إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رأي.. خرافات عاشت طويلاً

بقلم: د.محمد العرب(*)

التاريخ يحمل في طياته قصصاً وأحداثاً خالدة، لكن ليس كل ما نعتقده صحيحاً، في سياق الأحداث التي تم تدوينها تتداخل الحقائق مع الأساطير، فتتشكل لدينا صورة تاريخية مليئة بالأخطاء التي رسختها الروايات الشعبية ووسائل الإعلام، في سياق هذا المقال سنستعرض مجموعة من أشهر الأخطاء التاريخية التي صدّقها الناس على مر العصور.

أحد الأخطاء الشهيرة هو الاعتقاد بأن الإمبراطور الروماني نيرون أشعل النار في روما بينما كان يستمتع بالمشهد. هذه الصورة الرومانسية المظلمة لم تثبت تاريخياً، وعلى العكس تماماً تشير بعض المصادر إلى أن نيرون ساهم في جهود الإغاثة بعد الكارثة، كذلك يُصور نابليون بونابرت كقائد قصير القامة، لكن الحقيقة أنه كان بطول متوسط بالنسبة للفرنسيين في عصره، الخلط في قياس الطول بين فرنسا وبريطانيا أدى إلى ترسيخ هذه الفكرة الخاطئة.

أما الفايكنغ، فدائماً ما يُصورون بخوذ قرنية، إلا أن هذا ليس دقيقاً تاريخياً، فليس هناك أي دليل أثري يدعم هذه الصورة ويرجع أصل هذا التصور إلى أعمال فنية ظهرت في القرن التاسع عشر، مما رسخها كجزء من مظهرهم الأسطوري، وعلى صعيد آخر يقال إن كريستوفر كولومبوس أثبت للعالم أن الأرض كروية، لكن الحقيقة أن العلماء اليونانيين عرفوا ذلك منذ قرون وكولومبوس كان يواجه تحدياً آخر، وهو حساب المسافة إلى آسيا، وليس إثبات كروية الأرض.

في عالم الفن، يُشاع أن الرسام فان غوخ قطع أذنه بالكامل، إلا أن الأدلة تشير إلى أنه قطع جزءاً صغيراً منها فقط وهذه الحادثة المثيرة تظل محاطة بالغموض، لكنها ليست كما يتصورها الناس، أما إسحاق نيوتن، فيعتقد الكثيرون أنه اكتشف الجاذبية بعد أن سقطت تفاحة على رأسه، ولكن القصة الحقيقية أكثر بساطة، فقد كان نيوتن يراقب سقوط التفاحة، مما أثار فضوله للتفكير في قوة الجاذبية.

الأسطورة الشهيرة عن حصان طروادة تدعي أن الإغريق استخدموا حصاناً خشبياً ضخماً لاختراق دفاعات المدينة، لكن لا يوجد دليل أثري يثبت ذلك وقد يكون الحصان رمزاً لخدعة عسكرية عبقرية بدلاً من كونه حقيقة. ومن الأخطاء المتداولة أن آينشتاين كان ضعيفاً في الرياضيات في صغره، لكنه في الواقع كان متفوقاً فيها منذ البداية.

كذلك، يُقال إن كليوباترا انتحرت بلدغة ثعبان، إلا أن هذه القصة تفتقر للأدلة الموثوقة، وقد تكون مجرد رواية خيالية. وأخيراً، يُعتقد أن أدولف هتلر كان المسؤول المباشر عن إشعال النار في مبنى الرايخ ستاغ، لكن هذه الحادثة لا تزال محاطة بالغموض والجدل حول من يقف وراءها فعلياً.

تستمر هذه الخرافات في الانتشار بفضل القصص الشعبية ووسائل الإعلام، مما يبرز أهمية التدقيق والبحث قبل تصديق كل ما نسمعه عن التاريخ.

*أكاديمي وباحث في الذكاء الاصطناعي

رأي.. خرافات عاشت طويلاً

بقلم: د.محمد العرب(*)

التاريخ يحمل في طياته قصصاً وأحداثاً خالدة، لكن ليس كل ما نعتقده صحيحاً، في سياق الأحداث التي تم تدوينها تتداخل الحقائق مع الأساطير، فتتشكل لدينا صورة تاريخية مليئة بالأخطاء التي رسختها الروايات الشعبية ووسائل الإعلام، في سياق هذا المقال سنستعرض مجموعة من أشهر الأخطاء التاريخية التي صدّقها الناس على مر العصور.

أحد الأخطاء الشهيرة هو الاعتقاد بأن الإمبراطور الروماني نيرون أشعل النار في روما بينما كان يستمتع بالمشهد. هذه الصورة الرومانسية المظلمة لم تثبت تاريخياً، وعلى العكس تماماً تشير بعض المصادر إلى أن نيرون ساهم في جهود الإغاثة بعد الكارثة، كذلك يُصور نابليون بونابرت كقائد قصير القامة، لكن الحقيقة أنه كان بطول متوسط بالنسبة للفرنسيين في عصره، الخلط في قياس الطول بين فرنسا وبريطانيا أدى إلى ترسيخ هذه الفكرة الخاطئة.

أما الفايكنغ، فدائماً ما يُصورون بخوذ قرنية، إلا أن هذا ليس دقيقاً تاريخياً، فليس هناك أي دليل أثري يدعم هذه الصورة ويرجع أصل هذا التصور إلى أعمال فنية ظهرت في القرن التاسع عشر، مما رسخها كجزء من مظهرهم الأسطوري، وعلى صعيد آخر يقال إن كريستوفر كولومبوس أثبت للعالم أن الأرض كروية، لكن الحقيقة أن العلماء اليونانيين عرفوا ذلك منذ قرون وكولومبوس كان يواجه تحدياً آخر، وهو حساب المسافة إلى آسيا، وليس إثبات كروية الأرض.

في عالم الفن، يُشاع أن الرسام فان غوخ قطع أذنه بالكامل، إلا أن الأدلة تشير إلى أنه قطع جزءاً صغيراً منها فقط وهذه الحادثة المثيرة تظل محاطة بالغموض، لكنها ليست كما يتصورها الناس، أما إسحاق نيوتن، فيعتقد الكثيرون أنه اكتشف الجاذبية بعد أن سقطت تفاحة على رأسه، ولكن القصة الحقيقية أكثر بساطة، فقد كان نيوتن يراقب سقوط التفاحة، مما أثار فضوله للتفكير في قوة الجاذبية.

الأسطورة الشهيرة عن حصان طروادة تدعي أن الإغريق استخدموا حصاناً خشبياً ضخماً لاختراق دفاعات المدينة، لكن لا يوجد دليل أثري يثبت ذلك وقد يكون الحصان رمزاً لخدعة عسكرية عبقرية بدلاً من كونه حقيقة. ومن الأخطاء المتداولة أن آينشتاين كان ضعيفاً في الرياضيات في صغره، لكنه في الواقع كان متفوقاً فيها منذ البداية.

كذلك، يُقال إن كليوباترا انتحرت بلدغة ثعبان، إلا أن هذه القصة تفتقر للأدلة الموثوقة، وقد تكون مجرد رواية خيالية. وأخيراً، يُعتقد أن أدولف هتلر كان المسؤول المباشر عن إشعال النار في مبنى الرايخ ستاغ، لكن هذه الحادثة لا تزال محاطة بالغموض والجدل حول من يقف وراءها فعلياً.

تستمر هذه الخرافات في الانتشار بفضل القصص الشعبية ووسائل الإعلام، مما يبرز أهمية التدقيق والبحث قبل تصديق كل ما نسمعه عن التاريخ.

*أكاديمي وباحث في الذكاء الاصطناعي