يتوقع أن يحصل الكيان الصهيوني، وهذا أمر لا يحتاج تمحيصا كبيرا، على دعم أمريكي أوفر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وسيحصل على مزيد من التأييد من الإدارة الامريكية، فقدسبق لترامب في عهدته الأولى، أن منح الكيان الصهيوني أكثر مما يطلب، فما بالك مع عودته الـ"مظفرة" وكأنه عاد غازيا للبيت الأبيض!!
وإذ كان واضحا أن هناك جهات عربية وغيرها كانت تحبذ نتيجة مختلفة للانتخابات الأمريكية لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط، فإنها ببساطة ترفض أن تقر بالواقع وهو أن السياسة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني لا تتغير بتغير الرؤساء ونعتقد أنه حان الوقت وبعد كل هذه الدروس أن نسلم بأن حل قضية فلسطين رغم حجم التهاون العربي ورغم كل الخذلان لن يكون إلا عربيا.
ربما علينا أن نتذكر بأن شلالات الدم الفلسطيني المراق على أرض غزة وفي مناطق بالضفة الغربية والدمار الهائل وتكثيف العدوان الصهيوني على لبنان، كله جاء بمباركة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن. وما كانت الأمور ستتغير لو أن كاملا هاريس مرشحة الديمقراطيين أمام دونالد ترامب الجمهوري، هي التي فازت في الانتخابات الاخيرة. هل تغير شيء مثلا، مع باراك أوباما وهل حلت قضية فلسطين في عهد بيل كلينتون – رغم أنه ظاهريا كانت هناك محاولات- الديمقراطي؟
طبعا الإجابة معروفة وهي بالنفي. فدعم الكيان الصهيوني هو شيء ثابت لدى الإدارة الامريكية، والفرق الوحيد، ربما هو أن دونالد ترامب يعبر عما يفكر فيه الآخرون بطريقة متغطرسة واستفزازية، فقط لا غير.
المهم، أن في خضم كل ذلك ظهر معطى جديد وهو أن المقاومة في فلسطين وفي لبنان، بكل الأدوات المتاحة وخاصة بسلاح الوحدة الذي رفعه الشعبان الفلسطيني واللبناني وبالصمود وبالصبر والثبات رغم كم الأذى الذي نالهما، قد فتحت العقول على أنه يمكن أن يكون هناك حل ثالث. فالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية يمكن أن تحل خارج منطق التدخل الأمريكي ويمكن أن تكون خارج استعطاف قرار يصدر عن الأمم المتحدة ويبقى دون تطبيق مهما كان حجم التنازلات من الجانب العربي، والحل يمكن أن يكون عربيا رغم كل شيء.
صحيح، أن الموقف العربي من العدوان الصهيوني على غزة ضعيف جدا، لكن إذا ما تمعنا جيدا، فإن هذا العدوان ورغم كم الآلام والجراح والدماء الطاهرة التي سقت الأرض، جعل الفلسطينيين ينتبهون أخيرا إلى أن الانقسامات والحدود بين غزة والضفة الغربية يستغلها العدو جيدا ويستفيد منها في مخططاته.
العدو كان يعول أيضا من جهة لبنان على الانقسامات الطائفية وعلى الصراعات العرقية والدينية والمذهبية بين أبناء الشعب الواحد كي ينفذ مشروعه التوسعي في لبنان، قبل أن يأتيه الدرس من لبنان بالذات التي بين فيها اللبنانيون أنهم فهموا اللعبة جيدا.
ونعتقد أنه يمكننا أن نبني على هذين المكسبين وأن نعيد النظر في مسلماتنا. لن تكون أمريكا هي صاحبة الأمر والنهي رغم قوتها. فأسلحتهاالفتاكة التي تغدق بها على الكيان الصهيوني لم تكسر الشعبين الفلسطيني واللبناني، بل على العكس ما عادت لإسرائيل تلك الهالة التي بنتها حولها لعقود بعد أن بانت صورتها الدموية للعالم. هناك اليوم واقع جديد تصنعه الأجيال العربية الجديدة الصامدة. نعم نحن إزاء واقع جديد فرضه الشعبان الفلسطيني واللبناني بإرادتهما وبصلابتهما وبقناعتهما بأن الحل لن يأتي إلا من الداخل. موقف لن يطول الوقت كثير حتى يكون هو الملهم.
حياة السايب
يتوقع أن يحصل الكيان الصهيوني، وهذا أمر لا يحتاج تمحيصا كبيرا، على دعم أمريكي أوفر بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وسيحصل على مزيد من التأييد من الإدارة الامريكية، فقدسبق لترامب في عهدته الأولى، أن منح الكيان الصهيوني أكثر مما يطلب، فما بالك مع عودته الـ"مظفرة" وكأنه عاد غازيا للبيت الأبيض!!
وإذ كان واضحا أن هناك جهات عربية وغيرها كانت تحبذ نتيجة مختلفة للانتخابات الأمريكية لتجنب التصعيد في الشرق الأوسط، فإنها ببساطة ترفض أن تقر بالواقع وهو أن السياسة الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني لا تتغير بتغير الرؤساء ونعتقد أنه حان الوقت وبعد كل هذه الدروس أن نسلم بأن حل قضية فلسطين رغم حجم التهاون العربي ورغم كل الخذلان لن يكون إلا عربيا.
ربما علينا أن نتذكر بأن شلالات الدم الفلسطيني المراق على أرض غزة وفي مناطق بالضفة الغربية والدمار الهائل وتكثيف العدوان الصهيوني على لبنان، كله جاء بمباركة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن. وما كانت الأمور ستتغير لو أن كاملا هاريس مرشحة الديمقراطيين أمام دونالد ترامب الجمهوري، هي التي فازت في الانتخابات الاخيرة. هل تغير شيء مثلا، مع باراك أوباما وهل حلت قضية فلسطين في عهد بيل كلينتون – رغم أنه ظاهريا كانت هناك محاولات- الديمقراطي؟
طبعا الإجابة معروفة وهي بالنفي. فدعم الكيان الصهيوني هو شيء ثابت لدى الإدارة الامريكية، والفرق الوحيد، ربما هو أن دونالد ترامب يعبر عما يفكر فيه الآخرون بطريقة متغطرسة واستفزازية، فقط لا غير.
المهم، أن في خضم كل ذلك ظهر معطى جديد وهو أن المقاومة في فلسطين وفي لبنان، بكل الأدوات المتاحة وخاصة بسلاح الوحدة الذي رفعه الشعبان الفلسطيني واللبناني وبالصمود وبالصبر والثبات رغم كم الأذى الذي نالهما، قد فتحت العقول على أنه يمكن أن يكون هناك حل ثالث. فالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية يمكن أن تحل خارج منطق التدخل الأمريكي ويمكن أن تكون خارج استعطاف قرار يصدر عن الأمم المتحدة ويبقى دون تطبيق مهما كان حجم التنازلات من الجانب العربي، والحل يمكن أن يكون عربيا رغم كل شيء.
صحيح، أن الموقف العربي من العدوان الصهيوني على غزة ضعيف جدا، لكن إذا ما تمعنا جيدا، فإن هذا العدوان ورغم كم الآلام والجراح والدماء الطاهرة التي سقت الأرض، جعل الفلسطينيين ينتبهون أخيرا إلى أن الانقسامات والحدود بين غزة والضفة الغربية يستغلها العدو جيدا ويستفيد منها في مخططاته.
العدو كان يعول أيضا من جهة لبنان على الانقسامات الطائفية وعلى الصراعات العرقية والدينية والمذهبية بين أبناء الشعب الواحد كي ينفذ مشروعه التوسعي في لبنان، قبل أن يأتيه الدرس من لبنان بالذات التي بين فيها اللبنانيون أنهم فهموا اللعبة جيدا.
ونعتقد أنه يمكننا أن نبني على هذين المكسبين وأن نعيد النظر في مسلماتنا. لن تكون أمريكا هي صاحبة الأمر والنهي رغم قوتها. فأسلحتهاالفتاكة التي تغدق بها على الكيان الصهيوني لم تكسر الشعبين الفلسطيني واللبناني، بل على العكس ما عادت لإسرائيل تلك الهالة التي بنتها حولها لعقود بعد أن بانت صورتها الدموية للعالم. هناك اليوم واقع جديد تصنعه الأجيال العربية الجديدة الصامدة. نعم نحن إزاء واقع جديد فرضه الشعبان الفلسطيني واللبناني بإرادتهما وبصلابتهما وبقناعتهما بأن الحل لن يأتي إلا من الداخل. موقف لن يطول الوقت كثير حتى يكون هو الملهم.