصوير، ويكون للفيلم نهاية واحدة؛ فليس من الجيد أن يشعر المشاهد أن الفيلم الذي يتابعه قد اقتربت نهايته ومع ذلك ما زال العرض مستمرًا.

وللتذكير، فإن الفيلم الوثائقي "وين صرنا" يشارك حاليًا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (من 13 إلى 22 نوفمبر 2024) وينافس على جوائز مسابقة "آفاق السينما العربية". ومن المنتظر أن يشاهده الجمهور التونسي قريبًا في أيام قرطاج السينمائية في عرض خاص خارج المسابقات الرسمية والوطنية.