كاتب ومحلل سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط والولايات المتحدة. عمل في وسائل الإعلام العربية لأكثر من 25 عاما. في عام 2006 أسس وأدار مشروع "آفاق" للإصلاح في المنطقة العربية. وإضافة إلى عمله الصحفي فهو باحث ومهتم بقضايا الإصلاح والتنوير. صدر له كتاب بعنوان "من الدين إلى الروحانية".
قال المحلل السياسي عمران حسن، المقيم بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إنه من الممكن أن تشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية احتكاكات واحتجاجات، إذا لم يفز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مؤكدا أن هذه الأعمال إذا ما حدثت فإنها لن تؤثر "في مسيرة الديمقراطية أو السلم الأهلي في الولايات المتحدة".
وعدد حسن في حوار لـ"الصباح"، أسباب تصويت بعض من "الأقليات الملونة" –من الأمريكيين منى أصل إفريقي واللاتينيين- لترامب، مشيرا إلى أن هذه المسألة "معقدة"، مؤكدا أن تشهد هذه الانتخابات "تمايزا على أساس جندري".
حاوره: نزار مقني
* هذه الانتخابات تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ أمريكا.. خصوصا مع وجود تباين فكري وإيديولوجي كبير في المجتمع الأمريكي.. هل يمكن ان نشهد عنفا إذا لم يفز ترامب؟
من المحتمل أن نشهد بعض الاحتكاكات والاحتجاجات من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في بعض الولايات الأمريكية في حال لم يفز بالانتخابات وكانت النتيجة متقاربة جدا. هو نفسه بدأ بنشر الاتهامات حول التزوير وما شابه وأخذ يصعد مؤخرا من لهجته الهجومية. مع ذلك أستبعد أن تؤثر هذه الأعمال في حال حدوثها في مسيرة الديمقراطية أو السلم الأهلي في الولايات المتحدة.
في الواقع فإن المؤسسات الدستورية الأمريكية راسخة وهناك ما يكفي من الآليات والوسائل التي تحول دون حدوث أعمال تهدد النظام العام. وهذا لا يخص فقط الديمقراطيين وإنما الجمهوريين أيضا، رغم وجود حالة استقطاب سياسي شديدة في المجتمع الأمريكي، وهي حالة لم تبدأ اليوم ولكنها بالتأكيد أخذت أبعادا أكبر منذ بروز ظاهرة ترامب.
* كيف يمكن أن تؤثر نتائجها على الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصا الحرب على غزة ولبنان؟
لا أعتقد أن نتائج الانتخابات سوف تؤثر بصورة حاسمة على الحرب في غزة أو لبنان. بمعنى أن كلا المرشحين متفقان في الخطوط العريضة فيما يخص حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وضرورة إنهاء حكم حماس في غزة وكذلك سحب مقاتلي حزب الله من جنوب لبنان وبعيدا عن الحدود الشمالية لإسرائيل. هما ربما يختلفان في وسائل تحقيق ذلك، لكن الهدف يظل واحدا.
قد نشهد بعد الانتخابات حراكا دبلوماسيا في المنطقة بهدف الوصول إلى تفاهمات سياسية تفضي إلى الهدوء والسلام، وقد نشهد تصعيدا عسكريا أيضا.
إذا فاز ترامب فإن العلاقات مع إيران من جهة سوف تشهد توترا وتصعيدا جديدا، ومن المحتمل أن تمتد الحرب الحالية في لبنان وغزة إلى مناطق أخرى مثل العراق واليمن.
ومن جهة أخرى سوف نشهد بعث الروح في اتفاقات أبراهام وربما عمليات تطبيع جديدة بين بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل.
أما إذا فازت هاريس فسوف نشهد استمرارا للسياسة الحالية التي تجمع بين التحركات الدبلوماسية للتهدئة ووقف الحرب وبين الالتزام الأمريكي بالدفاع عن إسرائيل ودعمها عسكريا.
وعلينا أن لا ننسى أنه رغم كل الحديث الدائر عن أهمية أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الأمريكية فالواقع أن نسبتهم قليلة جدا وهي غير مؤثرة إلا في حال تقارب الأصوات وفي بعض المناطق فقط.
*لماذا هناك لاتينيون وسود أمريكيون سيصوتون لترامب بالرغم من الأجندة السياسية العنصرية التي يروج لها في الحملات الانتخابية؟
هذه مسألة معقدة ولكن يمكن مقاربتها من عدة زوايا. أولا، أن بعض العبارات التي ترد أحيانا في خطابات ترامب والتي يفهم منها تلميحا عنصريا هي غير مباشرة أو واضحة ولا تخص جماعة بشرية بعينها، الأمر الذي يجعلها لا تسبب مشكلة كبيرة له.
ثانيا، اللاتينيون ليسوا كتلة واحدة، فهم يأتون من دول وثقافات مختلفة. هناك مثلا الكوبيون في فلوريدا وهم يصوتون دائما للحزب الجمهوري. على عكس القادمين من بورتوريكو مثلا. أيضا فإن غالبية اللاتينيين هم مسيحيون كاثوليك وبعضهم محافظون وقريبون من الحزب الجمهوري.
لكل بشكل عام فإن غالبية اللاتينيين يصوتون للحزب الديمقراطي، كما هو الحال مع غالبية الكاثوليك في أمريكا.
أما السود فهم كتلة أقل بكثير من اللاتينيين وغالبيتهم الساحقة تصوت للحزب الديمقراطي لأسباب تاريخية مرتبطة بحركة الحقوق المدنية. لكن بينهم نسبة أيضا تصوت للحزب الجمهوري.
ثالثا، أعتقد أننا في هذه الانتخابات سوف نشهد تمايزا على أساس جندري، حيث أن غالبية من النساء من جميع الخلفيات سوف تصوت لهاريس، بينما نسبة كبيرة من الذكور سوف تصوت إما لترامب أو تحجب صوتها عن هاريس.
أخيرا، علينا أن لا ننسى أن ما يحدد بصورة عامة توجه الناخب الأمريكي، هو الاقتصاد والوظائف وأسعار المعيشة. وبالنسبة للاتينيين والسود فإن هذا الأمر يكتسب أهمية مضاعفة بسبب أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم من ذوي الدخل المحدود.
تعريف
كاتب ومحلل سياسي متخصص في شؤون الشرق الأوسط والولايات المتحدة. عمل في وسائل الإعلام العربية لأكثر من 25 عاما. في عام 2006 أسس وأدار مشروع "آفاق" للإصلاح في المنطقة العربية. وإضافة إلى عمله الصحفي فهو باحث ومهتم بقضايا الإصلاح والتنوير. صدر له كتاب بعنوان "من الدين إلى الروحانية".
قال المحلل السياسي عمران حسن، المقيم بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إنه من الممكن أن تشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية احتكاكات واحتجاجات، إذا لم يفز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مؤكدا أن هذه الأعمال إذا ما حدثت فإنها لن تؤثر "في مسيرة الديمقراطية أو السلم الأهلي في الولايات المتحدة".
وعدد حسن في حوار لـ"الصباح"، أسباب تصويت بعض من "الأقليات الملونة" –من الأمريكيين منى أصل إفريقي واللاتينيين- لترامب، مشيرا إلى أن هذه المسألة "معقدة"، مؤكدا أن تشهد هذه الانتخابات "تمايزا على أساس جندري".
حاوره: نزار مقني
* هذه الانتخابات تعتبر نقطة فاصلة في تاريخ أمريكا.. خصوصا مع وجود تباين فكري وإيديولوجي كبير في المجتمع الأمريكي.. هل يمكن ان نشهد عنفا إذا لم يفز ترامب؟
من المحتمل أن نشهد بعض الاحتكاكات والاحتجاجات من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب في بعض الولايات الأمريكية في حال لم يفز بالانتخابات وكانت النتيجة متقاربة جدا. هو نفسه بدأ بنشر الاتهامات حول التزوير وما شابه وأخذ يصعد مؤخرا من لهجته الهجومية. مع ذلك أستبعد أن تؤثر هذه الأعمال في حال حدوثها في مسيرة الديمقراطية أو السلم الأهلي في الولايات المتحدة.
في الواقع فإن المؤسسات الدستورية الأمريكية راسخة وهناك ما يكفي من الآليات والوسائل التي تحول دون حدوث أعمال تهدد النظام العام. وهذا لا يخص فقط الديمقراطيين وإنما الجمهوريين أيضا، رغم وجود حالة استقطاب سياسي شديدة في المجتمع الأمريكي، وهي حالة لم تبدأ اليوم ولكنها بالتأكيد أخذت أبعادا أكبر منذ بروز ظاهرة ترامب.
* كيف يمكن أن تؤثر نتائجها على الأوضاع في الشرق الأوسط وخصوصا الحرب على غزة ولبنان؟
لا أعتقد أن نتائج الانتخابات سوف تؤثر بصورة حاسمة على الحرب في غزة أو لبنان. بمعنى أن كلا المرشحين متفقان في الخطوط العريضة فيما يخص حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وضرورة إنهاء حكم حماس في غزة وكذلك سحب مقاتلي حزب الله من جنوب لبنان وبعيدا عن الحدود الشمالية لإسرائيل. هما ربما يختلفان في وسائل تحقيق ذلك، لكن الهدف يظل واحدا.
قد نشهد بعد الانتخابات حراكا دبلوماسيا في المنطقة بهدف الوصول إلى تفاهمات سياسية تفضي إلى الهدوء والسلام، وقد نشهد تصعيدا عسكريا أيضا.
إذا فاز ترامب فإن العلاقات مع إيران من جهة سوف تشهد توترا وتصعيدا جديدا، ومن المحتمل أن تمتد الحرب الحالية في لبنان وغزة إلى مناطق أخرى مثل العراق واليمن.
ومن جهة أخرى سوف نشهد بعث الروح في اتفاقات أبراهام وربما عمليات تطبيع جديدة بين بعض الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل.
أما إذا فازت هاريس فسوف نشهد استمرارا للسياسة الحالية التي تجمع بين التحركات الدبلوماسية للتهدئة ووقف الحرب وبين الالتزام الأمريكي بالدفاع عن إسرائيل ودعمها عسكريا.
وعلينا أن لا ننسى أنه رغم كل الحديث الدائر عن أهمية أصوات العرب والمسلمين في الانتخابات الأمريكية فالواقع أن نسبتهم قليلة جدا وهي غير مؤثرة إلا في حال تقارب الأصوات وفي بعض المناطق فقط.
*لماذا هناك لاتينيون وسود أمريكيون سيصوتون لترامب بالرغم من الأجندة السياسية العنصرية التي يروج لها في الحملات الانتخابية؟
هذه مسألة معقدة ولكن يمكن مقاربتها من عدة زوايا. أولا، أن بعض العبارات التي ترد أحيانا في خطابات ترامب والتي يفهم منها تلميحا عنصريا هي غير مباشرة أو واضحة ولا تخص جماعة بشرية بعينها، الأمر الذي يجعلها لا تسبب مشكلة كبيرة له.
ثانيا، اللاتينيون ليسوا كتلة واحدة، فهم يأتون من دول وثقافات مختلفة. هناك مثلا الكوبيون في فلوريدا وهم يصوتون دائما للحزب الجمهوري. على عكس القادمين من بورتوريكو مثلا. أيضا فإن غالبية اللاتينيين هم مسيحيون كاثوليك وبعضهم محافظون وقريبون من الحزب الجمهوري.
لكل بشكل عام فإن غالبية اللاتينيين يصوتون للحزب الديمقراطي، كما هو الحال مع غالبية الكاثوليك في أمريكا.
أما السود فهم كتلة أقل بكثير من اللاتينيين وغالبيتهم الساحقة تصوت للحزب الديمقراطي لأسباب تاريخية مرتبطة بحركة الحقوق المدنية. لكن بينهم نسبة أيضا تصوت للحزب الجمهوري.
ثالثا، أعتقد أننا في هذه الانتخابات سوف نشهد تمايزا على أساس جندري، حيث أن غالبية من النساء من جميع الخلفيات سوف تصوت لهاريس، بينما نسبة كبيرة من الذكور سوف تصوت إما لترامب أو تحجب صوتها عن هاريس.
أخيرا، علينا أن لا ننسى أن ما يحدد بصورة عامة توجه الناخب الأمريكي، هو الاقتصاد والوظائف وأسعار المعيشة. وبالنسبة للاتينيين والسود فإن هذا الأمر يكتسب أهمية مضاعفة بسبب أن نسبة كبيرة من هؤلاء هم من ذوي الدخل المحدود.